خجل في البيوت التي فيها معاق ....لماذا

محمد عابد

عضو جديد
عــائلات تمتنع عــن التـواصل مع المـراكز المؤهلة تلافيا للإحراج

ماذا جرى في عالمنا الدنيوي ..هل اختفت الرحمة وباتت ضيفا غير مرغوب فيه ؟! هل تبخر الإيمان وأضحى الكثير منا لا يؤمن بالقضاء والقدر؟ وهل أصبحنا نخجل من الابتلاءات الدنيوية التي هي جزء من صميم إيماننا بالله تعالى ؟!

وهل كل هذا يدفع البعض منا ان يخفي ابنه المعاق داخل غرفة مهجورة بسطح المنزل خجلاً من أن يعيره الآخرون ان في بيته معاقاً ..ولماذا تتخلى بعض الأسر والعائلات عن زيارة ابنهم المعاق داخل دور الرعاية؟.

ولماذا يطلق بعض الرجال زوجاتهم بسبب ولادة طفل معاق ؟ ولماذا يتخلى خطيب عن خطيبته ويفرّ منها حين يعلم ان شقيقها مُعاق ؟!

ماذا دهانا ..وما هذه القسوة وما هذه القلوب التي كالحجارة ..وما هذه العقول التي انفضت منها شفرة التفكير والتأمل..

في هذا التحقيق ترصد (الندوة نهاية الأسبوع) هماً تعيشه بعض الأسر والعائلات اقتربنا منهم عشنا معهم للوقوف على ما يدور من خفايا وأسرار في كواليس بيوت فيها طفل معاق يصرون على عدم الاعتراف به ورفضوا قضاء الله وقدره وذلك من أجل مشاركتهم هذا الهم وتسليط الضوء على حياة هذه الأسر التي باتت تتحرج أن تُعلن ان عندها طفلاً معاقاً تلافيا لنظرات الشفقة والشماتة والازدراء فضلا عن الخشية أن يؤثر ذلك على مستقبل أبنائهم الآخرين وبناتهم خاصة في مرحلة الزواج ..وإلى تفاصيل هذا الهم الذي رصدناه...
السيدة أم أسامة وهي أم لطفل معاق في العاشرة من عمره تقول في بداية زواجي رزقني الله بطفل معاق يعاني من ضمور في المخ والاطراف بنسبة 70% وقد أكد لي الطبيب ان طفلي منجولي ويعاني من اعاقة شديدة وتشوهات في الأطراف وضعف في العضلات وانه يحتاج إلى رعاية شديدة داخل مركز متخصص مما أصابني أنا وزوجي بالحزن والألم الشيء الذي أثر على علاقتنا معاً كزوجين وجعلنا أكثر بعداً وتنافراً بسبب تلك الصدمة المروعة التي غيرت مجرى حياتنا في الإتجاه المعاكس وبعكس ما ما خططنا له وتمنيناه كزوجين متحابين .

أسرة صغيرة كانت حلما

تواصل أم أسامة مأساتها فتوضح كنا نحلم بأسرة صغيرة وأطفال أصحاء فابتلانا الله سبحانه وتعالى بطفل معاق ومشوه عانيت الأمرين في تربيته وعلاجه والعناية به لحين ادخاله لأحد المراكز المتخصصة في الاعاقة وهنا تنفست الصعداء وكان قراري بتكرار تجربة الحمل وانجاب طفل آخر مجازفة بالنسبة لي غير مأمونة العواقب رفضها زوجي جملة وتفصيلاً لخشيته الشديدة من ولادة طفل آخر معاق ولكن ارادة الله سبحانه وتعالى ورحمة بعباده أكرمني بولادة طفل سليم البنية مما شجعني على انجاب 8 من الأبناء الأصحاء الذين أدخلوا البهجة على حياتنا.

في مدينة أخرى

السيدة أم هند من جدة تروي حكايتها : رزقت بمجموعة من الأطفال الأصحاء وشاءت ارادة الله أن أرزق بطفل معاق كان هو اخر العنقود مما اضطرني لأن أتركه عند والدتي والتي تقطن في مدينة بعيدة عني حتى لا يراه أحد أقاربي أو معارفي وبعد وفاة والدتي أبقيت عليه في منزلها تحت رعاية خادمتين آسيويتين لفترة من الوقت ثم الحقته بإحدى دور المعاقين في نفس المدينة التي كانت تقيم بها والدتي رحمها الله ومازال هناك إلا أن السؤال عنه محدود للغاية فأنا لا أقوم بزيارته إلا نادراً وهو لا يحظى مني سوى بالقليل من الرعاية والاهتمام ولا يتمتع بإجازته معنا وكثيراً ما أتردد في الاجابة على اتصالات المركز والذي يحثني دوماً على التواصل مع ابني ودمجه داخل اسرته واشقائه أو انهم سيقومون باخراجه من الدور وتسليمه لي مما دفعني اضطراراً لزيارته والسؤال عنه بين فترة وأخرى حتى لا أضطر لأخذه.

زوجي يهددني!

وتضيف أم هند أن أحمد ابني شديد الاعاقة ويعاني من ضمور في المخ وضعف في درجة التركيز وعدم القدرة على الكلام أو التحكم في مخارج البول والبراز، وزوجي ينتمي لأسرة ثرية ذات حسب ونسب وجاه وهو يرفض زيارته أو حتى الاعتراف به أو حتى مشاهدته تلافياً للاحراج ، وقد خيرني بين حياتي معه أو التخلص من هذا الطفل المعاق الذي أصبح يشكل مصدر هَمّ وقلق بالنسبة لي فأنا أخشى من مسألة الاعتراف به داخل مجتمعي خشية أن يؤثر ذلك على مستقبل أشقائه الأصحاء، فالتاريخ العائلي السليم هو بوابة العبور لقلب المجتمع مما جعلني اخشى على مستقبلهم القادم كونهم اشقاء لطفل معاق مما يهدد تاريخهم العائلي بساطور الاعاقة الذي لا يرحم .

كنت شديدة الحرص على عدم اخبار ابنائي وحتى من حولي بأن لي طفلاً معاقاً وعندما يحين موعد زيارته أو اجازته آخذه إلى مكان آخر غير المنزل حتى لا يراه أشقاؤه أو الجيران تلافياً للاحراج والضرر الذي سيقع على ابنائي عندما يحين موعد القسمة والنصيب فيما تشير أم هند لقد أصبح ابني المعاق كابوساً مزعجاً يجثم على انفاسي وكم دعوت الله أن يخلصني منه من أجل ان ارتاح ويرتاح هو مما يعانيه.

لهذا طُلقت!!

أما أم فيصل فتقول لقد أظهرت الفحوص الطبية في شهور حملي الأخيرة بأنني أحمل طفلاً معاقاً شديد الاعاقة وبعد ولادته ومشاهدة والده له قام بتطليقي وبعدها بالغ في شتمي وإهانتي وتجريحي متهماً إياي بأنني نذير شؤم عليه ولا ألد إلا المعاقين كانت ولادته صدمة لي ولزوجي ولأسرتي ولكل من حولي وتواصل أم فيصل همها: لقد انتابتني نوبة من الهم والغم والحزن والألم مما جعلني ارفض ارضاعه وحمله وهدهدته أو حتى النظر في وجهه بعدها أحضرت له خادمة للعناية به فقط واخفيته في غرفة مهجورة داخل سطح منزلي حتى تجاوز العاشرة من عمره بعدها ألحقته بمركز تأهيل خاص بالمعاقين شديدي الإعاقة ومازال هناك حتى الآن وقد اشعت لكل من حولي بأنه قد توفى منذ فترة طويلة اتقاء لشر فضيحة الاعاقة.

وتضيف لقد رفضت فكرة معاودة تجربة الزواج مرة أخرى رغم كفاءة من تقدموا لي من الرجال الراغبين في الزواج مني لخشيتي من ظهور الاعاقة مرة أخرى في اطفالي القادمين فتاريخي العائلي لا يبشر بخير ولا يشرف وقد أسفر عن ولادة عدد من المعاقين في عائلتنا سواء في أسرة عمي أو خالي أو أختى أو أنا.

فرّ خطيبي

وها هي فتاة جامعية تؤكد في طرحها لهمها لقد هجرني خطيبي فور اكتشافه لأمر أخي المعاق وتواصل حكايتها فتقول..لقد احببته من كل قلبي واردنا ان نكلل علاقتنا الشريفة بالزواج بعد أن صارحني بحقيقة شعوره نحوي وبعد الخطوبة اكتشف حقيقة اخي المعاق والذي كانت تصدر منه أصوات مزعجة من احدى الغرف اثناء زيارة خطيبي لي والذي فر مذعوراً فور اكتشافه للحقيقة بحجة ان أسرته لاترحب بهذا الزواج لو علمت بوجود ابن معاق داخل اسرتي لخشيتها من مسألة الوراثة وبأنه يخشى كثيراً من مسألة ارتباطه بي خوفا على ذريته القادمة من انتقال هذه -اللعنة -التي قوضت دعائم العديد من الأسر وحطمت سعادتهم وتوضح الفتاة قائلة لم أتمالك نفسي من هول الصدمة!! أيعقل أن يتنازل عني خطيبي وحبيبي بهذه السهولة من أجل وجود طفل معاق داخل منزلي لا حول له ولا قوة؟ الا يخشى من ابتلاء الله له في ذريته القادمة التي أصبح يبحث عنها مع امرأة غيري؟!.

طردني وطلقني

من جهتها تقول أم فاتن : بعد زواجي بفترة قصيرة من احد رجال الأعمال المرموقين اكتشفت والدته عن طريق الصدفة ان شقيقاً لي معاقاً يقبع داخل احدى جمعيات المعاقين بعد أن اخفت والدتي عنهم هذا السر الخطير بهدف تسهيل مهمة زواجي من ذلك الرجل الثري وسرعان ما قام زوجي بطردي وتطليقي متهماً إياي بالغش والخداع والتدليس ، وبعد فترة من الطلاق تقول أم فاتن: وضعت طفلاً جميلاً يحسدني عليه كل من رآه وعندما هاتفت والده وبشرته بقدوم -فهد -قال لي ليس لي علاقة به أو بك لقد طلقتك وطلقته معك أنا متنازل عنه لك ولا أتشرف بطفل ينتمي لخال معاق ، توضح أم فاتن لقد دعوت الله أن يبتليه في نفسه وذريته وان يرزقه بكومة من المعاقين جزاء ظلمه وافترائه عليَّ.

نوع من الجهاد

السيدة لطيفة المؤذن تقول رزقني الله بثلاثة أطفال معاقين تتفاوت درجة اعاقاتهم بين الشديدة والمتوسطة ورغم ما تكبدته في سبيل رعايتهم وتربيتهم والعناية بهم من عناء إلا انني مازلت متماسكة ومتحلية بالصبر ومفوضة امري إلى الله وتقول فهؤلاء الأبرياء قد يكونون سبباً من أسباب دخولنا الجنة لأن تربيتهم والصبر عليهم هي نوع من الجهاد الذي سيكافئنا الله عليه ، لقد قمت بإدخالهم لمراكز رعاية متخصصة من أجل تأهيلهم وجعلهم أكثر تفاعلاً مع المجتمع والحمد لله قد استفادوا وأصبحوا أكثر استجابة للمجتمع الخارجي وها هو زوجي يشاركني تربيتهم ولا يفرق في المعاملة بينهم وبين اخوتهم الأصحاء ونحن على تواصل دائم مع المركز وكثيراً ما نصطحبهم إلى المنزل لدمجهم مع أشقائهم.
اخواني اخواتي الهدف من نقل هذا الموضوع لكم لنكون على بصيرة مما يجري حولنا و ارجو ان تكون الردود في الكلام عن الوقاية و عن العلاج مما قراتم و ما نقلته لكم غيض من فيض مما في مجتمعنا محمد عابد


 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى