فيلم «عمار» مقال رائع لـ الكاتب: منصور الزغيبي

[ابن طيبه الطيبه]

فيلم «عمار»

الكاتب: منصور الزغيبي

الخميس ٦ سبتمبر ٢٠١٢


عمار شاب عظيم، فهو بحق يستحق أن يكون شخصية هذا العام للشباب الخليجي والعربي، لأنه يضرب أعظم الأمثلة في الكفاح، وقوة الإرادة، والجدية والاستمرار، والوصول للهدف الذي يريده من دون أي تراجع وتأخر، على رغم العقبات وكثرتها وقسوتها، والظروف الصعبة التي يعيشها وتحكم وضعه الصحي... فهو شاب صنع المستحيل واخترق كل حواجز اليأس... فهو فعلاً، كما أطلق عليه، «قاهر المستحيل» وصانع الأمل.

من يريد أن يتعرف أكثر على شخصية عمار يشاهد المقطع الذي نُشر في «يوتيوب»، الذي أحدث ضجة إيجابية، وهو من إخراج المبدع بدر الحمود.

الإعاقة الحقيقية هي الإعاقة الفكرية، وهي أكبر الأزمات التي يعاني منها العرب، وهي أزمة تحتاج إلى تشريح. ما الفائدة من إنسان تجده بكامل قواه تتوفر لديه كل شروط العافية والصحة، وتجد مستوى التفكير لديه أقل من عادي والهمة ضعيفة، وليس له هدف في الحياة، والفراغ يسيطر عليه. فمن لم تتحرك فيه ذرة من الحياء من واقع نفسه، وهو يشاهد فيلم عمار، فهو يحتاج أن يراجع ذاته قبل الندم.

من أقل الواجبات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة إعطاؤهم حقوقهم، وتسهيل كل السبل لهم، وتفهم ظروفهم، والاستفادة من قدراتهم وتوظيفها في ما ينفع البلد، وتصحيح النظرة التي من حولهم، بداية من داخل المؤسسة التعليمية وغيرها من المؤسسات. ومن اللائق استخدام مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة، بدلاً من مفردة «معوقين» التي لا تليق، والبعض منا يحتاج تأهيلاً من ناحية طريقة التعامل مع أهلنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا الجانب ينقصنا فيه الوعي المطلوب، وعلاج ذلك يكون من خلال وسائل كثيرة، وأهل الشأن لا ينقصهم المعرفة بواقع الأمر، لكن مطالبين بمعالجة ذلك، وتضييق دائرة العنف المعنوي الذي يقع في حقهم من دون أي مراعاة وتجاوز لكل معاني الأدب والأخلاق. و«عمار» أوصل رسالة مختصرة ومهذبة للجهات المعنية في ما يعانيه ومثله من الألوف.

من الأشياء التي بهرتني في شخصية أخي العظيم والرائع عمار ثقته بنفسه العالية، على رغم ظروفه، وأزمة الثقة بالنفس هي مشكلة تخترق شبابنا اليوم.

عمار أعطى الشباب العربي وصايا مختصرة وهي علامات لطريق النجاح وتحقيق الطموح والأحلام، وهي الصبر والكفاح والاستمرار وتنمية نسبة الثقة نحو النفس والتفاؤل، وتجاوز كل الحدود من دون أي التفات أو تأثر بعوارض الطريق الطويل، لأن جل تركيزه منصب نحو الهدف... والشاب العظيم عمار نفتخر به، وهو خير مثال وقدوة للشباب، ويشرفني ويسعدني أن أكون من أوائل المتابعين لكل إبداعاته والاطلاع عليها، من بداياتها حتى هذه الأيام، وما سوف يقدمه في المستقبل... شكرا ًلوالديّ عمار على هذا الابن الجميل الذي يعتبر إضافة مختلفة ومميزة ومفخرة للوطن، وشكراً للأخ بدر الحمود وفريقه الرائع الذي ننتظر منه أن يعرفنا أكثر على مبدعينا.





* كاتب سعودي.
صحيفة الحياة

 

[ابن طيبه الطيبه]

رد: فيلم «عمار» مقال رائع لـ الكاتب: منصور الزغيبي

لرفع