كفيف» يتحدى الظلام بنور التفوق

تحدى الطالب المتفوق سيف الفلاسي الظلام من خلال سعيه الدؤوب نحو تحقيق التفوق والنجاح منذ صغره، حيث أكد أنه كان يطمح بنتيجة أفضل عما وصل اليها. وأضاف: يعود الفضل لأهلي والمعلمين الذين كان لهم الدور الأول لإيصالي إلى هذا النجاح، كما أن فقداني للبصر لم يكن عقبة أمامي بل وسيلة لأتحدى بها ذاتي ، موضحا أنه كان في السنوات السابقة يدرس عن طريق «برايل» إلا أنه في الثانوية العامة لم يتمكن من إيجاد المناهج المتخصصة للمكفوفين فكان عليه الثقل الأكبر في حفظ الدروس من قبل الأسرة والانتباه للمعلم أثناء الشرح .


وفي الامتحانات كان يسترجع معلوماته ويحفظ خاصة في المواد الأدبية ويساعده أحد المراقبين بتسجيل الاجابات، أما المواد العلمية فكان يفهمها ويحرص على حل الرسومات من خلال الورق البارز أو فهم الرسمة عن طريق التوضيح له باليد. ويتمنى سيف مواصلة مشواره العلمي من خلال التخصص في القانون الذي يعتبر حلما له .


وعن أبرز الهوايات التي يمتلكها أوضح بأنه يعشق الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص والذي يمارسها مع أصدقائه الذين يتعاملون معه باستمرار على أنه شخص عادي، إضافة الى عشقه لاستخدام الحاسب الآلي والانترنت بشكل خاص من خلال وجود برنامج خاص ناطق مما جعل له الأمور تسير بطريقة عادية . وأوضح سيف أنه لا يشعر بالحرمان من فقدانه للبصر بل بالرضا الكامل كونه لم ينحرم من شيء في الحياة وأكد لو أنه كان يرى كبقية الناس لما سيشعر بالفرق في رؤيته للحياة.


وحول أبرز المواقف الطريفة التي تحدث له أوضح بأنها عديدة الا أنه يتعامل معها بطريقة عادية وأبرزها خلال حديثه مع الآخرين الذين لا يعرفون أنه كفيف ويتعاملون معه على أنه انسان يراهم الا أن أصدقاءه يوضحون لهؤلاء وبالاشارة بأنه لا يتمكن من رؤيتهم وتجرى الأمور دون احراج للأطراف.


من جهتها أشارت والدة سيف الفلاسي الى مشوار الدراسة مع ابنها الذي يعاني فقدان البصر هو وشقيقته التي تدرس في الصف العاشر في ذات المدرسة وتعتبر من الطالبات المتفوقات، من خلال تعلمها لطريقة «برايل» حتى تتمكن من مساعدة ابنها على التعلم بل وغرس قيمة النجاح بداخله ومعاملته وشقيقته كأسوياء لأنها تعتبر أن الله أفقدهما نعمة البصر إلا أنه منحهما نعما عديدة أبرزها شغفهم على العلم والمثابرة لنيل أعلى المراتب.


وأوضحت أنه خلال التكريم من قبل هيئة المعرفة تم تقديم منحة دراسية له لدراسة التخصص الذي يحلم به وهو القانون في جامعة سانت جوزيف اللبنانية في مدينة دبي الأكاديمية، وأخرى من جامعة الشارقة ويبقى له حرية الاختيار .


وأضافت ان سيف درس في مركز دبي لذوي الاحتياجات الخاصة إلى الصف الرابع الأساسي، بعدها تم قبوله في مدرسة دبي للتربية الحديثة والتي ساهمت بشكل كبير في دفع الرغبة الموجودة بداخله على التعلم والنجاح من خلال توفير معلمين ذوي كفاءة عالية وتذليل العقبات أمامه والإجابة على مختلف الاستفسارات له إلى جانب أنه كان حريصا على الانتباه خلال الشرح.


كما أن المدرسة تحرص دائما على اشراكه في كافة الفعاليات والأنشطة مع زملائه الذين يتعاملون معه بطريقة عادية، موضحة أنه في حال عودته إلى البيت تبدأ المرحلة الثانية وهي دورنا الأساسي في مراجعة دروسه وتحفيظه، كما أنني حرصت بشكل كبير منذ بداية العام الدراسي على توفير معلمين للمواد كافة والمتخصصين بالتدريس على طريقة «برايل».


لاسيما في ظل غياب المناهج المخصصة للمكفوفين باعتبارها جديدة هذه السنة ولم يتم تحويلها بعد، موضحة أن معدل الدراسة التي يحرص سيف عليها يوميا تترواح من 3 الى أربع ساعات وتتضاعف في أوقات الامتحان.
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى