أهمية ثقافة الحوار لتجنب العنف الاسري

سحر سعيد

عضو جديد
تعتبر العائلة هي المكان الأساسي الذي يعيش فيه الإنسان، وتمثل قيمة أساسية في المجتمعات. ولكن، في بعض الأحيان، يحدث أن يتحول هذا المكان إلى مصدر للخوف والألم بسبب ظاهرة العنف الأسري. إذ يتعرض بعض أفراد الأسرة للاعتداءات والتهديد من قِبَل أفراد آخرين في نفس المجموعة. يُقدَّر على نطاق عالمي أن حوالي ٣٥٪ من النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم تعرضن لأشكال مختلفة من العنف داخل المنزل. ولا تقتصر آثار هذه المشكلة على فئة دون أخرى، إذ تؤثر على جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الأطفال والشباب. في هذه التدوينة سنُسلِّط الضوء على آثار العنف الأسري على الأشخاص والمجتمع بشكلٍ عام.

1. تأثيرات العُنف الجسدية علي الضحية


تحدثت الأقسام السابقة عن مخاطر العنف الأسري على المرأة والأطفال، وهذا القسم يركز بشكل خاص على تأثيرات العُنف الجسدية في الضحية. يُعَد العُنف الجسدي من أشد أنواع العنف، فإذا تعرضت الضحية للضرب والشتم والتهديد بالقتل، فسوف تعاني من آثار نفسية وجسدية خطيرة. من الآثار النفسية، يمكن ذكر القلق والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس والعزلة والعدائية، وبالنسبة للآثار الجسدية، يمكن ذكر الإصابات والكدمات والجروح والكسور والإصابات الدماغية، وتحتاج هذه الآثار إلى عناية طبية ورعاية نفسية. لذلك، يجب على المجتمع أن يشعر بالمسؤولية تجاه هذه الضحايا ويتخذ إجراءات للحد من العنف الأسري وتوفير الحماية والدعم للضحايا.
2. الأضرار الاجتماعية الناجمة عن العنف الأسري


تتأثر المجتمعات بشكل كبير بآثار العنف الأسري الاجتماعية، حيث يؤدي العنف إلى تشويه العلاقات العائلية والتعرض للآثار النفسية والجسدية، مما يؤثر بشكل مباشر على الجميع. وتتضمن الأضرار الاجتماعية المترتبة عن العنف الأسري انحراف الأطفال وعدم ارتياحهم في الجو الأسرة، فضلاً عن تكون بيئة الأسرة خالية من المودة والحب، مما يؤثر على النمو النفسي للأبناء. ويساهم خلل العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة في مزيد من المشاكل النفسية والصحية للأفراد، وصعوبة الاستجابة للمشاكل الخارجية وكذلك في حدوث مشاكل في حياة المعتدي والمتعرض للعنف. لذا يجب تفهم خطورة العنف الأسري والعمل على تنبيه الأفراد والتوعية بضرورة احترام الآخرين وتعزيز الحوار والتفاهم داخل الأسرة.
3. أهمية ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة


تعد ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة من الأهمية بمكان، حيث تشكل هذه الثقافة الأساس لتحقيق التواصل الفعال بين أفراد الأسرة، وتجنب حدوث الخلافات الجادة والعنف الأسري. فعندما يكون هناك فراغ في الاتصال والحوار بين الأفراد، فإنه يتم تجنب المواضيع الحساسة، ويصعب التعامل مع الصعوبات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الحوار داخل الأسرة يقلل من تأثيرات الضغط والتوتر الذي يشعر به أفراد الأسرة. وبالتالي، يساهم تعزيز ثقافة الحوار والتشاور في خلق بيئة من الاستقرار داخل الأسرة والحفاظ على العلاقات الأسرية الصحية والمستقرة. لذلك، يجب على أفراد الأسرة الحرص على بناء ثقافة الحوار والتشاور والعمل على تجنب أسباب العنف الأسري وحماية سلامة كل من أفراد الأسرة. 4. سبب سوء الاختيار وعدم الانسجام داخل الأسرة


من بين العوامل التي تتسبب في العنف الأسري هي سوء الاختيار وعدم الانسجام بين الأفراد داخل الأسرة في مختلف جوانب الحياة التربوية، الاجتماعية، الفكرية، والبيئية. يجب على أفراد الأسرة العمل سوياً على تطوير ثقافة الحوار والتشاور وتبني قيم الاحترام والتفاهم لتعزيز الروابط العائلية وتحسين العلاقات بين الأفراد. ويجب محاولة تجنب الخلافات الزائفة والتي قد تؤدي إلى نزاعات أكبر واتخاذ قرارات مشتركة فيما يخص حياة الأسرة بشكل عام. التواصل الجيد والانسجام يساعدان على تجنب الخلافات وإيجاد حلول للمشاكل بما يكون أفضل لتحقيق الاستقرار العائلي وتجنب العنف الأسري. 5. تأثيرات العنف الأسري على الأطفال


تعاني الأطفال الذين يعيشون في بيئة عنفية من آثار العنف الأسري المؤلمة. فالعنف يؤثر بشكل سلبي على التصنيف العقلي والجسدي للأطفال، حيث يمكن أن ينتج عنه ضعف المهارات الإدراكية والوظائف التنفيذية، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقق نتائج سلبية تستمر لعدة سنوات. ومن الآثار الأخرى للعنف الأسري على الأطفال الشعور بالرهبة وعدم الأمان، والانطواء على الذات، والتحولات السلوكية والعاطفية، وربما يؤدي العنف النفسي إلى تطور مشاكل نفسية واجتماعية وصحية على المدى الطويل. لذا يجب منع العنف الأسري وحماية الأطفال منه، مع التركيز على ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة، حتى ينشأ الأطفال في بيئة آمنة ومستقرة تساعدهم على النمو والتطور بشكل صحي وطبيعي. 6. المخاطر الصحية والجسدية للعنف الأسري


تتعرض الأسرة إلى مخاطر صحية وجسدية كبيرة جراء العنف الأسري، وتظهر هذه المخاطر على المرأة بشكل خاص. يؤدي العنف الجسدي إلى ظهور مشاكل صحية مثل التهاب المفاصل ومشكلات قلبية وقرحة المعدة، كما يسبب العنف الجنسي مشاكل صحية على المدى الطويل. وتزداد مخاطر العنف على الصحة خلال فترة الحمل، إذ يمكن أن يؤدي التعرض للعنف الجسدي أو اللفظي أو العاطفي إلى آثار سلبية على الأم والجنين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب العنف الأسري في إصابات جسدية خطيرة وفي بعض الأحيان يصل إلى حد الوفاة. لذلك، يجب الحرص على توعية الأسرة وتنمية ثقافة الحوار والتشاور لمنع واقع العنف والحفاظ على صحة الأفراد ورفاهيتهم. 7. آثار العـــدوان على الغيظ والكبت داخل الأسرة


يؤدي العنف الأسري إلى تفتيت شعور الأفراد بالاستقرار والحماية العائلية، مما يجعلهم عرضة للاكتئاب والتوتر النفسي. يعتبر ذلك نتيجة للغيظ والكبت الذي يعيشه الشخص المعني، والذي يترتب على ذلك التفكك العائلي وغياب الشعور بالدفء والوحدة الأسرية. هذا يؤثر على الأطفال والشباب في محيطهم، إذ قد يصبحون أكثر عرضة للاضطرابات النفسية والسلوكية، ويتأثرون بما حولهم وما يراه أعضاء الأسرة ويسمعونه. لذلك يجب على الأسر توفير بيئة آمنة وصحية للأطفال، والعمل على تقوية الروابط الأسرية وتحسين التفاهم بين أفراد الأسرة. كما يجب تعزيز الوعي العام حول خطورة العنف الأسري والعمل على الوقاية منه بجميع الوسائل الممكنة. 8. الإصابات الجسدية الناتجة عن العنف الأسري


تعرف الإصابات الجسدية نتيجة العنف الأسري على أنها آثار مأساوية على الضحية، كما تسبب الإصابات آثاراً سلبية على المستوى الصحي والنفسي. فعندما يتعرض الفرد للعنف في الأسرة، يصاب بجروح وكدمات وعظام مكسورة وحروق، ونتائج حادة أو طويلة المدى. يُعد ذلك شكلاً من أشكال العنف الذي يتعرض له الأفراد في الأسرة. ومن الناحية الصحية، يجب أن يتم العلاج الطبيعي في الحالات الخطيرة، واستشارة الطبيب لطلب المساعدة في التعافي. تؤثر الإصابات الجسدية على عوامل وظروف الشخص وتؤثر في حركته اليومية وحياته العامة. لذلك، يجب العمل على الوقاية من العنف الأسري والحد من آثاره السلبية على الضحايا بما في ذلك الإصابات الجسدية. 9. العنف الأسري وتآثيره على الشعور بالاستقرار العائلي


يعد العنف الأسري من أهم العوامل التي تؤثر على الشعور بالاستقرار العائلي، حيث يؤدي إلى تفكك الأسرة وانهيار مفهوم الأسرة كمجتمع متماسك بقيمه ومبادئه. وبما أن العنف الأسري يؤثر على جميع أفراد الأسرة بشكل مباشر أو غير مباشر، فإنه يؤدي إلى تعرضهم إلى القلق والتوتر والاضطراب النفسي، الأمر الذي يجعلهم يعانون من شعور بعدم الاستقرار وعدم الراحة النفسية. لذلك، يتطلب هذا الأمر وجود ثقافة للحوار والتشاور داخل الأسرة، حتى يمكن تحقيق الاستقرار العائلي وتفادي العواقب الناجمة عن العنف الأسري. 10. أسباب العنف الأسري وكيفية الوقاية منه


تَعدّ ظاهرة العنف الأسري من أَهمّ المشاكل الاجتماعية التي تواجه المجتمع، وهناك عدد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث هذا العنف، مثل عدم وجود التواصل والحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة، والإصرار على الرضاعة البدنية أو المادية دون احترام الحقوق والرغبات الشخصية للآخرين. كذلك يمكن أن تكون الضغوط النفسية والاقتصادية سببًا لحدوث العنف في الأسرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن حصول العنف الأسري نتيجة لسوء الاختيار وعدم الانسجام في الزواج أو الارتباط. والوقاية من هذه الظاهرة يمكن أن تكون عن طريق الحوار والتبادل العاطفي والعناية ببناء علاقات صحية بين أفراد الأسرة. كما يجب على الأسرة ترسيخ ثقافة المساواة بين الجنسين وعدم التمييز بين الأولاد والبنات. وفي النهاية، يتوجّب علينا جميعًا تحمّل مسؤوليتنا الاجتماعية في المحافظة على الأسرة وتوعية المجتمع بحدوث هذه الظاهرة وتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم داخل الأسرة.

 
إنّما الأعمال بالنيّات ياغالية .. رغم أهميّة الحوار لكنّه لن يغيّر شيء إذا لم يكن الهدف منه تصحيح المسار واحترام الأشخاص وأفكارهم فإذا كان الحوار مجرّد سالفة سمر أو مجرّد مشاركة راح تزيد من ألم الشخص ومعاناته لذا نسأل الله أن تكون نوايا الناس حاضرة في توباتهم. بارك الله فيش
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى