العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الراقي

عضو مشارك
العازب وعبء المحافظة على وهج الروح


سعيد أبو معلا - 2006/04/03
إســلام أون لاين



pic01.jpg

عازب والوقت يمر






بما أتيح لي من وقت تابعت بشغف صفحة "ديوانية العزاب"
وهي محاولة جادة وحقيقة لتسليط الضوء على شريحة كبيرة من مجتمعنا
والأهم كانت فعلا محركا أو قالبا لحجر كبير كنا دوما نتناساه
أو نتجنب ألا يعزف على وتره
فهي محاولة للكشف عن مساحات معتمة في حياة عزابنا.


اعتقدت بداية أن ليس لدي ما أنثره عليهم وأنا منهم
فهم على مقربة مني لأكون أنا هم وهم أنا لأشعر بهم ولأشاركهم حماسهم
متحسسًا توهج مشاعرهم في البداية

وبمرور وقت يطول أو يقصر، أصبحت مدركًا لتنهداتهم
ومستشعرًا برودة مشاعرهم وعمق حالتهم التي تتأزم يوم إثر يوم.


من هنا فقط قررت أن أفتح صندوقي وأكتب
فالناس صناديق مغلقة بامتياز
وعزابنا الأعزاء علينا صناديق لا تنضب أبدا من
القصص والحكايات والأحداث والتداعيات والتجارب.




سعادتان.. وحالة انتظار



ولن أقدم هنا تجربة أو حكاية
فهي مترامية لكل من رغب بالإنصات والتأمل


بل سأطرح قضية سأفترض في بدايتها أن
هناك سعادتين للعازب
سعادة يعيش فيها .. وأخرى يبحث عنها
وليس العكس..
وهذا ليس افتراضا تبسيطيا أبدا
فالقصة كحكاية نظرتنا للكأس التي تنتصف بالماء.



وفي حال إذا كنت عازبا تعيش بسعادة وتبحث عن أخرى
أو العكس تماما !
تكون بذلك داخلا في حــالة مــن الانـتـظــــــار.


بحالة الانتظار التي يدخلها عزابنا !
نكون قد أمسكنا بناصية العلة

فهي قضية مهمة تستحق أن تثار عبر ســـــــــــؤال:

كيف نتعامل مع أنفسنا كعزاب أمام السنوات التي نقضيها بالانتظار
باحثين عن شريك حياة نستريح معه وله
أو مترقبين تلك اللحظة التي نصبح فيها قادرين على تحمل
تبعات الارتباط و تداعياته ؟.


فالانتظار لوحده حكاية في مجمل حياتنا ككل
لكننا نجده عند العازب انتظارا مصيريا
يعتمد عليه مستقبله الذي يبنى على أساسه وليس العكس.


تلك الحالة ندخلها ضمن سلسلة من الثنائيات
وذلك بحسب طبيعة كل واحد منا

فهناك من يعيش ويمارس انتظارا رائعا وجميلا ودافئا متأملا بفرح وسرور
تلك الزوجة بأمل وطموح كبيرين.


وهناك من يعيش انتظارا صعبا موحشا مملوءا بالبرودة ووجعها وتعبها وأرقها
وظني أن أغلب عزابنا يعيشون في هذا المربع
الذي يترك أثره على مجمل حياتهم بتتابع سنواتهم في طابور الأحلام الطويل
وذلك لأكثر من سبب لسنا بصدد الخوض فيها في هذا المقام !


صعوبة مرحلة الانتظار

مصدرها أكثر من أمر ليس أولها أنها
تترك أثرا واضحا وجليا على مستقبل العازب ومجمل حياته
بل كونها تحتاج منه بداية إلى فهم عميق بحالته النفسية وبواقعه وبأثر ذلك كله عليه
ومن ثم حاجــتــه إلى احتراف وإتقان التعامل معها
والتمايل على إيقاعها دون انحنـــاء أو انكــسار
وفك الغريب والعجيب من أسرارها
والنجاح في تجاوز الصعب والمؤلم من فتراتها.


وهنا بالذات يأتي الســــؤال المــهــم وهو:

كيف يمر عازبنا أو يجتاز تلك المرحلة من الانتظار
بأقل قدر من الخسائر المعنوية والروحية
التي تنعكس على سلوكه وبناء مستقبله
وحتى نظرته إلى مجمل حياته وحياة الآخرين؟.


لوحة تشكيلية

هناك صفة يشترك العزاب بها
تتمثل بزمنهم وسنواتهم الهاربة من بين أيديهم
وهي من خيرة أيام عمرهم
فأيامهم تمر دون إحساس كبير بها ودون نتاج حقيقي وفعلي
على صعيد الحياة الشخصية والعائلية
ودون حصد لثمار تعبهم ووحدتهم وشقائهم وتعثرهم الدائم والمستمر.



ويأتي ذلك في ظل سيطرة شبه كاملة من الواقع الصعب على حياتهم
فهم يتكيفون معه ولا يحدث العكس ويتغيرون ليلائموه
وهم ناقمون عليه دون أدنى جدوى أو أمل في أن يغيروه
أمام سطوته وقوة مؤثراته وقدرته على سحق مشاعرهم
ومبادئهم ومطالبهم بإنسانيتهم.



فعزابنا يبدءون رحلة عزوبيتهم بآمال كبيرة
وبروح وثابة وبأحلام عريضة تتصادم بمعيقات الواقع


يحاولون بداية جاهدين التمترس خلف أحلامهم وأمالهم الطموحة
ليكتشفوا أن أقوى دفاعاتهم لم تصمد طويلا أمام ماديات الحياة وفشل تجاربهم معها
وعلاقاتهم الملتبسة بها وتكالب الناس عليها ورغبتهم في التهامها.



والعازب في ضوء ذلك غالبا ما يكون لوحة تشكيلية
تتعرض لألوان الحياة وبقعها
بمرها الكثير جدا وحلوها القليل حد الندرة


ليكون طرح الســـــؤال المهــم حول

كيفية خوض العازب في هذه المعادلة
التي تتكسر فيها أشرعة وتخبو فيها أحلام وتتقزم مشاريع
ليخـــرج منتصرا متوهجا بأحلامه وأماله
في اللحظة التي يقرر فيها الخروج من عزوبيته؟.



ولطرح الســـــــــؤال بشكل أدق يكون:


كيف نبدع في تعاملنا مع أنفسنا كعزاب في فترة العزوبية
التي تكون من أكثر الفترات التي نتأثر بها بالمحيط والبيئة الاجتماعية
التي نعيش وسطها ونخرج منها ؟


و كيف نبقى محافظين على ذواتنا ونقاء أرواحنا
وخصوصية أحلامنا وتميزها؟.


مصدر الخوف..

يأتي هذا السؤال على اختلاف أشكاله وطرق صياغته
من يقيني أن الخــوف على العـــازب لا يجــب أن يركز على
عدم ارتباطه أو تأخره في ذلك فقط !

فالارتباط غالبا ما يحصل طال الوقت أم قصر
بفعل مؤثرات وضغوط عـــــــدة مـنـهـا :

شخصية .. كحاجته إلى زوجة تشاركه المودة والرحمة

ومنها مجتمعية .. كالواقع أو البيئة التي يعيش فيها
والذي يشمل العائلة والنظرة المجتمعية.

وهو عندما يصل لتلك المرحلة وفي ظل ما ذكرناه سابقا
يكون قد عانى ما عانى من مرارات وحسرات وتحولات شخصية بمجملها سلبية
على أحلامه وآماله وروحه ونظرته لمستقبله
وبالتالي مقدار السعادة التي يدخلها ليصل لذلك
ويصبح شخصا آخر مختلفا عما كان عليه !


فــمـصدر الــقـلق على الــعـازب يجب أن يكون في جزء منه
مركزا على محاولة بقائه متألقا .. مبرقا .. متفائلا .. منقادا
ومتمسكا بحلمه .. باحثا عن نصف روحه .. وألق حياته المبتغى

وألا يتحول إلى ممارس لفعل روتيني جاء بمقتضى أمور ليس من ضمنها
أحلامه وحاجة روحه !
أو جاء في مرحلة انكمشت فيها أحلامه وتلبدت مشاعره وتناقص حماسه وتوهجه
لدرجة الاختفاء والانطفاء.


هذا الخوف أو القلق وتلك الأسئلة تكتسبان جدواهما ومصدرهما من الواقع
الذي يظهر أن هناك شيئا مفقودا في ظل جفاف عاطفي يشهده زماننا
وهو حتما يكثر وسط العزاب الذين يعانون من أحلام أسيرة تتهدم
وأبواب تفتح لكوابيس أصبحت طاغية .. ومشاعر تذوي
وأفراح أصبحت لا تشتهي بعد أن فقدت القدرة في إمساكها باليد لحين يطول أو يقصر
وقصص تهرب وتغادر أراضيها وربما لن تعود.


فهناك حالة من القحط والجوع الإنساني تعيشها البشرية ككل
وأحد ضحاياها العـــازب الذي به تعتمر البشرية وتشهد تحولها المنشود.



ليست نظرة سوداوية

والقضية هنا ليست نظرة سوداوية لواقع أسود
بل هي محاولة للنظر للأمام قليلا وتحسب ما يمكن أن يجري لذوات عزابنا

وهي في مجملها مجموعة من المشاهدات التي يمكن رصدها ومتابعتها
سواء بالقياس على تجارب ذاتية أو تجارب المحيطين بنا
وما أكثرها وما أعمق دلالاتها.


فالعالم اليوم أقل رومانسية
وحالة من تبلد المشاعر تلقي بظلالها
والبرد يستمر بالتسلل مراكما ثلجا ثقيلا
و تجارب الفشل والخوف منه أصبحت كابوسا يعاش ويشار إليها بالبنان.


في ظل هذه المعطيات التي نكتشفها يوميا وربما نعيشها
أصبح الخوف على العـُـزاب هو من
الانطــفـاااء أمام انكــفـاء السنوات بلا تلمس حقيقي لأحلامهم.


فقضيتهم لا يمكن تناولها بمعزل عن البيئة التي يعيشونها ويتفاعلون معها
وتشكلهم وترسم خريطتهم في حالة أسرهم
وتكلسهم وتحجر واندمال أضوائهم.


القضية في جزء كبير منها تتعلق بتعاملنا مع مشاعرنا وأحاسيسنا
فهي التي تقود خطواتنا ومبادرتنا
وهي تماما مثل المعادن التي تتمدد بالحرارة وتتقلص بالبرودة...

وهو افتراض طرحته على مجموعة كبيرة من العزاب
بهدف الخروج بانطباع لمعرفة موقفهم
وقد ذهلت بداية ! فالجميع كان يقف مذهولا أمام السؤال
وكأنه كلام يصعب فك شفرته
وبعد موجة تفكير اعترف الكل به مع إضافة
أن مشاعرهم قد تصدأ أيضا.



سؤال الكيف؟

كونك مصنفا في بطاقتك الشخصية بجوار بند الحالة الاجتماعية
بـ"عـــــازب"
فإنه يجدر بك أن تطرح على نفسك سؤالا:

كيف أستمر في طي أيامي بذات الألق الروحي

وكيف أضاعف ذلك لتبقى روحي ذات الوهج
والرغبة في الازدهار الحلم والبحث عن الآخر
أو النصف الذي يكملك وتكمله؟.


ولن أقدم بدوري جوابا حول سؤال الكيف هذا
المهم هنا محاولة الفهم

ولن أضع حلولا !
لأن ذلك سيكون تبسيطا مخلا للقضية أمام خصوصية كل واحد منا
وبالتالي ضرورة البحث عن نقاط تفاعله المميزة مع واقعه.


فهناك طرق كثيرة للحفاظ على مشاعرنا وتوهجها
فكل واحد يملك إمكانيات تميزه وشروط ذلك
وعليه البحث عنها وسبر غورها.


والبداية معروفة فهي دوما صعبة هكذا تعلمنا وهكذا جربنا في حياتنا
لكــن .. ما أنا متأكد منه
أن النهاية هي الأصعب وتحديدا في قضية العزاب وقرار مستقبلهم

وعلينا أن نكون ندًّا
لتلك النهاية المقفلة لدفتر العزوبية والفاتحة لدفتر الزواج وإكمال نصف الدين.


ظني - وما زلت - أن العزوبية هي حالة تجلٍّ رهيبة
تقنعك بأهمية ما تبحث عنه

لكن هذا مرهون بمدى قدرات الواحد منا على
تطوير ما يمتلك من أدوات
في سبيل الحفاظ على خصوصيته وحلمه


فليس المهم أن نبقى على قيد الحياة
بل أن نبقى على قيد المشاعر إن جاز لنا التعبير.

pic01.jpg





إنتهى النقل

كثيراً سمعنا عن .. العوانس و همومهن !
و ما من أحد أسمعنا شيئاً عن .. الـعـُزاب و طول إنتظارهم


رجال و حريم
عـُزاب و متـزوجين
ظلوا بخـيـر
ظلوا متألـقين

يومكم فرج
صباحاتكم و مسائاتكم أمـل

pic01.jpg
 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

طرح رائع يعطيك العافيه
 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

[align=center]
فليس المهم أن نبقى على قيد الحياة
بل أن نبقى على قيد المشاعر إن جاز لنا التعبير.


[/align]


[align=center]

طرح رائع ومهم يسلط الضوء على معاناة العازب
بالتوفيق لكل الشباب
شكرا لك
[/align]
 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

نحنوا عيشن فى الدنيا لكن ألم القلب يمحوا كل لحظه حلوه فى حياتنا تقبل مرورى
 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

[align=center]
فـعـلاً مـشـكـلـة مـعـقـدة

بـارك الله فيك
[/align]
 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

[align=center]
الله يعييييين ويوفق الجميع يارب

مشكوووووور يالراقي
[/align]
 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

مرور طيب
طبت سفير الذوق
سفير قحطان




 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

نحنوا عيشن فى الدنيا
لكن ألم القلب يمحوا كل لحظه حلوه فى حياتنا
تقبل مرورى

مـافـشــر الألـم
أخـتـي أم أحمد

نحن و اعيين كـفاية
لنعلم
أن لا فرح يدوم و لا كرب يستمر

لن ندع الألم يغتال اللحظة
سندعها تمر
بمرها و حلوها
و سنتستقبل لحظة جديدة أخرى
حتى ينتهي هذا العمر

ألف شكر
 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح


فـعـلاً مـشـكـلـة مـعـقـدة


فتح الله لك
و يسر أمرنا و أمرك

أرواحنا بحاجة لتعهد ياأخوك
عـُـزاب و متـزوجون فــي آن

جددوا الإيمان
و أشحذوا الهمم و بددوا الهم

رزقك ربي بمايسرك و أبعد عنا و عنك الضر

 
رد: العــازب وعــبء المحافـظـة على وهـج الـروح

الله يحييك و اهلا وسهلا فيك
عمدتنا ماجد
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى