الفتاة الكفيفة

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alnour
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alnour

عضو جديد
الفتاة الكفيفة

لم تكن عائلتي ومن حولي من الصوماليين الذين يتعاملون معي يعلمون الطريقة الملائمة لتربية فتاة كفيفة أو التقرب منها. ومن ثم صرت معتمدة على نفسي ومعزولة عن الآخرين إلى حدٍّ ما. وعندما كنت أصغر سنًا عشنا في قرية تُدعى هيجلالي، كان بالقرب منها بئرٌ كبيرة. وفي صباح يوم ما، رافقت أمي لإحضار بعض الماء فرأت شخصين من بعيد يقتربان من البئر. وقد كنت أحب النباتات والأزهار، على الرغم من أني لم أراها أبدًا، لكني أحب لمسها وضمها برفق. فقطفت أكبر عدد من الأزهار يمكن ليديّ حملها ونحن في انتظار الشخصين القادمين. وعندما اقتربا من البئر، اتضح أنهما قريبة لنا من بعيد وابنها. بعد تبادل التحية، قالت الخالة “من الفتاة الجميلة الجالسة بجوارك، هل هي ابنتك؟” وقبل أن تجيب أمي، جاوبت الخالة سؤالها بنفسها: “هل هي الفتاة الكفيفة؟” فردت أمي بالإيجاب. وكنت قد اعتدت الإشارة لي بالفتاة الكفيفة، وأظن أنها لم تعد تضايقني وتؤذي مشاعري كثيرًا بمرور السنوات كما كان يحدث سابقًا. لكن فجأة، بدأ الابن، بمجرد أن سمع أني كفيفة، يمشي نحوي وجلس بجواري. ثم أخذ الأزهار التي كنت أحملها في يديّ وأخبرني بتروٍّ أسماءها
وألوانها وأين يمكن إيجادها. أما أنا فذُهلت مما فعل، حيث لم يصنع لي أي شخص شيئًا كهذا من قبل.

وعدني أنه سيأخذني إلى أكبر عدد ممكن من الأماكن المليئة بالأزهار والخضرة. ومنذ ذلك اليوم، اصطحبني إلى أجمل الأماكن وقضينا الكثير من الوقت معًا. فوقعت في حبه، لكن لم أتمكن من إخباره بذلك لأني كنت فتاة صغيرة. وبقيت أفكر بأني سأفصح له عن مكنونات صدري في الوقت المناسب. لكننا اضطررنا إلى الانتقال مع الأسف ] وفي عام 2009، رأينا [بعضنا البعض] مرة أخرة في هرجيسا وقلت لنفسي أني قد مُنحت فرصة أخرى لأصرح له عن حبي، وهكذا فعلت. فأجابني بسؤال ضايقني كثيرًا، قائلًا: “كيف يمكن لكِ أن تحبي، نظرًا لأنك كفيفة ولا تستطيعين رؤيتي؟” حاولت أن أظل هادئة وأن أوضح له أننا نحن الأكِفَّاء قادرون على تمييز الحب. بل في الواقع لا يحتاج الإنسان عينيه ليرى الحب ويختبره. فقلوبنا تعلم بحدسها أنها تحب ، وأنا أرى الحب وأميزه بعينيّ قلبي. ولم ينتهي بنا المطاف معًا، وتلك مشيئة الله. لكن لتعلموا أنكم لا تختبرون الجمال والحب بأعينكم، بل بقلوبكم. وأنا أقول لغيري من الأكِفَّاء الذين مرّوا بموقفي ذاته: إذا اختبرت الحب، لا تدع اعاقتك تمنعك من السعي وراءه. فجميعنا قادرون على أن نحب.

منقول
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى