اشعارات

كيف نختار شريك الحياة

رجآوي

New member
ان الاختيار في حد ذاته ، فعل إنساني ليس بالسهل . وخاصة
، إذا كان يتعلق باختيار [URL="http://www.gamr15.com/vb/t31029.html"]شريك [/URL]الحياة .
ينطوي الاختيار على معنى الحرية ،
فالحرية بالتعريف هي القدرة على الاختيار ،
ولكن ليس أي اختيار ، إنها القدرة على اختيار الأفضل .
في كل مرة نختار علينا أن نتساءل : إلى أي مدى كان اختيارنا بإرادتنا،
إلى أي مدى كان اختيارنا حرّاً . إلى أي مدى كان اختيارنا سليماً .


ثمة معايير لاختيار الأفضل هي : الحرية ، والعقل ، والمحبة .
فبقدر ما يكون لاختياري حظ منها يكون سليماً وأكون قد اخترتُ الأفضل .



الدوافع اللاشعورية في الاختيار :


ثمة دوافع خفيّة تقريباً تلعب دوراً في اختيار شريك الحياة


دون وعي منّا تقريباً ، فنختار تحت تأثيرها ظانين


أن اختيارنا هذا كان بإرادتنا تماماً ، وأننا كنا أحراراً فيه،


في حين أن الواقع غير ذلك . من هذه الدوافع نذكر :



أولا - الاختيار بدافع الهروب :


الهروب من عائلة تعتريها المشاكل أمثال تسلط الأب


أو معاملة زوجة الأب القاسية أو... أو بدافع الهروب

من الإحساس بالوحدة والخوف من فوات الأوان

( البنت العانس ) أو بدافع الهروب من الفقر

( تبني نظرية العروس أو العريس الجاهز ) .









ثانياً - الاختيار بدافع الصِفة أو الحاجة المُفتَقَدة في صاحب الاختيار :


كأن يختار الواحد شخصاً تتوفر فيه صفات أو


إمكانات يتمنى أن تكون لديه ، فإذا ما وجدها عند آخر اندفع نحوه


مختاراً إياه تحت تأثيرها . كمن يختار شخصاً يتصف بالجمال


أو العلم أو الرزانة أو الحيوية ، أو موهبة ما .

إنه اختيار لا شعوري تقريباً يهدف إلى اكتمال

صاحب الاختيار وإشباع حاجة لديه تنقصه .








ثالثاً - الاختيار بدافع الشعور بالنقص :


فَمَنْ كان محروماً من حنان الأمومة أو عطف


الأبوة والتقى مَن يسدّ لديه هذا النقص يندفع نحوه


ويختاره وغالباً يكون هذا المختار أكبر سناً من صاحب الاختيار .





رابعاً - الاختيار بدافع " البديل " :



قد ينجذب شخص نحو آخر ، ربما لا يعرفه ،


فيختاره لأنه يحمل صفات جسمانية أو سمات نفسانية وأخلاقية ،

تذكّره بأشخاص يحبهم كانت تتوفر فيهم هذه الصفات وتلك

السمات أو بعض منها . مثال ذلك ، الرجل الذي يختار

زوجة فيها الكثير من صفات أمه التي كان يحبّها ويقدّرها .

ومثال الفتاة التي تحب أباها وتعجب به وتتخذه مثلاً
أعلى لها فتختار شاباً ترى فيه بعضاً من صفات

أبيها كالحكمة أو القدرة على التدبير أو المرح...







خامساً - الاختيار بدافع الضد :


كأن يختار الواحد شخصاً يحمل نقيض القيم التي


تحملها أسرة صاحب الاختيار والتي يرفضها أصلاً

ليعبّر في اختياره عن رفضه لقيم أسرته ،

ومن خلالها عن رفضه لأسرته التي تقسره

على تبنّي هذه القيم والسلوك بحسبها .

مثال ذلك الفتاة التي تنتمي إلى أسرة محافظة متعصِّبة
تعاني فيها من تسلّط الأب أو الأخوة ،

تختار شاباً من أسرة متحررة تقدمية .







سادساً - الاختيار بدافع تأكيد الذات :


يعبّر عن الحاجة إلى تقدير الذات ، فيه يستهدف


صاحب الاختيار ، شخصاً له مقام اجتماعي او سياسي أو نَسَبيّ وحَسَبيّ أو غيره ،

يربط شخصه به ويؤكد ذاته عن طريق اختياره له وارتباطه به .




سابعاً - الاختيار بدافع الإنقاذ :


كأن تختار إنسانة شاباً ضائعاً بتأثير الشفقة عليه ،


وهو يختارها بدوره لتخرجه وتنقذه من حالة البؤس

والشقاء والفقر الذي يعيش فيه .




ثامناً - الاختيار بدافع الوسط الاجتماعي :


فيه يختار الإنسان الآخر لا من أجل ذاته ، إنما من أجل


عائلته لما تتمتع فيه من حَسَب ونَسَب أو جاه أو ثقافة أو مال ،

مما لا يتوفر عند عائلة صاحب الاختيار .




تاسعاً - الاختيار بدافع عشق الذات :


إنه اختيار نرجسي فيه يختار الواحد شخصاً تتوفر فيه


الصورة التي يعشقها عن ذاته .

إن هذا الاختيار عشقٌ للذات من خلال الآخر .



عاشراً - الاختيار بدافع القانون الجيني ( تطابق الأبراج ) :


حيث يختار الواحد شخصاً ينتمي إلى البرج نفسه .


ونحن كمسلمين لانومن بهذه الابراج

لقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم" كذب المنجمون ولو صدقوا"



معايير الاختيار الجيد :




ليس المهم أن



نختار فقط ، إنما أن نحسن الاختيار .


أي أن يكون اختيارنا واعياً ومدروساً ، حرّاً وعقلانياً، ومحباً .


أي أن نختار ما يناسبنا حقاً ، ما هو الأفضل حقاً بالنسبة إلينا .



فيما يلي أهم مقاييس هذا الاختيار الجيد :




أولاً - الانجذاب :


الانجذاب الجسدي والعاطفي والروحي شرط ضروري وأساسي ،


لكنه لا يكفي وحده . لهذا الانجذاب معنيان :

سلبي ويعني عدم وجود موانع في الآخر تنفّره منه .

وإيجابي ويعني أن الشخص المختار يستحق

أن يكون موضع اهتمام وتفكير ودراسة أعمق








ثانياً - توفر عناصر ربط بين الاثنين :


عوامل مشتركة في الميول والطباع ، الطموح ، الذوق ، الاتجاهات ،


الأهداف المشتركة ، الوسط الاجتماعي والمذهب الواحد 000 الخ .



إن الحب والزواج لا يستطيعان أن يتخطيا كل أشكال التباعد


والاختلافات بين الطرفين ، إنما بإمكانهما تخطي بعضها


مما ليس هو بجوهري . فالزواج ، على سبيل المثال ،

لا يتمكن من تخطي مسألة الإدمان ، أو عدم الإخلاص والوفاء

أو البخل في حين يستطيع تخطي مسألة الاختلاف في الهوايات .

إن ما ذكرنا من عناصر الربط المشتركة يمكن اعتبارها مقاييس

داخلية تتعلق بالشخصية مباشرة .
وهي مطلوبة على الأقل في حدِّها الأدنى .

إن المسألة في النهاية نسبية







يمكن أن نحدد هذه المقاييس الداخلية كما يلي :



حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسي والعاطفي .




حد أدنى من التناسب في الميول والطباع .




حد أدنى من التناسب الروحي .




حد أدنى من الاتفاق على قيم أخلاقية أساسية .




حد أدنى من الاتفاق على أهداف مشتركة في الحياة .




كذلك يمكن أن نحدّد مقابل هذه المقاييس الداخلية ،


مقاييس خارجية يُهتدى بها أيضاً كما يلي :



التناسب في العمــر .




التناسب في المستوى الثقافي والتعليمي .



التناسب في المستوى الاجتماعي .



التناسب في المستوى الاقتصادي .




ثالثاً - مراعــاة " السلّــم القيمــي " :


لكل شخص قيم معينة يقدّرها ويعتنقها ويسعى إلى تحقيقها


في حياته مثل : العلم ، المال ، الإيمان ، الأمانة ، الصدق... الخ .


كلّما اتفق الشريكان على ترتيب الأولويات في هذه القيم ،


أدّى ذلك إلى اتفاقهما وسعادتهما وشعورهما بوحدة الهدف .

فلو كانت القيمة الأولى عند الزوج الإيمان وكذلك كانت عند الزوجة ،

فلا شك أنّ هذه القيمة ستوحدهما . أما لو تصورنا أن
القيمة الأولى عند الزوج هي العلم والسعي للحصول
على أعلى الشهادات ، بينما كانت عند الزوجة الحصول
على المال والتمتع بمباهج الحياة فإننا لا

نتوقع لهذا الارتباط ( لزواج ) النجـــاح .








رابعاً - الوضوح مع النفس والصراحة التامة وإتاحة الفرصة للتعارف المتبادل :



ذلك كله لا يتم عن طريق الحوار فقط إنما أيضاً عن


طريق المواقف وردود الفعل العفوية المختلفة ،

وعن طريق لحظ شكل تعامل كل طرف

مع أهل بيته ( الوالد ، الوالدة ، الأخت 000 )

وكذلك عن طريق الصحبة والرفاق .

ويستحسن هنا الاستنارة في موضوع الاختيار ،
برأي شخص ثالث شرط معرفته للطرفين ،

وتوفّر الموضوعية والاتزان فيه .







خامساً - نضج الشخصية :


الحب والزواج من عمل الراشدين ، لذلك يستلزم نضج الشخصية .


ومن مؤشرات هذا النضج : الاستقلال العاطفي والمادي -

الثقة بالنفس - الشعور والقدرة على تحمل المسؤولية -

القدرة على التكيف - القدرة على التحكم في الذات وضبطها -

القدرة على عطاء الذات وإسعاد الآخر -

الاستعداد لقبول الآخر المختلف عنّي والتكيف مع طباعه -

تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة .








سادساً - قبـول فكـرة أنّ الاختيـار نقطـة انطـلاق :



يبدأ من بعدها المسير في رحلة بناء البيت الزوجي والحياة الزوجية .



إنه البداية في مشروع الارتباط وليس النهاية كما يتخيّل البعض .
 
رد: كيف نختار شريك الحياة

أختى الموضوع فعلا مهم لان هذا الذى يحصل فى الوقت الحاضر
أختى دائما مواضيعكى متميزه لكى منى الشكر الجزيل
 
رد: كيف نختار شريك الحياة

يعطيك العافيه
 

عودة
أعلى