كفيف سعودي يدير شركة شحن كبرى بـ5 لغات

355.jpg
mbc.net:

يعرف الليل دون أن يراه، ويعرف الأشخاص دون أن يراهم، يعشق السفر، ويجيد قيادة السيارة، أنيق في ملبسه، قوي الذاكرة، سريع البديهة يملك ثقافة عالية وثقة بالنفس، وخبرات إدارية متراكمة أهَّلته لإدارة مئات المبصرين في واحدةٍ من أكبر شركات الشحن في السعودية.

لا تذكر قصص النجاح إلا ولا بد أن تذكر قصته وكيف استطاع هذا الرجل أن يقهر إعاقته بصبره ويتغلب على فقْد بصره ويشق مشواره في الحياة بصبرٍ وعزيمة.

إنه عبد الرزاق التركي، الكفيف المقيم بمدينة الخبر الذي يملك مئات الإنجازات والشهادات التقديرية والأنشطة الاجتماعية توَّجها بكأس الأمم المتحدة.

ويحكي التركي لصحيفة "الوطن" السعودية قصته قائلاً: ولدت كفيفًا في الظهران عام 1960، لكنني كنت أمارس طفولتي بشكلٍ عادي، ولم تمنعني الإعاقة من ممارسة طفولتي واللعب مع أقراني بشكلٍ طبيعي مثل المبصرين تمامًا.

وتابع قائلا: قام والدي -الذي كان يعمل وقتها في التجارة- بجلب بعض المعلمين لتعليمي في المنزل أساسيات اللغة والحساب، حتى أتقنت الأساسيات، ثم التحقت بمعهد النور للمكفوفين في القطيف، وحصلت على الثانوية العامة، ومن ثم التحقت بأحد المعاهد المتخصصة في لندن؛ حيث تدربت على فن الحركة والاعتماد على النفس والطباعة.

في أمريكا

ويمضي التركي في روايته قائلاً: توجهت بعدها إلى الولايات المتحدة عام 1979م، وأثناء سفري للدراسة في أمريكا سكنت في "كورفالس" وبقيت وحيدًا، ولكن منحني الله القدرة على التكيف تلقائيًّا مع أي مجتمع أعيش فيه، وكنت معتمدًا على الله ثم على نفسي في ترتيب أموري، وكنت أذهب للجامعة بمفردي أحيانًا.

وفي عام 1981م التحقت بجامعة أرويجون الأمريكية وتخصصت في العلاقات الدولية وعلم الاجتماع، وحصلت على البكالوريوس عام 1986م بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وواصلت دراستي العليا للحصول على الماجستير من نفس الجامعة في العلاقات الدولية فرع دراسات الشرق الأوسط والسلام، وبالفعل حصلت على الماجستير عام 1992م.

وفي أثناء دراستي الجامعية، شغلت منصب رئيس اتحاد الطلبة المسلمين في الساحل الشمالي الغربي للولايات المتحدة، وذلك خلال الفترة من عام 1981م إلى عام 1986م، كما عملت كمحلل سياسي بالسفارة السعودية من عام 1990م إلى عام 1992م.

كما نلت عدة جوائز وشهادات، منها شهادة رجل العام 2000/2001م، وشهادة جمعية المفتاح الذهبي الوطنية التشريفية (جامعة أرويجون، يوجين)، وشهادة بي جاما المتخصصة في مجال العلوم الاجتماعية.

كأس الأمم المتحدة

وبعد عودته من أمريكا يضيف التركي: عملت في شركة نما للشحن كمدير للخدمات والتسويق، كما انخرطت في عدة أنشطة اجتماعية، معظمها في خدمة المعاقين.

وأهلته هذه الأنشطة للحصول على كأس الأمم المتحدة كاعتراف دولي للتميز في خدمات المعاقين ونجاحه في أعماله التجارية، بالإضافة إلى شهادة تقدير من جمعية الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين، كما جرى تسجيل ملامح من سيرته الذاتية في بحوث موسعة بعنوان "الأشخاص المتميزون في القرن العشرين".

وحول نشاطه التجاري وكيف يواجه العقبات، يشير التركي لقيامه بإدارة أعماله، وخاصة الناحية التسويقية، يقول: أستعين بالسكرتير، وكذلك التكنولوجيا الحديثة كالآلة الناطقة وغيرها من تقنيات أخرى تساعدني على إتمام عملي بكل ارتياح.

5 لغات

وحول حياته بعيدًا عن العمل يتحدث التركي بثقةٍ قائلاً: أنا إنسان أحب الحياة، وأجد نفسي في العمل، وكلما عملت أكثر أكون مرتاحًا أكثر، فأنا لست "بيتوتيًّا" وأعمل أحيانًا لأكثر من 15 ساعة متواصلة، ولا أحس بالتعب إذا عملت كثيرًا، كما أهوى السفر وسبق لي أن سافرت كثيرًا إلى دول عديدة بمفردي.

أما الهوايات الأخرى، فهو يهوى القراءة عن طريق الكتاب الناطق و"برايل"، وكذلك الرحلات، وتعلم اللغات، فإلى جانب اللغة الإنجليزية يجيد الفارسية والأوردية، إضافة إلى بعض اليابانية، وهو يحاول باستمرار سماع اللغات بدقة ودراستها، وقيادة السيارة في بعض الأماكن الآمنة.

رحلة الزواج

وحول نجاحه في حياته الزوجية، يتذكر التركي رحلة البحث عن زوجة، والتي استمرت 4 سنوات، مُصرًّا فيها على أن تعرف كل عيوبه قبل حسناته، حتى وفقه الله في العثور على زوجته التي أصبحت بعد زواجه -كما يؤكد- عينه المبصرة والسراج الذي يضيء له الطريق.. وكان لها دور كبير في حصوله على الشهادات العليا.
 
رد: كفيف سعودي يدير شركة شحن كبرى بـ5 لغات

ما شاااااااااء الله

سيرة مشرفة وترفع الراس

كلنا فخر به وبسيرته الناصعة

التي فيها روح التحدي

وفقه الله

شكرا لك رابعة
 
رد: كفيف سعودي يدير شركة شحن كبرى بـ5 لغات

قصة نجاح تكتب بماء الذهب
ليس من فقد البصر هو الاعمى الاعمى الحقيقي من فقد البصيره
كل الشكررررررررابعه
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى