أحاديث و قصص عن فوائد الاستغفار

احتضار

عضو مشارك
[align=center]
* أحاديث و قصص عن فوائد الاستغفار*

الاستغفار يا له من نعمةٍ عظيمه أغلبنا يجهلها ويجهل فوائدها

قال تعالى:
(( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ))

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب ))

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول الله تبارك وتعالى :
(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم اخلق ويعبد غيري
ارزق ويشكر سواي خيري إلى العباد نازل وشرهم
إلىّ صاعد أتودد إليهم برحمتي وأنا الغنى عنهم
ويتبغضون إلىّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونوا إلىّ
أهل طاعتي أهل محبتي أهل ذكرى أهل مجالستي
فمن أراد أن يجالسني فليذكرني أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي
إن تابوا إلىّ فانا حبيبهم من أتاني منهم تائبا تلقيته من بعيد
ومن اعرض عنى نادينه من قريب أقول له أين تذهب ألك رب سواي
الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد والسيئة عندي بمثلها وأعفو
وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم ))

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال :
(( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ,
وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ,
يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ,
يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ,
يا عبادي كلكم عارٍ إلا منكسوته فاستكسوني أكسكم ,
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً
فاستغفروني أغفر لكم ,
يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ,
يا عبادي لو أن أولكم و آخركم, وإنسكم وجنكم كانوا
على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً ,
يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا
على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً ,
يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم قاموا
على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته
ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ,
يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها
فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك
فلا يلومن إلا نفسه )) - رواه مسلم -

من فوائد هذين الحديثين :
ادراك العبد أن ذنوبه مهما كثرت
فإن الله تعالى يغفرها جميعاً
إذا استغفر العبد ربه وتاب إليه بصدق ,
والدليل على مغفرة الله للذنوب جميعاً قوله تعالى :
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ))
[الزمر53]
و قوله تعالى في الحديث القدسي :
(( وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفرلكم ))

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ) . صحيح الجامع




::: كلمات في الاستغفار :::

* فضائله:

1ـ أنه طاعة لله عز وجل. .

2ـ أنه سبب لمغفرة الذنوب..

" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً"

3ـ نزول الأمطار ..

"يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً"

4 - الإمداد بالأموال والبنين..

"وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ"

5ـ دخول الجنات ..

"وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ"

6ـ زيادة القوة بكل معانيها..

"وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ"

7ـ المتاع الحسن ..

" يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً "

8ـ دفع البلاء..

" وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"

9-هو سبب لإيتاء كل ذي فضل فضله ..

"وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ"

العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار،

لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فإذا استغفروا الله غفر الله لهم .

الاستغفار سبب لنزول الرحمة

"لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"

10-هو كفارة للمجلس...

وهو تأسٍ بالنبي ؛ لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد

سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة. رواه مسلم





::صيغ الاستغفار::

1 - سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد:

( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك وأنا
على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت،
أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي،
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) . رواه البخاري..

2 - أستغفر الله..

3 - رب اغفر لي..

4 - ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ). مناسك الحج..

5 - ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور ). مسند أحمد..

6 - ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله ،
فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ). رواه البخاري..

7 - ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ). صحيح الترغيب




* إليكم هذه القصص عن الاستغفار وفوائده *

1 - هذه القصة ذكرها الشيخ عائض القرني :


قالت امرأة : مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري ..
وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات ..
فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري ..
وندبت حظي ، ويئست ، وطوقني الهم ..
فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا ..
وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا ..
وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم ..
وإذا بشيخ يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
(( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب ))
فأكثرت بعدها الاستغفار ، وأمرت أبنائي بذلك ..
وما مر بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة !..
فعوضت فيها بملايين !
وصار ابني الأول على طلاب منطقته ..
وحفظ القران كاملاً ، وصار محل عناية الناس ورعايتهم !!
وامتلأ بيتنا خيراً وصرنا في عيشه هنيئة ..
وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي ..
وذهب عني الهم والحزن والغم وصرت أسعد امرأة !


2 - هذه قصه أخرى :

إحدى قريباتي تزوجت من شاب كان عصبي ومتسلط
أنجبت منه طفل وبعد سنتين طلقها
كانت العيشة معه أشبه بالتعذيب
ولكن كانت ترفض الزواج
وقالت لن ادع رجل غريب يربي ابني
كنا نستغرب كيف تفكر هكذا وهي ذاقت ألوان العذاب
من زوجها وليته قدر كل صبرها بل طلقها
والله هذا شي عشت وقعه بعد فتره من هذا الحديث
اقل من خمسة أشهر جاءت إلى زيارتنا وتفاجئنا أنها عادت إلى زوجها
وكانت بقمة السعادة وتتكلم عنه كأنها تزوجت بملاك
كيف تغير وانقلب حاله ! قالت والله لم يتدخل احد للإصلاح
لان الناس يعرفون انه من الرجال الذين لا يستحقون أن تبقى معهم النساء
تقول أنها سمعت بالحديث الشريف :
(( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب ))
وأصبحت تستغفر كثيرا وأصلح الله حال زوجها سبحان الله بيوم وليله

3 - القصة الثالثة :

حضرت محاضرة لأحد الداعيات وكانت تتكلم عن فضل الاستغفار
وذكرت هذه القصة :
رجل كان عليه دين كثير
وهو فقير ولم يستطع أن يرد الدين لأصحابه ففي النهار بابه
يطرقه الرجال يريدون إرجاع أموالهم وفي الليل الهم يقتله
وهو محتار جدا فسمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب) فلزم هذا الرجل الاستغفار
وتقول الداعية أن هذا الرجل كان يمشي وهو يستغفر
وكان بقرب مكتب عقار فرأى صاحب العقار يسلم عليه
ويعطيه مبلغ كبير من المال قال الرجل : ولماذا أعطيتني
هذا المال وأنا لا أعرفك وما المناسبة قال صاحب العقار للرجل :
إنني نذرت إذا بيعت لي ارض بمبلغ كذا وكذا
سأعطي أول شخص أراه هذا المبلغ
فقضى هذا الرجل ديونه بفضله تعالى
و صدق سبحانه تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) [ نوح ]

4 - القصة الرابعة :
يقول الداعية * خالد السلطان * :
في ليلة من ليالي التشريق ( أيام الحج )
وبالقرب من ( البيت العتيق )
ألقيت كلمة عن الاستغفار ومعناه وفضله وأثره
وكان كلامي فيه الدليل والمنطق والعقل
فلما انتهيت من كلمتي القصيرة ( وهي عادتي )
طلب احد الحاضرين الحديث معي على انفراد
قبلت الحديث معه فبدأ بسرد قصته مع الاستغفار .
- أبو يوسف : أنا تزوجت ولله الحمد ولكن زوجتي
تأخرت بالإنجاب فقمت ببذل الأسباب، ما سمعت عن طبيب إلا زرته
ثم سافرت بعد ذلك للخارج التمس العلاج والكل يؤكد بقوله
( ما فيك إلا العافية أنت وزوجتك ) فرجعت الكويت
وكلي رجاء بالله ( والله على كل شيء قدير ) .
- قلت : اسأل الله أن يرزقك الذرية الصالح
يا أبو يوسف وعليك بالدعاء خاصة انك في أيام عظيمة
وفي مكان عظيم وأنت اليوم مجاور ( البيت العتيق ).
- أبو يوسف : آمين لكن بعد ما خلصت قصتي.
- قلت : كمل يا أبو يوسف كلي أذن صاغية.
- أبو يوسف : في يوم من الأيام وأنا استمع لإذاعة
القرآن الكريم (السعودية) سمعت من يقرأ الآية التي ذكرتها
يا شيخ في كلمتك من سورة نوح
( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ) .
فشرح الشيخ الآية وبين أن الاستغفار طريق لجلب الأطفال
فعلقت الكلمات في بالي فلما رجعت للمنزل قلت لزوجتي :
ما سمعت وعزمنا على اخذ العلاج ( الاستغفار )
ليلا ونهارا سرا وعلانية ( تدري يا شيخ ما حصل؟!! ).
- زوجتي حملت بنفس الشهر الذي استغفرنا فيه وجاء
( يوسف ) والحمد لله.
- قلت : ما شاء الله صدق الله وهو خير الصادقين
( والله لا يخلف الميعاد ) وقال تعالى:
( ومن أصدق من الله قيلا ) ( ومن اصدق من الله حديثا ) .
- أبو يوسف : شيخ إلى الآن لم تنته قصتي بعد.
- قلت : خلاص جاك الولد ( شنو بعد ).
- أبو يوسف : لما انتهت زوجتي من النفاس قلت لها:
استغفري يا أم يوسف للثاني فاستغفرنا مثل الأول
فحملت بنفس الشهر وجاء الثاني بحمد الله ولما انتهت من نفاسها الثاني
قلت : استغفري يا أم يوسف نبي ثالث فاستغفرنا فجاء الثالث
ولله الحمد فلما انتهت زوجتي من نفاسها قالت :
يا أبو يوسف وقف عن الاستغفار ( بنية الأولاد ) شوي
حتى يكبر الأولاد وبعدها نرجع نستغفر للرابع بإذن الله.
- قلت : الله يبارك لك بما رزقك ويجعل ذريتك قرة عين
خاصة أنك رأيت آية من آيات الله فيك وفي زوجتك وفي ذريتك.
- أبو يوسف : آمين الله يستجيب دعاك لكن يا شيخ ما خلصت بعد من قصتي.
- قلت : ما انتهت الأحداث بعد ! أكمل يا أبا يوسف.
- أبو يوسف : بعدما كبر الأولاد قليلا قلت لأم يوسف
عندنا ثلاثة أولاد ونرجو من الله أن يرزقنا ( بنت حلوة )
استغفري يا أم يوسف وأنت ترجين بنتا.. فسكت أبو يوسف.
- قلت : الله يرزقك البنت كما رزقك الأولاد يا أخي الكريم.
- أبو يوسف : أبشرك يا شيخ أنا اليوم جئت الحج
وزوجتي في النفاس مع بنتها الجديدة .
( انتهت قصة أبو يوسف )
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) [ نوح ]


5 - قصة الإمام أحمد بن حنبل :

كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد ،
ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد ،،
حاول مع الإمام ولكن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ،
وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه ،
فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ،
وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ،
فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ،
وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ،
فأكرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ،
الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر ،
ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ،
فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل ،
فأجابه الخباز : أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ،
فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لاستغفارك ثمره ،
والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الاستغفار ،
يعلم فضل الاستغفار ، يعلم فوائد الاستغفار ,,
فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة !! ,,
فقال الإمام أحمد : وما هي ,
فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل !!!! ,,
فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل ،، والله إني جُررت إليك جراً !!!!




* هيا أخي الغالي أختي الغالية
فلتلزم الاستغفار لتكسب مغفرة الله تعالى
و ليبارك الله لك في مالك وأهلك وأبنائك
و لتصبح حياتك أهنأ ورزقنك أوفر
بفضلٍ من الله تعالى


[/align]
 
رد: أحاديث و قصص عن فوائد الاستغفار

عن شداد بن أوس ‏‏رضي الله عنه ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏سيد ‏‏الاستغفار أن تقول[type=172080]
{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}

قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .رواه البخاري
‏قوله
( سيد الاستغفار ) ‏
‏قال الطيبي : لما كان هذا الدعاء جامعا لمعاني التوبة كلها استعير له اسم السيد , وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج , ويرجع إليه في الأمور . ‏
‏قوله
( أن يقول ) ‏
‏أي العبد , وثبت في رواية أحمد والنسائي ” إن سيد الاستغفار أن يقول العبد ” وللترمذي من رواية عثمان بن ربيعة عن شداد ” ألا أدلك على سيد الاستغفار ” وفي حديث جابر عند النسائي ” تعلموا سيد الاستغفار ” . ‏
‏قوله
( لا إله إلا أنت خلقتني ) ‏
‏كذا في نسخة معتمدة بتكرير أنت , وسقطت الثانية من معظم الروايات , ووقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة ” من قال حين يصبح : اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت ” والباقي نحو حديث شداد وزاد فيه ” آمنت لك مخلصا لك ديني ” . ‏
‏قوله
( وأنا عبدك ) ‏
‏قال الطيبي : يجوز أن تكون مؤكدة , ويجوز أن تكون مقدرة , أي أنا عابد لك , ويؤيده عطف قوله ” وأنا على عهدك ” . ‏
‏قوله
( وأنا على عهدك )
‏سقطت الواو في رواية النسائي , قال الخطابي : يريد أنا على ما عهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ما استطعت من ذلك . ويحتمل أن يريد أنا مقيم على ما عهدت إلي من أمرك ومتمسك به ومنتجز وعدك في المثوبة والأجر . واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى . وقال ابن بطال : قوله ” وأنا على عهدك ووعدك ” يريد العهد الذي أخذه الله على عباده حيث أخرجهم أمثال الذر وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم فأقروا له بالربوبية وأذعنوا له بالوحدانية . وبالوعد ما قال على لسان نبيه ” إن من مات لا يشرك بالله شيئا وأدى ما افترض عليه أن يدخله الجنة ” . قلت : وقوله وأدى ما افترض عليه زيادة ليست بشرط في هذا المقام لأنه جعل المراد بالعهد الميثاق المأخوذ في عالم الذر وهو التوحيد خاصة , فالوعد هو إدخال من مات على ذلك الجنة . ‏
قال وفي قوله
” ما استطعت “

‏إعلام لأمته أن أحدا لا يقدر على الإتيان بجميع ما يجب عليه لله . ولا الوفاء بكمال الطاعات والشكر على النعم , فرفق الله بعباده فلم يكلفهم من ذلك إلا وسعهم . وقال الطيبي : يحتمل أن يراد بالعهد والوعد ما في الآية المذكورة , كذا قال : والتفريق بين العهد والوعد أوضح . ‏
‏قوله
( أبوء لك بنعمتك علي ) ‏

‏سقط لفظ لك من رواية النسائي , وأبوء بالموحدة والهمز ممدود معناه أعترف . ووقع في رواية عثمان بن ربيعة عن شداد ” وأعترف بذنوبي ” وأصله البواء ومعناه اللزوم , ومنه بوأه الله منزلا إذا أسكنه فكأنه ألزمه به . ‏
‏قوله
( وأبوء لك بذنبي )
‏أي أعترف أيضا , وقيل معناه أحمله برغمي لا أستطيع صرفه عني . وقال الطيبي : اعترف أولا بأنه أنعم عليه , ولم يقيده لأنه يشمل أنواع الإنعام , ثم اعترف بالتقصير وأنه لم يقم بأداء شكرها , ثم بالغ فعده ذنبا مبالغة في التقصير وهضم النفس . قلت : ويحتمل أن يكون قوله ” أبوء لك بذنبي ” أعترف بوقوع الذنب مطلقا ليصح الاستغفار منه , لا أنه عد ما قصر فيه من أداء شكر النعم ذنبا. ‏
‏قوله
( فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )

‏يؤخذ منه أن من اعترف بذنبه غفر له , وقد وقع صريحا في حديث الإفك الطويل وفيه ” العبد إذا اعترف بذنبه وتاب تاب الله عليه ” . ‏
‏قوله
( من قالها موقنا بها ) ‏

‏أي مخلصا من قلبه مصدقا بثوابها , وقال الداودي يحتمل أن يكون هذا من قوله إن الحسنات يذهبن السيئات ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء وغيره ; لأنه بشر بالثواب ثم بشر بأفضل منه فثبت الأول وما زيد عليه , وليس يبشر بالشيء ثم يبشر بأقل منه مع ارتفاع الأول , ويحتمل أن يكون ذلك ناسخا وأن يكون هذا فيمن قالها ومات قبل أن يفعل ما يغفر له به ذنوبه , أو يكون ما فعله من الوضوء وغيره لم ينتقل منه بوجه ما , والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء . كذا حكاه ابن التين عنه , وبعضه يحتاج إلى تأمل . ‏
‏قوله
( ومن قالها من النهار ) ‏
‏في رواية النسائي ” فإن قالها حين يصبح ” وفي رواية عثمان بن ربيعة ” لا يقولها أحدكم حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح , أو حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي ” . ‏
‏قوله
( فهو من أهل الجنة ) ‏
‏في رواية النسائي ” دخل الجنة ” وفي رواية عثمان بن ربيعة ” إلا وجبت له الجنة ” قال ابن أبي جمرة : جمع صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أنه يسمى سيد الاستغفار , ففيه الإقرار لله وحده بالإلهية والعبودية , والاعتراف بأنه الخالق , والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه , والرجاء بما وعده به , والاستعاذة من شر ما جنى العبد على نفسه , وإضافة النعماء إلى موجدها , وإضافة الذنب إلى نفسه , ورغبته في المغفرة , واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو , وفي كل ذلك الإشارة إلى الجمع بين الشريعة والحقيقة , فإن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا إذا كان في ذلك عون من الله تعالى . وهذا القدر الذي يكنى عنه بالحقيقة . فلو اتفق أن العبد خالف حتى يجري عليه ما قدر عليه وقامت الحجة عليه ببيان المخالفة لم يبق إلا أحد أمرين : إما العقوبة بمقتضى العدل أو العفو بمقتضى الفضل , انتهى ملخصا . أيضا : من شروط الاستغفار صحة النية , والتوجه والأدب , فلو أن أحدا حصل الشروط واستغفر بغير هذا اللفظ الوارد واستغفر آخر بهذا اللفظ الوارد لكن أخل بالشروط هل يستويان ؟ فالجواب أن الذي يظهر أن اللفظ المذكور إنما يكون سيد الاستغفار إذا جمع الشروط المذكورة , والله أعلم .
قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – : في قوله عليه السلام : ” سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت” . قد اشتمل هذا الحديث من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها أن يكون سيّد الاستغفار ، فإنه صدره باعتراف العبد بربوبية الله ، ثم ثناها بتوحيد الإلهية بقوله : (( لا إله إلا أنت )). ثم ذكر اعترافه بأن الله هو الذي خلقه وأوجده ولم يكن شيئا ، فهو حقيق بأن يتولى تمام الإحسان إليه بمغفرة ذنوبه ، كما ابتدأ الإحسان إليه بخلقه .
ثم قال : ” وأنا عبدك ” اعترف له بالعبودية.
فإن الله تعالى خلق ابن آدم لنفسه ولعبادته ، كما جاء في بعض الآثار :
(( يقول الله تعالى : ابن آدم ! خلقتك لنفسي ، وخلقت كل شيء لأجلك ، فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له )). وفي أثر آخر : (( ابن آدم ! خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، وتكفلت لك برزقك فلا تتعب. ابن آدم ! اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء )). فالعبد إذا خرج عما خلقه الله له من طاعته ومعرفته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ، فقد أبق من سيده ، فإذا تاب إليه ورجع إليه فقد راجع ما يحبه الله منه ، فيفرح الله بهذه المراجعة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم يخبر عن الله : (( لله أشد فرحا بتوبة عبده من واجد راحلته عليها طعامه وشرابه بعد يأسه منها في الأرض المهلكة ، وهو سبحانه هو الذي وفقه لها ، وهو الذي ردها إليه ))
. وهذا غاية ما يكون من الفضل والإحسان ، وحقيق بمن هذا شأنه أن لا يكون شيء أحب إلى العبد منه.
ثم قال :
” وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت”
فالله سبحانه وتعالى عهد إلى عباده عهدا أمرهم فيه ونهاهم ، ووعدهم على وفائهم بعهده أن يثيبهم بأعلى المثوبات ، فالعبد يسير بين قيامه بعهد الله إليه وتصديقه بوعده. أي أنا مقيم على عهدك مصدق بوعدك. وهذا المعنى قد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ، كقوله : (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )). والفعل إيمانا هو العهد الذي عهده إلى عباده ، والاحتساب هو رجاؤه ثواب الله له على ذلك ، وهذا لا يليق إلا مع التصديق بوعده. وقوله (( إيمانا واحتسابا )) منصوب على المفعول له ، إنما يحمله على ذلك إيمانه بأن الله شرع ذلك وأوجبه ورضيه وأمر به ، واحتسابه ثوابه عند الله ، أي يفعله خالصا يرجو ثوابه.
وقوله :
” ما استطعت “
أي إنما أقوم بذلك بحسب استطاعتي ، لا بحسب ما ينبغي لك وتستحقه علي. وفيه دليل على إثبات قوة العبد واستطاعته ، وأنه غير مجبور على ذلك ، بل له استطاعة هي مناط الأمر والنهي والثواب والعقاب. ففيه رد على القدرية المجبرة الذين يقولون : إن العبد لا قدرة له ولا استطاعة ، ولا فعل له البتة ، وإنما يعاقبه الله على فعله هو ، لا على فعل العبد. وفيه رد على طوائف المجوسية وغيرهم.
ثم قال :
” أعوذ بك من شر ما صنعت “
فاستعاذته بالله الالتجاء إليه والتحصن به والهروب إليه من المستعاذ منه ، كما يتحصن الهارب من العدو بالحصن الذي ينجيه منه. وفيه إثبات فعل العبد وكسبه ، وأن الشر مضاف إلى فعله هو ، لا إلى ربه ، فقال : (( أعوذ بك من شر ما صنعت )). فالشر إنما هو من العبد ، وأما الرب فله الأسماء الحسنى ، وكل أوصافه صفات كمال ، وكل أفعاله حكمة ومصلحة. ويؤيد هذا قوله عليه السلام : (( والشر ليس إليك )) في الحديث الذي رواه مسلم في دعاء الاستفتاح.
ثم قال :
” أبوء لك بنعمتك علي “ أي أعترف بأمر كذا ، أي أقر به ، أي فأنا معترف لك بإنعامك علي ، وإني أنا المذنب ، فمنك الإحسان ومني الإساءة. فأنا أحمدك على نعمتك ، وأنت أهل لأن تحمد وأستغفرك لذنوبي. ولذا قال بعض العارفين : ينبغي للعبد أن تكون أنفاسه كلها نفسين : نفسا يحمد فيه ربه ، ونفسا يستغفره من ذنبه. ومن هذا حكاية الحسن مع الشاب الذي كان يجلس في المسجد وحده ولا يجلس إليه ، فمر به يوما فقال : ما بالك لا تجالسنا ؟ فقال : إني أصبح بين نعمة من الله تستوجب علي حمدا ، وبين ذنب مني يستوجب استغفارا ، فأنا مشغول بحمده واستغفاره عن مجالستك. فقال : أنت أفقه عندي من الحسن. ومتى شهد العبد هذين الأمرين استقامت له العبودية ، وترقى في درجات المعرفة والإيمان ، وتصاغرت إليه نفسه ، وتواضع لربه ، وهذا هو كمال العبودية ، وبه يبرأ من العجب والكبر وزينة العمل. والله الموفق الهادي ، والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل
[/type]
.
 
رد: أحاديث و قصص عن فوائد الاستغفار

شكرا على المرور
 
رد: أحاديث و قصص عن فوائد الاستغفار

1dfb8a7a2dvp3uj0.gif
 
رد: أحاديث و قصص عن فوائد الاستغفار

شكرا على المرور
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى