لايفوتكم تفائلوا من أجمل ماقرأت للمعاقين والاصحاء(إيزابيلا)

السميري

عضو جديد
[frame="13 98"]
آخر تحديث: السبت 14 أبريل 2012, 1:22 ص

إيزابيلا

الأمل أكثر ما تحتاجه مجتمعاتنا اليوم لتنهض من فراشها بعد عقود طويلة من الإحباط واليأس والضجر. تفوقت علينا المجتمعات الغربية لأنها حولت قصصها إلى منتجات تروج للأمل

ولدت البريطانية، إيزابيلا نيفيل، مبكرا جدا. قبل أن تكمل شهرها السابع في رحم أمها جولي. تعرضت إيزابيلا إلى صعوبات في التنفس، ومشاكل في الأمعاء، واضطرابات في الوظائف. أجريت لها عمليات جراجية متكررة في شهورها الأولى زادت من شكوك الأسرة حول مصير ابنتهم الصغيرة. صارح الأطباء والديها بأن إيزابيلا لن تكون قادرة على المشي طوال حياتها. الفحوصات غير مطمئة والمؤشرات تبعث على القلق. ظلت إيزابيلا لأسابيع طويلة في وحدة العناية الفائقة للمولودين الجدد بمستشفى سانت ماري في مانشستر ببريطانيا. ترقد في حاضنة زجاجية (انكيوبيتر)، يجلس بمحاذاتها أبواها فيليب وجولي وممرضات يتناوبن على مدار الساعة لرعايتها. خرجت إيزابيلا بعد أكثر من 100 يوم من المستشفى والحزن يكسو أطراف والديها إثر المستقبل الداكن الذي ينتظر ابنتهما، التي لن تتمكن من الركض والقفز أو حتى المشي كبقية الأطفال حسب الأطباء.
لكن الطفلة إيزابيلا كانت أكثر تفاؤلا من أبويها والأطباء. كانت تبتسم أمامهم فيذوب التشاؤم الذي يحتشد في عيونهم.
هذه الابتسامة البريئة وغير الإرادية حركت مشاعر الأبوين وجعلتهما يعملان كل ما في وسعهما؛ لكي تكبر هذه الابتسامة مع إيزابيلا ولا تنطفئ حينما تدرك أنها لن تسير كأقرانها. قاما فيليب وجولي بتشجيع ابنتهما على المشي منذ أن أكملت عامها الأول. كانا يضعان ألعابها بعيدا ويصفقان لها؛ لكي تذهب لالتقاطها.
كانت إيزابيلا تتعثر في كل مرة. بمجرد أن تنهض تسقط. كلما سقطت إيزابيلا سقطت معها دموع أمها جولي. كانت إيزابيلا تتابع مع والدها محاولاتها بينما أمها تنتحب في غرفتها وهي تصرخ: " لماذا نحاول، إيزابيلا لن تسير... إيزابيلا لن تسير؟". بيد أن زوجها فيليب كان مؤمنا بأن الله سيمنح هاتين الساقين الصغيرتين القدرة على المشي.
كان يؤمن بذلك كثيرا، ويزداد إيمانه كلما شاهدها تنهض وتحاول اللحاق بألعابها وهي تبتسم. بعد أكثر من عام من السقوط المتكرر مشت إيزابيلا خطوتين بصعوبة كبيرة ثم سقطت على مرأى من والدتها جولي. لم تصدق الأم ما حدث.
اتصلت على جناح السرعة بالاستشاري، الذي يتابع حالة ابنتها. حدد الاستشاري موعدا قريبا ليفحص إيزابيلا. الفحوصات أظهرت نبأ سعيدا: إيزابيلا قد تسير، لكن بمساعدة أجهزة مساندة. كان النبأ أكبر من قدرة الوالدين على تحمله. انهمرت دموعهما دون توقف لفترة طويلة، طويلة جدا.
استطاعت أن تمشي إيزابيلا رغم أن الأطباء توقعوا أنها لن تسير. تعلمت من إيزبيلا درسا عظيما هو أن لا نقنط ولا نيأس. إن رحمة الله واسعة. ما أجمل الأطفال يحاولون بلا حسابات وتراكمات مما يجعلهم يسقطون وينهضون، يبتسمون ويركضون دون أن تعرقلهم كلمة أو نظرة. علينا أن نتعلم منهم كيف أن نحاول ونبتسم بلا تقشف، ولا تأسف.
من يزر مستشفى الأطفال بمانشستر فسيجد قصة إيزابيلا وصورتها مع والديها مطبوعة على حائط كبير. ستأسر هذه القصة الإنسانية الملهمة جميع أسر الأطفال الذين يترددون على هذا المستشفى الحكومي، وستبعث في داخلهم الأمل الذي يحتاجونه بشدة في مثل هذه الأوقات العصيبة. في المقابل، تبدو مستشفياتنا فقيرة من القصص الملهمة، مزدحمة بالأوجاع. الجدران مطلية بألوان كئيبة والوجوة خالية من الفرح.
إن الأمل أكثر ما تحتاجه مجتمعاتنا اليوم لتنهض من فراشها بعد عقود طويلة من الإحباط واليأس والضجر. تفوقت علينا المجتمعات الغربية لأنها حولت قصصها إلى منتجات تروج للأمل. دونت ورصدت حكاياتها لتمد شعوبها بالطمأنينة، لذلك ستبقى إيزابيلا خالدة في الأذهان في حين قصصنا سيطويها النسيان. إنهم يصنعون (الإلهام)، في حين نصنع (الإهمال). المجتمعات التي لا تصنع (الأمل) ستتجرع (الألم).

عبدالله المغلوث [/frame]
 
رد: لايفوتكم تفائلوا من أجمل ماقرأت للمعاقين والاصحاء(إيزابيلا)

رد: لايفوتكم تفائلوا من أجمل ماقرأت للمعاقين والاصحاء(إيزابيلا)

[align=center]سـبـحــان الـلـه

الامـل والـتـفـائـل سـاعـدهـا عـلـى الـشـفـاء

الـتـفـائـل والايـمـــان بــالــقــــدرة عـلـى الـنـجــاح مــطلــب

اســاســي للـــوصـــول الـــى اي هــــدف

يعطيكــ العافيه على الموضوع القيم[/align]
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى