’’الحب في بيوت الصحابه ’’

إشراقة

سفيرة المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحب في بيوت الصحابة

بقلم: عبير النحاس


في مرحلة من مراحل حياتي كنت قد اعتقدت اعتقادا جازما بأن الحب هو إحدى (الماركات) التي نستوردها من الغرب كما نستورد منهم مختلف الفنون والعلوم الحديثة والتكنولوجيا وحتى السلاح ونظريات الفكر الإرهابي أيضا.

وكنت قد بدأت أجزم أن رجال العرب والمسلمين لا يعرفون للحب من معنى, وأنهم إنما يقلدون الرجل الأشقر الأوروبي وهم شباب صغار ليخدعوا به بناتنا وينالوا منهن علاقات محرَّمة باسم الحب الذي تهفو إليه كل النساء وتهواه قلوبهن.

وكنت أرى كيف يدفنون كل أثر للمحبة, ويئدون الحب عند أول عتبات بيت الزوجية, وقد فعل هذا كل زوج عند أول تقطيبة رسمها على وجهه ليكمل صناعة تمثال الهيبة الخاص به في أيام زواجه الأولى.

وفي بيتنا استطعت إقناع زوجي بأن تلك الهيبة لا تتناقض مع محبته لي, ولا تتعارض مع تبسطه.. وحنانه.. ووده.. وشفقته, وأخبرته أنني سأسعده وأحفظ له هيبته تلك؛ فقط في حال منحني ما يرضيني من وده.. وعطفه .. و حبه, وقد قبل واقتنع, وما زلت أحاول إقناعه بأمور أخرى تهمني وأحبها وأحسبها تجلب لنا السعادة والسرور وسأتيكم بها يوما.

الذي يشجيني في أمر الحب هو وجوده بكثرة وبصورة ناصعة.. بيضاء.. نقية في السيرة النبوية الشريفة, وفي حياة الصحابة, وأهل الرعيل الأول, وقد بدت كل صوره لعيني مشرقة فتَّانة؛ لأنها خرجت من البيوت, ومن قلوب الأزواج تحديدا, فكانت طاهرة مبهجة ساحرة.

العديد من قصص الحب استوقفتني وقد فكرت جديا في جمعها بكتاب يبرزها للشباب اللاهثين خلف الحب الحرام, وأظنهم به يستعجلون لذة الحب قبل أن يسجنهم القفص الذهبي كما أوحى لهم سادة الغرب الذين جعلوا الزواج هو نهاية حياة القلوب السعيدة, وقد صدَّقناهم نحن المسلمين للأسف, ومحونا من ذاكرتنا كل تلك القصص الرائعة التي يزخر بها التاريخ الإسلامي الجميل.

كلنا نعرف قصة الحب العظيمة والرائعة التي جمعت نبي الأمة وقائدها وقدوتها بزوجته عائشة أم المؤمنين, وقد سطرت بنفسي هذه القصة في العديد من المقالات التي تستنبط العبر, وتنثر العطر فواحا في أرجاء السيرة والتاريخ الإسلامي, ولا يخفى علينا كم تلك الأحاديث النبوية الشريفة التي تحكي هذا الحب الكبير وتوثقه, وحسبنا جوابه - صلى الله عليه وسلم - لسيدنا عمرو بن العاص عندما سأله عن أحب الناس إليه.

وقد ذكرت السيرة النبوية المطهرة أيضا في صفحاتها قصة أخرى لا تقل براعة وحُسنا عن سابقتها وهي محبة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - للسيدة خديجة وإشراقة وجهه عند سماعه لصوت يشبه صوتها, أو لرؤيته وجها كان يلقى وجهها في حياتها, و قوله: " إني رزقت حبها" فأي دين رقراق هذا الذي انتمينا إليه.

و ما زلت أُطرب لشِعر قاله سيدنا عبد الله ابن أبي بكر عندما طلق زوجته عاتكة, و كان من فرط حبه لها قد انشغل بها عن دينه ودنياه, وتألم والده الصِّديق لحال ولده وذهوله عن الأمور الهامة, وأمره بطلاقها ليلقنه درسا من دروس الحياة, وقد رق قلب الصدِّيق - رضي الله عنه - لولده بعد سماعه لهذه الأبيات, وأمره بمراجعة زوجه ففعل بعد أن فهم كيف يكون الحب داعما للحياة و ليس بِمُلْهٍ عنها.

قال عبد الله بن أبي بكر في زوجه:

أعاتك لا أنساك ما ذر شارق
وما ناح قمري الحمام المطوق

أعاتك قلبي كل يوم وليلة
لديك بما تخفي النفوس معلق

لها خلق جزل ورأي ومنطق
وخلق مصون في حياء ومصدق

فلم أرى مثلي طلق مثلها
ولا مثلها في غير شيء تطلق


وعادت عاتكة لحبيبها, وأطلق غلاماً من غلمانه فرحا بالحبيبة العائدة, فهل أجمل من هكذا حكاية.

ولعلي أكمل بقصة سحرتني وسحرت كثيراً من الناس, وهي قصة الحب التي جمعت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي العاص بن الربيع, وكان أبو العاص ابن خالتها (هالة) أخت السيدة خديجة - رضي الله عنها - والتي استبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - بصوتها عندما زارته في المدينة لشبهه بصوت الحبيبة الأولى و قال يومها: "اللهم هالة بنت خويلد".

و كان أبو العاص يحب زوجته وتحبه وقد حال الإسلام بينهما عندما منعته عزة وأنفة من متابعة حموهِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بداية الأمر, وقد خرج إلى بدر مع المشركين وتم أسره هناك, وعرفت الزوجة الوفية كيف تفتديه, فأرسلت قلادة السيدة خديجة التي أهدتها لها في يوم زفافها إلى والدها تذكره بحبه الأول - و ما أدراك ما الحب الأول - وأُطلق الأسير ووفى بما عاهد عليه والد زوجته وحبيبته ونبي الأمة؛ فأرسلها إلى أبيها, ثم تجدد اللقاء في المدينة عندما أغار المسلمون على قافلة لأبي العاص وأجارته زينب وقبل المسلمون بما فعلت ورُدت إليه الأموال فاحتملها وردها لأصحابها في مكة, ثم عاد نحو الحبيبة معلنا إسلامه, وعاش معها حتى توفاها الله, فالتزم الحزن عليها ورافقه حتى وفاته.

و هناك من قصص الحب الكثير ويزخر بها التاريخ وتحتاج منا لتبويب وكشف وتبيان, ومنها قصة زوجة أبي ذر وصبرها معه وعليه, وقصة نائلة بنت الفرافصة زوجة أمير المؤمنين عثمان بن عفان التي افتدته بنفسها عندما قتله البغاة و قُطعت أصابعها بسيوفهم, وقد قيل أنها اقتلعت ثنيتاها وأرسلت بهن إلى معاوية الصحابي الجليل معلنة بهذا نهاية حُسنها وجمالها, وعدم رغبتها في الزواج الذي طلبه معاوية منها بعد وفاة الحبيب و استشهاده.

فأين أنتم معشر الروائيين لنحيي بأقلامنا رواياتنا البارعة , ونغلب بأدبنا الحي النظيف أدب الغرب والشرق الفاحش, ونعيد قلوب شبابنا إلى حظائر الحب الحلال الجميل الهانئ. راق لي بحق.
 
رد: ’’الحب في بيوت الصحابه ’’

[align=center]
بارك الله فيك
image452.gif

[/align]
 
رد: ’’الحب في بيوت الصحابه ’’

بارك الله فيك وتسلم ايدك اخت دمعه ع الموضوع
 
رد: ’’الحب في بيوت الصحابه ’’

حياك الله غاليتي
راجيه رضى ربها
توجتي المتصفح بتواجدك
بارك الله فيك اينما حللتِ وارتحلتِ.


w6w200504132213576f20887a6.gif





حياك الله غاليتي الغاده
سعدت جداً بحضورك
اسعدك الله اينما كنتِ.


w6w200504132213576f20887a6.gif





حياك الله اخي القدير:المتفائل
بارك الله فيك اينما حللت وارتحلت



w6w200504132213576f20887a6.gif





حياك الله اخي القدير
قاهراليأس
بوركت اينما حللت وارتحلت.
 
رد: ’’الحب في بيوت الصحابه ’’

طرح جميل ورائع

بارك الله فيك اختي ام عبدالله
تقبلي احترامي

وفيك بارك الله اخي القدير
ابو سعود اعتز بتواجدك
اعزك الله بتقواه.
 
رد: ’’الحب في بيوت الصحابه ’’

فعلا يجب اظهار هذه القصص الرائعة
من الحب الحقيقي والشفاف لشبابنا الذين
خدعوا من الغرب بأعياد الحب المزيف
نسأل الله ان يصلح احوالهم
بارك الله فيكِ
 
رد: ’’الحب في بيوت الصحابه ’’

فعلا يجب اظهار هذه القصص الرائعة
من الحب الحقيقي والشفاف لشبابنا الذين
خدعوا من الغرب بأعياد الحب المزيف
نسأل الله ان يصلح احوالهم
بارك الله فيكِ



وفيك بارك الله غاليتي
الراضيه تواجد اسعد به
اسعدك الله اينما حللت وارتحلتِ.
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى