كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

الفجر المضئ

عضو جديد
بسم الله الرحمن الرحيم..
حينما شرع الله الزواج جعله سكنا قال تعالى"ليسكن إليها"
هذا الزواج أمر ديني لا دنيوي كما يعتقد البعض يستقر الرجل فيه
وكذلك المرأة"وجعل بينكم مودة ورحمة"
يرحم الزوج زوجته تتودد المرأة لزوجها يكون البيت هادئا مستقرا مطمئنا
هذا هو الأصل ولكن الواقع اليوم وللأسف
نجد كثير من النساء يشتكين من أزواجهن وسوء التعامل ونكران الجميل
وكذلك الأزواج يشتكون ولا شك
أن لذلك أسبابا كثيرة لن أتعرض لها هنا
ولكن لكثرة ما يرد تذكرت بعض المواقف
للرسول عليه الصلاة والسلام مع زوجته خديجة
فقد كان الرسول قبل أن ينبأ
يعيش في مكة وعرف عند أهلها بالأمانة والصدق
وكانت خديجة تملك مالا كثيرا ولم يكن لها من يرعى تجارتها
وكانت تبحث عن رجل تثق به ينمي لها مالها فوقعت
يدها على محمد بن عبد الله فأرادت أن تجربه لعلها تجد فيه ضالتها
لما سمعت عن صدقه وأمانته
فاتفقت معه أن يخرج في تجارة لها إلى الشام
ووعدته أن تعطيه مالا وفيرا أكثر مما تعطي غيره
وأرسلت معه غلامها ميسرة
وقد رأى من العجائب مع محمد ما لم يره من قبل
ومنها ما قاله له الراهب من هذا المستظل بالشجرة؟
فقال رجل من مكة فقال له ما نزل تحتها إلا نبي
وكانت سحابة تظله من الشمس وعاد إلى مكة
وأكسب خديجة ما لم تكسبه في تجارة،
وحينما حدثها غلامها عن العجائب التي رآها
وكانت امرأة عاقلة فطلبت من محمد الزواج وصرحت له
بالسبب الذي دفعها لذلك:يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك
وحسن خلقك وصدق حديثك.
وكان رجالات قريش يتمنون الزواج منها
لرجاحة عقلها فأخبر محمد أعمامه بقول خديجة
فأيدوه وتزوج محمد خديجة وكانت أول زوجة
كل هذا قبل أن يختاره الله للرسالة
وولدت له القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله
وكان عمره خمسة وعشرين عاما عندما تزوج
وكان عمرها خمسة وثلاثين وقيل أربعين وقيل غير ذلك،
وحينما أراد الله بخلقه خيرا اختار محمدا للرسالة
وأول من وقف مع محمد زوجته خديجة
كانت أول من آمن به على الإطلاق وهكذا تكون الزوجة الصالحة مع زوجها
أول من يقف معه في الشدائد،وحينما نزل الوحي على محمد عليه السلام
وواجه الشدة فيه خاف وارتعد فتوجه أول ما توجه إلى بيته
إلى زوجته لم يذهب لقرابته ولا لأصدقائه بل لزوجته
لأنها محبوبته لأنها عاقلة لأنها تجيد التصرف في المواقف الصعبة
فهل الزوجات في عصرنا كذلك
لقد عاد إليها الرسول علية الصلاة والسلام
من الغار وهو يرتجف وحدثها بما حدث له في أول لقاء مع الوحي
وقال"لقد خشيت على نفسي"فقالت له في ثقة ويقين:
إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة والله لا يخزيك الله أبدا،
إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث،
وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
لقد كانت بعد ذلك الزوجة المثالية التي تخفف عنه
ما يعانيه من أذى قومه تثبته وتصدّقه وتهون عليه أمر الناس
فكانت لرسول الله نعم الملاذ وقفت معه لتهدئته وتطمينه
وقفت معه بمالها فلم ينس الرسول الزوج هذه المواقف لزوجته
فهل أنت كذلك أيها الزوج أم أنك ممن يأكل مالها
وحينما يغنيك الله من فضله تستغني عنها وترمي بها
لتأخذ فتاة صغيرة تدللك لتقتل زوجتك قهرا،
لا يمكن أن نعارض تعدد الزوجات
ولكن طريقة بعض الأزواج في التعدد والتعامل بعد التعدد
من ظلم وعدم عدل بين زوجاته وإهمال لزوجته الأولى
وإهمالها تجعلك تقف كثيرا عند هؤلاء.
لقد كان الرسول طوال حياته يذكر لخديجة كل خير فعلته معه
حتى بعد موتها فلم ينس فضلها عليه
حتى بعد أن ماتت فكيف به في حياتها
لقد بشرها ببيت في الجنة من قصب أي لؤلؤ لا صخب فيه ولا نصب
وقال عنها خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم
وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد
وحينما توفيت حزن عليها محمد الزوج حزنا شديدا
وكان كثير الذكر لها بعد موتها والثناء عليها
حتى غارت عائشة منها وهي ميتة فكيف لو كانت موجودة
قالت:ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة
وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها،
وذات يوم أهدي لرسول الله جزور أو لحم
فأخذ رسول الله عظما منها وناوله لمن عنده
وقال اذهب بهذا إلى فلانة فقالت عائشة لم غمرت يدك؟
فقال الرسول مغضبا"إن خديجة أوصتني بها"
فغارت عائشة وقالت لكأنه ليس في الأرض امرأة إلا خديجة
فقام رسول الله مغضبا،فلبث ما شاء الله ثم رجع
فإذا أم رومان قالت يا رسول الله ما لك ولعائشة؟
إنها حدثة وإنك أحق من تجاوز عنها فأخذ بشدق عائشة
وقال ألست القائلة"كأنما ليس على الأرض امرأة إلا خديجة
والله لقد آمنت بي إذ كفر قومك ورزقت مني الولد وحرمتموه"
وزادت غيرتها ذات يوم فقالت له:
هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها،
فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب،
ثم قال"لا والله ما أبدلني الله خيراً منها،
آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس
وواستني في مالها إذ حرمني الناس.."
لم يمل الرسول لزوجته على حساب الأخرى
بل حفظ الرسول صل الله عليه وسلم الزوج مكانة زوجته
فكان لها عنده منزلة عظيمة كانت مثالا عظيما
للزوجة الصالحة المؤمنة إن خديجة هي الزوجة التي يرجع إليها
زوجها الرسول علية الصلاة والسلام ويستشيرها
فقد كانت بمثابة الوزير له فأين الأزواج من هذا؟
إن بعضنا لا يستشير زوجته في أي شيء حتى فيما يخصها أو يخص بيتها
لأنه يرى ذلك عيبا وكأنه لا يوجد معه زوجة في بيته
فليس لها قيمة في حياته إلا لقضاء وطره فقط
وكأننا في جاهلية لا وجود لها في حياته
كان الرسول الزوج يقدر لخديجة ما قامت به
يقدر الحياة الزوجية إن النبي عليه السلام
لم يعير في يوم من الأيام زوجته خديجة بأنه تزوجها
وهي ثيب لم يذكرها يوما بأنها تزوجت قبله مرتين
لم يعيرها يوما بأنها أكبر منه كما يفعل بعض الأزواج اليوم

والذي يتزوج من امرأة وهو فقير ربما لا يجد ما يأكله
وحينما يغنيه الله بسببها أو غير ذلك يبدأ بتعيير زوجته
بأنها أكبر منه أو أنه لم يخترها بنفسه
بل اختارها أهله له وغير ذلك
لأنه يريد أن يتزوج من غيرها وليس همه إحياء سنة أو إعفاف الفتيات
ولكن للمتعة والتجديد فقط وكأن الواحدة منهن
سيارة يجددهامتى شاء ولمثل هذا نقول"
ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"
كما قال الله تعالى"مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة"
وليس هذا رفضا للتعدد
ولكن يجب أن يحرص المرء على الفرار من عذاب الله
والحرص على الحصول على رحمته"
من كانت له امرأتان فمال لإحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل"
والجزاء من جنس العمل ميل الدنيا أتبعه ميل في الآخرة
والأول حب والآخر عذاب.
لقد كان محمد الزوج يتذكر وقوف زوجته خديجة معه دوما
لدرجة أنه لحبه لها لم يتزوج عليها في حياتها
لم يكن هدف رسول الله من الزواج المتعة الجسدية فهي ليست كل شيء
لقد كان الناس قديما يبحثون عما يخفف شهوتهم
واليوم يبحثون عما يزيدها لأن المتعة الجسدية أصبحت هما للبعض
أعطوها أكبر الاهتمام
وغفلوا عن الهدوء والاستقرار والسكن"ليسكن إليها"
هل فينا من يحفظ حق زوجته هل فينا من يكرم زوجته وهي حية
فضلا عن إكرامها بعد موتها
خذوا هذا الموقف جاءت عجوز من صويحبات خديجة
إلى النبي فأحسن لقاءها وأكرم مثواها وبسط لها رداءه
فأجلسها عليه وصار يسألها عن أحوالها وما صارت إليه
فقالت عائشة لما خرجت:تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟
فقال"إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان"
وكان النبي إذا ذبح الشاة قال"أرسلوها إلى أصدقاء خديجة"
فذكرت له عائشة يوما فقال"إني لأحب حبيبها"
اين نحن من هذا الخلق وهل بعد هذا الوفاء وفاء.
أسأل الله أن يصلحنا لزوجاتنا ويصلح زوجاتنا لنا.
وأن يجعلنا مقتدين بسيد الأبرار والحمد لله رب العالمين
منقول
 
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

بارك الله فيك
 
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

بارك الله فيك
وفيك باركاخي الكريم سفير قحطان
شرفني واسعدني عاطر مرورك
الله يحفظك
 
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

طرح قيم بارك الله فيك

وفيك بارك غاليتي الحنان كله
شرفني واسعدني عاطر مرورك
الله يحفظك
 
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

[align=center]
اللهم صلِّ وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعيــن

جزاكِ الله خير الجزاء وغفر لوالديكِ
[/align]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

[align=center]بارك الله فيك
image442.gif
[/align]
 
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

[align=center]
اللهم صلِّ وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعيــن

جزاكِ الله خير الجزاء وغفر لوالديكِ
[/align]
علية افضل الصلاة والسلام
جزاك ربي جنات النعيم
غاليتي غاردينيا
شاكرة لك عاطر مرورك حفظك الله
 
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

[align=center]
جزاكِ الله خير
[/align]
وجزاك ربي جنات النعيم
غاليتي رجآوي
لك كل الشكر الله يحفظك
 
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

[align=center]بارك الله فيك[/align][align=center]
image442.gif
[/align]
وفيك بارك
غاليتي الغادة
شاكرة لك عاطر مرورك
ومنوورة غاليتي المنتدى
 
رد: كلنا هنا نتصف بالوفاء وهذا الدليل

[align=center]
اللهم صلي و سلم على حبيبنا و نبينا محمد
عليه أفضل الصلاة و آتم التسليم

بارك الله فيك يالغلا
دمت] في حفظ الله و رعآيته
احترآمي
[/align]
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى