المغالاة في المهور

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الأنور

عضو جديد
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين .

أما بعد

إخواني وأخواتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " خير الصداق أيسره". ‌
(ك هـ) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

ــ انظروا إلى صداق أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وصداق بنات النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان يسيراً ؟

فما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه , ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية .

ولقد أصدق علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها درعه .

ـ عن سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه قال : كُنَّا عِنْدَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَيْهِ فَخَفَّضَ فِيهَا النَّظَرَ وَرَفَعَهُ فَلَمْ يُرِدْهَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : زَوِّجْنِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " أَعِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ ؟ " . قَالَ : مَا عِنْدِى مِنْ شَيْءٍ . قَالَ : " وَلَا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ " . قَالَ : وَلَا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ وَلَكِنْ أَشُقُّ بُرْدَتِى هَذِهِ فَأُعْطِيهَا النِّصْفَ وَآخُذُ النِّصْفَ . قَالَ : " لَا , هَلْ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ شَيْءٌ ؟ " . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ " .
البخاري مع الفتح , كتاب النكاح , باب 38 , حديث رقم 4128 .

ــ ولقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على صحابي زاد في صداق زوجته :

ــ عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : أنى تزوجت امرأة من الأنصار . فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : " هل نظرت إليها ؟ فإن فى عيون الأنصار شيئا "قال : قد نظرت إليها . قال : " على كم تزوجتها ؟ " . قال : على أربع أواق. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : " على أربع أواق ؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل . ما عندنا ما نعطيك . ولكن عسى أن نبعثك فى بعث تصيب منه" قال : فبعث بعثاً إلى بنى عبس . بعث ذلك الرجل فيهم .
الشرح: (على أربع أواق) هو جمع أوقية ، ..... (كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل) تنحتون أى تقشرون وتقطعون . والعرض هو الجانب والناصية , ومعنى ذلك كراهة إكثار المهر بالنسبة إلى حال الزوج .
صحيح مسلم بشرح محمد بن فؤاد بن عبد الباقي , كتاب النكاح , باب 12 , حديث رقم 3317 .


ــ قال الله تعالى : " ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ( 22 ) ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ( 23 ) فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ( 24 ) فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقصَّ عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ( 25 ) قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ( 26 ) قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين ( 27 ) قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل ( 28 ) " . ( القصص : 22 ـــ 28 ) .

فلقد كان موسى عليه السلام غريباً طريداً خائفاً وحيداً فقيراً يأتي إلى مدين لا مال معه ولا متاع ، ومع هذا فقد أنكحه الرجل الصالح من ابنته لما تحقق من دينه ، وأعرض عما سوى ذلك يقيناً منه أن الرجل الصالح جوهرة نيرة لا يفرط فيها ، فالسعادة الزوجية تكون في بيوت نشأت تحت رعاية الله وطاعته , وأي عمل أرجى عند الله من تأسيس بيوت سعيدة تعبد خالقها وتوحده ؟


ــ وثبت عن عمر ــ رضي الله عنه ــ أنه فال : " ألا لا تغلوا صداق النساء , ألا لا تغلوا صداق النساء , فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا , أو تقوى عند الله , كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم , ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه , ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية , وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه ... " .

ــ والأوقية تساوي أربعين درهماً بإجماع أهل العلم , وعليه فإن مهر كل واحدة من بناته وزوجاته صلى الله عليه وسلم يقرب من أربعمائة وثمانين درهماً , وهي تساوي بالنقود المعاصرة ما يقرب من ألف وستمائة وأربعين ريالاً سعودياً .

ــ تنبيه : توجد قصة باطلة لا تصح , يرددها العوام الجهلاء تناقض تيسير المهور , فانتبهوا لها .

ــ قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 32/194 : " والمستحب في الصداق مع القدرة واليسار : أن يكون جميع عاجله وآجله لا يزيد على مهر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا بناته , ... فمن دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواتي هن خير خلق الله في كل فضيلة , وهن أفضل نساء العالمين في كل صفة , فهو جاهل أحمق " .

ــ وقال الحافظ ابن القيم في زاد المعاد 5/178 : " تضمن أن المغالاة في المهر مكروهة في النكاح , وأنها من قلة بركته وعسره " .

ــ والسؤال : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة في الصلاة والزكاة والحج والجهاد و.... ولم يكن أسوة في الزواج ؟

لا والله , بل كان أسوة في كل شيء .

ــ أين مبدأ الإيمان بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ؟

ــ لماذا هذه النظرة المادية حتى في الزواج ؟



ــ قال تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً ( 28 ) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً ( 29 ) " ( الأحزاب : 28 ـ 29 ) .


ــ قال تعالى : " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم" . ( النور : 32 ) .

ــ قال أبو بكر رضي الله عنه : أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى , قال تعالى : " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " .

ــ قال ابن عباس رضي الله عنهما : رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى فقال : " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " .

ــ قال ابن مسعود رضي الله عنه : التمسوا الغنى في النكاح , يقول الله تعالى : " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " .

وكما يقول العوام ـ الذين ما زالت فطرتهم سليمة ـ : خذوهم فقراء يغنيهم الله .

ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المرأة تنكح لدينها ومالها وجمالها فعليك بذات الدين تربت يداك " . ‌
(حم م ت ن) عن جابر رضي الله عنه , وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " . ‌
(ق د ن هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه , وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

ـ سأل رجل الحسن البصري ـ رحمه الله ـ فقال: يخطب ابنتي الكثيرون فمن أزوجها ؟ قال : زوجها ممن يتقي الله فيها فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها .

ــ قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: والمشروع في المهر أن يكون قليلا فكلما قل وتيسر فهو أفضل، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحصيلا للبركة، فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، روى مسلم في صحيحه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إني تزوجت امرأة قال: كم أصدقتها؟ قال: أربع اواق (يعني مائة وستين درهماً) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على أربع أواق؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل!! ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه) وقال عمر رضي الله عنه: (ألا لا تغالوا في صدقات النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة وكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم: وما أصدق النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية) والأوقية: أربعون درهما .

ولقد كان تصاعد المهور في هذه السنين له أثره السيئ في منع كثير من الناس من النكاح رجالا ونساء، وصار الرجل يمضي السنوات الكثيرة قبل أن يحصل المهر، فنتج عن ذلك مفاسد منها :

1 ـ تعطل كثير من الرجال والنساء عن النكاح.

2 ـ أن أهل المرأة صاروا ينظرون إلى المهر قلة وكثرة، فالمهر عند كثير منهم: هو ما يستفيد ونه من الرجل لا مرأتهم، فإذا كان كثيراً زوجوا ولن ينظروا للعواقب، وإن كان قليلا ردوا الزوج، وإن كان مرضيا في دينه وخلقه!

3 ـ أنه إذا ساءت العلاقة بين الزوج والزوجة، وكان المهر بهذا القدر الباهظ فإنه لا تسمح نفسه غالبا بمفارقتها بإحسان، بل يؤذيها ويتعبها لعلها ترد شيئا مما دفع إليها، ولو كان المهر قليلا لهان عليه فراقها.
ولو أن الناس اقتصدوا في المهر، وتعاونوا في ذلك، وبدأ الأعيان بتنفيذ هذا الأمر - لحصل للمجتمع خير كثير، وراحة كبيرة، وتحصين كثير من الرجال والنساء، ولكن مع الأسف أن الناس صاروا يتبارون في السبق إلى تصاعد المهور وزيادتها، فكل سنة يضيفون أشياء لم تكن معروفة من قبل، ولا ندري إلى أي غاية ينتهون.
انتهى
( الزواج، ص34،35 ) .

ــ قصة زواج ابنة سعيد بن المسيب : تقدم الخليفة عبد الملك بن مروان لخطبة ابنة سعيد بن المسيب لابنه الوليد حين ولاه العهد ويذكر المؤرخون أنه أرسل موكباً كبيراً على رأسه مندوب خاص نزل المسجد ووقف على حلقة سعيد فأبلغه سلام أمير المؤمنين وأنه قدم يخطب إليه ابنته لابنه الوليد ولى العهد وانتظر الناس أن يستبشر سعيد بهذا التشريف الذي ناله ولكنه لم يزد على كلمة (لا) وكان لسعيد تلميذ متين الدين والخلق يدعى عبد الله بن أبى وداعة .

عن عبد الله بن أبي وداعة قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب , فتفقدني أياما فلما أتيته قال: أين كنت ؟ قلت : توفيت أهلي فاشتغلت بها , فقال هلا أخبرتنا فشهدناها , قال : ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثت امرأة؟ فقلت : يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة ؟!

فقال : أنا , فقلت : وتفعل ! قال : نعم ,فحمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين , أو قال ثلاثة , فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح , فصرت إلى منزلي وجعلت أفكر ممن آخذ وممن أستدين , فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي فأسرجت وكنت صائماً , فقدمت عشائي لأفطر ,- وكان خبزاً وزيتاً - وإذا بابي يقرع , فقلت من هذا ؟ قال : سعيد , ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب , وذلك أنه لم ير أربعين سنة إلا بين داره والمسجد , قال : فخرجت إليه فإذا به سعيد بن المسيب , فظننت أنه قد بدا له -أي غير رأيه- فقلت له : يا أبا محمد لو أرسلت إلي لأتيتك, فقال : لا أنت أحق أن تؤتى , قلت : فما تأمر ؟ قال : إنك كنت رجلاً عزباً فزوجت , فكرهت أن تبيت الليلة وحدك , وهذه امرأتك , فإذا هي قائمة خلفه في طوله , ثم أخذها فدفعها في الباب ورده , فسقطت المرأة من الحياء , فاستوثقت من الباب ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الخبز والزيت فوضعتها في ظل السراج لكيلا تراه , ثم صعدت السطح فرميت الجيران فجاؤوني وقالوا : ما شانك؟ قلت : ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم , وقد جاء بها الليلة على غفلة , فقالوا : أوسعيد زوجك ؟! قلت : نعم , قالوا : وهي في الدار ؟! قلت : نعم , فنزلوا إليها , وبلغ ذلك أمي فجاءت وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام , فأقامت ثلاثاً ثم دخلت بها , فإذا هي من أجمل الناس , وأحفظ الناس لكتاب الله تعالى , وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج , قال: فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان بعد الشهر أتيته وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني , حتى تفرق الناس من المجلس , فقال ما حال ذلك الإنسان فقلت بخير يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو , فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم .

ـ قصة زواج المبارك ( أبو العالم عبد الله بن المبارك ) : يحكى عن مبارك أبي عبد الله أنه كانيعمل في بستان لمولاه ، وأن مولاه جاءه يوماً وقال له : أريد رماناً حلواً ،فمضىإلى بعض الشجر وأحضر منها رماناً ، فكسره ( صاحب البستان ) فوجده حامضاً فحرد عليهوقال : أطلب الحلو وتحضر لي الحامض ؟ هات حلواً[FONT=ذكر] ..!!
فمضى وقطع من شجرة أخرى فلما كسرهوجده أيضا حامضاً ، فاشتد حرده عليه ، وفعل ذلك ثالثة فذاقه فوجده أيضاً حامضاً ،فقال له بعد ذلك : أنت ما تعرف الحلو من الحامض ؟قال : لا[FONT=ذكر] ..
فقال : وكيف ذلك ؟فقال : لأني ماأكلت منه شيئاً حتى أعرفه[FONT=ذكر] ... [/FONT]فقال : ولم لم تأكل ؟فقال : لأنكلم تأذن لي بالأكل منه[FONT=ذكر] ![/FONT]فعجب من ذلك صاحب البستان ، وعظم أبو عبد الله مبارك في عين سيده ،وزاد قدره عنده , وكان لصاحب البستان بنت خطبت كثيراً ، فقال لمبارك : يا مبارك ، منترى تزوج هذه البنت ؟فقال : أهل الجاهلية كانوا يزوجون للحسب ، واليهود للمال ، والنصارى للجمال ، وهذه الأمة للدين [FONT=ذكر].[/FONT]فأعجبه عقله فذهب فأخبر به أمها وقال لها : ما أرى لهذه البنت زوجاً غير مبارك[FONT=ذكر] ![/FONT]فتزوجها فجاءت بعبد الله بن المبارك، فتمت عليه نعمة بركة أبيه وأنبته الله نباتاً صالحاً ورباه على عينه[FONT=ذكر] ..[/FONT]


ــ قصة ملك العلماء علاء الدين أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني مصنف كتاب( بدائع الصنائع)الذي هو مهر زوجته فاطمة :

تتلمذ الإمام علاء الدين أبوبكر الكاساني على محمد بن أحمد السمرقندي وقرأ عليه معظم تصانيفه , وسبب تزويجه بابنته أنها كانت حفظة كتاب (التحفة) الذي صنفه والدها , وطلبها جماعة من ملوك بلاد الروم فامتنع والدها -وكانت من حسان النساء- فجاء الكاساني ولزم والدها واشتغل عليه وبرع في علمي الأصول والفروع , وصنف كتاب ( البدائع ) شرحا على (التحفة) وعرضه على شيخه فازداد فرحا به , وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك الكتاب فقال الفقهاء في عصره : شرح تحفته , وزوجه ابنته .

وكان شديد الحب لها , فتوفيت قبله فكان لا يقطع زيارة قبرها في كل ليلة جمعة , إلى أن مات فدفن عندها , ويعرف قبرها بحلب بقبر المرأة وزوجها .الجواهرالمضية (جــ4 ص25) بتصرف .

أي سعادة وحب وعلم وثقافة ناله الكاساني ؟!!!

أليست تقاليدنا البالية إلا عقبات لعرقلة الزواج , فمتى نصحو ونتقي الله في أنفسنا وأبنائنا وبناتنا ؟!!!

ــ قصة يذكرها أهل الميدان بدمشق أن إماماً لمسجد في أحد أحيائها القديمة خطب يوماً يحض الشباب على الزواج ويحض الآباء على تيسير المهر وكان مما قاله :

إن عندي عدة بنات , فمن يرغب في الزواج , فإني على استعداد لأعطيه وليس لي من شرط إلا شرط الدين والأخلاق , ولم يمض أكثر من شهر حتى تزوجت بناته كلهن .


ــ العلماء في زماننا ـ والحمد لله ـ ينادون بتيسير المهور , فمنهم في مصر من يجعل صداق ابنته 25 قرشاً ( ربع جنيه مصري ) , أي أقل من 17 هللة ( أقل من ربع ريال سعودي ) , ومنهم من لا يتكلم فيه أصلاً ويقول لزوج ابنته هذا شيء بينك وبين زوجتك .

ــ ما فائدة طلب العلم الشرعي إذا كان الإنسان لا يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يعمل بما تعلمه ؟

عندئذ يكون العلم حجة عليه لا له , والعياذ بالله .

ــ من يحيي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ؟


ــ من يزعم أنه يحب الله تعالى ؟

من أحب الله تعالى فليتبع النبي صلى الله عليه وسلم .

لنعلم جميعاً أن صدق محبتنا لله تعالى ولرسوله
article_salla.gif
يكون باتباع الأمر واجتناب النهي.. وإلا فادعاء المحبة سهل جداً ولا يحتاج أكثر من حروف يطلقها اللسان وكفى.. لكن المحبة الحقيقية هي : الاتباع والطاعة ، قال الله تعالى : " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " . ( آل عمران : 31 ) .

قال أبو سليمان الدارني رحمه الله : ( لما ادعت القلوب محبة الله عز وجل أنزل الله هذه الآية محنة ).

نعم , إن دليل محبتنا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أن نتبع ما جاء في الشرع المطهر حتى في الأمر الذي تكرهه نفسك .

لذلك أطلق على هذه الآية : آية المحبة .

قال ابن القيم رحمه الله : ( فإذا لم تحصل المتابعة فليست المحبة بحاصلة )، وقال أيضاً : ( وعلى ذلك فإنه لا تنال محبة الله عز وجل إلا باتباع الحبيب
article_salla.gif
).

كلنا نعلم أن الفلاح والسعادة والنجاة في الدارين يكون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم لكن من الذي يقتفي آثاره ويطبق سنته
article_salla.gif
في واقع حياته ؟ فالأوامر والنواهي تطرق سمعنا ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، ولكن من يستجيب ؟!

ــ هل نحن فعلاً ( ندور مع السنة حيث دارت ) كما قال الأوزاعي رحمه الله .
أم نحن ممن يدور مع هواه حيث دار وحيث ثار ؟ !!

ــ اتقوا الله واستروا بناتكم وأبنائكم وإخوانكم وأخواتكم , اتقوا الله ولا تعضلوا النساء فإن عضل النساء حرام , اتقوا الله فإن شهوة الفرج أشد من شهوة البطن .

كيف تطعمون أبناءكم وبناتكم ولا تزوجوهم أو تؤخرون زواجهم ؟

وإليكم هذه القصص وهي غيض من فيض مما يحدث في الجاهلية الحالية :

ــ فتاة عضلها أبوها الظالم الفاجر عن الزواج , وبالغ في الصداق , وهي لا تستطيع أن تصبر , فطرقت أبواب الحرام , وبعد سنوات تذكر الأب الفاجر أن ابنته عمرها قد كبر وأنه لكي يزوجها فلا بد أن ييسر الصداق , ولكن الفتاة هي التي كانت ترفض الزواج , وتقول في نفسها : يسرتم الزواج ولكن بعد فوات الأوان .

إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها .

ــ وقصة الفتاة التي عضلها أبوها الفاجر من أجل أنه يأخذ راتبها , فكان يرد الخطاب أو يطلب منهم صداقاً مرتفعاً حتى يعجزوا وينصرفوا ولا يخسر راتب ابنته , ومرت السنوات وفاتها قطار الزواج , وحينما رقد الأب على فراش الموت قال لها : سامحيني . قالت له : قل آمين . فقال : آمين . فقالت : أسأل الله أن يحرمك الجنة كما حرمتني الزوج والولد .

ــ وقصة الأب الذي ماتت زوجته فتزوج بأخرى في بيت آخر وترك بناته العاملات في البيت القديم , ولا يزورهن إلا أول كل شهر يأخذ رواتبهن وينصرف, ولقد عضلهن كلهن وبالغ في صداقهن حتى كبرت أعمارهن , ولقد اشتكت واحدة منهن إلى شيخ من الشيوخ قالت له : والله لولا خوفي من الله لجعلت أبي يمشي مطأطئ الرأس في وسط أهله وجيرانه .

ــ وقصة الأم التي تقول : إن لي خمس بنات لن تتزوج واحدة منهن قبل الأربعين . فقالوا لها : لماذا ؟ فقالت : كلهن عاملات فكيف أترك رواتبهن ؟

أما الأب فهو تافه حقير كالدلو لا يستطيع أن يرفع رأسه في وجه زوجته ويقول لها لا .

ــ وقصة فتاة أخرى تتصل بشيخ وتقول له كلم أبي أن ييسر الزواج والله لا أستطيع أن أصبر .

ــ أين هؤلاء الفجرة مما كان عليه السلف الصالح من سرعة تزويج الأبكار بل وسرعة تزويج من تتأيم ؟

ــ فلقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها وهي بنت ست سنوات وبنى بها وهي بنت تسع سنوات .

ــ أين هؤلاء الفجرة مما كان عليه السلف الصالح فلقد كان الولي الصالح يدور على الرجال الأتقياء كي يتزوجوا ابنته أو أخته ؟

ــ وقصة عمر رضي الله عنه عندما تأيمت ابنته حفصه رضي الله عنها مشهورة , فلقد طلب من أبي بكر أن يتزوجها وطلب من عثمان رضي الله عنه أن يتزوجها .

ـ أيها الأبناء أيتها البنات لا تطيعوا آباءكم وتعصوا رب العالمين , فمن أراد أن يتزوج من امرأة صالحة فليتزوج , ومن أرادت أن تتزوج من رجل صالح فلتتزوج , وإن رفض الأب فانزعوا عنه الولاية فهو لا يصلح أن يكون ولياً .

ــ ماذا ستفعلون لو أمروكم بالكفر أو السرقة أو الزنا أو القتل أو السحر أو الكذب أو الخيانة أو الغدر أومنعوكم من الطعام والشراب ؟

قال تعالى : " وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " . ( العنكبوت : 8 ) .

ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف " . ‌
(ق ن) عن علي رضي الله عنه , وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " . ‌
(حم ك) عن عمران والحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنهما , وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .

ــ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لمن لم يطع الله " . ‌
(حم) عن أنس رضي الله عنه , وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .


ولا يفهم أحد من كلامي جواز الإساءة إلى الأب والأم , لا , فالإحسان إلى الآباء والأمهات واجب , ولكن لا تجوز طاعتهم في معصية الله تعالى .


ــ إن تيسير المهور هو حكم من أحكام الله تعالى .

قال تعالى : " ... ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ". ( المائدة : 44 )

قال تعالى : " ... ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ". ( المائدة : 45 )


قال تعالى : " ... ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ". ( المائدة : 47 )



قال تعالى : " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون ( 49 ) أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ( 50 ) " . ( المائدة : 49 ـ 50 ) .



قال تعالى : " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " .
( النساء : 65 ) .

ــ هل نأخذ من الدين الصلاة والصيام والزكاة والحج و... ثم نترك أحكام الله تعالى في النكاح ؟

قال تعالى : " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " . ( البقرة/85 ) .

ــ هل نؤمن حقاً بأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ؟

ــ إن تيسير المهور هو ما أمر الله تعالى به وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم , وهدي السلف الصالح رضي الله عنهم , فمن أراد نعيم الدنيا والآخرة فليتمسك بهذا الهدي , ومن أراد المباهاة والمفاخرة فليتشبه باليهود والنصارى .

رزقنا الله وإياكم الإيمان بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/FONT]
[/FONT]​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: المغالاة في المهور

بارك الله فيك
 
رد: المغالاة في المهور


اللهم صلّ و سلم عليه و على آله و صحبهِ و سلم
سلمت يمناك على طيب العرض المطرز بآيات و طيب قصص

و الله لو مالك من الأجر
إلا إثبات هذا الأمر لكفاك



ــ والسؤال : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة
في الصلاة والزكاة والحج والجهاد
و.... ولم يكن أسوة في الزواج ؟

لا والله , بل كان أسوة في كل شيء .




اللهم أرزقنا الحياة
على خطى الحبيب
( صلى الله عليه و سلم )




إن تيسير المهور هو حكم من أحكام الله تعالى .



بارك الله فيك و سلمت
لا نريد إلا الــــــــــــــــــــتـيـــســــــــيــر
فأمامنا طريقٌ طويل طويل
و بين يدينا و علينا إلتزامات أخر

رزقنا الله و رزقكم الرفق و الفهم و العلم
رزقنا ربي الإيمان و السيروفق السنة و الشرع

طبت أخونا الأنور
 
رد: المغالاة في المهور

جزاك الله خير

اسباب المغالاه كثيرة واهمها ارتفع قيمة السلع الممزقه
اقل سعر للفستان العادي 500 ريال والتستير ب 50 ريال
الزوجه المقتصده في شراءالملابس بتدفع 10 الاف
الذهب مرتفع
العطورات والاكسسوارات
المفارش
..الخ
مساعدت اخوها في مهر زواجه

كل شاب مقبل على الزواج لن تقل تكاليف زواجه عن 80 الف حسب المادة الصادرة برقم خلك على الحديده (0)

ذابحهم البرستيج
 
رد: المغالاة في المهور

الله يعين المهر مرتفع جدا
ليه انا بشتريها من اهلها خلها تقعد عند اهلها
والزواج من الخارج مايكلفك اكثر من عشرة الاف ريال
وكلهن حريم زي بعض مافيه فرق
 
رد: المغالاة في المهور

كفو يابوسعود
 
رد: المغالاة في المهور

[align=center]
مـشـكـلـتـنـا مـالـهـا حـل إلا مـن رحـم الله

بـارك الله فـيـك وجـزاك كل خير
[/align]
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى