هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

[رابعة الحراكي]

كلما ازداد تقدمي في العمر ازداد اقترابي من معرفة الإجابة على ذلك السؤال الذي طالما حيرني: لماذا كانت الأمومة، وما تزال، تأخذ كل ذلك التقديس والاحترام؟! لماذا تتعب المرأة نفسها من أجل طفل ربما لن يتذكر يوماً أن يشكرها على منحها إياه الحياة؟!
ولا أعرف كم سنة سأحتاج لأعرف الإجابة! لكني أخشى أن ينتهي عمري قبل أن أجد الإجابة!
كنت منذ أيام أتجول في الأسواق مع صديقتي بهدف انتقاء هدية لأمي بمناسبة عيد الأم. ورغم أنني لا أحب السوق بسبب عدم جاهزية شوارع مدينتي لاستقبال عجلات كرسيي المتحرك, إلا أنني أصر على انتقاء الهدية بنفسي! ربما أهدف بذلك أن أتعب من أجلها مشاركة منّي بما تتعبه هي من أجلي. وكعادتي أثناء الجولات لا أكف عن تأمل كل شيء محيط بي كأنني أراه لأول مرة. ولفت نظري أن كل شي حولي كان يبدو عليه علامات الاحتفال بعيد الأم: من واجهات المحلات إلى الإعلانات الطرقية التي كرس معظمها للحديث عن نماذج من عالم الأمومة الناجحة! الحقيقة أن تلك اللافتات شدتني إلى درجة أنني تركت التسوق وصرت أتتبعها لأقرأ عن كل نموذج ناجح وفريد (حسب رأي الشركة)! بل وصل الأمر بي أنني أمسكت بالقلم وكتبت كل أسماء السيدات المذكورات. ورغم أنهن يستحققن كل الاحترام, إلا أنني رأيت أنهم للمرة المليون في وطني قد تاجروا باسمنا! ففي الوقت الذي نجد مئات النساء المصابات بأنواع مختلفة من الإعاقة قد تزوجن وأثبتن قدرتهن على الأمومة بكل معنى الكلمة, أجد الإعلانات قد ظلمتهن (كعادتها) بعدم الالتفات ولو إلى امرأة واحدة من اللواتي دخلن عالم الأمومة رغم كل المعوقات! ربما يجهل الكثيرون مدى الخطورة التي تعرض نفسها لها المرأة المعوقة عندما تتخذ قرار الأمومة! إلا أنها تقدم على اتخاذ القرار بدافع الغريزة. تلك الغريزة نفسها التي تجعل أم الطفل المعوق تفني نفسها من أجله.
ويسعدني رداً على ذلك الإهمال الإعلامي للأم المعوقة أن أكتب عن بعض النماذج من النساء اللواتي دخلن عالم الأمومة، ويستحققن أن نذكرهن الآن ونحن نحتفل بعيد الأم. وليس الرد هو هدفي الوحيد. بل هناك هدف آخر أهم وأسمى هو أن تصير هؤلاء الأمهات قدوة لغيرهن من النساء اللواتي جعلتهن الإعاقة يعتقدن أنهن غير قادرات على دخول عالم الزواج والأمومة.
بداية سأبدأ من وطني حيث الكثير من الفتيات المعوقات قد تزوجن وأنجبن. فهاهي ذي السيدة غالية المصابة بشلل الأطفال والتي تتحرك باستخدام العكازات، ونسبة الشلل عندها 80%، هي أم لطفلين هما علي ورضا. سألتها كم عانت من الحمل؟! فأجابت: نعم كانت أيام صعبة وتعبت كثيراً! لكنني بمجرد أن وضعت المولود واطمأننت أنه معافى ولا يعاني من أي إعاقة، نسيت التعب والألم كله. وسألتها ما هو أكثر شيء أتعبها في حملها؟! فقالت : أنها أصبحت ثقيلة الوزن لدرجة أنها كانت تخشى تحطم العكازات في أي لحظة! والغريب أن جوابها كان، عندما سألتها ما هو أكثر شيء أتعبها عند وضع المولود: أنها كانت حزينة لأنها لا تستطيع الإنجاب ولادة طبيعية. فهي بحاجة لإجراء عملية قيصرية! لماذا؟! قالت: العملية مكلفة ولا أريد أن أرهق زوجي بالمصاريف!
وهنا عرفت أن غالية لم تتحدَّ الإعاقة فقط عندما قررت الإنجاب، بل تحدت أيضاً الظروف الاقتصادية الصعبة. ومع ذلك كررت تجربة الإنجاب مرة أخرى رغم التعب الذي عانته. فهي قد نسيت كل ذلك ما إن بدأ علي يكبر، ورأت أنه لا يجب أن يبقى وحيداً دون أخ.
فما رأيكم؟! هل تستحق هذه السيدة أن تتوِّج (لوحة إعلانية) رمزاً للأم التي منحت أطفالها الحياة متحدية كل ما يمكن أن تتعرض له هي؟!
كذلك السيدة نهى وزوجها اللذان لديهما إعاقة بصرية. فهما، رغم المخاوف التي كانت تنتابهما أن يأتي المولود أعمى، ومخاوفهما أن يؤذيا الطفل، فقد أقدما على هذه الخطوة! وكانت نهى التي رعت طفلتها بوسائلها الفطرية. وهاهي ذي الابنة الآن شابة فخورة بانتمائها إلى أبوين معوقين. نموذج حقيقي للأم الناجحة التي عرفت كيف تنجز ما عليها من واجبات تجاه طفلتها بأكمل وجه، رغم كل المعيقات التي حدثتني عنها طويلاً، خاصة خوفها الدائم على طفلتها عندما كانت تأخذها إلى الحديقة لتلعب! إذ كان عليها أن تعرف كيف توجد بديلاً عن البصر لمراقبتها أثناء اللعب دون أن تشعر الطفلة أنها مقيدة، وأن أمها عاجزة عن حمايتها عندما تناديها مستغيثة إثر وقعة أو ضربة مثلاً.
ما رأيكم؟! ألا تستحق هذه السيدة أن تكون أيضاً نموذجاً يذكر بفخر في عيد الأم؟!
أما على مستوى العالم فهناك المئات من هذه النماذج التي تذكر بفخر، كالسيدة هبة هجرس في مصر، والسيدة ستيفاني في فرنسا التي دخلت عالم الإعاقة إثر حادث، ورغم ذلك تمكنت من إكمال حياتها وتحدت إعاقتها وأنجبت صغيرها (كوم).
والحقيقة أن هناك آلاف الحالات المشابهة التي يجب أن تذكر أمثلة يحتذى بها لكل فتاة معوقة. بل إن رقم الآلاف هو قليل جداً مقابل ملايين الفتيات اللواتي ابتعدن عن فكرة الإنجاب! بل الزواج خوفاً من الإعاقة! والأسباب كثيرة أهمها الأسرة التي تتكفل بتخريج فتاة معوقة جسدياً بأمر ربها، ونفسياً بأمر من جهل أسرتها!
والإعلام أيضاً هو أكثر من أساء في النظرة إلى المعوق عامة، والمرأة المعوقة خاصة! فهذا الإعلام الذي يكتفي بالالتفات نادراً إلى نموذج ناجح من الإعاقة، وغالباً ما يكون ذلك النموذج ضمن طيات التاريخ, هو نفسه ذلك الإعلام الذي يغدق علينا عشرات الصور يومياً عن المعوق المتسول الذي يجب أن نشفق عليه! لهذا لا عتب على تلك الشركة التي تذكرت نماذج للأمومة الناجحة ليس بضمنها أي نموذج لأم معوقة.. وناجحة!

 

[الفرحان]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

الله يعطيك العافية أختي رابعة الحراكي على ما اتحفتينا به من موضوع . ولكن اختي العزيزة بالعكس خواتي من ذوي الاحتياجات الخاصة هن أمهات من الدرجة الأولى لأنهن أكثر طيبه وحنيه من السليمات لأنه قلوبهن بهن رحمة وفعلاً ومن خلال تجربة خاصة مع أحد الزملاء هو الآن متزوج من فترة زمنية طويلة من أحدى خواتنا المعاقات وعايش حياته من أحسن ما يكون وسعيداً بها وهو لا يفكر في تركها لأنها رفيقة دربه لأنها فعلاً تستحق أن تكون الأم من الدرجة الأولى ... هذا كلام زميلي.....
وتقبلي مروري ودعائي لإخواتي من ذوي الاحتياجات الخاصة بأن الله يرزقهن أزواجاً طيبون مثل ما هن طيبات ... والله نفسي أني أشوف كل واحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة في بيتها مع زوجها وأولادها ... قولي آآآآآآآآآآآآمين يارب أرزقهم عاجلاً غير آجل ...

 

[رابعة الحراكي]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

أنا معك أخي الفرحان بأن المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة هي أم من الدرجة الأولى ولكن انقل لكم وجهة نظر مجتمع معاق في زمن معاق
تحياتي لك وأشكر متابعتك الدائمة

 

[خالد المسعود]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

انا اعتبر الامهات المعاقات امهات من درجة فايف ستار بشرط الثقة بالنفس

 

[مُعان]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

[align=center]
اعتقد ان الام سواء من ذوات الاعاقة او كانت سليمه
تقاس درجتها كأم من الدرجة الاولى او حتى الاخيرة حسب طول مكوثها وبقائها في منزلها
ليش شرطا ان تعد وجباتهم او تقوم بالتغيير لهم بشكل مباشر
يكفي ان تقوم بعملية الاشراف والوقوف على شئون بيتها
شكرا لك اختي رابعة على النقل
تقبلي مروري مع عاطر التحاايا
[/align]

 

[زهرة الياسمين]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

باالفعل الام المعاقه ام من الدرجه الاولى فأنا اعرف امهات معاقات هن الآن جدات وقدربين ابنائهن واصبحوا مضرب مثل في حسن التربيه

 

[غاردينيا]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

[align=center]
اعتقد ان الام سواء من ذوات الاعاقة او كانت سليمه
تقاس درجتها كأم من الدرجة الاولى او حتى الاخيرة حسب طول مكوثها وبقائها في منزلها
ليش شرطا ان تعد وجباتهم او تقوم بالتغيير لهم بشكل مباشر
يكفي ان تقوم بعملية الاشراف والوقوف على شئون بيتها
شكرا لك اختي رابعة على النقل
تقبلي مروري مع عاطر التحاايا
[/align]

أنا أتفق مع أخي معان
يعطيكِ العافية :001_smile:
رأبعة
إحترامي
​

 

[صديقة ذوي الإعاقة]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

اشكرك أختي على المقال المميز الجميل والرائع من
واقع تجربة عشتها ورأيتها بنفسي هن أمهات من الدرجة الأولى فهن يقمن بأعمال المنزل بأنفسهن .

 

[رابعة الحراكي]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

أخي خالد معك حق أهم شيء الثقة بالنفس تحياتي

 

[رابعة الحراكي]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

شكرا معان للمرور وكل الأمهات هن من الدرجة الاولى بصبرهن وحسن تربيتهن تقبل تحياتي

 

[رابعة الحراكي]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

شكرا زهرة الياسمين للمتابعة والمرور لك محبتي

 

[رابعة الحراكي]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

لك كل التقدير للمرور على الموضوع أخت غاردينيا والله يعاقيك ويقويك تحياتي

 

[رابعة الحراكي]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

بصمة أمل من واقع تجاربنا شاهدنا أمثلة مليئة بالفخر والاعتزاز لأمهات من ذوي الاعاقة قمن بواجبهن على أكمل وجه ورأينا أمهات يتمتعن بكامل الصحة الجسدية ومع ذلك كن مقصرات وامهات من الدرجة العاشرة المسألة ليست اعاقة فالأمومة عاطفة وغريزة انثوية وانا برأي العاطفة تكون متغلبة عند المعاقة اكثر لذلك تكون المرأة من ذوي الاعاقة أم من درجة فايف ستار على رأي اخينا خالد شرط الثقة بالنفس
تقبلي تحياتي ومحبتي

 

[برتقاله]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

لامهات كلهن عظيمات يتحالن بالصبر والتضحيهميثال خالتي معاقه صبرت كثير وتحملت الكثير والكثير من اجل اولادهاوضحت بالكثير على شانهم والله العظيم الكل يقدرها ويضربون فيها الامثالوامي توفاء ابوي وهي صغيره عمرها 22سنه ضحت بكل شي على شانى وربتنا وراحت معنا للقصيم وضحت باهلا وناسها من شانا الله يرحمها ويسكنها جنانهوالله دمعة عيني اكتفي بالكتابه

 

[رابعة الحراكي]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

الله يرحم والدتك برتقالة ويسكنها فسيح جنانه
مشكورة على المرور

 

[نور]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

[align=center]موضوع شيق ..

انا اعتبر الام المعاقة تمتلك عاطفة الامومة باضعاف اضعاف غيرها

الا ان المحزن في الامر هو ما ذكرتي اختي رابعة

عدم تسليط الضوء على الامهات المعاقات . مع انهن يعتبرن

من الدرجة الاولى .

فأيهما احق بان يسطر اسمها ؟؟؟!!!!


موفقة اختي الكريمة
[/align]

 

[الصابرة]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

الأ م ,,, أم ,, في كل زمان ومكان ولكن المعاقة تمثل لها الأمومة حلم كبير ومتى تحقق هذا الحلم فأنها ستبذل كل طاقتها ومكنياتها مهما كانت اعاقتها لتصبح أما من الدرجة الاولى
واللة لايحرمن هذا الشعور !!!

 

[رابعة الحراكي]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

عزيزتي نور عاطفة الأمومة واحدة عند الجميع سواء كن معاقات أم سليمات لكن تعاني المرأة المعاقة أكثر مما تعانيه المرأة غير المعاقة وبالتالي تستحق هذه الأم وسام التقدير ومرتبة الشرف كونها برغم اعاقتها استطاعت أن تربي أجيالاً
تقبلي مني تحياتي

 

[اميرة الظلام]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

الامهات المعاقات مربيت اجيال منهم دكاترة ومهندسين وعلماء ومعلمين وطيارين وليس بالامهات السلمات هم المربيات الشاطرات

 

[دانة]

رد: هل الأمهات المعاقات أمهات من الدرجة.. الثانية؟!

الأم حنان وعطف وحب بلا مقابل بغض النظر عن وضع الأم سليمة أما لا والأم من ذوي الاحتياج الخاصة لذيها مشاعر مرهف وفيض من الأمومة بلا حدود ... صعب يوم الأم علي ضميت أمي بدموع واثيرت رغبتي بأن أكون أم حنون أعطي أطفالي كل الحب الذي غمرتني أمي به