البعد عن الله



إننا نرى في أيامنا هذه ما يشيب له الرأس من مكر بالمسلمين ، من اغتصاب لحقوقهم وهتك لأعراضهم ، من استبداداً واحتلالاً لأرضهم وممتلكاتم واذلالاً لآرآئهم ، وبمعنى آخر وأشمل نرى تكافتاً لم نرى له مثيل من قبل لجميع قوى الشر والكفر ضد المسلمين ..

السبب نحن لا غيرنا ، نعم نحن من مكن لهم ان يتعاملوا معنا بهذه الطرق المهينة ولا ضير فمن يزرع الحنظل يتجرعه .
( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(آل عمران:165)

واليوم كل مسلم مؤمن با الله تعالى حر أبي يرجوا رحمة الله وجنته ويخشى عذاب الله وغضبته ذلك النمط من المسلمين هو فقط اليوم من يحس بالغيرة على دين الله وحرماته ذلك النمط هو فقط من يشعر بما يحيط بالمسلمين من مكائد ومصائب ويتقطع قلبه ويتفطر لذلك .
وهناك من يرى كل ذلك ولا تتحرك له ساكنة علماً أنه مسلم ولكن من نوع آخر لايهمه ما يجري بقدر ما يهمه أن يكون هو في أمان فقط .

نعم نحن السبب فيما وصلت إليه الأمة الإسلامية من إحباط وزلزلة في جميع بقاع الأرض ..
والسبب في ذلك هو ابتعادنا عن شرع الله وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . حتى تبرأت من بعضنا قلوبهم التي في صدورهم وعقولهم التي تحملها اعناقهم وما تبرأت منهم إلا للمصاب الجلل الذي اصاب تلك النفوس حتى تهاوت وهوت في ميادين الخداع لله ولرسوله وللمؤمنين .
نحن من والى الغرب من اوسع الأبواب واكثرها انفراجاً وللولاء اشكال لا تعد .

فإما خوفاً من بطشهم وقد نهانا الله عن الخوف من غيره سبحانه بقوله .
( أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(التوبة: من الآية13)
وما زال الكثير يخشاهم .

وفي كتاب الله الذي بين ايدينا ونؤمن به يقول لنا الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(المائدة:51)
والمعنى بإختصار أن من تولى يهودياً فهو يهودي ، ومن تولى نصرانياً فهو نصراني ، ومن تولى المشرك فهو مشرك ، ولا نعلم والعلم لله وحده كم هم الذين اصبحوا على غير ملتهم وهم لا يشعرون من المسلمين ، فلنحذر مما حذرنا الله من الوقوع فيه رحمة بنا .

كما قال ايضاً محذراً لنا من اتخاذهم أولياء لألا نخسر الدنيا والآخرة :
( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ )(آل عمران: من الآية28)
وما يزال البعض يتخذهم أولياء بطرق يضحكون بها على انفسهم .

وقال سبحانه مبيناً لنا إلى مايسعون اليه في الخفاء من مكر وتخطيط لنكون مثلهم وننزل الى دركهم :
( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ )(النساء: من الآية89)
وما زال البعض يواليهم .

ويعلم الله أن بيننا من في قلوبهم مرض وسوف يجدوا المبررات لموالاتهم لليهود وللنصارى تحت مزاعم عديدة وسراً وعلناً واسمعوا ماذا يقول الله ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)(المائدة:52)
ما العذر للخوف من الكفرة الفجرة (( يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ )) أي إذا أنكرت على هؤلاء موالاة ومحاباة الكفار قالوا لك نخشى ان تكون لهم الدولة والنصر في المستقبل فيتسلطوا علينا وينهبون الأموال ويشردوننا من اوطاننا . إذاً فالعذر اقبح من الذنب .

وقال تعالى لنا موضحاً ومحذراً لنا من عدوا لنا وله سبحانه ولكن بعدنا عن كتابه جعلنا نألفهم يوماً بعد يوم ونسينا نهيه لنا حتى قست فينا ومنا القلوب ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )(البقرة: من الآية74)
فأصبحنا نلقي إليهم بالمودة .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ )(الممتحنة: من الآية1)
وما زلنا نلقي إليهم بالمودة .

وقال تعالى في آية أخرى وهنا والله المصيبة حيث يخبرنا من لا تخفى عليه خافية ، يخبرنا من من يعلم الجهر وما يخفى ، يخبرنا بعلمه الغيب أن هناك من سيوالي الكفرة سراً ومن وراء حجاب حتى لا يفتضح امام الناس والأمة أنه مخادع لله ولرسوله ( تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)(الممتحنة: من الآية1

إن الله تعالى اعلم بضعف خلقه مهما بدوا للعيان اقوياء اشداء لذلك يبين لخلقه مدى ضعفهم لألا ينخدع البعض بما يرى من قوى جبارة على وجه الأرض تبطش وتسعى في الأرض فساداً ، ( واتخاذهم أولياء ) للتوضيح لا يعني شرط عبادتهم حتى لا يفهم معنى اتخاذهم اولياء بمعنى عبادتهم .
قال تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)(العنكبوت:41)

وقال تعالى :
( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)(المائدة:81)
بل إلى ابعد من ذلك ينهانا إلى موالاة الأهل إذا لزم الأمر أي إذا كانوا على غير ملة الإسلام حيث قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(التوبة:23)

صدقنا اغلب اقاويلهم واستساغتها قلوبنا قبل آذاننا ، أعجبتنا مظاهرهم الخداعة البراقة والتي لا تحمل في داخلها غير الحقد والكره بل وتمني البلاء والشقاء لكل ما هو مسلم او يمت للإسلام بصلة بينما حذرنا الله منهم بقوله تعالى :
( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(المنافقون:4)

يقول لنا الله تعالى مبيناً احقادهم التي تتفلت منهم بإرادة الله لنعيها وينبئُنا الى ما تخفيه الصدور بقوله تعالى ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)(آل عمران: من الآية118)

حسناً يارب انا لا اريد ان اتبع ملتهم بل اريد ان اكون مسلماً ابن مسلمين مؤمناً بك وحدك لا شريك لك ، مؤمناً برسولك محمداً وما جاء به من الحق فيقول الله تعالى إذا كان الأمر كذلك فبعلمي بخلقي اقول لكم ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)(البقرة:120)


وبناءً على ذلك فإنهم لن يكونوا راضين عنك كمسلم لست بيهودياً ولا نصرانياً نعم يتوددون ويتظاهرون بالمحبة والألفة معنا ظاهرياً ولكن ما في صدورهم في صدورهم ( وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) وهنا هم سيتربصون بكم ايها المسلمون المؤمنون ويتحينون لكم حتى إذا تمكنوا من المسلمين ظهر ما في الصدور ( وهو الأكبر ) من غلٍ وحقد على الإسلام واهله فلا يرقبون فيكم إلاً ولا ذمة وذلك قول الله تعالى :
(إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)(الممتحنة:2)

وهذا مشاهد بالعيان فضلاً عن الدليل والبرهان ، ففي أي زمن ومكان نرى أنه حين تكون الغلبة فيه لليهود والنصارى ويتمكنون من المسلمين يسومونهم سوء العذاب .
وهنا نعود لجملة ( وودوا لو تكفرون ) أي انه ليرضوا عنكم يجب عليكم ترك الإسلام وما جائكم من الحق بطريقة أو بأخرى وتكونوا إما يهوداً أو نصارى .

لذلك يقول الله تعالى احذروا :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(المائدة:54)


ابعد كل هذا نلقي بالوم على الآخرين ؟؟؟؟؟؟

اللهم اعز الإسلام والمسلمين ، واذل الشرك والمشركين ، وافضح اللهم اعداء الدين ، وانصر واعلِ كلمة الدين ، اللهم قاتل الكفرة اللذين يعتدون على دينك واهل دينك ومقدساتك يا من قلت وقولك الحق

( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) فارنا اللهم مكرك العزيز بهم واشف اللهم قلوب قوم مؤمنين ، وصلِ اللهم على نبيك وحبيبك نبي الرحمة للعالمين عدد خلقك وزنة عرشك ومداد كلماتك ....









http://download.m5zn.com/



 
رد: البعد عن الله

بارك الله فيك
 
رد: البعد عن الله

جزاك ربي الجنة
لك كل الشكر الله يحفظك
 
رد: البعد عن الله

لااله الا الله محمدا رسول الله
الله يجزاك خير
ويسعدك دنيا وآخرهـآ
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى