كيف يعيش ذوي الإعاقة في شهر رمضان الكريم ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alnour
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alnour

عضو جديد
كيف يعيش ذوي الإعاقة في شهر رمضان الكريم ؟

ذوو الاحتياجات الخاصة ينافسون الأسوياء في الصيام والقيام
من واجب الأسرة والمجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة أن نساعدهم على اجتياز إعاقتهم.
وأن نشعرهم بتوافر لغة التفاهم والحوار، وأن نجعلهم يشاركوننا فرصة وبهجة المناسبات الدينية وتفعيل الواجبات في صورة مادية ملموسة؛ فلا يشعر الطفل أنه مختلف أو غريب بين الناس؛ وهنا يقع الدور الأكبر على أفراد الأسرة لبث الثقة فيه، وتأكيد مشاركته للآخرين، وتنشئته في بيئة سليمة طبيعية حتى يكون قادرا على تحدي إعاقته. مركز تأهيل المعاقين في الفجيرة وضع برنامجاً رمضانياً متكاملاً للطلبة خلال الشهر الكريم. المديرة عائشة عبدالعزيز النجار وفريق العمل في المركز خاصة الأخصائية الاجتماعية جميلة يوسف الملا والأخصائية النفسية موزة أحمد تحدثن عن أهم الخدمات التي يقدمها المركز خاصة في شهر رمضان بما يعزز الجانب الديني لدى هذه الشريحة المهمة في المجتمع.

الأخصائية الاجتماعية جميلة يوسف الملا أوضحت أن مسألة الصيام بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة تشير إلى أن الطلبة ينقسمون إلى نوعين، الأول من يفرض عليهم الصيام مع عموم المسلمين ولا تحول إعاقتهم دون تكليفهم بفريضة الصيام، وهم ذوو الإعاقات الجسدية أو البصرية أو السمعية، فهم أشخاص أسوياء خاصة من الناحية العقلية. أما النوع الثاني والذي سيدور الحديث عنهم فهم من ذوي الإعاقات الذهنية ولقد رفع الله عنهم الحرج في أداء العبادات فلا إثم عليهم في أدائها أو تركها، وتشيد جميلة برغبة ذوي الإعاقة الذهنية بالصوم وقدرتهم على الصبر طول ساعات النهار في سبيل المشاركة الدينية مع أفراد أسرهم على اعتبار أنهم من الكبار ولا يصح التقليل من قدراتهم.

وتخبرنا الأخصائية جميلة الملا عن تفاعل المركز مع رغبات الطلاب وأسرهم نحو الصيام، لكنها قالت: يأتي دورنا في تعليم الطلبة المهارات الدينية مثل الصلاة والوضوء وقراءة القرآن وغيرها حسب قدرة الطالب. ويكون ذلك في المراحل الأولى من حياتهم لأنها من العادات التي تعود الطالب على مشاهدتها بين أفراد أسرهم بشكل يومي، فنلاحظ ميل الطلاب الشديد لتعلم وممارسة العبادات ومع مرور الوقت ننجح في تأهيلهم لأدائها بالصورة الصحيحة.

وتضيف قائلة: ولله الحمد هناك مجموعة من الشباب في المركز حريصة على أداء الصلوات الخمس وبشكل يومي حتى أن الطالب عبد الله على عبد الله من المداومين على الصلاة في المسجد وهذا ثمرة إرادة شخصية مقبلة على العبادة.

كما أنه من الطلبة الملتزمين بصوم شهر رمضان كاملاً، ويقوم في بعض الأحيان بإمامة الطلبة في صلاة الظهر في المركز.

وتشيد الأخصائية جميلة ومدرسة تأهيل الذكور أن عبد الله يعتبر قدوة حسنة للطلاب وقد وصل إلى مرحلة متقدمة من التأهيل، وتنوه قائلة: رغم إننا لا نضغط على الطلبة في أمر الصيام للصعوبة وعدم إدراك البعض لأهميته، إلا أننا لاحظنا منذ حوالي السنتين الرغبة الشديدة لدى البعض بصوم رمضان حتى لو لم يصوم الشهر بأكمله، وهذه بادرة طبية منهم شخصيا ومن أسرهم.

وعند صلاة الظهر التي أقامها طلاب المركز تقدم عبد الله علي عبد الله ومحمد سالم سليمان وسالم حميد بعد الانتهاء من الصلاة، لتسميع بعض السور والأحاديث النبوية بالإضافة إلى الأدعية التي تقال وقت الفطور وغيرها. ويجسد المشهد تعلق الطلبة بالله سبحانه تعالى. فما بال من رزقه الله العقل ويجاهر بالإفطار وهناك من يعتبر نفسه صغيرا على أداء العبادات فالحمد لله من جعل الخير فيمن يستحق الخير.

برنامج متكامل
وتذكر جميلة أن المركز يقوم سنويا بتنظيم برنامج متكامل للطلبة خلال شهر رمضان لتفعيل دورهم وتعريفهم بالمناسبات الدينية والاجتماعية والمشاركة فيها، فبدأنا هذا العام بيوم مفتوح قبل رمضان لاستقبال الشهر الكريم وبث روح الاستعداد للعمل الخيري عند الطلبة خلال رمضان. كما أدرجنا جدولا للرحلات تنوعت ما بين الترفيهية والدينية طوال شهر رمضان لتنشيط الطلاب وتحفيزهم على الصيام أو على عمل الخير رغم أن الله رفع عنهم الحرج في ذلك.

بالإضافة إلى أن المركز يشارك وبشكل دوري في مسابقات تحفيظ القرآن والأحاديث الشريفة التي يتميز فيها مجموعة لا بأس بها من الطلبة كل سنة، وهذا العام تأهل عبد الله علي ومحمد سالم سليمان وفاطمة علي النون وفاطمة الكعبي للمشاركة. كما أطلق المركز خلال رمضان مشروع الحصالة الذي يحفز الطلبة على التبرع للمحتاجين سواء كانوا من داخل المركز أو خارجه.

ومن ضمن فعاليات الشهر الكريم الذي يهتم بها المركز سنويا مشروع كسوة العيد وغيرها من المشاريع الخيرية التي تشرك الطالب في عمل الخير وتعرفه بعظمة الدين الإسلامي وفي المقابل تساعد فئات أخرى.

الأخصائية النفسية في المركز موزة أحمد تقول إن المشاركات الاجتماعية والدينية لها أفضل الأثر في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة.

رغم نظرة البعض إلى عدم جدوى مشاركتهم في أداء العبادات الدينية على اعتبار انهم أشخاص غير أسوياء، إلا أن سر نجاحهم وانخراطهم في الحياة وتحقيق إنجازات متميزة في المجالات المختلفة يعود إلى أسرهم، التي وفرت لهم الظروف النفسية والاجتماعية التي تؤهلهم وتدفع بهم إلى المزيد من التشجيع والعمل والعطاء، ولهذه المشاركة أثر طيب في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم يشعرون من خلال مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية والدينية أنهم لا يختلفون عن أقرانهم الآخرين، فهم يصومون ويصلون، بل وقد يؤدون مناسك الحج والعمرة أيضا.

كما أن المشاركة تشعرهم بالقرب من الله؛ مما يعطيهم الثقة بالنفس، وأنهم أفراد مشاركون للآخرين، وهذا إحساس نفسي يبث البهجة فيهم ويشعرهم بالمسؤولية.

كما يساعدهم الصيام على تحسن صحتهم؛ لأن الطفل المعاق غالباً ما تكون عاداته الغذائية غير منضبطة؛ إذ يأكل للتسلية والصيام ينظم وجباته. وتضيف موزة أن من فوائد تعليم الصوم إدراك الطلبة وقت الصيام الذي يمتد من صلاة الفجر حتى المغرب بل نستغرب بعض الأحيان قدرتهم على تحمل فترة الصيام، والتزامهم بأداء العبادات دون شكوى أو تذمر.

وأهم الأمور التي يجب أن نراعيها هي أسلوب التدرج والصبر حتى يدرك الطالب قيمة العبادة التي يؤديها وحتى يقوم بها بصورة صحيحة.

قدرات خاصة

النظام العالمي يتجه نحو دمج المعاق في المجتمع
رغم إدراك الأغلبية بعدم فرض الصوم على ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أن الأسر المسلمة بطبعها تحبذ تربية الأبناء على العبادات وحتى لو كان الأداء شكلياً أو بصورة غير صحيحة، ولكنهم يعتبرون ذلك بداية الطريق نحو تأهيل ديني صحيح للطالب ورغبة بعضهم في إشراك أبنائهم في الجو الرمضاني الذي تعيشه الأسرة خاصة إذا ما وصل الطالب مرحلة متقدمة من التأهيل تساعده على فهم وإدراك متطلبات العبادة، وحتى لا يهمش دوره في الأسرة.

فوالدة الطالب أحمد اليماحي، وأم وعد، ووالدة الطالب محمد سالم سليمان. من الأمهات النشيطات اللاتي يحرصن على أداء أبنائهم لفريضة الصوم، كما يحرصون على أدائهم صلاة التراويح في المسجد مع ذويهم حتى يشعروا بقيمة العبادة ومردودها النفسي على الشخص. وهن من الأمهات المشاركات دائما في أنشطة المركز.

النظام العالمي الجديد يتجه نحو دمج المعاق في المجتمع ومعاملته معاملةً طبيعيةً كالشخص السوي، وللأسف في وقت سابق كان الناس ينظرون إلى ضرورة عزل المعاق بعيداً عن الناس، غير أن هذه النظرة تغيَّرت تمامًا الآن، فنجدهم يشاركون أقرانهم في جميع المشاركات الاجتماعية، في الأندية والمدارس ووسائل المواصلات المختلفة، وهذا بالطبع له مردودٌ إيجابيٌّ عليهم من حيث شعورهم بالألفة مع من حولهم.

اصحاب الاعاقات الجسدية مكلفون بالصيام
حول الحكم الشرعي في صيام ذوي الاحتياجات الخاصة يقول الشيخ حسن علي أبو العينين الواعظ الديني في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الفجيرة: إن حالات الإعاقة الجسدية بمختلف أنواعها، سواءٌ بصرية أو سمعية أو حركية، يجب عليها الصيام؛ وذلك لأنهم مدركون لما يدور حولهم، ومدركون للوقت والزمن، بل إن من قدَر الله أن لديهم قدرةً على تحمُّل الصيام؛ لهذا فهم مكلَّفون شرعاً.

أما فيما يتعلق بالنسبة للإعاقات العقلية، سواءٌ كانت شديدةً أو متوسطةً أو بسيطةً، فلا تكليف ولا غبار عليهم لعدم الإدراك، ولكن إن استطاع الشخص المعاق أن يصوم- كما نرى الكثير من أبنائنا والحمد لله من خلال عمليات التدريب التي تتم على يد الأهل أو المتخصصين وبإشراف طبيب- فهذا لا غبار عليه وله الأجر الكبير عند الله تعالى، فالصوم خيرٌ للجميع؛ قال تعالى: (وَأَنْ تَصُوْمُوا خَيْرٌ لَكُمْ) صدق الله العظيم. ويصح مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في الصيام بشرط أن لا يفرض عليهم مراعاة لظروفهم وقدراتهم. كما لا يصح تعيير من لم يستطع الصيام وذلك لابتلاء أنزله الله به ورخص له عدم المشاركة فيه.

ابتسام الشاعر
https://www.albayan.ae/our-homes/2008-09-27-1.677693
 
رد: كيف يعيش ذوي الإعاقة في شهر رمضان الكريم ؟

الصيام يحقق التوزان النفسي لذوي الإعاقة
صيام الاطفال من ذوي الاعاقة كيف يكون الصيام مفيد لهم؟ وهل الصيام يضرهم او ينفعهم جسديا ونفسيا؟ مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة يهتم بالبرامج الدينية التي تغرس الروح الإيمانية بنفوس طلابها الدكتورة هلا السعيد دكتورة نفسية ومعالج نفسي تتحدث لأهمية الصيام لذوي الاعاقة بجانب نفسي.

أظهرت الإحصاءات والدراسات التي أُجريت على المعاقين أن سِر نجاحهم وانخراطهم في الحياة، وتحقيق إنجازات متميزة في المجالات المختلفة يعود إلى أُسرهم التي وفرت للمعاق الظروف النفسية والاجتماعية التي تؤهله وتدفع به إلى المزيد من التشجيع والعمل والعطاء.

لمة العيلة على مائدة الإفطار.. مدفع الإفطار.. صلاتا التراويح والقيام.. وقرقيعان الغبقات.. والاستعداد لاستقبال العيد بشراء الملابس الجديدة.. كلها مظاهر وروحانيات إيمانية وموروثات اجتماعية يترقبها الجميع من دون استثناء من عام لعام.

موسم إيماني سنوي يشجع ذوي الاعاقة على التعايش مع الآخرين والاندماج معهم، من خلال ممارسة العبادات والمشاركة في الاحتفالات والأنشطة التي تنظمها جمعيات النفع العام والمجاميع التطوعية، مثل القرقيعان والغبقات. بعض أسر ذوي الاعاقة الذهنية حريصة على مشاركة ابنائها في طقوس هذا الموسم الإيماني، من خلال تعليم أبنائها الفروض الدينية الواجبة على المسلمين من صلاة وصوم، إيماناً منها بأن ذلك نوع من إدماج المعاق في المجتمع والمساواة بينه وبين الأسوياء، فضلا عن عدم احساسهم بالاختلاف عنهم.. حيث اكدت الدكتورة هلا أن الاسرة تلعب دورا مهما في تدريب ابنائها من ذوي الاعاقة على اداء العبادات ودمجهم في المناسبات الاجتماعية والدينية، مبينة أن بعض الإعاقات تكون مصاحبة لأمراض عضوية مزمنة، فلا يستطيعون الصيام، وهناك البعض غير مدركين، وهؤلاء ليس عليهم حرج، أما المدركون فهم يصومون لمجرد محاكاة الأهل (التقليد).

الهدف من صيام المعاق
وعن فائدة الصيام للمعاق تقول الدكتورة هلا السعيد استشارية توحد وتعليم خاص استاذ دكتور بالتربية الخاصة دكتورة نفسية ومعالج نفسي:ومديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.

ان الاتجاه العالمي الجديد يتجه لدمج المعاق في المجتمع ومعاملته معاملةً طبيعيةً كالشخص العادي، وللأسف في وقت سابق كان الناس ينظرون إلى ضرورة عزل المعاق بعيدا عن الناس، غير أن هذه النظرة تغيرت تماما الآن، فنجدهم يشاركون أقرانهم في جميع المشاركات الاجتماعية، وهذا بالطبع له مردود إيجابي عليهم من حيث شعورهم بالألفة مع مَن حولهم.

مما لا شك فيه أن المناسبات الاجتماعية والدينية فرصة لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع ومساعدتهم على المشاركة الشاملة وكسر العزلة وتحقيق إنجازات متميزة في المجالات المختلفة.

وحينما يشارك ذوو الإعاقة أقرانهم الأصحاء في الأنشطة الدينية والمجتمعية فإنهم بذلك يبرزون طاقاتهم وقدراتهم ومهاراتهم، كما أن ذلك من شأنه تعزيز الإيجابية والتفاعل الذي يخفف معاناة هذه الفئات.

ومن الواجب علينا مساعدة ذوي الاعاقة على اجتياز إعاقتهم، وأن نشعرهم بقرب لغة التفاهم والحوار، وعلينا مشاركتهم في كل الفرص التي تمنحهم المرح والبهجة والمناسبات الدينية وجعلها ملموسة بالنسبة لهم، فلابد أن نزيل شعوره بالاختلاف عن الأخرين والغربة بين الناس، وعلى كل من حوله ان يعطوه الثقة بنفسه، حتى يتحدى إعاقته.

فوائد الصيام:
تفيد الدكتورة ان أهمية مشاركة ذوي الاعاقة في أداء العبادات من الناحية النفسية والاجتماعية والصحية، والاستقلالية:
-يساعد ذوي الاعاقة على المشاركة الاجتماعية وعملية دمجه اجتماعيا ومجتمعيا من خلال (مشاركته للأسرة بالصيام، ومشاركته لأعداد الفطور، ومشاركته بالجلوس على مائدة واحدة مع اسرته، ومشاركته الصلاة، ومشاركته الذهاب لرؤية مدفع الافطار، ومشاركته للأسرة بالسحور، ومشاركته للذهاب للمسجد).

تدريب الطفل على عملية المحاكاة والنمذجة والتقليد بعملية الصيام والصلاة وهي من المهارات الضرورية التي يجب ان يتعلمها الطفل المعاق.

- إدراك المعاق لاختلاف الوقت، فهو يعرف أنه سوف يصوم في الفترة الزمنية بين الفجر والمغرب الصيام يعود الطفل على النظام واحترام الوقت والتعرف على الساعة والتوقيت.

- الراحة النفسية التي يوفرها الصوم للصائم.

- الراحة الجسدية والبدنية تظهر على الصائم أكثر من غيره.

- وهو أفضل وسيلة عملية لتنشيط خلايا الدماغ، وإعادة برمجتها وزيادة قدرتها على العمل والإبداع.

- يحسّن السيطرة على النفس وزيادة قوة الإرادة.

- هذا إلى جانب أن الصيام صحة، سواء للأصحاء أو لذوي الاعاقة، كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم (صوموا تصحُّوا)، وبالتأكيد سيكون للصيام عائد صحي نفسي كبير عليهم

- الصيام يجعل الطفل يشعر بأسرته حيث زيادة فترة جلوس الاسرة مع الطفل مما تأثر عليه بجانب ايجابي وتذيد من المشاعر العاطفية بين الطفل واسرته من الحب والاهتمام.

- الصيام يعالج اضطرابات الاكل اذا كان يعاني من الشراهة بالأكل، إذ يغير نظام أكله، فيؤجل الأكل حتى المغرب ليفطر معهم، ويستيقظ للسحور.

- الصيام يعود الطفل المعاق على السلوكيات الاجتماعية الجيدة مثل الصبر حين يصوم واحترام الدين.

- الصيام تهذيب للنفس.

- الصيام يعود الطفل المعاق على المشاركة الاجتماعية من خلال ان يحفظ بعض آيات من القرآن، اداء جزءا من الصلاة، فيفهم أنه يشارك اجتماعيًّا، ويشعر بالقرب من الله، مما يعطيه الثقة نفسه، ويشعره بأنه فرد مشارك للآخرين، وهذا إحساس نفسي قوي يبهجه ويشعره بأنه كبير.

- كما يساعده الصيام على تحسن صحته، لأن الطفل الخاص غالبًا ما تكون عاداته الغذائية غير منضبطة، إذ يأكل للتسلية والصيام ينظم وجباته.

-الصيام وسماع الاذان المغرب يوميا يذيد التواصل السمعي عند الطفل المعاق وتكراره يجعل الطفل يحاول ان يكرر مع المآذن الاذان مما يساعد على تنمية اللغة التعبيرية عند الطفل.

اهمية تدريب المعاق على الصلاة:
ايضا تشير الدكتورة لأهمية الصلاة للطفل المعاق حيث اثبت علميا باكتشاف الأطباء فوائد عديدة للسجود نخص منها تفريغ الشحنات السلبية التي تتراكم في الجهاز العصبي، مسببة الصداع والثقل، وتكون الطريقة الوحيدة لإخراجها، هو ملامسة الجبهة للأرض فتره من الزمن وهذا ما يحدث في السجود، فسبحان الله الذي جعل في العبادة صحة وراحة.

صوم ذو الاعاقة:
وعن وجوب الصوم على ذوي الاعاقة ومدى مطالبتهم بالأحكام الشرعية فإن المسلم الذي يجب عليه الصيام هو البالغ العاقل الخالي من الأعذار الشرعية، فإذا كانت إعاقة الطفل جسدية بصرية أو سمعية أو حركية، فهذه الإعاقة لا تحول دون تكليفه بأداء فريضة الصيام، أما إذا كانت إعاقته ذهنية، بحيث يترتب عليها أنه لا يفهم ولا يدرك أحكام الشرع فإن هذا قد رفع عنه التكليف.

لماذا نعلم ابنائنا من ذوي الاعاقة الصيام؟ وترى الدكتورة هلا السعيد أن الغرض الأساسي من الصيام أن يفهم الطفل معنى الصيام ومعنى رمضان كما يعلم أركان الإسلام، وقد لا يدرك كل شيء، لكن يكفي أن يعلم أنه مسلم وعلى الأم والمربين توصيل هذه المعلومات بالقدر الذي يستطيع فهمه به عن طريق الكلمات البسيطة التي يمكن أن يستوعبها عقله. ومن طريقة المشاركة لها أثر طيب في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم يشعرون من خلال مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية والدينية أنهم لا يختلفون عن أقرانهم الآخرين، فهم يصومون ويصلون، دور مركز الدوحة العالمي بتعليم الاطفال المنتسبين للبرامج الدينية:

تفيد الدكتورة هلا السعيد ان من البرامج التي يهتم بها المركز (برنامج التربية الدينية) حيث يهتم بتعزيز الجانب الديني لدى ذوي الاعاقة الحركية والذهنية، والانفعالية والتواصلية، وان برنامج التربية الدينية يتم تدريب الطالب عليه طوال العام حيث يتعرف الطالب على اساس ديننا الاسلامي مثل (من خالقنا؟ - ومن رسولنا؟ -وما هو ديننا؟)، واركان الاسلام الخمسة (شهادة ان لا الله الا الله وان محمد رسول الله – اقامة الصلاة – اتاء الذكاة - صوم رمضان - حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا).

لافتة إلى أن المركز يحث أبناءه على الصيام واحترام روحانيات هذا الشهر الفضيل، من خلال تنظيم مسابقات حفظ القرآن الكريم وتشجيعهم على الاشتراك في المسابقات الدينية التي تقام داخل وخارج المركز، إلى جانب الالتزام بأداء الصلاة. وأشارت إلى وجود مجموعة من الحالات الملتزمة بالصيام والصلاة، فنقوم بتقليل أنشطتهم خلال النهار، وآخرين يصومون مجاملة لمجاراة الوضع العام، اضافة إلى حالات أخرى تعاني مشاكل في الأمعاء، وشللا نصفيا، ومرتبطة بأدوية فليس عليهم حرج. ولفتت إلى اهتمام المركز بربط أبنائها المنتسبين بالتراث من خلال حفلات القرقيعان التي تقام في المركز أو خارجها، وتشمل الالتزام بالزي الشعبي والمأكولات الشعبية حيث نربطهم بثقافات البيئة التي يعيشون فيها. وجميع هذه الطقوس تعلم الطفل المعاق على المشاركة الاجتماعية وتخرجه من عزلته وتدمجه اجتماعيا ومجتمعيا. مؤكدة ضرورة مراقبة مشتركة ما بين المركز والاسرة للطفل المعاق في هذه المناسبة، حيث التحكم في عدم الإفراط في تناول الحلويات. وزادت بالقول كما نحرص على تشجيع أبنائنا من ذوي الاعاقة على أداء صلاة القيام في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، على قدر المستطاع، ومن ثم التجهيز لشراء ملابس العيد الجديدة.

وبذلك يكون التدريب للطفل المعاق من خلال المركز مع متابعة مع المنزل من خلال تعرف الطفل على الاساسيات عن دينه الاسلامي لكي يفهمه ويحبه ومن ثم التعرف على الاركان الدين الاسلامي ومن الاركان صيام شهر رمضان والصلاة.

خطوات تعليم الطفل داخل المركز عن شهر رمضان:
- اولا التعلم على اركان الاسلام خلال البرنامج التدريبي التعليمي الفردي الذي سيضع للطالب في الخطة التعليمية طويله المدى.

- نجعل الطفل يستقبل رمضان بمظاهره المعروفة لدى سائر الأطفال، مشاركة ذوي الاعاقات بتزيين المركز وهو أسلوب مبسط لتعريفهم بأن شهر رمضان مختلف عن شهور السنة

- فنقوم بتدريب الطفل على صناعة الفانوس وهذه تقوي عضلات اليدين وتذيد لديه التركيز والتواصل البصري الحركي، حيث يقوم بقصه وتلوينه.

- اهداء المركز لكل طفل فانوس رمضان ذو ألوان جميله تعمل على استثارة بصرية وأحيانا يكون مع اصدار بعض الادعية او الاناشيد الدينية مما يذيد التواصل السمعي.

- ترديد أناشيد بسيطة مرتبطة برمضان.

- (عمل فني) بمساعدة الطلاب ومعلم التربية الفنية بعمل (بطاقة معايدة فانوس رمضان) يأخذه لوالدته تعبير عن شهر رمضان.

- وبعد ذلك تأتي مرحلة شرح طقوس وعادات شهر رمضان من صيام وصلاة من خلال سرد قصص بسيطة تحتوي على قيم وسلوكيات عليهم الالتزام بها في شهر رمضان الكريم.

- بالإضافة إلى تنظيم إفطار جماعي بالمركز يجمع الطلاب والمعلمين والإداريين لتشجيعهم علي الصيام. ولخلق جو من المحبة والالفة بين الطالب ومن يتعامل معه في المركز.

ويجب على المركز والاسرة مراعاة حالة الطفل ذوي الاعاقة، فليس كل ذوي الاعاقة يمكن تدريبهم على الصيام، فبطيء التعلم ومتوسط الذكاء ومتلازمه الداون والتوحد البسيط والإعاقة الذهنية البسيطة.. هؤلاء يدركون ويستطيعون الصيام، فيمتنع عن الطعام والشراب لمدة نحددها له. ساعتين.. ساعتين، ثم ثلاثة.. ثلاثة.. حسب قدراته ويأخذ جائزة، وقد وصل أطفال كثيرون منهم إلى صيام يوم كامل. أما شديدو الإعاقة فيمكن أن يشاركونا في صيام فترة قصيرة من اليوم.

والتدريب على الصيام مثله مثل اي تدريب يتم بمراحل وبتبسيط الفكرة والاستمرار بالتدريب لكي نصل مع الطفل المعاق الاستجابة وتنفيذ امر الصيام مع عملية المحاكاة والنمذجة والتقليد بمشاهدة من يحبهم يصومون ويصلون فيحاول تقليدهم.

يتم تدريب الطفل المعاق على الصيام من قبل بدء شهر رمضان بالتقليد للأسرة بصيام يومين الاثنين والخميس تجهيز الطفل لصيام برمضان أي ان التدريب يتم على مراحل ولفترات لكي يصل لشهر رمضان يكون استوعب معني الصيام ويتم خلال مرحلة التدريب يراقب الطفل المعاق من اسرته وتكون المراقبة من بعيد بمنعه من فتح الثلاجة أو الذهاب للمطبخ، ثم نطلب من الطفل مساعدة الام بتجهيّز طعام السحور، ومن ثم ايقاظ إخوتها لتناول الطعام. والمشاركة بالصلاة.

الدكتورة هلا تنبه كل من المراكز والاسرة الى قاعدة عامة عند تدريب طفلها، وهي أنها كلما عاملنا الطفل المعاق أقرب إلى الطبيعي كانت النتيجة أفضل، فنبدأ بالتدريب اولا بفترة من اليوم، وإذا شعر بالتعب نفطره، وتزيد الفترة التي يصومها كلما كبر حتى يصل إلى صيام اليوم كله، أما إذا كان مدركًا فنشجعه على تقليدنا، فيصوم جزءا من اليوم ليشعر بالمشاركة.

وانصح بممارسة أنشطته التي يمارسها في غير رمضان, حتى لا يترتب على ذلك التراخي والكسل، ويمكن تغيير المواعيد فقط فيمارس نشاطه الرياضي والاجتماعي بعد الإفطار، ويشارك في مباريات أو دورات رياضية كجزء من الطاقة بجانب العبادات, «الرياضة هي غداء للروح والعقل»، ففي رمضان يتغير نظام أكله فقط، لكن يمارس حياته العادية في المدرسة والنادي الرياضي والاجتماعي وتأكد الدكتورة هلا على اهمية دور الاسرة الهام في تهيئة ابنائها وتدريبهم نفسيا واجتماعيا على الصيام وأداء العبادات، من خلال إشراكهم في المناسبات الدينية والاجتماعية بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الاعاقة السمعية والبصرية والحركية فمن السهل ان يمارس عبادة الصيام وان يشارك اسرته اما باقي الاعاقات.

رأي نفسي:
وعن وجهة النظر النفسية تؤكد دكتورة هلا السعيد إن ذوي الاعاقات الذهنية لا يوجد ما يمنعهم صحياً أو نفسياً من الصيام ولكن المشكلة تكمن في عدم إدراك قيمة عبادة الصوم، وعلي الرغم من ذلك لا مانع من تعليمه أنشطة اجتماعية ودينية معينة ومن بينها صيام شهر رمضان عن طريق تأهيله علي تناول الوجبات الغذائية في أوقات محددة للسحور والإفطار، كما ينبغي علي الوالدين عدم اجبار ابنائهما علي الصيام أو تأنيبهم علي عدم الالتزام بالعبادات ومراعاة أن المعاق ذهنياً نسبة ذكائه أقل من الأسوياء.

وتنصح الدكتورة أولياء أمور ذوي الاعاقات بتدريبهم على سلوكيات وقيم الخير وطقوس دينية وممارستها في أوقات محددة بشكل مستمر كالصلوات الخمس أو صوم شهر رمضان لأن الانتظام في القيام ببعض الأفعال وتكرارها مع مرور الوقت يجعلهم يمارسونها تلقائياً.

رفض ديني:
ومع ذلك كانت هناك وجهة نظر مختلفة لعلماء الدين أن ذوي الاعاقات الذهنية غير مكلفين بالفروض التي امر الله سبحانه وتعالي بها كل مسلم وذلك لأن الإعاقة الذهنية هي فرع من فروع الأمراض المزمنة التي يصاب بها العقل البشري ويترتب عليها عدم التمييز والادراك السليم بأمور الحياة والدين، فإذا صام أحدهم أو صلي فلا يحسن أداء العبادة ولا يلتزم بها وهناك قاعدة شرعية يجب الالتزام بها إذا أخذ الله ما وعظ بعباده من الصحة والسلامة اسقط عنه ما أوجبه عليه من العبادة ولذلك علي الوالدين عدم التضييق علي أبنائهما من ذوي الاعاقات الذهنية أو اجبارهم علي أداء الفروض التي اسقطها الله سبحانه وتعالي عنهم.

أشار بعض من علماء الدين إلي أن الله سبحانه وتعالي حث كل مسلم علي الصيام وجاء في كتابه الكريم أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ومن هنا يتضح لنا أن الحالات المرضية المزمنة اسقط عنها صيام شهر رمضان لعدم القدرة علي الالتزام بالصوم وتعويضاً عن ذلك إفطار مسكين عن كل يوم وهذا ينطبق علي المعاقين ذهنياً خاصة في حالة العجز عن التمييز ومن رحمة الله سبحانه وتعالي أنه اسقط عنهم فريضة الصوم ولكنه إذا استطاع التمييز بين الأشياء وبعضها يجب عليه الصوم.

بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد:
افادت الدكتورة هلا السعيد أن الصيام له فوائد نفسية وعضوية بالنسبة للطفل المصاب باضطراب طيف التوحد. حيث ان الصيام له فوائد نفسية وعضوية على الطفل الذي يعاني من التوحد لأنه يعتبر أحد التدريبات السلوكية المهمة.

وأضافت ان التزام الأسرة بالتواجد على مائدة واحدة وتبادل المناقشات الدينية التي تدور حول تعريف الأبناء بمبادئ الدين والمعاملات والعبادات تساعد الى حد كبير في التغلب على كثير من المشكلات السلوكية لهؤلاء الأطفال. وان نجاح الطفل في اتمام الصيام يشعره بالفخر ويقوي احساسه بالقدرة على الانجاز وتحمل الصعاب. وأشارت الى أن الطفل التوحدي يعاني عدم قدرته على التواصل مع أفراد الأسرة والأصدقاء والزملاء في المدرسة ويعاني كذلك نقصا في القدرة على الاتصال اللغوي مع الآخرين سواء كان الاتصال بالكلام أو عن طريق الايحاء. وبالصيام يذيد عملية التواصل الاجتماعي والتواصل السمعي والبصري بين الطفل التوحدي والمجتمع وايضا يساعده الخروج من قوقعة العزلة.

صعوبة الصيام:
- في حالة الاعاقة الشديدة التي تكون مصاحبة للقصور الذهني الشديد
-في حالة تناول ادوية مثلا ادوية للأعصاب والصرع يجب المحافظة على تناول الادوية بوقت محدد. كما أنه يتناول بعض الأدوية التي تحتاج إلى مزيد من التغذية.

خيرٌ للجميع؛ قال تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُوْمُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ صدق الله العظيم.
اهم العقبات التي يعاني منها المعاق بشهر رمضان في معاملاته الخارجية:
1- الصم والبكم يطالبوا وزارة الأوقاف والجهات الأخرى المختصة بترجمة الخطب والدروس الرمضانية بلغة الإشارة.

2- انتقد ذوو إعاقات حركية عدم وجود صعدات للكراسي المتحركة في بعض المساجد، كما أن مواقف المعاقين مختطفة، حتى في محيط دور العبادة!

3- الصعوبات التي تواجه المراجعين من ذوي الاعاقة الحركية عند إنجاز معاملاتهم خلال هذا الشهر، حيث يعانون من تأخير في إنجاز معاملاتهم وتذمّر العاملين.
https://www.jamila.qa/Article/Id/17416
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى