الأصم تواصل بدون فواصل

الأصم هو شخص ذو حس مرهف، شعوره عميق ، ترنو أحلامه و أمانيه إلى عالم لا حدود له ، تكمن قوته فيما تحمله بنات أفكاره من تخيلات و ابتكارات و إبداعات ، بذرة تحتاج إلى الري الدائم بماء الخبرات و المعلومات و إلى استقائها بألوان عدة من ينابيع مختلفة ، ومع هذا فهو متقلب المزاج ، يميل إلى العدوانية أحياناً إذا ما وجد يد العون ممدودة إلى يديه تأخذ به إلى نفسية سوية و ملامح شخصية مقبولة دينيا ً و أسريا ًو اجتماعيا ً
ولكي تتفجر إبداعاته ، و تتكون ملامح شخصيته المرجوة كان من الضروري إيجاد
طرائق شاملة لتعليمه بها شيء من التشويق و الإبهار لنثري بها قاموسه اللغوي لكي يكون الأفكار و يستوعب ما حوله من أشياء و أخبار و معلومات .
و استخدام التقنية هنا تعد أفضل وسيلة لتقديم وجبة متكاملة العناصر من صورة للدلالة على الكلمة ثم الكلمة بالهجاء الإصبعي ( وهي الحروف الأبجدية مترجمة إلى إشارات إصبعية ( أ ب ت ) ثم الكتابة باللغة العربية ثم الصوت الدال على الكلمة ثم الإشارة الوصفية المزودة بكيفية الاستخدام
فلا يقتصر تعليم الأصم على مجرد الإشارة الوصفية التي امتلأ بها بصره دون فهم لفحواها إذا كانت الإشارة جديدة بالنسبة له
كذلك التواصل الكلي عند الحديث مع الأصم (وهو عبارة عن شكل متكامل من عدة عناصر الهجاء الإصبعي ، وحركة الشفاة و الإشارة الوصفية و أضيف تعبيرات الوجه التي تسهم بشكل كبير في نجاح التواصل بينك و بين الأصم فمثلا ً (عند أداء إشارة حزين تضم الأصابع كقبضة اليد عدا الإبهام و كأنك تقول ناجح ثم تمرير الإبهام على الأنف من فوق الأنف حتى نهايتها ) هنا لابد وأن أبرز تعبير الوجه بالحزن مع نطق كلمة ( زعلان ) ليقرأ حركة شفاهك فيكون التواصل بينك و بينه أفضل و أسرع .
و يتم ذلك في سلاسة و صبر خاصة مع الأطفال دون سن المدرسة .
الصم هو حالة إنسانية خاصة يجب التعامل معها بخليط من الحرص و الحنان و الصدق و الإخلاص .
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى