الله ( جلا في علاه ) وقفة مع آية الكرسي

الراقي

عضو مشارك
[glow1=999999]
اللّهُ
[/glow1]














قال الله تعالى:

( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ


لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ


وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )







سورة البقرة

images





[glow1=999999]
اللّهُ
[/glow1]

بدأت هذه الآية العظيمة بهذا الاسم العظيم
الذي تفرد الله به..


[glow1=999999]
اللّهُ
[/glow1]


لا يمكن لأحد أن يتسمّى بهذا الاسم
إلا الله تعالى (هل تعلم له سميا)..


هذا الاسم العظيم
الذي تطمئن إليه القلوب
وترتاح إليه النفوس،
وتسكن الآلام والهموم

لما يقول العبد المسلم: اللّهُ
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت

إذا أتتك المصائب والهموم والغموم
ماأن تقول: الله إلا وتطمئن النفس
ويرتاح البال وتهدأ الأعصاب..


فبدأ الله عز وجل هذه الآية العظيمة
بإسمه العظيم
فكان كالتاج لهذه الآية المباركة..



((اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ))


الحي القيوم:
هذان الاسمان العظيمان لله تعالى
الذي إذا سُأل الله تعالى بهما أجاب

ما سرُّ هذين الاسمين؟!

السر فيهما هو تجلي معاني الكمال الذاتي
والكمال السلطاني لله تعالى...

الحيُّ: فالله تعالى الحي الذي لا يموت أبداً
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال ولاإكرام)
( وتوكل على الحي الذي لايموت)


القيومُ: القائم بنفسه
الذي لا يحتاج إلى غيره جل وعلا
بل الخلق أجمعون كلهم محتاجون إليه
الناس كلهم فقراء إلى الغني العظيم..

إذن كمال ذاتيٌ وكمال سلطانيٌ
في هذين الاسمين.


تأمل حالك -أيها الأخ الكريم- كيف
وأنت تردد هذه الآية بخشوع
وتمثلٍ لهذه المعاني العظيمة

(( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ))


سوف تستشعر أنك بحاجة إلى الله
وأنك لا غنى لك عن الله عز وجل.

أما هو فهو غنيٌ عن العالمين
هو لا يأكل ولا يشرب
هو يُطعِم ولا يُطعَم،
هو يجير ولا يُجار عليه

جل جلال الله
الله أكبر!!


ردد أيها العبد (( الحي القيوم ))
واستشعر تلك العظمة


فإذا كنت تعلم أنك ضعيفٌ
و محتاجٌ إلى الله في كل لحظةٍ
وفي كل خطوةٍ ومع كل نفسٍ

محتاج إلى توفيقه
وإلى ستره وإلى رزقه
فكيف يجرأ العبد الفقير على سيده فيعصيه؟!
ثم يعصيه
ثم يعصيه

ويقع فيما حرَّم
ولا يرجع إليه مستغفرا منيباً..

يارب
يارب
يارب

عجباً لهذا المخلوق!
عجباً لهذا الإنسان المتكبر المتجبر!

يعلم ضعفه وفقره
ثم يصيبه التكبر و التجبر!!


(( لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ))

أي لا يعتريه أي نوع من أنواع
الغفلة ولا التقصير ولا النقص


والنوم صفة نقص
والنوم أقوى من النعاس
جاء في الحديث (( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام))
سبحانه وتعالى


فهو رقيب على خلقه
بيده هذا الكون لا يغفل عنه لحظة جل جلاله!


(( لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ))

كل ما في هذا الكون لله
الخلق ..كل شيء
ما في السموات وما في الأرض

فكل شيء له لله الواحد الأحد
استشعر ضعفك يا عبد الله




عند المصيبة تقول إنا لله وإنا إليه راجعون
هل تستشعر حقاً أنك لله وأنك إليه راجع؟!



ومن كان لله وأنه إليه راجع وواقف:
كيف سيكون حاله مع سيده
وهو يردد آية الكرسي ؟!


((مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ))
أي من عظمته -جل وعلا- لا يجرأ أحدٌ -مهما كان-
أن يشفع عند الله إلا بإذن الله!!


رسول الله على جلالة قدره لا يشفع عند الله
إلا بإذن الله.


يوم القيامة يسجد النبي الكريم صلى الله عليه و سلم
تحت العرش ولا يرفع رأسه حتى يقول الله له:

(( يا محمد قلْ واسمع ،وسلْ تعط، واشفع تشفع))

أين الشفعاء؟ ..أين أصحاب الملك؟..
أين المتكبرون والجبارون؟!!


(( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ))

يعلم ما أمامهم مستقبلاً وما وراءهم
والمقصود إحاطة علمه بأمورهم
الماضية والمستقبلية.


(( وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ))

أي لا يحيطون بعلمه إلا بمشيئته
وبالذي يشاؤه
أي بالعلم الذي يريد وبالمقدار الذي يريد.

المقدار الذي يشاؤه
نوعاً وقدراً.

((وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ))

أي كرسيٍّ هذا
الذي يسع السموات السبع والأراضين السبع!!


ما هو الكرسي؟

كثيرٌ من الناس يظن الكرسي هو العرش
وهذا ظنٌ خاطئ !؟!

فكما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما الكرسي
((هو موضع قدمي الرحمن!!! ))

فلا إله إلا الله!
سبحان الله!

السموات السبع والأرضين السبع
بالنسبة للكرسي
-موضع قدمي الرحمن!!

كحلقة أُلقيت في فلاة
درهم أُلقي في صحراء


فكيف تكون إذن
عظمة العرش!!


وفضل العرش على الكرسي
كفضل الفلاة على هذه الحلقة!


فكيف هي إذن عظمة الله تعالى العظيم
جل جلاله!!


هنا يمتلئ القلب تعظيما لله تعالى
هنا يستشعر المسلم عظمة هذه الآية

فتهزه وترجه
لما يقرأها صباح مساء
ولا يملك إلا أن تسيل دمعته
على خديه تعظيماً وحباً ورهبةً
لله العظيم...


(( وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ))

لا يعجزه حفظهما
ولا يتعبه أمرهما...


(( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ))

وهو العلي بذاته جل وعلا
هو العلي علو ذاتٍ .. علو قهرٍ.. علو قدر..


هذه هي اللذة الرائعة لهذه الآية
التي هي أعظم
آيات الله جل وعلا وتبارك وتعالى جده



140.jpg




تمّ بفضل الله بتصرف
نقلا عن محاضرة تلفزيونية

للشيخ الدكتور إبراهيم الدويش على قناة المجد
 
رد: الله ( جلا في علاه ) وقفة مع آية الكرسي

الله اكبـــــــــــر


سبحان الله العظيم وبحمده لانحصي
ثنـــــاءً عليه

****

الشمس والبدر من أنوار حكمته والبر والبحر فيض من عطاياه

الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه

والنمل تحت الصخور الصمِّ قدسه والنحل يهتف حمداً في خلاياه

والناس يعصونه جهراً فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه


***

والله يااستاذي تلجمني هذه الاية وتفسيرها
ووقفاتها المباركات فجزاك الباري جنته
وحرمك على النار
لعرضك القيّم جداً
كيف لا وهو وقفة
لأعظم آيةٍ في الذكر الحكيم
دمت الى الله اقرب









 
رد: الله ( جلا في علاه ) وقفة مع آية الكرسي



جزاك الله الف خييييير
استاذي القدير الراقي
على هذا المقطع والتفسيرلأعظم اية
بالذكر الحكيم
نور الله دربك
واطال بعمرك
وشرح صدرك برضى الله
لك مني
إحترامي وتقديري؛؛
 
رد: الله ( جلا في علاه ) وقفة مع آية الكرسي

أثابكما ربي و أعلى شأنكم
و أكرمكم برضاه و بالعافية

1378_11318009262.gif


مقدر كريم الإطلالة
الكبيرة أم عبدالله
أختي إحـــساسي

سعيد بكما
 
رد: الله ( جلا في علاه ) وقفة مع آية الكرسي

:41::41: بارك الله لك وجزاك كل خير على تزويدنا بمعاني كلمات ايه الكرسي

جزاك الله خير يا الراقي ودمت بحفظ الله .........................
 
رد: الله ( جلا في علاه ) وقفة مع آية الكرسي

[align=center]
بارك الله فيك
كم نحن بحاجة للوقوف مع الاية وتفسيرها ،،، فنحن احيان نقرأها من غير تدبر
فاعفوا يالله عنا واصفح
[/align]
 
رد: الله ( جلا في علاه ) وقفة مع آية الكرسي

الله يجزاك خير
 
رد: الله ( جلا في علاه ) وقفة مع آية الكرسي

حياكِ الله و بياكِ
و تبوأتِ من الجنة مقعدا
أختنا همس القلوب

سعدت بك
أسعدك و أحبتك الرحمن

حياكِ الله أختنا الهادئة
دعوانا دائما
أن ربنا زدنا علمنا و لا تذرنا في غفلة

شكرا جدا

اهلا و سهلا
بالطيب يعين الله
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى