كفيف سعودي يطور برامج كومبيوتر ناطقة على طريقة برايل

كفيف سعودي يطور برامج كومبيوتر ناطقة على طريقة برايل
يحلم برخصة دولية في قيادة الحاسب الآلي

جدة : أمل قبضايا
الشاب السعودي فيصل الغامدي، الذي وُلد مصابا بمرض في عينيه يسمى «الالتهاب الشبكي التلوني» أو «الضمور العصبي البصري»، ونتيجته الحتمية فقدان البصر في أي مرحلة من مراحل الحياة، تمكن من تطوير عدد من برامج الكومبيوتر التي تساعد العميان.
فيصل الذي عد احد افضل مبرمجي الحاسب الآلي في مدينة جدة، اضحت العديد من الشركات والجمعيات الخيرية تستعين بخبراته لوضع برامج خاصة بالمكفوفين، يقول «كانت طفولتي طبيعية، التحقت بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، ثم حصلت على دبلوم عال في الدراسات المالية، وأعمل الآن منسق تدريب بوزارة الدفاع والطيران».
ويحكي كفاحه مع المرض بقوله «منذ علمت بإمكانية فقداني البصر في يوم من الأيام، عزمت على تكريس جهدي على الاطلاع الدائم في جميع ضروب المعرفة، لاختزن أكبر كم من المعلومات استفيد منه في مستقبل الايام، فكانت الحصيلة اكثر من 400 كتاب في مختلف التخصصات والمجالات».
ويواصل «ظللت أعمل ليلا ونهارا، واستغل كل لحظة لاكتسب معلومات، لدرجة أنني كنت أنام في اليوم بين اربع الى خمس ساعات فقط، كلما أحسست بضعف البصر وقرب اليوم المشؤوم كانت حالتي النفسية تسوء، ونصحني الأطباء بألاّ أتوقف عن القراءة لأنها تحافظ على قوة البصر، فخمول العين يؤدي إلى اقتراب المرض أكثر».
ويتابع فيصل الغامدي حديثه مشيرا إلى الضغوط النفسية التي تعرض إليها «لم استسلم لليأس أبدا، وقد منحني الله القوة والإرادة والعزيمة لاتخطى هذه الفترة».
لكن بداية الغامدي مع النجاح بدأت عندما لامس جهاز الكومبيوتر لأول مرة، يقول «تعلمت الكومبيوتر بعد أن سمعت عن وجود برامج كومبيوتر (ناطقة) في الولايات المتحدة الاميركية، فأرسلت لشركة هناك مستفسرا، فارسلوا لي قائمة بأسماء الشركات المتخصصة في البرامج الناطقة، لكن تلك البرامج كانت تتطلب وجود شخص بجواري لتصحيح ما أكتبه، فكانت زوجتي هي التي تقوم بهذا الدور، ثم نجحت في تطوير أحد هذه البرامج، وهدفت في الاساس لمساعدة المكفوفين في الدخول الى عوالم الحاسوب بطريقة ميسرة».
ويصف فيصل حالته عقب نجاح البرنامج «أحسست بالراحة ووجدت شيئا يقرأ لي من دون أن أزعج الآخرين، كما يمكنني ان اكتب أفكاري واشيائي بنفسي وأقرأ بنفسي، لقد استعدت حريتي وكسرت حاجز فقدان البصر».
ويشرح الغامدي برامجه فيقول «يوجد نوعان من البرامج الخاصة بالمكفوفين: الأول اسمه برنامج الإملاء، والثاني البرنامج القارئ، بدأت أفكر في كيفية دمج البرنامجين ليعملا كبرنامج واحد، ووفقني الله بعد إجراء العديد من التجارب في دمج البرنامجين، بمعنى أنني أملّي الكومبيوتر وهو يرد عليّ في نفس الوقت ما أمليه عليه، وكان هذا أول شيء أقوم بإضافته للكومبيوتر، ويعتبر أكبر إنجازاتي في عالم الكومبيوتر للمكفوفين والمعاقين».
انجاز آخر لفيصل الغامدي هو عبارة عن برنامج «الكلمة الناطقة» أو «الاخراج الصوتي»، وهذا البرنامج يحقق الاستقلالية للكفيف من دون اللجوء لأحد، وأيضا يحقق له الوصول إلى العلوم الجديدة وهي التحول لسرعة الكومبيوتر والدخول إلى موقع معين على الانترنت ويتحول في ثوان إلى طريقة «برايل».
ويشير فيصل إلى أمله في الحصول على الرخصة الدولية لقيادة الكومبيوتر حتى تساعده في مزاولة مهنة برمجة الكومبيوتر بشكل عالمي، لكنها تحتاج إلى تكلفة مالية كبيرة لارتفاع الأسعار في شركات برمجة الكومبيوتر الخاصة بالمكفوفين حتى يخفف المعاناة عن المكفوفين ويجعلها بارقة أمل في حياة جديدة.


http://asharqalawsat.com/details.asp...77&issue=10216

 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى