لا يكفي التصوير مع المعاقين! للكاتب عبدالله الجميلي

لا يكفي التصوير مع المعاقين!

ضمير متكلم
عبد الله منور الجميلي
الجمعة 02/03/2012

قال الضَمِير المُتَكَلّم: قبل أيام استمعت مصادفة لبرنامج حواري في إذاعة الرياض يتحدث عن هموم ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فتلك الفئة وحسب الواقع تُعَاني من تجاهل بعض المؤسسات الحكومية والمجتمع لأبسط حقوقهم في الحياة والعيش الكريم!!
وهنا مثال واحد فقط؛ فالتعليم (بإجماع كلّ التشريعات والأعراف) حَقٌ واجب لكل مُواطن بل ومقيم يعيش على أرض الوطن؛ ولكن حتى هَذا الحَق قد يُحرم منه ذوو الاحتياجات الخاصة؛ والوصول إليه طريقه مزروعٌ بالألَم والقسوة!!
ففي ذلك البرنامج اتصل وليُ أمرِ أحدهم يَبُث جَرحه؛ فابنه الذي يعاني فقط من إعاقة حركية محروم من التّعليم؛ فبعد عدة مطالبات بحق ابنه في الدراسة تمّ توجيهه لإحدى المدارس، وهناك كان ردّ المدير وهو يملأ وجهه بالتكشيرة:
يا أخي المدرسة غير مهيأة (ربما لعدم وجود مَمَرّ للعَرَبَة)؛ ثم بعد إصرار من الأب، أمره المدير بأن يتابع بنفسه تجهيز المدرسة مع إدارة الصيانة بالتعليم؛ فتلك ليست من مهام المدير أو المدرسة بل من مسؤوليات الأب المسكين!!
فيا سبحان الله.. بعض مسؤولي إدارات التربية والتعليم يصلون إلى أبواب مكاتبهم بسياراتهم الفاخرة عبر ممرات خاصة تشييدها من الأولويات التي أنفَقَت عليها الوزارة؛ بينما تجهيز كل المدارس بما يتناسب مع تلك الفئة الغالية، أو على الأقل توفير الخدمات لهم في مدارس معينة في كل منطقة ومحافظة، مع تأمين المواصلات لهم من الأمور الهامشية التي تعجز عنها ميزانية التربية؟!
ثم ذلك المدير المبجّل الذي مارس سياسة التخلي عن المسؤولية؛ ألم يكن في قلبه شيءٌ من إنسانية؛ فيُعالج وضع ذلك الطالب المسكين مع إدارته، فإذا تعذّر؛ فأبواب أهل الخير والجمعيات الخيرية مفتوحة، وقَادرة على تقديم المساعَدة؟!
ويبقى ذوو الاحتياجات الخاصة ممن فقدوا (البصر أو السمع أو الحركة... إلى غير ذلك)؛ لهم متطلبات؛ هي لهم حقوق، وأداء مؤسسات المجتمع لها واجب، وليس صدقة تتبعها مِنّة؛ فمتى يأخذونها عبر أنظمة وتشريعات مُمَنْهَجة؟! فلا يكفي أن يُمارسَ المسؤولُ دَور التَّصوير مع المُعاقين فقط!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
http://www.al-madina.com/node/361579
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى