هذا طبعي فلن أتحاور معك!

ساعد وطني

عضو جديد
د. عبد الله الحريري
مشاكل عدم التفاهم والتواصل بين الأشخاص والتي تعد الأساس لأي حوار ناجح وبناء منطلقها التفكير الخاطئ اللاعقلاني. والعلماء والمفكرون لهم إسهامات في وصف الأفكار ومدى تأثيرها الداخلي في كل نفس، وبالتالي بين الناس في تعاملاتهم مع بعضهم بعضا. (شكسبير) قال: ''إن أفكارنا هي التي تخلق فينا الكرب وليست الأشياء ذاتها''. وعندما تناول (ألبرت أليس) رائد النظرية العقلانية الانفعالية هذا الجانب انطلق من حيثيات مهمة وهي أننا عندما نفكر في الأمور والأحداث الحياتية بطريقة سلبية تدعو للاكتئاب والتعصب أو الكارثية، فإننا في المقابل سنشعر بالغضب والاكتئاب وأن حديثنا مع ذواتنا بطريقة غير عقلانية ستؤدي إلى ردود أفعال غير عقلانية.
وبالتالي فإنني أعتقد أنه لا يمكن أن نطور عملية الحوار دون التخلص من العادات الفكرية غير العقلانية التي تحرض السلوك نحو العدوان ضد الآخر، وتقودنا للتصرف بحماقة وضيق أفق، والتي قد يكون أيضا نتيجة لها أن يفقد الشخص الكثير من الامتيازات والمكاسب.
غني عن القول أن الإنسان يتعرض خلال مسيرته الحياتية لعارضين يسببان له الألم، أحدهما جسدي، أما الآخر فهو نفسي، ومن هذه الجزئية ندرك القاسم والعلاقة القوية بينهما، إلا أن الألم النفسي قد يكون الأكثر تعميما ووطأة وله أثره البالغ أكثر من الألم الجسدي الذي في أحيان يكون محصورا على الشخص نفسه، أما الألم النفسي فينعكس على الآخرين ويحد من التفاعل والعيش المشترك بينهم، وهو أحد العوامل المسببة للصراعات بين البشر، ومن مصادر الخلافات وسوء الفهم والظن.
وكما يعرف فإن ردود أفعال الأشخاص على الأحداث تتفاوت بتفاوت تفسيرهم وتأويلهم ومعتقداتهم، فالبعض يتعامل معها ويتقبلها بنوع من الحزن والكرب البسيط وآخرون يلجأون إلى إنهاء حياتهم بالانتحار أو العدوان على الآخرين، وهذا التفاوت يحكمه إدراكنا الفكري لهذه الأحداث والمواقف ومحتوى الأفكار العقلاني من غير العقلانية التي يتمتع بها مخزوننا الفكري والذي تم بناؤه عبر مراحل حياتنا وتفاعلنا مع البيئة المحيطة ومدى تأثرنا أو تأثيرنا بها.
هناك أشخاص يختارون لأنفسهم النكد والإحباط والألم النفسي لأنهم لا يريدون أن يخرجوا من دائرة المعتقدات والتفسيرات الخاطئة للأحداث والمواقف المحيطة بهم ومع الوقت يربون ويعلمون أنفسهم أساليب وأنماط فكرية تجعلهم مكتئبين أو غير متوافقين مع أنفسهم أو البيئات المحيطة بهم. ويمكن أن نقول بأنهم أشخاص يعملون ضد مصالحهم وعدم تحقيق متطلبات تحقيق ذواتهم ليصل بهم الأمر إلى نوع من الصراع الفكري والثقافي والقيمي ما بين التغيير واللاتغيير، وقد يختارون أو يستحسنون الركون والتمسك بالأفكار والمعتقدات الصلبة من باب أن هذا من المبادئ الحياتية، وما إلى ذلك من العبارات التي تدور حول الكرامة والربح والخسارة، ويوصمون أنفسهم بأنهم كذلك وأن هذه طباعهم وطبيعتهم وأنهم دائما على هذا الأسلوب أو الطريقة وهم بذلك يضعون أنفسهم رهينة للأفكار والمعتقدات التي لا تتناسب والطبيعة البشرية في التطور والتحول والتغيير لأن الإنسان عندما يتجه نحو التمسك بالأفكار والمعتقدات التصنيفية يكون مشدودا إليها وتعتاد أفكاره وسلوكياته عليها ويصبح مع الوقت أسيرا لها، وقد يرتكب الكثير من الحماقات والعنادات ويصبح شخصية عدوانية غاضبة لا تطيق نفسها ولا تطيق الآخرين ودائما لا يريد إلا أن يسمع صدى صوته وأفكاره.
ويمكن أن نقول إن تمتع أي شخص بمهارات وأخلاقيات الحوار ناتج عن مستوى ما يتمتع به من أفكار ومعتقدات منطقية وعقلانية وأيضا إيجابية، وإن التفكير الكارثي والمعتقد المبني على أفكار غير عقلانية ومنطقية وإيجابية يعود إلى تفسيرات وتأويلات تحد من الحوار والتواصل وتشجع العداء والرفض والإقصاء والتمركز حول الذات، وهي فعلا ما تقود أي مجتمع بشري نحو التخلف والجهل والبدائية والصراعات بشتى أنواعها.
 
رد: هذا طبعي فلن أتحاور معك!

بارك الله فيك أخي ساعد وطني عندما قرأت ما طرحته تذكرت قول المثل

(( تزول الجبال ولا تزول الطباع ))

تقديري واحترامي لك ،،
 
رد: هذا طبعي فلن أتحاور معك!

يعود لما جبل عليه الأنسان منذ طفولتة ولحين اولى سنوات حياتة
وطبيعة التعامل في المنزل والجوار ... وراوسب عبر السنين واتخاذ
المثل الأعلى للشخصيه المحاكة ( الند ) او المثيل الذي يستمد منه
بعض من جوانب الشخصية كنموذج حــي للتعايش بروح التقليد
ولو لبعض التقليد ......
.............................. مشكور اخي ساعد وطنــــــــــــــــي
ولك ان ترنو الى البعيد البعيد بكفية مباديء الانسان وتعامله
الشخصي حتى هذه الأيام ..... ايضا (رتم ) الحياة السريعة
ادى الى تدهور الأنسان حتى مع اقرب الأقريبن اليه ......

ولكــــل قــــــــــــــاعدة شــــــــــــــــــــــواذ !!!!!!!
تحياتي ومشكور على جهدك
 
رد: هذا طبعي فلن أتحاور معك!

وبالتالي فإنني أعتقد أنه لا يمكن
أن نطور عملية الحوار دون التخلص
من العادات الفكرية غير العقلانية التي
تحرض السلوك نحو العدوان ضد الآخر،
وتقودنا للتصرف بحماقة وضيق أفق، والتي قد يكون أيضا نتيجة لها أن يفقد الشخص الكثير من الامتيازات والمكاسب.
كلام جميل وعين الصواب كل الشكر لك أخي ساعد وطني
لك احترامي وتقديري
 
رد: هذا طبعي فلن أتحاور معك!



مشاكل عدم التفاهم والتواصل بين الأشخاص والتي تعد الأساس لأي حوار ناجح وبناء منطلقها التفكير الخاطئ اللاعقلاني. والعلماء والمفكرون لهم إسهامات في وصف الأفكار ومدى تأثيرها الداخلي في كل نفس،


رااائع ماكتب د. عبدالله الحريري

نعم الألم النفسي أشد ألم من الألم الجسدي..فلكل إنسان مبدأ ونظريه في حياته

والأغلبية من يعتبر نفسه ع صواب حتى لو كان ع خطأ.. يرفض أي نقأأش

مقتنع انه هو الصـائب دومآ.. هذا النوع لن تستطيع التوصل معه لأي نتيجه..!

والبعد عنه أفضل من النقاش معه..


هذا طبعي أرفض النقاش معك..!

نعم هذا طبعي...
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى