اشعارات

جرثومة تفقد محام عينه في مستشفى جامعي في بيروت

alnour

New member
جرثومة تفقد محام عينه في مستشفى جامعي في بيروت

ذكرت صحيفة "الجمهورية"، ان المحامي يوسف. ح. أصيب تحت حاجب عينه اليسرى نتيجة صدمة بشوكة تسَبّب بها ابنه، فتوجّه فوراً الى إحدى المستشفيات الجامعية في بيروت، حيث عايَنه الطبيب المختصّ (ب. ب.) وطلب منه العودة الى المنزل والبقاء فيه ثلاثة أيام مع تناول علاج. لكنّ المحامي كان يعتقد اعتقاداً راسخاً بأنَّ عَينه تنزف، وقد أصرَّ على دخول المستشفى، لا سيما أنه مريض في السكري. عندها، وصف له الطبيب دواءَين لا يحويان مضادات حيوية، لكنّ المريض شكّ في فعالية هذا العلاج وقلق من نتيجته. وبعد أربعة أيام لدخوله المستشفى تعرّض لنزيف حاد في العين المصابة، أفقده البصر كليّاً، وعندما عايَنه الطبيب مجدداً، وصف له دواءَين مضادّين للالتهاب.

وبحسب الصحيفة، غادر المريض المستشفى بعد نحو أسبوع في 1 أيلول 2003، وهو يعاني التهاباً شديداً في العين، فأعلمه الطبيب أنه سيُجري له عملية جراحية بعد شهرين لنزع الدم، ويمكنه بالتالي أن يستعيد البصر. وبعد شهر و22 يوماً قصد المريض مستشفى آخر متخصصاً في أمراض العين، فعاينه الطبيب (ا. ج.) وأخضعه لتحاليل مخبرية أظهرت إصابة العين بجرثومة Pseudomonas الفتّاكة التي تلتقط أساساً في المستشفيات، فاستأصل له العمل من العين، لكنّ الشبكة كانت قد تأذّت ولا يمكن معالجتها، فوقّع له الطبيب تقريراً يفيد بأنه فقد البصر كلياً في هذه العين. ثم استحصل المريض على تقرير آخر من الطبيب الشرعي (ج. ط.) يثبت خسارته البصر في العين اليسرى كلياً وتقدير العطل الدائم بنسبة 30 في المئة.

لكنّ المريض ادعى على المستشفى والطبيب المعالج، مُدلياً أن المستشفى مسؤولة عن الجرثومة التي التقطها، والطبيب (ب. ب) مسؤول عن إهمال العلاج، وإجباره على التنقّل في المستشفى بلا ضمادة على رغم أنّ الغبار كان يملأ المكان بسبب الورشة القائمة، كما انه مسؤول عن إخفاء واقعة حقن عَينه بإبرة قد تكون أدّت الى إصابته بالجرثومة، وتمكّن المدعي من إثبات إخضاعه للإبرة بواسطة فواتير المستشفى المسلّمة الى شركة الضمان.

وعلى أثر رَفع المريض الدعوى، اجتمعت لجنة التحقيقات المهنية في نقابة الأطباء، بناء لقرار قاضي التحقيق في بيروت، وكان مضى على الإصابة نحو سنة و11 شهراً، وأعدّت تقريراً يفيد أن المريض يعاني رَضّة نتيجة إصابة تحت حاجب العين اليسرى، وأنه لا يشكو من أي ثقب أو جرح نافذ في العين، بل من نزيف في الخانة الأمامية، وأن وضع العدسة طبيعي، وضغط العين 30، وأن الشبكية سليمة، وأنه أعطي العلاج المناسب أثناء وجوده في المستشفى، ولم يعط مضاداً حيوياً لعدم وجود سبب طبّي لذلك، وأنه لم يحصل تقصير أو خطأ طبيّ، وأنه أثناء وجوده في المستشفى عايَنه الأطباء المختصون: (أ.ش) و(ا. خ)، و(د. ح)، بناء لطلب الطبيب المعالج، وقد تبيَّن بعد يومين أنه يشكو من نزيف مُستجِد في الجسم الزجاجي مع عوارض التهابية inflammation.

ولفتت اللجنة إلى أنّ الطبيب وصف له مضادّات حيوية من باب الحرص، مع أنها لم تكن ضرورية، وأنّه تمَّت متابعة المريض في المستشفى لفترة زمنية كافية مع إجراء كل الفحوص والصوَر، وأن الطبيب طلب من المريض المتابعة بعد خروجه من المستشفى بحيث حصل ذلك مرّتين، لكنه في المرة الثالثة لم يلتزم بالموعد، وفق ما أفادها الطبيب المعالج.

بدوره، أفاد الطبيب المعالج (ب. ب) أمام قاضي التحقيق بأنه أدخل المريض المستشفى بناء لطلبه، مع أنّ وضعه لم يكن يستدعي ذلك، ولم تكن حاله تستوجب وَصف مضاد حيوي، وأنه وصفَ له قطرات في الأيام الثلاثة الأولى فضلاً عن دواء يُخفِّف ضغط العين.

وفي اليوم الرابع حصل الالتهاب، نافياً أن يكون ناتجاً عن جرثومة، بل عن نزيف استَجَدّ بعد توقّف النزيف الناشئ عن الصدمة، وأنّ المعاينة بالصورة الصوتية بَيَّنت أن الشبكية سليمة، وكان بإمكان المريض أن يرى النور، وكان ضغط العين طبيعياً، فطلب منه العودة بعد أسبوع للمعاينة، لكنّ المريض تأخّر ثلاثة أيام عن الموعد. ولدى إجراء صورة صوتية، تبيّن أن الوضع ما زال على حاله. وأفاد الطبيب انه يستحيل أن يكون المريض التقطَ الجرثومة من المستشفى ذاته، وإلّا لفَقدَ البصر في خمسة أيام، في حين انه كان لا يزال يرى النور.
 

عودة
أعلى