كفيف صنعت انامله البارعه تحف فنيه رائعه

NewsImage_1.jpg





ديالا قرصيفي النابلسي اللـواء
الثامنة من صباح كل يوم يقطع حوالى 50 متراً للوصول إلى مكان عمله، بعد أن يكون قد قطع حوالى 40 كلم للوصول إلى "عاصمة الجنوب" صيدا، يواظب عليه بإنتظام، إنه العم محمد حيدر فواز "أبو حيدر"، في العقد السادس من عمره، متزوج وله 9 أولاد··
هذه المعلومات ليست جديدة، ولكن ما هو غريب وجديد أن العم "أبو حيدر" كفيف فقد بصره وهو في الرابعة عشرة من عمره، فحول الإعاقة إلى فعل إبداع وجمال، وإبتكر تعديلات خاصة في تصنيع
NewsIm13924.jpg
السلال داخل ورشته الصغيرة في "جمعية أرتيزانا صيدا والجنوب"، حيث تصبح أقرب للصورة أو اللوحة الفنية، تتجلى معها لمسات الفن والجمال التي تنفرد بها الحرف اليدوية·

ولا تزال السلال التي تصنع من أغصان أشجار البندق والصفصاف والقش والتي تستخدم لأغراض الحمل أو وضع الأشياء والمأكولات فيها، أو المستخدمة لأغراض الزينة في البيوت، تستخدم حتى يومنا هذا ولم تفقد أهميتها أو وظيفتها·
هذه قصة من حكايا المواطن الجنوبي نسلط عليها الضوء في "لـواء صيدا والجنوب"، للتعرف على "أبو حيدر" وحكايته في حرفة صناعة السلال من القش في صيدا·
فقدان البصر
بدأت حكاية العم "أبو حيدر" مع فقدان البصر إثر حادث تعرض له وهو في الرابعة عشرة من العمر، حين إنفجرت في وجهه إحدى عبوات المشروبات الغازية، ففقد إحدى عينيه، بينما أصيبت الأخرى بإلتهابات، إلا أن الطب لم يستحوذ التطور في الخمسينيات من القرن الماضي على الذي آل إليه في عصرنا الحاضر، ونتيجة لذلك لم يتمكن من العلاج فبقي ملازماً منزله مدة سنتين·
لكن بعد بلوغه السادسة عشرة من العمر إنتسب إلى "المعهد اللبناني للكفيف" في بعبدا لمدة 8 سنوات، حيث تعلم القراءة والكتابة بالأحرف النافرة، بالإضافة إلى مهن متعددة منها: صناعة أشكال متعددة من القش، وحياكة الصوف على المكنة (التريكو)، المساج، والسنتراليست·
في العام 1968 ترك المدرسة وكان قد إنتهى من المرحلة المتوسطة، ففكر بالزواج إلى أن إلتقى بشريكة حياته فعقد قرانه، وبدأ العمل في معمل "فراشي" لمدة سنتين، ثم في معمل حلويات في المكلس·
وعندما إندلعت الحرب الأهلية في العام 1975 إنتقل "أبو حيدر" من بيروت إلى الجنوب، في ذلك الوقت كانت رئيسة "جمعية أرتيزانا صيدا والجنوب" سامية عسيران جنبلاط تبحث عن شخص لصناعة السلال ليعمل في مركز الجمعية، وشاءت الأقدار أن يتصل به أحد أصدقائه القدامى ليبلغه عن حاجة الجمعية لحرفي مبدع في هذه الصناعة·
28 عاماً في الجمعية
يبتسم أبو حيدر قائلاً: لا أدري إن كانت هذه صدفة أم قدر!!
فسألنا ما الخبر، أجاب: إنه ولتاريخ اليوم أكون قد أتممت عملي في هذه الجمعية لمدة 28 عاماً (أي اليوم الأربعاء)·
يصنع العم "أبو حيدر" أشكالاً مختلفة ومتنوعة من سلال القش للزينة، حيث يعتمد في عمله على اللمس والفكر·· ويقول: "يأتون بالشكل ويعرضونه علي، وأعتمد على اللمس لتصور الشكل آخذ وقتي مدة 5 أو 10 دقائق منفرداً، وانفذ نموذجاً من الشكل المطلوب، ومن ثم يتم إستعراض بعض الملاحظات"·
إمتدت أنامل العم "أبو حيدر" البارعة إلى تحف فنية تستخدم في تزيين المنازل ولا نستطيع إلا أن نضعها في "الفاترينات" أو القاعات المخصصة لإقتناء التحف الفنية، حيث تُظل جزءاً من جماليات المكان، بل وتهدى أحياناً كتذكارات وهدايا، وتعد أقرب إلى لوحة فنية رسمتها ريشة فنان، فالحياة بدون النشاط الفني تصبح فطرية لا إحساس فيها··· كفعل دون هدف·
"أبو حيدر" يعشق مهنته، ويعتبرها من الفنون الجميلة، ويرى نفسه فيها كما يقول، كونه أحب القيام بها دون غيرها، وهي مصدر سعادته عندما يتم طلب بضاعته التي هي مصدر رزقه، ضاحكاً "لكن البضاعة الصينية ما زالت تنافس حرفتنا"!
الآلة أخذت من الحرف
يختم "أبو حيدر" حديثه بالقول: لا يسعني إلا أن أذكر أن الحرف اليدوية ضحية لعصر التكنولوجيا، وسيطرة الآلة التي سحقت بماكينتها كثيراً من الحرف· فالفن والجمال عنصران أساسيان، قد يكون صحيحاً أن دخول الآلة على هذه الحرف ضاعف منتجاتها،
وربما فقدت جودتها عما كانت عليه، لكن المؤكد أنه قد أخذ معه كثيراً مما كان فيها من جمال وفن وروح، وحولها إلى مجرد قطعة أو شيء لا يمكن الإلتفات إليه وسط طوفان الإنتاج الكبير، بعد أن كانت كل واحدة منها تحفة فنية مستقلة بذاتها·
 
رد: كفيف صنعت انامله البارعه تحف فنيه رائعه

صدق من قال ليس الاعمى من فقد البصر وانما الاعمى من فقد البصيره
رابعه لك كل الشكرررررررررر
 
رد: كفيف صنعت انامله البارعه تحف فنيه رائعه

كل الشكر لك أنت حبيبة قلبي زهرة الياسمين على المتابعة الدائمة لك مني أطيب التمنيات
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى