الإرشاد النفسي هو الحل لدمج المعاقين

مريم الأشقر

عضو جديد
الإرشاد النفسي هو الحل لدمج المعاقين

الأخصائي النفسي سعيد السيد

مشاركة الوالدين وتعليم المهارات تكسر عزلة ذوي الاحتياجات الخاصة


2_262662_1_209.jpg


الدوحة - الراية

أكد السيد سعيد أحمد السيد الأخصائي النفسي بمدرسة التربية الفكرية أن مشاركة الوالدين وتعليم المهارات ركنان أساسيان لتحقيق الدمج المطلوب لذوي الاحتياجات الخاصة اجتماعيا.

وأكد الأخصائي النفسي في دراسة نشرتها مجلة الحياة التي تصدرها الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أن الارشاد النفسي ضروري لتعديل سلوك المعاقين لافتا إلي أهمية الترفيه والموسيقي في التخلص من السلوك المضطرب لدي بعض المعاقين.

وقال إن الاضطرابات السلوكية يمكن أن تظهر لدي الأطفال المعوقين وغير المعوقين. ولكن يوجد لدي بعض الأطفال المعوقين مشاكل خاصة بهم سواء في التعلم أو عدم اتيان السلوك المناسب. وهذه المشاكل غالبا ما تكون ناتجة عن ضعف الثقة بالنفس واعتمادهم علي الآخرين في قضاء حوائجهم، وقد يكون السبب عدم وضوح التعليمات التي يتلقونها من الآخرين (سواء كانوا الوالدين أو المدرسين أو غيرهم) بالنسبة لهم. وكذلك قد يسلكون سلوكاً سيئا لجذب انتباه واهتمام الآخرين بهم.

وكما هو معلوم فإن الطفل المعاق له بناء نفسي خاص به نتيجة لما لحق به من الاعاقة واحساسه بالاختلاف عن غيره من الأطفال الآخرين... وتؤدي الاعاقة بالطفل إذا لم نساعده ونقدم له العون إلي اضطراب صورته عن ذاته وهي حجر الزاوية في البناء النفسي ويترتب علي ذلك عدم تحقيق التوافق مع نفسه ومع الآخرين ولذلك تظهر بعض المشكلات السلوكية لدي هؤلاء الأطفال مثل العدوانية والنشاط الزائد والانطواء والانسحاب والتبول اللاارادي وغيرها من أشكال السلوك غير المتوافق (السلوك المضطرب).

وأضاف..مفهوم اضطراب السلوك: نعني به كل سلوك يثير الشكوي أو التوتر لدي الطفل أو لدي والديه أو مدرسيه أو المحيطين به ويدفعهم إلي التماس نصيحة المختصين وتوجهاتهم المهنية للتخلص من ذلك السلوك المضطرب.

ومن هنا تعد الحاجة إلي الارشاد النفسي للأطفال المعوقين من الحاجات الملحة والأكيدة التي تهدف إلي تقديم المساعدة لهم من أجل رعايتهم نفسيا وتربيتهم اجتماعيا وحل مشكلاتهم اليومية مما يساهم في تحقيق التوافق السوي لهم علي كافة الأصعدة الجسدية والنفسية والسلوكية والاجتماعية.. الخ.

والارشاد النفسي للمعوقين هو أحد أهم قنوات الخدمة النفسية التي يمكن أن تقدم للأفراد أو جماعات المعوقين الذين يواجهون مشكلات لها صبغة انفعالية حادة بحيث يعجزون عن مواجهاتها دون عون أو مساعدة من الخارج.

وهو لا يقف عند حد مساعدة الأطفال المعوقين علي التغلب علي المشكلة ولكنه يمتد ليوفر لهم الاستبصار الذي يجعلهم قادرين علي التحكم في انفعالتهم ويصبحون أكثر معرفة بذاتهم وبالبيئة المحيطة بهم وبالتالي زيادة قدرتهم علي اتيان السلوك الايجابي المناسب ومن هنا يمكن القول بأن عملية الارشاد النفسي للأطفال المعوقين تعتبر عملية (تعلم)... بمعني أن الفرد المعوق الذي يمر بخبرة ارشاد نفسي ناجحة بكل تأكيد يمر بخبرة تعلم ونمو وارتقاء نفسي في الوقت ذاته.


تعريف عملية الارشاد والعلاج النفسي:- هي ما يحدث بين مرشد أو معالج (أخصائي نفسي) من جهة وعميل أو أكثر من جهة أخري باستخدام طرق وأساليب نفسية لعلاج مشكلات واضطرابات سلوكية.. والفرق بين الارشاد والعلاج فرق في العميل وليس في العملية.... أما الأهداف العامة لعملية الارشاد والعلاج النفسي فيمكن حصرها في حل المشكلات وعلاج المرض - تعديل السلوك - تحقيق التوافق والصحة النفسية... علما بأن هذه الأهداف تتحقق من خلال الجلسات الارشادية المتعددة.

والجلسة الارشادية (سواء كانت فردية أو جماعية) عبارة عن جلسة مهنية تتم فيها علاقة ارشادية في حدود معينة وفي جو نفسي خاص يحاول فيه المرشد تشجيع الطفل أو (التلميذ) المعوق علي التحدث بحرية والتعبير عن الأفكار والمشاعر نحو المشكلة أو نحو الموضوعات التي ترتبط بها.. وبكل تأكيد ستحدث خلال الجلسة الارشادية الناجحة كل اجراءات عملية الارشاد مثل التنفيس الانفعالي والاستبصار والتعلم ونمو الشخصية وتعديل السلوك واتخاذ القرارات وحل المشكلات.



 
رد: الإرشاد النفسي هو الحل لدمج المعاقين

وفيما يلي أهم الأساليب المستخدمة في خدمات الارشاد النفسي للمعوقين:-

1- الارشاد الفردي: الذي يتم التركيز فيه علي خطة العمل الفردي ويستخدم حسب طبيعة المشكلة ونوع ودرجة الاعاقة وخصائص الشخص المعوق ويتم في مراحل معينة وتستخدم المقابلة كأسلوب وطريقة عمل.

2- الإرشاد الجماعي: الذي يستخدم في حالة تشابه المشكلات وتقارب العمر الزمني والعقلي للمجموعة الارشادية، ويكون عدد المعوقين الأعضاء في المجموعة الارشادية ما بين (6-8)، ويعانون من مشاكل متشابهة، ويتم اختيار أعضاء المجموعة الارشادية بعد لقاءات فردية معهم، ويتم في البداية الاتفاق علي تحديد بعض الاجراءات التي يجب أن تلتزم بها المجموعة الارشادية.

3- الارشاد عن طريق اللعب: الذي يعتبر ذا قيمة وفائدة مع المعوقين عقليا وذلك عند تغيير السلوك غير السوي (اللااجتماعي أو العدواني) ويكون العلاج باللعب إما فرديا أو جماعياً باستخدام وسائل لعب غير قابلة للكسر.

4- الارشاد عن طريق فن الرسم والموسيقي: فممارسة النشاط الفني (الرسم والموسيقي) تعطي الفرصة للشخص المعوق للتعبير عن عالمه الخاص ومشاكله وانفعالاته في جو خال من التهديد.

5- الارشاد والعلاج عن طريق التمثيل: كأسلوب للتنفيس والتفريغ عن الشحنات العاطفية ويكون العلاج بالتمثيل إما فرديا أو جماعياً.

6- الارشاد الوقائي (الارشاد الجيني): وهو موجه للعائلات ( للحد من زواج الأقرباء) ويشتمل علي نشر الوعي لدي العائلات من أجل الحد والتقليل إن أمكن من فرصه لدي الأسر.

7- خدمات الارشاد الأسري والتعليم المنزلي: التي تشمل اشراك الوالدين وكل أفراد الأسرة في عملية الارشاد وتوفير الدعم والفهم لهم لمواجهة المشاكل المتوقعة من الابن المعاق ومعرفة الطرق المثلي للتعامل معها.

مهارات المرشد النفسي الناجح: تؤكد النماذج العلاجية بأنواعها المختلفة علي ضرورة توافر اتجاهات ومهارات معينة للمرشد النفسي الذي يتعامل مع الأطفال المعوقين وغير المعوقين منها ما يلي:

- قبول الطفل المعوق علي ما هو عليه واحترامه كإنسان والاهتمام به والثقة فيه.

- الفهم الجيد للطفل والرغبة في تقديم كافة أنواع العون له.

- القدرة علي التواصل اللفظي مع الطفل وكذلك التواصل غير اللفظي (من خلال تعبيرات الوجه واليدين والحركات وطريقة الجلوس وقراءة ما بين الكلمات).

أن يتمتع بالكفاية والكفاءة الذهنية والمعرفة التامة بمراحل النمو والسلوك الإنساني وأن يتميز بدقة الملاحظة والتفكير المنطقي المنظمي حتي يمكنه تقديم العون لعميله في جميع الأحوال (سواء عند وضعه للأهداف أو عند تفكيره في بدائل الحلول أو عند تقويمه لما يترتب علي سلوك الطفل من أحداث) الخ.

مراعاة آداب المهنة والمحافظة علي سرية المعلومات مما يشجع عميله علي الوثوق به ويؤدي إلي نجاح عميله علي الوثوق به ويؤدي إلي نجاح عملية الارشاد.

اعداد برامج الارشاد النفسي الناجحة

ان اعداد برامج الارشاد النفسي الناجحة التي تهدف إلي تعديل سلوك الأطفال المعوقين تتطلب من الأخصائي النفسي (ضرورة التقدير الشامل والتشخيص السليم والتقييم الدقيق لنمو الطفل المعوق وسلوكه ككل) وهذا يتطلب أن يكون العمل من خلال الفريق المتعدد التخصصات والاهتمامات كل في مجال تخصصه والذي علي أساسه يتم تصميم برامج الارشاد والعلاج النفسي الناجحة - ولابد من معرفة السياق الاجتماعي للطفل المعوق وعلاقاته الاجتماعية المتبادلة بينه وبين المحيطين به سواء في المنزل أو في المدرسة وكذلك لابد من معرفة الحالة الجسمية العامة للطفل ومعرفة نموه المعرفي واللغوي ومهاراته الأكاديمية ومهاراته الادراكية الحركية المتعلقة بنشاط اللعب ومدي مشاركته في الأنشطة، ويتطلب كذلك معرفة تأثيرات الاعاقة عليه (بمعني تحديد طبيعة الاعاقة وشدتها ومداها وإزمانها ومدي تلازمها مع الاضطراب السلوكي)... ومن أجل أن يقوم الأخصائي النفسي بهذا الدور علي الوجه الأكمل لابد له من القيام بالمهام التالية:-

فهم الحالة: ويتضمن هذا الفهم ضرورة القيام بجمع كل المعلومات المتعلقة بحالة الطفل المعوق ومشكلته السلوكية - ثم القيام بتحليل هذه المعلومات التي حصل عليها وكتابة تقرير مبدئي عنها - ثم القيام بربط هذا التقرير مع باقي تقارير فريق العمل وملاحظات الوالدين والأسرة والمدرسين بهدف الوصول إلي استنتاجات تتعلق بطبيعة المشكلة.

ووصف المشكلة: بمعني التحديد الدقيق لاسم الاضطراب السلوكي أو الانفعالي المصاحب لاعاقة الطفل.. ووضع مؤشرات لهذا الاضطراب (ضعيف - متوسط - شديد).

وتحديد الظروف التي يحدث فيها السلوك المضطرب: وتحديد كل ما يرتبط به وما يسبقه من أحداث وما يترتب عليه من عواقب.. بمعني ضرورة التحديد الدقيق (للسوابق واللواحق السلوكية) والتي تشتمل علي (تحديد نوع السلوك مصدر الشكوي - وتحديد تاريخ حدوثه - والوقت الذي يستغرقه - ومع من يحدث - وعدد مرات حدوثه في اليوم)، وتحديد الأشياء التي حدثت قبل ظهور السلوك المضطرب (غير السوي)، وتحديد أيضا ردود فعل الآخرين المحيطين بالطفل تجاه سلوكه المضطرب، وتوضيح المكاسب التي قد يجنيها الطفل المعوق من جراء سلوكه الخطأ.

ووضع برنامج الارشاد والعلاج النفسي (برنامج الخطة العلاجية): الذي يتضمن ضرورة تحديد الأهداف السلوكية النوعية التي نتطلع لانجازها بحيث يتم انجاز البسيط والقريب منها قبل المعقد والبعيد.

وضرورة اعداد خبرات ومواقف متدرجة يتم فيها اعادة تعليم الطفل المعوق وتدريبه علي السلوكيات الجديدة (المرغوب فيها) في اطار الخبرة المعدلة.

والقيام بتعديل العلاقات والاستجابات ونتائجها والمواقف التي يحدث فيها السلوك المضطرب كما في حالات عدم القدرة علي التفاعل الاجتماعي السليم حتي تنتهي عملية الإرشاد والعلاج النفسي عند الوصول إلي السلوك المنشود أمور يجب مراعاتها أثناء عملية الإرشاد النفسي للأطفال المعوقين.

وضرورة توفير البيئة المناسبة التي تتم فيها جلسات الارشاد النفسي وهو ما يعرف باسم الوسط العلاجي الجيد الذي تتوفر فيه كافة الشروط والتيسيرات والأساليب العلاجية المناسبة للأطفال المعوقين ليحققوا أعلي درجات النجاح في هذه البيئة المثيبة (التي تقدم بشكل متسق الإثابات المناسبة للسلوك).

وضرورة الاهتمام خلال الجلسات الارشادية بالاستعانة بالعلاجات المساندة الأخري التي تتضمن الموسيقي والفن والتمرينات الرياضية وطرق الاسترخاء وغيرها.

وضرورة العمل دائما من خلال الجلسات علي تجسيد وتحقيق أهداف الصحة النفسية المتمثلة في (التنمية والوقاية والعلاج) ويأتي ذلك من خلال العمل علي تنمية مفهوم ذات موجب لدي الطفل المعوق عن طريق اشعاره بالقبول التام وبلا أي شروط وكذلك اشعاره بالحب والعطف والتقدير واتاحة الفرصة الكاملة له لاظهار كل ما لديه من مواهب وايجابيات لزيادة وتنمية ثقته بنفسه.

وتحقيق مبدأ التنفيس الانفعالي أثناء الجلسات عن طريق اتاحة الفرصة الكاملة له للتعبير عن مشاعره والتحدث بحرية عن مشكلاته ومخاوفه ونواحي قلقه.

وضرورة استخدام فنيات وتقنيات التعزيز الايجابي التي تساعد الأطفال المعوقين علي تعلم السلوك السوي.. بمعني ضرورة التركيز علي أي سلوك ايجابي يصدر عن الطفل المعوق ومكافأته عليه فوراً حتي نضمن استمرار هذا السلوك مرة أخري عملا بالقاعدة السلوكية التي تقول إن السلوك محكوم بنتائجه - فإذا كانت نتائج السلوك بالنسبة للطفل نتائج ايجابية (كأن يحصل علي مكافأة أو تعزيز) فسوف تزداد احتمالات تكرار الطفل لهذا السلوك.

وضرورة التركيز خلال الجلسات علي اضعاف السلوكيات غير المقبولة اجتماعيا بتجاهلها (بمعني عدم التركيز عليها وعدم مكافأتها).


http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى