الإعاقة السمعية وأثرها على التنظيم الذاتي

الإعاقة السمعية وأثرها على التنظيم الذاتي


الطفولة هي صانعة المستقبل, وهى عماد وأساس تقدم اى امة من الأمم, وهى مرحلة أساسية في حياة الإنسان ففيها تتعدد المعالم الرئيسية لشخصيته وفيها يكتسب الاتجاهات, العادات والسلوكيات وتتكون لدية مفاهيم عن القيم الاجتماعية التي تتفق مع مجتمعة.

ومن أهم وسائل التنمية البشرية لجميع أفراد المجتمع, وتكون التنمية بالتعليم, ويعتبر التعليم من أهم الحقوق الأساسية للأفراد المعوقين بالإضافة إلي حق العمل والحقوق الأخرى, وقد أشارت التشريعات والقوانين في البلدان المختلفة إلي واجب تقديم الخدمات التربوية بما يتناسب وطبيعة الإعاقة للفرد المصاب بها والوصول به إلى أقصى درجة ممكنة تسمح به قدراته وطاقاته.

لذا فقد وجهت الاهتمامات على كل المستويات للنهوض بالطفل المعوق. والطفل المعوق عنصر من عناصر المجتمع المكون له. والإعاقة هي التي تسبب معاناته وتهدد سلامته وقد تكون عثرة في طريق تنميته الشاملة, ما لم تقدم له الرعاية, التدريب والتوجيه المناسب لأعاقته.

ولما كان من الحتمية الإنسانية والخلقية إتاحة الفرصة لكل فئات المجتمع في إظهار حقوقها في البحث والدراسة والتحليل كانت الحاجة ماسة لكشف النواحي والقدرات الخاصة بالمعاقين وبخاصة فئة المعاقين سمعيا والعمل علي تنمية تلك القدرات وبصفة خاصة إكسابهم استراتيجيات التنظيم الذاتي للنهوض بمستواهم التعليمي والأكاديمي.

لقد عرف الإنسان الإعاقة السمعية منذ القدم, وقد ذكر المعوقون سمعيا في الكتب السماوية
حيث قال الله تعالي:.
"وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون"
(سورة السجدة, جزء من آية 9)

وقال أيضا في كتابة العزيز:.
"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا, وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون"
(سورة النحل, آية 78)
وكان المعوقون سمعيا أول الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة الذين قدمت لهم الخدمات التربوية والتأهيلية, وتمثل ذلك في مدرسة الصم التي أسسها راهب أسباني يدعى دى لايون ( De Leon )
عام 1578.
(جمال الخطيب,منى الحديدى, 1997)

وتعد مشكلة الطالب المعاق سمعيا من المشكلات التي تواجه مجتمعنا الحديث نظرا لما تمثله حاسة السمع من أهمية خاصة للفرد, فالإعاقة السمعية تحجب الفرد من المشاركة الايجابية مع من حوله, علاوة علي حرمانه من الخبرات اللازمة لاكتساب اللغة والكلام.
(محمد السيد حلاوة, 387:1993)

ويشير حمدى أبو الفتوح إلي أن الإعاقة السمعية تجعل اتصالات الطفل الأصم صعبة وهذا من شأنه أن يجعل سلوك هذه الفئة من الأطفال جامدا بدرجة خطيرة, وتعد فئة المعاقين سمعيا إحدى فئات المعاقين والتي تعاني من مشكلات تؤثر في الأداء التربوي تأثيرا سلبيا وبدرجة كبيرة.
(حمدى أبو الفتوح, 13:1987)

وتعتبر رعاية المعاقين سمعيا حقا لابد ان يوفره لهم المجتمع تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص حيث أنهم متساوين مع أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات, وأنهم يمتلكون نفس القدرات العقلية المختلفة مما يؤهلهم بدور ايجابي لخدمة أنفسهم أولا ثم لخدمة المجتمع.
(Donald, M :1982)

الأطفال الذين يعانون من الإعاقة السمعية لا يستطيعون سماع الأصوات مما يترتب علية كثير من المشكلات التي تواجه الطفل المعاق سمعيا منها على سبيل المثال " سرعة النسيان, وعدم القدرة على ربط الموضوعات الدراسية مع بعضها البعض, وعدم القدرة على إدراكه لقدراته ومفهومه السلبي لذاته وسوء تقدير الذات لديه مما يؤثر بصورة سلبية على التنظيم الذاتي في اكتسابه المعرفة والمعلومات.

الكاتب / أحمد محمد عبد الحميد
 
رد: الإعاقة السمعية وأثرها على التنظيم الذاتي

يعطيك العافيه ياغلا
يسلمو على الطرح المفيد
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى