اشعارات

لا يمكن ربط الزئبق والمعادن باضطراب التوحد

د. الصالحي يوضح:

لا يمكن ربط الزئبق والمعادن باضطراب التوحد

د. صالح محمد الصالحي*
اطلعنا على خبر نُشر بصحيفتكم الموقرة بتاريخ ٢ جمادى الأولى ١٤٣٠ه الموافق ٢٧ أبريل ٢٠٠٩م العدد ١٤٩١٧ تحت عنوان: سلطانة الثبيتي: ارتفاع نسبة الزئبق والمعادن يسبب التوحد، حيث أشارت الكاتبة إلى أن زيادة نسبة الزئبق والمعادن في الجسم من أسباب التوحد وليس للوراثة دور في ذلك.
أود إيضاح ما يلي وللمصلحة العامة:
لا يوجد أي دليل علمي على أن الزئبق أو المعادن سبب في اضطراب التوحد حيث خلصت الكثير من الدراسات إلى أنه لا يمكن ربط الزئبق والمعادن باضطراب التوحد ويبدو ذلك جلياً في أن معظم من لديهم ارتفاع في الزئبق أو المعادن لا يعانون من اضطراب التوحد، كما لوحظ في دراسات يابانية محكمة بأن الأطفال المصابين باضطراب التوحد كان لديهم نسب من الزئبق أقل من الأقران الأسوياء في الدراسة. وهذا ما تم تأكيده من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والجمعية الأمريكية للطب النفسي وجمعية طب الأطفال العالمية وكذلك المعهد الوطني الصحي الأمريكي، ولكن هناك بعض الباحثين ممن يسوقون لنظرية زيادة المعادن كسبب للتوحد تشجيعاً لبعض أساليب العلاج غير المعتمد علمياً مثل إزالة السموم خصوصاً عن طريق الوريد والذي يترتب عليه آثار سلبية خطيرة على الطفل قد تؤدي إلى الوفاة (تم تسجيل على الأقل حالتي وفاة مرتبطتين بهذا النوع من التدخل العلاجي).
وعلى العكس فقد أثبتت الكثير من الدراسات العلمية المقننة والمعتمدة من المراجع العلمية في هذا المجال أثبتت بأن للوراثة دوراً كبيراً في الاستعداد للإصابة باضطراب التوحد، وهناك الكثير من الدراسات تحت الإجراء مدعومة من حكومات الدول المتقدمة في هذا المجال مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلخ.
ومن المؤكد أن نسبة الإصابة بطفل آخر في عائلة لديها طفل مصاب بالتوحد ترتفع من ما يقرب أقل ١٪ إلى ٧٪. ولا تزال الأبحاث جارية في كثير من البلدان لإيجاد المسبب الجيني المباشر والأسباب الأخرى التي تجعل طفلاً أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب من طفل آخر. كما أؤكد على أن التدخل العلاجي المعتمد بالدليل العلمي على المستوى العالمي هو التعليم والتأهيل المتخصص المكثف بمتوسط ٣٥ ساعة بالأسبوع.

* المدير الطبي لمستشفى الأطفال بمدينة الملك فهد الطبية - استشاري نمو وسلوك أطفال - مختص باضطراب التوحد


جريدة الرياض
 

عودة
أعلى