الإعاقة لا تمنع الإبداع !!

الحقيقة إنني لا أميل إلى استخدام كلمة معاق لأنها تدل على معنٍ مطلق‎، وليس هناك من هو معاق على وجه الإطلاق، ولكني أحبذ دائما الحديث عن الإعاقة وعن الأشخاص ذوي الإعاقة، أو عن ذوي الحالات الخاصة، وفي تلك الحالات تكون الإعاقة هي البارزة والسائدة.

وربما عانى عدد كبير من الناس قدرا من الإعاقة، وضحت أم خفيت، ظهرت أم استترت، فهناك الإعاقة الحسية (سمعية، بصرية،لسانية) والإعاقة النفسية، والإعاقة الحركية، بأنواعها العديدة، وبدرجاتها المتفاوتة، وتأثيراتها المتدرجة وغيرها، وسبحان من له الكمال وحده القادر المقتدر.
إن الإعاقة لا تمنع الإبداع فكلنا يتذكر الأصم بيتهوفن والبصراء البردوني ورهين المحبسين أبي العلاء المعري وطه حسين وغيرهم الكثير، هولاء أناس كانوا من ذوي الإعاقة وإعاقتهم كانت إما سمعية أو بصرية، وآخرون لم نأتي على ذكرهم كانت إعاقتهم حركية، وأولئك برعوا في فنون الحياة المختلفة، ، ومنهم من ظهرت عليه علامات التوحد في طفولته، غير أن ذلك لم يحد من إسهاماتهم الخالدة والثورية في خدمة العلم والإنسانية بإنجازات لايمكن نسيانها أبدا.
أظن أن الأشخاص ذوي الإعاقة عادة ما تتحول لديهم علامة العوز والضعف في مقدرة ما إلى طاقة تعويضية مبدعة في مجالات أخرى، ولذلك تجدهم تحت تأثير محفزات ودوافع قوية تقودهم إلى النجاح والسبق في مجالات شتى، فالأعمى مثلا يتحول إلى البصير،قال تعالى: (... فإنها لا تُعمى الأبصارُ ولكن تُعمى القلوبُ التي في الصدور ).
إن الحرص على رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ومراعاة حاجاتهم الخاصة في منظومة البناء والتعليم الشاملين لهو دلالة واضحة على رقي وتقدم المجتمعات الإنسانية السائرة على الدروب النيرة، وليس ثمة شك من أن ذلك ليس ترفا أو بطرا، بل انه يحققُ منافع إجتماعية وإقتصادية جمة، ويعد استثمارا في الإنسان ولأجل الإنسان عبر التربية الخاصة والتأهيل والتدريب والتعليم الخاص، وصولا إلى الإدماج الفاعل لذوي الإعاقة في العملية التنموية.
وفي بلادنا نجد تجربة التعاطي مع موضوع الأشخاص ذوي الإعاقة قد مرت بتطورات هامة على مستويات عديدة بدءا بالتأهيل والتربية الخاصة ومرورا بتطوير التشريعات ذات الصلة بذوي الإعاقة والمستندة إلى دستور الجمهورية اليمنية الذي ساوى بين المواطنين في الحقوق والواجبات بل وأنه أعطى ضمنيا رعايةً واهتماماً خاصاً بالأشخاص ذوي الإعاقة وليس انتهاءً في تشكل كيانات عدة تمثل مصالح وإهتمامات الأشخاص ذوي الإعاقة، تلك التي تشتغل في مجال تحسين أوضاع هذه الفئة والعناية بأمرها. كما لا يمكن إغفال القانون الخاص برعاية المعاقين وتعديلاته والذي يعتبر من القوانين الرائدة على مستوى المنطقة العربية في التعامل مع مشاكل الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك الأمر بالنسبة لصندوق رعاية المعاقين وخدماته في مساعدة ذوي الإعاقة ودوره البارز في تحرير عددٍ لا يستهان به من إعاقاتهم.
والحقيقة التي يجب أن تقال دون أدنى شك أو موآربة، أن الواقع التشريعي يمثل حالة متقدمة بالمقارنة والممارسة العملية لتنفيذ نصوص تلك القوانين وليس هناك ماهو أدل وأبلغ على ذلك من الإخلال شبه الدائم بالنص القانوني المتمثل بتخصيص نسبة 5%من الوظائف لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة من قبل الجهات المعنية بتنفيذ القانون.
إن مثل هذه الممارسات السلبية تتسبب بالإضرار بمصالح فئة اجتماعية لا يمكن تجاهل وزنها في المجتمع.
أخيرا ان مثل هذه السلبيات سالفة الذكر تُضعف إدماج هذه الفئة وذلك يمكن قراءته على انه هدراً واضحا لثمار العمليات السابقة في التربية الخاصة والتدريب والتأهيل لذوي الإعاقة والتي يجب أن تكلل بالإدماج في عملية التنمية والإنتاج .


http://www.arabspine.net/index.php?option=com_content&task=view&id=571&Itemid=57
 
رد: الإعاقة لا تمنع الإبداع !!

كلامك صحيح يارابعه فمن رحم المعاناة يولد الابداع وما نحتاج إلاتفعيل الانظمه الصادره والخاصة بشؤن المعاقين ولاسيما النظام الوطني للمعاقين في المملكه العربيه السعوديه الصادرعام 1421 للهجره شكرا اختي على موضوعاتك المتميزه
 
رد: الإعاقة لا تمنع الإبداع !!

كلامك صحيح اختي رابعه فمن رحم المعاناة يولد الابداع فقط نريد تفعيل الانظمه الصادرة والخاصة بالمعاقين لاسيما النظام الوطني للمعاقين في المملكه العربيه السعوديه والصادرعام 1421 للهجره
 
رد: الإعاقة لا تمنع الإبداع !!

ان شاء الله تفعل كل الأنظمة الخاصة للمعوقين في كل البلدان العربية ان شاء الله
تحياتي لك زهرة الياسمين
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى