حسن الظن بالله تعالى

الأنور

عضو جديد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين

أما بعد

إخواني وأخواتي في المنتدى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " . ‌
(حم ق ت هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

2 ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول " . ‌
(م) عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

3 ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني " . ‌
(حم) عن أنس رضي الله عنه (م ت) عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

4 ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي إن خيراً فخير وإن شراً فشر " . ‌
(طس حل) عن واثلة رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

الشـــــرح :
‏ ( إن اللّه تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي ) أي أعامله على حسب ظنه وأفعل به ما يتوقعه مني فليحسن رجاءه أو أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله به فالمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف والظن على بابه ذكره الفاضي قال : ويمكن تفسيره بالعلم والمعنى أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إلي وحسابه علي وأن ما قضيت من خير وشر فلا مرد له لا معطي لما منعت ولا راد لما أعطيت أي إذا تمكن العبد في مقام التوحيد ورسخ في مقام الإيمان والوثوق به سبحانه وتعالى قرب منه ورفع دونه الحجاب بحيث إذا دعاه أجاب وإذا سأله استجاب إلى هنا كلامه ، وجزم بعض المتأخرين بثاني احتماليه فقال : معناه عند يقينه بي فالاعتماد عليّ والوثوق بوعدي والرهبة من وعيدي والرغبة فيما عندي أعطيه إذا سألني وأستجيب له إذا دعاني كل ذلك على حسب ظنه وقوة يقينه والظن قد يرد بمعنى اليقين قال اللّه تعالى { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم } أي يوقنون ( إن خيراً فخير وإن شراً فشر ) أي إن ظنّ بي خيراً أفعل به خيراً وإن ظنّ بي شراً أفعل به شراً . قال ابن القيم : وأعظم الذنوب عند اللّه تعالى إساءة الظن به فإن من أساء الظن به ظن به خلاف كماله الأقدس وظن به ما يناقض أسماءه وصفاته ولهذا توعد عليه بما توعد به غيره فقال { عليهم دائرة السوء وغضب اللّه عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم } وقال { وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم } قال الكرماني : وفيه إشارة إلى ترجيح جانب الرجاء على الخوف أي لأن العاقل إذا سمعه لا يعدل إلى ظن إيقاع الوعيد وهو جانب الخوف بل إلى ظن وقوع الوعد وهو جانب الرجاء وهو كما قال المحققون مقيد بالمحتضر وفي غيره أقوال ثالثها الاعتدال ( تتمة ) قال ابن عطاء اللّه : بخ بخ لحسن الظن به لمن منّ به عليه فمن وجده لم يفقد من الخير شيئاً ومن فقده لم يجد منه شيئاً لا تجد غداً عند اللّه لك أنفع منه ولا أجدى ولا تجد الآن أدل على اللّه ولا أهدى بعلمك عن اللّه بما يريد أن يصنعه معك ويبشرك ببشائر لا يقرأ سطورها العينان ولا يترجم عنها لسان ( فائدة ) قال سليمان بن علي أمير البصرة لعمرو بن عبيد ما تقول في أموالنا التي تعرفها في سبيل الخير فأبطأ في الجواب يريد به وقار العلم ثم قال من نعمة اللّه على الأمير أنه أصبح لا يجهل أن من أخذ الشيء من حقه ووضعه في وجهه فلا تبعة عليه غداً قال الأمير نحن أحسن ظناً باللّه منكم فقال أقسم على الأمير باللّه هل تعلم أحداً أحسن ظناً باللّه من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لا قال فهل علمت أنه أخذ شيئاً قط من غير حله ووضعه في غير حقه قال اللّهم لا قال حسن الظن باللّه أن تفعل ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .
*** ( طس حل عن واثلة ) بن الأسقع وهو في الصحيحين بدون قوله إن إلخ . ‌

5 ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء " . ‌
(طب ك) عن واثلة وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

الشـــــرح :
‏ ( قال اللّه تعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) أي أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله أو أنا عند علمه وإيمانه بما وعدت من قبول حسناته والعفو عن زلاته وإجابة دعواته عاجلاً وآجلاً أو المراد أنا عند أمله ورجائه قال في المطامح : هذا أصل عظيم في حسن الرجاء في اللّه وجميل الظن به وليس لنا وسيلة إليه إلا ذلك ، قالوا : والأفضل للمريض أن يكون رجاؤه أغلب ، قال القرطبي : وقد كانوا يستحبون تلقين المحتضر محاسن عمله ليحسن ظنه بربه ، وقال البناني : كان شاب دهق فلما نزل به الموت أكبت أمه عليه تقول يا بني كنت أحذرك مصرعك هذا قال يا أماه لي رب كثير المعروف وإني لأرجو اليوم أن لا يعدمني معروفه . ( تنبيه ) قال ابن أبي جمرة : المراد بالظن هنا العلم لقوله { وظنوا أن لا ملجأ من اللّه إلا إليه } وفي المفهم معنى ظن عبدي بي ظن الإجابة عند الدعاء وظن القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكاً بصادق وعده قال في الحكم : لا يعظم الذنب عند الحاكم عظمة تقنطك من حسن الظن باللّه فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه ، لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيرة إذا واجهك فضله ( مهمة ) قال العارف الشاذلي : قرأت ليلة { قل أعوذ برب الناس } فقيل لي شر الوسواس وسواس يدخل بينك وبين حبيبك يذكرك أفعالك السيئة وينسيك ألطافه الحسنة ويقلل عندك ذات اليمين ويكثر عندك ذات الشمال ليعدل بك عن حسن الظن باللّه وكرمه إلى سوء الظن باللّه ورسوله فأحذرك هذا الباب فقد أخذ منه خلق كثير من العباد والزهاد وأهل الطاعة والسداد .
*** ( طب ك ) في التوبة ( عن وائلة ) بن الأسقع قال الحاكم : صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي : رجاله ثقات وهذا في الصحيحين بدون قوله ما شاء . [ ص 491 ] ‌

6 ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح والفأل الصالح : الكلمة الحسنة " . ‌
(حم ق د ت هـ) عن أنس رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .‌

7 ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الحسن " . ‌
(م) عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .‌

8 ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا طيرة وخيرها الفأل : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم " . ‌
(حم م) عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .‌‌

9 ــ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة . ‌
(هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه (ك) عن عائشة رضي الله عنها وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .‌


قصة الملك والوزير..خير إن شاء الله


كان هناك ملك عنده وزير يتوكل على الله في جميع أموره.

وفي يوم من الأيام انقطع للملك أحد أصابع يده وخرج دم منه ، وعندما رآه الوزير قال خير خير إن شاء الله ، وعند ذلك غضب الملك على الوزير وقال أين الخير والدم يجري من أصبعي .. فأمر الملك بسجن الوزير : وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته خير خير إن شاء الله وذهب السجن.

وكان الملك في العادة في كل يوم جمعة يذهب إلى النزهة .. وفي آخر نزهه ، حط رحله قريباً من غابة كبيرة .

وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ، وكانت المُـفاجأة أن الغابة بها ناس يعبدون لهم صنم .. وكان ذلك اليوم هو يوم عيد الصنم ، وكانوا يبحثون عن قربان يقدمونه للصنم .. وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض عليه لكي يقدمونه قربانا إلى آلهتهم .. وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا فيه عيبا ولا يستحسن أن نقدمه قربانا وأطلقوا سراحه.

حينها تذكر الملك قول الوزير عند قطع اصبعه (خير خير إن شاء الله).

بعد ذلك رجع الملك من الرحلة وأطلق سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة التي حدثت له في الغابة .. وقال له فعلا كان قطع الاصبع فيها خيرا لي.. ولكن اسألك سؤال : وأنت ذاهب إلى السجن سمعتك تقول خير خير إن شاء الله .. وأين الخير وأنت ذاهب السجن؟.

قال الوزير: أنا وزيرك ودائما معك ولو لم ادخل السجن لكنت معك في الغابة وقبضوا علي عَبَدَة الصنم وقدموني قربانا لآلهتهم وأنا لا يوجد بي عيب .. ولذلك دخولي السجن كان خيرا لي.

قال تعالى : "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم "

يقول الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك .
(أي هلاكك )

رزقنا الله وإياكم حسن الظن به تعالى ورزقنا رضاه والفردوس الأعلى بغير حساب .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
رد: حسن الظن بالله تعالى

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
جزاك الله خير
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
 
رد: حسن الظن بالله تعالى

amiraa3a97c1f952.gif
 
رد: حسن الظن بالله تعالى

بارك الله فيك
 
رد: حسن الظن بالله تعالى

[align=center]
جزاك الله خير
[/align]
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى