علاج القلق ......

محمد عابد

عضو جديد
القلق حالة نفسية تتصف بالخوف والتوتر ، وكثرة التوقعات ، وينجم القلق عن الخوف من

المستقبل ، أو توقع لشيء ما ، أو عن صراع في داخل النفس بين النوازع والقيود

التي تحول دون تلك النوازع .

والقلق أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا ، فهو يصيب 10 – 15 % من الناس ، ويزداد

حدوثه في الفترات الانتقالية من العمر ، كالانتقال من مرحلة البيت إلى المدرسة ، أو من

مرحلة الطفولة إلى المراهقة ، وعند الانتقال إلى سن الشيخوخة والتقاعد ، أو سن

اليأس عند النساء .

كما قد يحدث القلق عند تغيير المنزل أو العمل أو ما شابه ذلك . وقد يصاب الإنسان

بالقلق كانفعال طارئ يزول بزوال السبب ، وقد يصبح مزمنا يبقى مع الإنسان لساعات

أو أيام .

ومن أشكال القلق قلق الأم على ابنها إن تأخر عن موعد وصوله ، وقلق الإنسان على

وظيفته وعمله ، أو قلق المرء على صحته حين يمرض ، وقلق الطالب على نتائج

امتحاناته ، أو قلق التاجر على تجارته .. وهناك أشكال كثيرة من القلق لا مجال

لحصرها . ويصاب الإنسان القلق بأعراض مختلفة ، منها الإحساس بالانقباض ، وعدم

الارتياح والشعور بعدم الطمأنينة، والتفكير الملح والأرق ، كما قد يشكو القلق من

الخفقان وإحساس بتشنج في المعدة أو برودة في الأطراف ..

وليس منا من لا يقلق في لحظة من اللحظات ، أو موقف من المواقف ، فهذا أمر طبيعي ،

أما أن يستمر القلق لأيام ، بل لشهور أو سنين ، فهذا ما لا تحمد عقباه . ومن الناس من

يقلق لأتفه الأسباب ، فتساوره الهموم والشكوك ، ويعيش أيامه بين القلق والاكتئاب .

فإذا أردت اجتناب القلق عليك مراجعة نفسك وموازينك ، وتدبر أمورك وأحوالك .

وإليك بعض الوصايا التي يمكن أن تساعدك في التخلص من القلق : ـ


1. عش في حدود يومك ولا تقلق على المستقبل ، ولا تخش قلة الرزق ، فالرزق بيد الله

تعالى : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) سورة الذاريات آية 22 .

2. ذكر نفسك بالثمن الفادح الذي يدفعه جسمك ثمنا للقلق .

3. دع التفكير في الماضي ، فإنه لن يعود مهما حاولت .. يقول الرسول عليه السلام : "

وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء

فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم وأحمد

4. تدبر الحقائق بعناية قبل صنع القرار ، ومتى اتخذت قرارا حصيفا ، أقدم على تنفيذه

واستعن بالله ولا تتردد .. وتذكر قول رسول الله عليه السلام : " إذا سألت فاسأل الله ،

وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم

ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا

بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وأحمد في

مسنده .

5. ارض بقضاء الله تعالى وقدره . فالمؤمن لا يخشى مصائب الحياة ، فكل أمره خير ..

يقول عليه السلام : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن

أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم

وأحمد . ويقول تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا

وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) سورة البقرة 216

6. أحص نعم الله عليك ، بدلا من أن تحصي همومك ومتاعبك . يقول تعالى : ( وإن تعدوا

نعمة الله لا تحصوها ) سورة إبراهيم 34 . واسأل نفسك دوما : هل تستبدك مليون ريال

بما تملك ؟ أتبيع عينيك مقابل بليون دولار ، وكم من الثمن ترى يكفيك مقابل يديك أو

ساقيك أو أولادك ؟ احسب ثروتك بندا بندا ، ثم اجمع هذه البنود ، وسوف ترى أنها لا

تقدر بثمن . يقول شوبنهور : " ما أقل ما نفكر فيما لدينا ، وما أكثر ما نفكر فيما

ينقصنا " .

7. لا تهتم بتوافه الأمور ، ولا تجعل صغائر المشاكل تهدم سعادتك ، ولا تسمح لنفسك

بالثورة من أجل أشياء تافهة .

8. لا تعط الأمور أكثر مما تستحق ، قدر قيمة الشيء ، وأعط كل شيء حقه من

الاهتمام .

9. استغرق في عملك ، فإذا ساورك القلق أشغل نفسك بما تعمل أو بأمر آخر مفيد ..

10. لا تكن أنانيا ، وصب اهتمامك على الآخرين ، واصنع في كل يوم عملا طيبا يرسم

الابتسامة على وجه إنسان.

يقول عليه السلام : " أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا ، أو تقضي عنه

دينا ، أو تطعمه خبزا " أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي . قال الألباني : حديث حسن .

11. اجعل عملك خالصا لله تعالى ، ولا تنظر الشكر من أحد . قال عليه السلام : " إنما

الأعمال بالنيات ، وإنما لكل

امرئ ما نوى " رواه الشيخان .

12. ركز جهودك في العمل الذي تشعر من أعماقك أنه صواب ، ولا تستمع للوم اللائمين

، وإذا ما وجدت نفسك على خطأ فالتراجع عنه فضيلة .

13. احتفظ لنفسك بسجل تدون فيه الأخطاء التي ارتكبتها ، واستحققت النقد من أجلها ،

عد إليها من حين لآخر ، لتستخلص منه العبر التي تفيدك في مستقبلك . واعلم أنه من

العسير أن تكون على صواب طوال الوقت ولا تستنكف أن تسأل الناس النقد النـزيه

الأمين وتقبل نصيحة الراشدين ، فالنبي عليه السلام يقول : " الدين النصيحة " رواه مسلم

وأحمد

14. لا تفكر في محاولة الاقتصاص من أعدائك ، فإن حاولت ذلك أذيت نفسك أكثر مما

تؤذي أعداءك . قالت تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة

كأنه ولي حميم ) فصلت 34 . واكظم غيظك ولا تغضب ، فالله تعالى يمتدح الكاظمين

الغيظ والعافين عن الناس . قال تعالى : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله

يحب المحسنين )

15. حاول أن تغير الأشياء السلبية إلى إيجابية .. ويضرب ديل كارنجي مثلا فيقول : "

إذا لقيت بين يديك ليمونة مالحة ، فحاول أن تصنع منها شرابا سائغا حلوا " .. وفكر

دوما في السعادة ، واصطنعها لنفسك تجد السعادة ملك يديك ...

16. اعرف نفسك ولا تحاول التشبه بغيرك ، ولا تحسد أحدا من الناس ، فقد رفع الله

الناس بعضهم فوق بعض،قال تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم

فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم ) الأنعام 165

17. التزم في عملك بالقواعد التالية : - استرح قبل أن يدركك التعب .

- حين تعترضك مشكلة احسمها فور ظهورها .

- أضف إلى عمك ما يزيد استمتاعك به .

- تعود النظام والترتيب .

- افعل الأهم ثم المهم .

- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .

- لا تحمل نفسك ما لا تطيق . قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )

18. تحر الحكمة في إنفاقك ولا تقتر على عيالك .. قال عليه السلام : " أفضل الدنانير

دينا ينفقه الرجل على عياله ، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ، ودينار

ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل " رواه مسلم وأحمد وقال تعالى : (

ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) الإسراء29


19. لا تستسلم لعقدة الإحساس بالذنب ، فالله تعالى غفور رحيم .. قال تعالى : ( وإني

لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) سورة طه 82 . وقال أيضا في محكم

كتابه : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر

الذنوب جميعا ) الزمر 53

20. إذا أصابتك لحظات من القلق والخوف ، فلا تجزع ولا تيئس فقد تكون ابتلاء من الله

تعالى ، فعليك بالصبر والاستعانة بذكر الله تعالى .. قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء

من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا

أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ،

وأولئك هم المهتدون ) سورة البقرة 155 – 157

وقال تعالى : ( إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ) سورة يوسف
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى