الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

الراضيه

عضو مشارك
[align=center]
الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!


خلق الله الإنسان وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة وطلب شكر هذه النعمة فبشكرها تدوم النعم { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [إبراهيم: 7].
ومهما عاش المرء في هذه الحياة في صحة وغنى وهناء فلا بد أن يعقب ذلك من البلاء ما يكدِّر صفو تلك السعادة.
فما صفا لامرئ يوماً يسر به إلا وأعقب صفو يومه كدر
والمؤمن في هذه الحياة مبتلى وله من الأجر على قدر صبره على هذا البلاء وأشد الناس بلاءً هم الأنبياء ومن بعدهم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل في دينه، فعلى المرء الصبر والاحتساب والرضا رجاء ما عند الوهاب من الثواب. وحول ما ينتاب المؤمن من الابتلاءات، سواء في النفس أو المال من الأمراض وغيرها وماذا يجب عليه إزاءها كان لنا هذا الحوار مع فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالله المخضوب مدير عام الحقوق في وزارة الداخلية وأستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

البلاء.. دفع للدرجات
* الدنيا وما يمر بها من الابتلاء يحزن بعض الناس، ما توجيه فضيلتكم لهؤلاء؟
- أوصي إخواني ونفسي بتقوى الله التي هي معتصم عند البلايا وسلوان في الهم والرزايا وهذه الدنيا دار عبر وعبرات وابتلاء وامتحانات فلا خيرها يدوم وشرها يبقى والابتلاء سنة ربانية ماضية وهي من مقتضيات حكمة الله وعدله يبتلي عباده بالسراء والضراء والفقر والغنى والصحة والمرض والخوف والأمن والنقص والكثرة، بل في كل ما يحبون ويكرهون { وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الأعراف: 168]، والمؤمن في هذه الدنيا عرضة للبلايا والرزايا. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد).

* ما أثر البلاء في الدنيا على المبتلين، وما مدى ارتباطه بصلاح العبد؟
- المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله وذلك مكفِّر لسيئاته ورافع لدرجاته بإذن الله تعالى، وأما الكفار فقليلها وإن وقع به شيء لم يكفر من سيئاته، بل يأتي بها يوم القيامة كاملة. روى الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد عن مصعب بن سعد عن أبيه قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء، قال: (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه من خطيئة). وابتلي الرسول صلى الله عليه وسلم حتى قال والذين آمنوا معه من شدة البلاء متى نصر الله؟، قالت عائشة: لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم وقرأت هذه الآية: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء } [يوسف: 110].

* يغضب بعض العباد من حصول أمور لا ترضيه وقد قضى الله الأقدار بما فيها من خير وشر، فما توجيه فضيلتكم لهؤلاء؟ وكيف يتقبّل المرء ما لا يسره من المقادير؟
- إن العاقل الحصيف يجب عليه حتماً أن يوقن أن الأشياء كلها قد فرغ منها وأن الله قدّر صغيرها وكبيرها وعلم ما كان ولم يكن لو كان كيف يكون {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 38] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول ما خلق الله القلم قال له اكتب، قال رب وما أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة) رواه أبو داود.
- فالمقادير عباد الله كائنة لا محالة وما لا يكون فلا حيلة للخلق في تكوينه وإذا ما قدر على المرء حال شدة ضاقت به الدنيا بما رحبت فيجب عليه حينئذ أن يتزر بإزار له طرفان أحدهما الصبر والآخر الرضا فكم من شدة استحكمت حلقاتها وتعذر زوالها ثم فرّج الله عنها بالسهل في أقل من لحظة. والمؤمن بين الشكر والرضا إن أصابته سراء شكر فكان خيراً وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً ولا يكون ذلك إلا للمؤمن.

الحكمة من المرض
* ما الحكمة من ابتلاء الله للعبد بالأمراض؟
- إن الله يبتلي عباده بالأمراض والأسقام وهي وإن كانت ذات مرارة وثقل واشتداد وعراك إلا أن الباري جعل لها حكماً وفوائد، فقد تكون هبة من الله ليكفِّر بها الخطايا ويرفع بها الدرجات. روى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطّ الله به سيئاته كما تحاتّ الشجرة ورقها). ولقد عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم مريضاً من وعك كان به فقال صلى الله عليه وسلم: أبشر فإن الله عزَّ وجلَّ يقول: (هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة) رواه أحمد وابن ماجة، والوعك هو الحمى. فمن هنا نعلم عباد الله ثمرات المرض ومذاقه وإن كان أمرَّ من العلقم المذاب إلا أن عواقبه أحلى من الشهد المصفى فعلام يتضجّر العبد من المرض يصيبه أو يسبه ويشتمه أو يعلل نفسه بليت وليت وهل ينفع شيئاً ليت فمن رضي بقضاء الله فله الرضا بثوابه ومن سخط على قضاء الله فله السخط بعقابه.
روى الترمذي بسنده عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض) وأصيب أحد السلف بمرض في قدمه فلم يتوجع ولم يتأوه، بل ابتسم واسترجع فقيل له: يصيبك هذا ولا تتوجع فقال: إن حلاوة ثوابه أنستني مرارة وجعه.
والمرض ليس مقصوداً لذاته وإنما لما يفضي إليه من الصبر والاحتساب وحسن التوبة وحمد المنعم على كل حال ولا يتمنى العبد البلاء، بل يسأل الله العفو والعافية (وإذا بليتم فاصبروا). قال مطرف: لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن ابتلى فأصبر.

* قد يفهم البعض من الناس أن الإسلام يمجّد الأمراض والأسقام، فهلاّ أزلتم هذا الفهم الخاطئ؟
- إن الإسلام حين يرغب في الصبر على البلوى ويبين ما تنطوي عليه الأسقام من آثار شافية وحكم كافية فلا يفهم مخطئ أنه يمجد الآلام ويكرم الأوجاع والأوصاب إنما يحمد الإسلام لأهل البلوى وأصحاب الأسقام رباطة جأشهم وحسن يقينهم {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً } [النساء: 147].
اشتكى عروة بن الزبير الأكلة في رجله فقطعوها من ركبته وهو صامت لم يئن وفي ليلته تلك سقط ولد له من سطح فمات فقال عروة: اللهم لك الحمد كانوا سبعة من الولد فأخذت واحداً وأبقيت ستة وكان لي أربعة أطراف فأخذت واحداً وأبقيت ثلاثة، فإن كنت أخذت فلقد أعطيت ولئن كنت قد ابتليت لقد عافيت. فرحم الله عروة وغفر له فلقد كان بعض المرض عنده أخف من بعض وبلاؤه أهون من بلاء غيره فهان عليه مرضه وهانت عليه بلواه. وثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) ونبي الله أيوب عليه السلام ابتلي بالمرض ثماني عشرة سنة حتى رفضه القريب والبعيد فصبر وشكر فانظروا أيها المرضى إلى أيوب وصبره، فلقد صدقت الحكمة وصدق قائلها الصبر صبر أيوب. فكانت عاقبة الصبر يسراً، وكثيراً ما تكون الآلام طهوراً يسوقه الله بحكمته إلى المؤمنين الصادقين لينزع منهم ما يستهوي ألبابهم من متاع الدنيا فلا يطول انخداعهم بها أو ركونهم إليها ورب ضارة نافعة، بل كم محنة في ظاهرها وفي باطنها منح ورحمات وتكفير للسيئات ورفعة للدرجات.

* اعتاد بعض المؤمنين أنواعاً من الطاعات قد يعجز عن أدائها أثناء المرض فيتألم لذلك، ما توجيه فضيلتكم لهؤلاء؟
- هناك أمور يجب أن يعرفها المرضى فمنها البشرى لكل مريض أعاقه مرضه عن القيام بالسنن والنوافل التي كان يواظب عليها أيام صحته بأنها مكتوبة لا يضيع أجرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحاً) رواه البخاري.

* هناك من يطلب الشفاء عند السحرة والمشعوذين، ما توجيه فضيلتكم لهؤلاء؟
- ليعلم المسلم أن الله قد جعل لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله، ولم يجعل الله شفاء عباده فيما حرّم عليهم، فإياكم وإياكم من إتيان السحرة والمشعوذين والأفّاكين والدجالين تطلبون شفاء أبدانكم وتفسدوا أديانكم فتبوءوا بالخسارتين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود.

* من المرضى من يستهين بأمر الصلاة والطهارة فيؤخّر الصلاة وهو مستطيع أو لا يتضرر ما حكم ذلك؟
- ليعلم المرضى أنه لا ينبغي التهاون بالصلاة حال المرض فيجب أن يصلي الصلوات الخمس في وقتها إن استطاع فإن لم يستطع جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء رخصة من الشارع الحكيم كما يجب عليه أن يتطهر للصلاة التطهر الشرعي فإن لم يستطع فإنه يتمم فإن لم يستطع فإنه يصلى على حسب حاله ولا يفوّت الصلاة عن وقتها، فاتقوا الله ما استطعتم ولا يكلّف الله نفساً إلا وسعها. ثم ليعلم المرضى أن الأنين والتوجّع له حالتان كما ذكر ابن القيم رحمه الله: أنين شكوى فيكره وأنين استراحة وتفريج فلا يكره.

بقلم د. عقيل العقيل
[/align]
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

جزاك الله خير واثابك
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

جزاك الله الجنه على هذا الموضوع المفيد
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

بارك الله فيك
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

الناس من اول الزمان اذا ما مرض بالشهر فيشكك ويتعب نفسيا لانة لايجد مكفر لذنوبة ...اللهم نعوذ بك من مرض القلوب
موضوع رائع من عضو متالق تقبلوا مروري
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

[align=center]
جزاك الله خيرا..
[/align]
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

الناس من اول الزمان اذا ما مرض بالشهر فيشكك ويتعب نفسيا لانة لايجد مكفر لذنوبة ...اللهم نعوذ بك من مرض القلوب
موضوع رائع من عضو متالق تقبلوا مروري
شكرا لمرورك العطر
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

جزيت خيرا
موضوع متميز
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

الساتم عليكم.ياناس اقروا حديث ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم.في آخر الحديث قال الرسول صلى اله عليه وسلم.رفعت القلام وجفت الصحف.مهما صار هذا قضاء وقدر مانقدر نغيره لاالصحه ولا الاولاد والارزاق تشترى.لازم نؤمن بقضاء الله وقدره وان نبتسم ولو كنا غير سعيدين لان الابتسام مع المصيبه تصبر الواحد وتحول حزنه ومرضه الى امل
 
رد: الابتلاء بالأمراض..مگفّر للسيئات ورافع للدرجات!

mnwa10kt6.gif
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى