هل للمحراب أسوار

مرهفة حس

عضو جديد




وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب"



يقول د محمد علي يوسف في تدبر سورة ص ..


( تــســوروا )

يالها من كلمة عجيبة في هذا السياق
تسوروا أي تسلقوا أسوار محراب داوود

لكن...أسوار!!

أي أسوار!

و هل للمحاريب أسوار؟!

إنها أماكن عبادة وصلاة، فما الداعى لتلك الأسوار؟!

هل لأنه يريد أن يحرس خلوته؟

أم هو حرص على لحظات أنسه بربه؟

أو لعله تشبث بحق قلبه..

أم أنه أدعى لاستجماع مكامن الخشوع، ومنابع الذكر والفكر والخضوع؟

إنها ليست إذاً مجرد أسوار..

إنها لَرعاية
وإنها لعناية

وإنها لحجر محجور، وحجاب مستور، بينه وبين منغصات الشعور، وبواعث الفتور..

لعمرى كم يحتاج كل عابد للحظات مسوَّرة..
لسويعات خلوة لا يقطع صفوها إنس ولا جان..

لأسوار من الحرص، وسياجات من العزم، وسواتر من الإخلاص والصدق، تحوط محراب عبوديته..

ربما لا يكون محرابا كمحراب داوود، أو محاريب ولده سليمان، أو محراب مريم أو كفيلها زكريا عليهم جميعا السلام..

وربما لا تكون صومعة كصومعة جريج، أو غيره من العباد والنساك..

لكنها لحظة خلوة
همسة مناجاة
جوهرة عبودية تحتاج إلى مثل هذا السور..
سور محراب دوود
ذلك السور الذي لم يتخف وراءه ولم يهرب به من التزامات الرسالة وواجبات تحمل الأمانة
لكنه ظل موجودا
وظل حول وقت العبادة مكانها سورا فلا يطغى شىء على آخر
كم يغبطه على أسوار محرابه كل راغب أنس بمولاه طامع في جواره الكريم ولو ساعة
والأمر ساعة وساعة

وكم يحتاج كل منا لشىء ولو يسير من هذه الأسوار تحيط بتلك الساعة المحرابية

ساعة الطاعة !
 
رد: هل للمحراب أسوار

موضوع مميز
بارك الله فيكم
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى