اشعارات

كيف أصبح رجلا ؟

الراقي

New member
كيف أصبح رجلا ؟

عبد الملك القاسم :

3811_01248194819.gif


تأملت في يومقادم يقف فيه شاب أمامي ويلح في السؤال:
كيف أصبح رجلا ؟
واحترت في الجواب !
واسترجعت الذاكرة بعد مشاورة واستهديت بالآية والحديث
وأستوعبتالســـؤال كــامــلا..
فإذاالإجابة طويلة ومتشعبة
وكل صاحب معرفة يسير بك في واد
ولكـــن .. حسبك من القلادة ما أحاطبالعنق!


أيها الشاب:

ستمر بك الأيام عجلى
وتتوالى عليك الليالي سريعة
فإذا بك تقفممتلئا صحة ونشاطا تطاول أباك طولا
وقدمنحك الله بسطة فيالجسم.

وإن مرت بك الأيام وسلمت من عاديات الزمنوطوارق الأيام
فسوف تمر بمراحل العمر كلها - بإذن الله - قال الله تعالى:
" ونقر فىالأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا
ثم لتبلغوا أشدكم "
وإن قدر الله لكأمرا آخر فأنت ممن قال الله فيهم:
" ومنكم من يتوفى . "


ولاأخالك أيهاالشاب وهذهالمراحل السريعة تمر أمامك
إلا مسارعا للإمساك بها .. والتزود منمراحلها
وها هي قدمك بدأت تخطوالخطوات الأولى في مرحلة الشباب والنضج وهي مرحلة مهمة خصهاالرسول بالحديث المشهور:
( لا تزول قدمابن ادم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عنعموه فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه ) رواه الترمذيوخص النبيمرحلة الشباب هذه
لكثرة الإنتاج والعطاء والبذل والإبداع فيها.


أيهاالشاب:

مقاييس الرجولة تختلف حسب نظرة المجتمع والأسرة والشاب نفسه
فرجولة المهازيل إضاعة الوقت وازجاء الزمن دون فائدة
ورجولة المرضى والسفهاء السعي وراء الشهوات المحرمة !
أمارجولة أهل الهمم والمعالي: فهي السعي الحثيث إلى
جنة عرضها السماوات والأرض

ومن متطلبات هذا السعي :
أن تكتسب من العلم أوفره وأن تنال من الأدب أكثره

ومن معالي الأموروجميلها :
ما يزين رجولتك ويجعلك محطالآمال ومعقد الأماني
بعيدا عن عثرات الطريق ومزالق المسير.

تصبح رجلاأيها الشاب إذا اكتملت فيك مقومات الرجولة الظاهرية
من ارتواء الجسم ونضارته وقوةالشباب وحيويته
وظهور الشوارب واللحى!
وهذه كلها تشترك فيها أمة مثلك من الشباب
صالحهم وطالحهم .. ومسلمهم وكافرهم .. وبرهم وفاجرهم..

وبعض الحيوانات تشترك مع الإنسان في هذه الصفات !
من عضلات وقوةتحمل



لكنك رجل مميز وشاب متفرد..
نريدك رجلا مسلما لا رجلا مجردا !!

ولكي تكون كذلك فالآفاق أمامك مفتوحة
ودروب الخير سهلة ميسورة وحصاد العلم قد دان وقرب
وغراس الخلق ينتظر الجاني..


فهيا لتنال نصيباوافيا من ذلك
فتكون رجلا كما نريد وكماتريد
بل وكما يريد الله عز وجل ذلك

فالأسرة والمجتمع والأمة بحاجة إلى شباب صالحين مصلحين
فهذا الدين يحتاج إلى رجـــــل..
ولكن ليس رجل فحولة فحسب ! بل رجل بطولة وصبر
يحمل هم الدعوة ويقوم بها .. و يصبر على ما يلاقيه
يسعى جادا لنيل العلم والارتقاء في درجاته
عفيف اللسان .. نزيه الجوارح ..
تسارع قدمه إذا سمع الأذان.. ويتردد بين جنباته آيات القرآن.


وبعيدا عن التنظيروالكلمات الإنشائية أذكرك بأموررر
إن تمسكتبها وأخذت بأطرافها فزت ورب الكعبة:


أولاً:
خلقت لأمر عظيم فاحذر أن يغيب ذلك عن بالك طرفة عين
فالله عز وجل يقول في محكم التنزيل:
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "

ثانيا:
الصلاة.. الصلاة!
فإنها عماد الدين والركن الثاني العظيم
ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة
فلا تتهاون ولا تتكاسل ولا تتشاغل
عن أدائها في وقتها مع جماعة المسلمين
يقول الرسول : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة
فمن تركها فقد كفر )

وأراك تغتم وتهتم لفقد أمر من أمور الدنيا من ضياع قلم أو فقدمحفظة !!
ولا تهتم بأن تفوتك تكبيرة الإحرام أو الصلاة مع الجماعة
ووالله لن يفلح من تركها!!

ثالثاً:
ما أضاع ساعات الزمن وأيام العمر..
مثل حياةالفارغين وأصحاب الهوايات الضائعة والأوقات المسلوبة
ممن همهم إضاعة الساعات والأوقات في لهو وعبث !
فاحرص على وقتك فإنه أغلى من المال
وإن كان مالك تستطيع أنت حافظ عليه وتنميه وتستثمره
فإن الوقت قاتل وقاطع والأنفاس لاتعود.

رابعاً:
العلم طريق الوصول إلى خشية الله عز وجل فسارع إليه
وابدأبالعلم الشرعي الذي تقيم به أمور دينك
وما نلت من علم دنيوي تحتاجه الأمة فاجعل نيتك فيه
خدمة الإسلام والمسلمين حتى تؤجرعليه.

خامساً:
حسن الخلق كلمة لطيفة طرية على اللسان
ولكن عند التطبيق تتباين الشخصيات ويفترق الرجال إلى
أصول وفروع!
ولايغيب عن بالك أن حسن الخلق من صلب هذا الدين؟
فبر والديك .. وارفق بأخيك ..
وأحسن إلى صديقك .. وتعاهد جارك.


سادساً:
مع تنوع المعارف والعلوم لابد أن يكون لك سهم
من تلك الطروحات حتى تكون قوي الفكر ثابت المعلومة
على اطلاع واسع لتنمي ثقافتك
ومثلك يحذر الطروحات الفكرية التي يدعيها بعض الموتورين
والمرجفين ممن لا يذكرون الله إلاقليلا!

سابعاً:
القدوة علم تسير خلفه وتستظل بآرائه وتستلهم طريقه
فمن قدوتك يا ترى؟؟!
ولا أعرف لابن الإسلام قدوة سوى محمد صلى الله عليه وسلم
وصحبه الكرام وسلفه الصالح.


ثامناً:
أنت - ولا ريب - تتطلع إلى غدٍ مشرق وسعادة دائمة
وظل وارف
فعليك بتقوى الله في السر والعلن فإنها وصية الله للأولين والآخرين
وطريق النجاة يوم الدين
" من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة "

تاسعاً:
لتكن قوي الإرادة.. ماضي العزيمة
وألق ما تقع عليه عينك من المحرمات
وابتعد عن الرذائل ومواطن الشبه والريب

ولتكن لك قوة داخلية تسخرها لتزكية نفسك وصفاء سريرتك
وذلك بمراقبة الله عز وجل على كل حين ومداومة العمل الصالح.

عاشراً:
الدعاء هو العبادة وكم أنت فقير إلى ربك ومولاك
فبالدعاء يكون انشراح النفس وطمأنينتها
وطلب العون من الله عز وجل
فلا تغفل عنه واحرص على البعد عن موانع الإجابة
وكلما غفلت تذكر كثرة دعاء الأنبياء لأنفسهم
وحرصهم على ذلك.



أيهاالشاب:


لاتستوحش من إقبال الزمان ودورته
وسيقف ابنك أمامك بعد زمن ليسألك:
كيف أصبح رجلا يا أبي؟؟!
وأعتقد - وأنت معي في ذلك - أن نقطة البداية لهذا الجواب
هو ما تسير عليه اليــوم وتــرسمه غدا
فالقدوة مثل أعلى لمن هم حولك
فابدأواستعن بالله
وأراك قد أصبحت رجلا ينطلق في مضمار الحياة
لا ترهبه هبوب الرياح ولاتثنيه مسالك الطريق الوعرة.

وفي الختام:

قديطرق قلبك سؤال مفاجىء تصوبه نحو قلمي:
كل ما ذكرت كلمات وعظية مكررة
نسمعها بين حين وآخر!

وجــوابي لصوتك الحبيب:

أيها الرجل الشاب! يا من استقبلت الدنيا بوجهك..
إنها كلمات وإن كانت مكررة فأبشر
وأمل أن وقعت في نفسك موقعا
فعندها تكون رجلا ولا كل الرجال
بل رجل أثنى الله عز وجل عليه في مواضع عدة من كتابه الكريم.
وحسبك هذا الثناء لتكون رجلا


3811_01248194819.gif

إنتهى النقل
ثمه كلمات و درر تتمنى لو حفرتها على الصخر
لا فقط قمت بنشرهاعلى صفحات المنتديات !
و ألتزمت ماأستطعت - بها - في أمور الحياه

فتح الله للكاتب و المتلقي و الناشر
فتح الله لنا و لكم





" إن جيلا زرعته يد الله لن تحصده يد البشر...! "
سيدقطب رحمه الله
 
رد: كيف أصبح رجلا ؟

جزاك الله الف خير اخوي كلمات في منتهى الروعه وجعلها الله في موازين حسناتك موفق اخوي
 
رد: كيف أصبح رجلا ؟

اهلاً بك سفيرقحطان
اهلاً بذوقك الراقي

شاكر تواجدك و إهتمامك
شاكر همتك

كل التقدير
 

عودة
أعلى