حارس لاينام

الصبر

عضو جديد
حارس لاينام


حارس لاينام
لما عصفت في هذا الزمن رياح الفتن والشبهات..
واعترضت حياة الكثير حرارة الشَّهوات لم يبقَ حين ذاك غير محبرة وريشة تُسطر السطور :
لنفوس ضلت الطريق وأصبحت مضطربة بعدما كانت تنعم بالأمن والأمان
بات الألم يرافقني وأنا أرى طاقات تُهدر ومواهب اندثرت وأفكاراً تبخرت فنتج عن ذلك كله
أجسام بلا عقول ّ!!
وأرواح فارغة من الهمم!!
أحرفي هذه لا تحاكي فقط هذه الفئة
بل تتحدث إلى من واجهتهم كبوة وعثرة ظنوا أنهم لن يستطيعوا أن يقوموا من بعدها !!
نريد أن نخرج من هذا المُتصفح :
من دائرة الأماني إلى دائرة المبادرة ..وتجديد العهد..
لا شك أن عنوان الطرح لفت انتباهكم ..
وأثار بداخلكم التساؤلات..
الإنسان جبله الله عز وجل على أشياء كثيرة
منها أنه لن يستطيع أن يبقى مستيقظاً طوال الوقت فلا بد له من راحة يلتجأ إليها حتى يستعيد نشاطه ..
ولا يخلو عصرنا هذا من جهابذة

ارتقوا وسموا بنفوسهم إلى معالي الأمور


وجعلوا من أنفسهم حراساً لا يعرفون النوم يكابدون

في الليل المظلم
مهما كان حرارة ساعاته أو فصل برودته..
ويكافحون في النهار خوفاً من الوقوع في المزالق أو الخروج على مسار الطريق..




ما أسمى تلك المشاعر التي تستشرفها النفس حينما تكون ثابتة في وجه الأعداء

وما أقسى جرعة الألم والأسى حينما تتجرعه النفوس وهي ترى أن العزائم تهاوت على مراحل الطريق.

وما أصعب أن يطول الغبش على الأعين فيجعل الإنسان لا يدري أين يسير..

هكذا هي أحاسيس ذاك الحارس الذي عاش ولا زال يَعيش في تيقظ لا يمكن ان يستكين


كل منا في داخله ذلك الحارس
ولكن تختلف أوضاعه بحسبِ تعامل وتفقد كل واحد منا له..
من خلاله تعيش الأرواح في سكينة واطمئنان
أو ربما تعيش في ضيق يَعقُبه ذُل وهوان ..
وكما قيل: السعادة الروحانية أعلى وأشرف من السعادة الجسمانية..
لأن الثانية سرعان ما ترحل وينتهي مفعولها
أما الأولى تبقى ترافق الإنسان إلى الأبد..
هل تفقَّد كُلٌّ منا حارسه ؟؟

وأي شيء يستحق أن نطلق عليه مسمى ( حارسٌ لا ينام )

أعظم من تقوى الله..


آه على حال من ضيع ذلك الحارس وترك نفسه للهوى والشيطان

فلم يقف عند الحدود ولم يُجاهد نفسه ..

ولم يراعي حق الله عليه!!


أين نحن من تقوى الله عزوجل!!


لم تكثر البلايا والمحن ولم يتكالب الأعداء علينا

إلا بعدما أهملنا جانب تقوى الله في أعماقنا .

..هل تدبرنا تلك الآيات التي حثت على التقوى ..,

(ومن يتق الله يجعل له مخرجا () ويرزقه من حيث لا يحتسب )

(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)

(ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا)


التقوى حارس لاينام في داخل الضمائر وفي حنايا القلوب

متى العودة والرجوع الحقيقي لله عزوجل ؟؟

إنني أخاطب بكم عقولكم وقلوبكم وأعينكم التي يوماً من الأيام ذرفت دموع الخشية من الله سبحانه وتعالى..

لا نريد أن تُذرف تلك الدموع في مواسم ، بل نُريدها أن تكون رفيقة
تتحول إلى واقع ملموس بالابتعاد عما نهى الله عنه والامتثال لكل ما أمر
نريد أن ترافقنا تقوى الله في كل خفقة قلب ونظرة عين وهواء تستنشقه أرواحنا
فقد قال أحدهم يوماً:
خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وقال ابن رجب رحمه الله :
وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه فتقوى العبد لربه
أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه
وقاية تقيه من ذلك ، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه .
ليتنا نفقه تلك الكلمات المقتبسة من أحد كُتب التفسير:
إن القلب الذي يَتصل بالله عز وجل تتغير موازينه وتصوارته لأنه يرى الواقع الصغير
المحدود بعين تمتد وراءه إلى الواقع الكبير الممتد الواصل

يا متعب الجسم كم تسعى لخدمته أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
( سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن التقوى،
فقال هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم. قال:فما عملت فيه؟
قال: شمَّرت
و حذِرْت. قال: فتلك التقوى)،

وقد كان الإمام العلامة ابن باز رحمه الله يقول:

يا بنيَّ!! إذا تلذّذت الروح، لا يبالي الجسد بالتعب !!


الحديث يطول يا إخوة التوحيد وأخوات العقيدة..

والمهم من هذه السطور هو الإيحاء الذي وصل إلى القلب ولامس سويدائه
فالعبرة في إيحاء المعاني وجمال السياق هو العمل بعد العلم
..ومراجعة النفس
اللهم اجعلنا من المتقين ورد من كان شارداً عن الحق
وأصلح اللهم قلوبنا
وتبقى المشاعر المكنونة بين ثنايا هذا الطرح هي دعوات
أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ويجعلنا جميعا سبباً في نصرة هذا الدين

والحمدلله رب العالمين.
 
رد: حارس لاينام

اللهم آمين جزاكم الله خيرا جميعا.
 
رد: حارس لاينام

التقوى حارس لاينام في داخل الضمائر وفي حنايا القلوب صدقت اخوي الصبر دائما تتميز باروع المواضيع تالق في النقل بارك الله فيكم وجزيت الجنه
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 4)

عودة
أعلى