لا تكن معوقاً أو يتيماً

السميري

عضو جديد
مخاتلة

جاسر الجاسر

٢٠١٢/٢/١٣

لا تكن معوقاً أو يتيماً


ولا يجد ذووك مناصاً من وضعك في دار تأهيل أو رعاية أو ما شابه من الأسماء الكثر، فتغدو ضحية مستديمة للعنف، إلا أن ينقذك الله بمقطع متداول يوقظ النائمين، ويحرك المتراخين لرد بعض من اعتبارك الإنساني، وحماية جزء من حقوقك المهدرة الكثيرة.
لا تكن معوقاً فتزعج راحة الموظفين الكسالى، وتحرجهم أمام الملأ وهم الصابرون عليك، والمتابعون لحالك، بعد أن أتعبت أهلك، أو عجزوا عن رعايتك، فأسلموك لمن لا يحرصون على أداء الأمانة، يتناوبون عذابك بلذة سجّان قاسٍ، أو متحجر القلب متذمر من عمله.
لا تكن يتيماً فتتقاذفك دور الرعاية، تنال في كل منها حظاً قاتماً من أصناف بشر يبرهنون لك، قولاً وفعلاً، أن اليتم مرارة وشتات.
لم يكن العمل الاجتماعي يوماً وظيفة تسد خانتها بحامل الدرجة المناسبة، وإنما هو عمل إنساني يقوم به المحبون للخير والعامرة قلوبهم بالعطف والرأفة والإنسانية. وهم الذين يجب البحث عنهم وتسليمهم هذه الأماكن السرية؛ ليجعلوا نقاءها يفوق العلن.
لم يتجرأ العامل الذي عنّف طفلَ عفيفٍ المعوق على فعله إلا ليقينه أن هذا فعل مستحب، أو لاطمئنانه ألّا رقابة عليه، وأن كاميرات التصوير الداخلية، إن وُجدت، هي مجرد شكل بيروقراطي لا يُعنى أحد بتصحيح ما تكشفه من أخطاء. على جمعية الأطفال المعوقين أن تتابع أوضاعها في هذه الدور، فهي الراعي المستقل، وعلى هيئة حقوق الإنسان، المتسلحة بالحذر، أن تفرغ لهم كلياً.
لم يخطئ العامل، إنما غاب النظام. والقصص المجهولة قد تكون أشد قسوة، وإلا فليتطوع الجميع ليكونوا مصورين دائمين في هذه الدور، فلعل وعسى.
لا تكن معوقاً أو يتيماً إلى أن يصلح الله الحال؛ فأنت لا تستطيع الدفاع عن نفسك، وليس هناك من يتابع وضعك.


جاسر الجاسر

راسل الكاتب

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٧١) صفحة (٣٦) بتاريخ (١٣-٠٢-٢٠١٢)
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى