الإعاقة وأثرها النفسي على الأسرة

إن التحول من النموذج الطبي في رعاية ذوي الحاجات الخاصة الى النموذج البيئي او الاجتماعي ،الذي يركز على البيئة التي يعيش فيها الشخص ويتفاعل معها ويتاثر بها، ادى الى الاهتمام بالاسرة والمحيطين بهذا الانسان.

اذن فالاسرة هي المعلم الاول للطفل والمصدر الاساسي للتنشئة الاجتماعية حيث يحصل الطفل على المهارات والخبرات، من خلال الاسرة تتكون شخصية الطفل ومفهومه عن ذاته، ولا يوجد من يعرف الطفل خصائصه واهتماماته ومشكلاته اكثر من والديه . ... لذلك لابد من التعمق في فهم كل ما تمر به الاسرة من ازمات او ضغوط نفسية خلال معايشتها ومواجهتها لمشكلة الاعاقة .

ردود الفعل نحو الاعاقة :
ان على اسرة الطفل ذو الاعاقة ان تواجه حقيقة مرة وصعبة وبشكل مفاجى، وغالبا ما يصاب الوالدين بازمة حادة وتصدر عنهم ردود افعال كثيرة (( غضب، اكتئاب، عدم الرضا، خجل، ضيق، رفض، لوم للذات . ..... الخ)).


وتتوقف شدة الانفعالات وردود الافعال على:
• الشخصية والاتجاهات والمعتقدات .
• طبيعة العلاقة الزوجية بين الابوين .
• درجة الاعاقة .
• نظرة المجتمع للاعاقة .
• المستوى الاجتماعي والاقتصادي للاسرة .


اولا: يمر الوالدين بمراحل متعددة قبل ان يصلوا الى التكيف والقبول التام:

1 . الاكتشاف :
قد تكتشف الاسرة ان فردا من افرادها لديه اعاقة بعد ميلاده مباشرة او بعد ذلك بوقت طويل او قصير، فالطفل المنغولي والاعاقات الشديدة وربما المتوسطة تكتشف مبكرا، بينما الاعاقات البسيطة تكتشف غالبا عند التحاق الطفل بالروضة او المدرسة، ويلعب الشخص الذي يبلغ الاسرة بوجود اعاقة دورا كبيرا في تكوين اتجاه هذه الاسرة نحو الاعاقة .


2 . الرفض
يرفض معظم الاباء التصديق بان طفلهم لديه اعاقة او مشكلة وهذا يدفعهم الى البحث عن تشخيص ثاني، وثالث مما يكلفهم الكثير من الوقت والمال .


3 . التاكد من التشخيص:
قد يميل الاباء في هذه المرحلة الى الاشفاق على النفس والعزلة عن الناس . .. وغالبا ما يتاثر الاباء من الطبقات الاجتماعية الاعلى مستوى اكثر من الاباء المنتمين الى الطبقات الاخرى .


4. البحث عن السبب :
يلجا الاباء للبحث عن السبب للتخلص من شعور احدهما بالذنب او كبديل لان يلوم كل منهما الاخر او الاطمئنان بان الاعاقة ليست عقابا لهما مـن الله على ذنب ارتكبوه .


5 . البحث عن علاج :
بعد معرفة السبب او التاكد من عدم وجود السبب تبدا رحلة البحث عن العلاج وبالطبع غالبية الحالات ليس لها علاج وان وجد علاج فهو يعالج اعراض معينة مثل (الصرع او الجهاز التنفسي او القلب ولا باس من وجود الامل الدائم في حدوث تقدم مستمر لحالة الطفل طالما كانت نظرة الاباء موضوعية وحقيقية ).


6 . تقبل الامر الواقع والتكيف معه :
هنا يبدا الاباء في اعطاء المشكلة حجمها الحقيقي ويبدا السؤال ماذا نستطيع ان نفعل من اجل هذا الطفل ؟ وكيف نساعده ؟
يبدا الوالدين يبحثون عن الخدمات والمعلومات ويبداون في اعطائه الحب والحنان والخبرات اللازمة لنموه وتطوره . .. ويعاملونه معاملة طبيعية بقدر الامكان تجعله يستمتع بوجوده بين افراد اسرته .


ثانيا: الضغوط التي تواجهها الاسرة :
1 . التاثير على العلاقة الزوجية بالسلب او الايجاب .
2 . اضافة اعباء اخرى طبية، اجتماعية، نفسية او مادية .
3 . الحد من نشاط الاسرة او من حرية حركتها وتنقلها .
4 . التاثير على الاخوة والاخوات .
5 . مواجهة المجتمع .


احتياجات الاسرة:
يمر اباء الاطفال الغير مصابين بازمات نفسية في مراحل النمو (الارتقاء) المختلفة او بسبب احداث اخرى، ولكن الاباء الذين لديهم اطفال متخلفين يعتبرون اكثر عرضة للضغوط النفسية في مراحل معينة، وفي هذه الفترات تكون الاسرة كلها معرضة للتاثر مما يهدد استقرارها النفسي وتوازنها .


لقد حدد hammer في عام 1972 المراحل الحرجة في حياة الاسرة واحتياجها وهي: -
•عند ميلاد الطفل او عند الشك في وجود الاعاقة ،( الفهم والدعم الوجداني).
•عند التشخيص وبداية التعامل مع الحالة، (المعلومات والحقائق (.
•في سن دخول المدرسة او الروضة، (المشاركة الفعالة في التخطيط لبرامج التدخل .
•في مرحلة المراهقة، (الدعم الشخصي للاباء ولاستمرارية هويتهم الوالدين ومشاركتهم وفعاليتهم كافراد وكجزء من المجتمع ).
•بداية مرحلة التاهيل المهني، (تفهم كامل لدورهم في عملية التاهيل).
•عندما يكبر الوالدين ،( التعرف على توقعات الحاضر والمستقبل للابن او الابنة ).


الهدف ان تصبح الاسرة قادرة على: -
1 . التكيف . ... والوصول الى مرحلة التقبل الحقيقي وبالتالي الحفاظ على تكامل وترابط الاسرة وصحتها النفسية .
2 . اكتشاف مواطن القوة لدى الاسرة والايمان بالكفاءة الذاتية والقدرة على مواجهة المشكلات وايجاد حلول لها .
3 . المطالبة بحقوق الابناء والاسرة والدفاع عنها .
4 . دعم وتمكين الاخرين (مجموعات الدعم / الجمعيات).
5 . احداث تغير اجتماعي .


عن طريق: -
وضع برنامج للاسرة:
بحيث يتيح مشاركة الاسرة، وتزويدها بالمعلومات والمهارات، والحفاظ على النظام والمتابعة وتوفير الادوات، والحفاظ على حماس الاسرة .


وذلك باتاحة مشاركة الاسرة في:
باشراكها في التقييم، ووضع اهداف واضحة قابلة للتحقيق بسيطة الصياغة، والاصغاء الى اعتراضات وتعليقات اولياء الامور، ومد الاسرة بالمعلومات والمهارات بوضع برنامج لتدريب الاسرة موازي لبرنامج الطفل والاستماع لرد فعل ولي الامر.


 
رد: الإعاقة وأثرها النفسي على الأسرة

شكرا رابعه
للاعاقة تأثيرها النفسي على الاسره ولكن ممايخفف حدة هذاالاثر قوة الايمان بالله كمايجب على الوالدين الاطلاع وتثقيف انفسهم بقراءة مايتعلق بإعاقة ابنهم ومحاولة التعرف على آباء وامهات قد مروا بنفس التجربه او بتجارب مشابهه الامر الذي سيخفف الآثار النفسيه للاعاقة على الاسره
 
رد: الإعاقة وأثرها النفسي على الأسرة

كلام سليم ومؤكد زهرة الياسمين الذي قلتيه فالايمان بالله يجعلنا نتقبل الاعاقة ونرضى بها كأمر واقع ونتكيف بما يرضي الله مع هذه الاعاقة والمؤمن بالله بعيداً كل البعد عن أي تأثيرات نفسية مهاما كانت بالاضافة إلى ما قلتيه عن وعي الوالدين لاعاقة ابنهم وقبول الاعاقة والتكيف والتعايش معها
تحياتي القلبية زهرة الياسمين أسعد دائما بوجودك
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى