المكفوفين في الاسلام تاريخهم وكيف تعامل المسلمون معهم (نماذج تاري

المكفوفين في الاسلام تاريخهم وكيف تعامل المسلمون معهم (نماذج تاري

يعتبر الدين الاسلامي خاتم جميع الاديان جميعا لذالك اولى اهتمام بكل صغيره وكبيره سواء كانت انفعاليه او حركية وغيرها لذاك وضع لك شيء حكم ونظمه وعلمنا طريقه لذالك ليس عجيب ان يولي الاسلام اهتماما في فئات المجتمع وقد حرص على تكافل المجتمع وامر المسلمين باحترام الاديان الاخري من المسيحة واليهودية وغيرهم من اهل الكتاب ووضع اسس لاحترامه وكما وضع اسس لتعامل مع الفئات الخاصة من المجتمع مثل الصغير والكبير والبنت والولد والاهل وغيرهم وايضا احترم الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مثل المعاقين حركيا وعقليا وغيرها من الفئات لذالك خصصت هذا البحث لمعرفة تاريخ المكفوفين في العالم وكيف اهتم الاسلام بهم انطلاقا من قوله تعالي قال تعالى : {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم } التوبة :91 تدل الآية دلالة واضحة على أن الضعفاء والمرضى ليس عليهم أية مشقة إذا لم يقاتلوا مع إخوانهم الأصحاء.

وقد تكرر في القرآن لفظ :{ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج}، ففي الموضع الأول في آية 61 من سورة النور ، يعني عدم الحرج في مسألة الأكل والشرب في بيوت الأقارب ، والموضع الثاني في آية 17 من سورة الفتح ويقصد عدم الحرج عندما يتخلفون عن المعارك فإن لهم العذر المقبول عند الله ، ففي زمن صدر الإسلام نجد أنفسنا أمام منزلة كبيرة وضعها الله سبحانه لهؤلاء الضعفاء ولعله من المناسب أن نذكر مكانة هؤلاء عند الله بعد أن آمنوا به وبرسوله ونصروا الدعوة الإسلامية منذ بدايتها وتحملوا في سبيلها الكثير ، إن المتأمل في القرآن الكريم يجد أمامه مثلاً إيجابياً .

المراحل التاريخية التي مر بها المعوقون بصريا على النحو التالي:

- 1مرحلة العزل:
في المجتمعات البدائية القديمة كان الأشخاص الذين تنقصهم القدرة على اكتساب العيش أو الدفاع عن النفس يعتبرون --بشكل عام-- عبئا ثقيلا على القبيلة أو الجماعة، وعليه فقد كانوا يعزلون عن الأسوياء، وكان هذا العزل يأخذ أشكالا مختلفة تراوحت بين القتل والحرمان من الحياة، كما كان ذلك يحدث في مراكز الحضارة الغربية القديمة كإسبرتة وأثينا وروما، والتقدير الزائد عن الحد الطبيعي كما حظي بذلك بعض المكفوفين النوابغ، وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب الأخير في المعاملة يبدو إيجابيا، ألا أنه هو الآخر قد تسبب في أبعاد الكفيف عن مكانه الطبيعي في المجتمع.

- 2 مرحلة الملاجئ:
وقد اقترن ظهور هذه المرحلة بظهور الأديان السماوية التي أحيت ضمير الإنسان، وأيقظت لديه الشعور الوجداني، فتم إنشاء ملاجئ كثيرة مختلفة للعناية بالعجزة، والمعوزين، والمعوقين وغيرهم، وكانت خدمات هذه الملاجئ تقتصر في الغالب على توفير المأوى والغذاء، والكساء فقط.

- 3 مرحلة التحرر الذاتي:
ولم تبدأ هذه المرحلة في الغرب ألا مع مطلع القرن السابع عشر الميلادي كما يذكر ذلك LOWENFELD (1975). وفيها استطاع عدد من المكفوفين العباقرة بجهود فردية أن يثبتوا وجودهم ويكسروا قيود الإعاقة التي فرضتها عليهم مجتمعاتهم، فلم يتمكن هؤلاء الأفراد المتميزون من تعليم وتثقيف أنفسهم فحسب بل أنهم برزوا في شتى فنون الحياة، ولقد كان لتفوق وإبداع وإنجازات هذه الشخصيات الفذة أكبر الأثر في إنشاء المؤسسات التعليمية والتأهيلية للمعوقين بصريا فيما بعد.

- 4 مرحلة التكامل والاندماج:
وهي ما تنشده شعوب العالم المعاصر من تكامل تام بين شرائح المجتمع المختلفة، وما تتوق أليه من تهيئة الظروف التعليمية، والتأهيلية، والنفسية، والاجتماعية لتمكين المعوقين من الاندماج في المجتمع بعد معاناة تاريخية طويلة.
وتعتبر فئة المعوقين بصريا من أكثر فئات المعوقين حظا من حيث الاهتمام والرعاية عبر التاريخ، كما أن أوضاع المعوقين بصريا في الدولة الإسلامية كانت أفضل من أوضاع أقرانهم في أوروبا (KIRTLEY, 1975).

فقد نالوا قدرا كبيرا من الاهتمام والرعاية في مجالات مختلفة يأتي في مقدمتها مجال التربية والتعليم الذي تميزت به دول العالم الإسلامي إذ كان للدين الإسلامي أعظم الفضل، وأعمق الأثر في بدء الحركة الفكرية والعلمية في عالم المعوقين بصريا تقول ROSS (1951):
(أنه عندما بسط محمد __صلى الله عليه واله وصحبه و سلم__ سلطانه على الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، اجتاحت المكفوفين موجة من النور ذات آثار بعيدة المدى). (ص29).
وتؤكد ROSS على أن الاهتمامات العلمية في مجال قضايا المكفوفين قد ظهرت وازدهرت إبان عهد الدولة الإسلامية، ثم أن جامعة الأزهر كانت أول مؤسسة تعليم عال تفتح أبوابها للمكفوفين، وكان ذلك في سنة 970 م، (FARRELL, 1956).

ولقد تركت مبادرة جامعة الأزهر بقبول المكفوفين للدراسة مع أقرانهم المبصرين أثراً عظيما في حياة المكفوفين التعليمية، فقد أصبحت تقليدا أصيلا طفق ينتشر في أرجاء العالم الإسلامي وانبرى يمتد عبر عصور التاريخ المختلفة حتى أنه عندما بدأ موكب التعليم يشق طريقه في المملكة العربية السعودية كان المكفوفون من أوائل الذين انضموا إلى ركبه، فقد التحقوا بالمدارس العادية وأخذوا يدرسون العلوم الشرعية واللغة العربية جنبا إلى جنب مع إخوانهم المبصرين، وحققوا نجاحا تعليميا باهرا، واستطاع بعضهم بعد تخرجه أن يحتل مراكز قيادية مهمة في هذه البلاد، وقد تم هذا كله على الرغم من قلة الإمكانيات وعدم وجود البرامج المساندة في المدارس العادية ألا أن المدارس العادية توقفت توقفا نهائيا عن قبول المكفوفين للدراسة بها حينما بدأت المدارس المنفصلة الخاصة بالمكفوفين والتي عرفت بمعاهد النور تظهر إلى حيز الوجود في المملكة العربية السعودية، وقد تم افتتاح أول معهد نور للمكفوفين بالمملكة في سنة 1960 م، وكان ذلك بمدينة الرياض، ثم توالى افتتاح المعاهد في مدن المملكة المختلفة حتى بلغ عددها في الوقت الحاضر عشرة (دليل التعليم الخاص، 1981 م). وقد كانت هذه المدارس في البداية عبارة عن مدارس نهارية، ثم أخذت تتجه تدريجيا نحو الانفصال الكامل عن المجتمع حيث اصبح معظم هذه المعاهد مدارس داخلية، ولا شك أن المؤرخين سيقفون طويلا، ويستاءلون كثيرا عن الأسباب التي أدت إلى هذا التحول الجوهري في برامج تعليم الأطفال المعوقين بصريا بالمملكة العربية السعودية، ولعل من أبرز هذه الأسباب ما يلي:

- 1 أن ما حدث من تغير في البيئة التعليمية للأطفال المعوقين بصريا بالمملكة يعتبر امتدادا طبيعيا لما حدث في البلاد العربية المجاورة والذي يعتبر بدوره استجابة للتقليد الأوروبي الذي كانت تعصف رياحه بمعظم أرجاء العالم.

- 2 أن برايل كنظام قراءة وكتابة موحد للمكفوفين قد عزز بشكل أو بآخر فلسفة قيام المدارس المنفصلة علما بأنه كان من الممكن أن يستخدم نظام برايل كوسيلة رئيسة في العمل على استمرارية الأطفال المكفوفين في المدارس العادية.

- 3 أن عدم وجود البرامج المساندة بالمدارس العادية قد جعل تلك المدارس عاجزة إلى حد كبير عن القيام بدورها الطبيعي في تربية وتعليم الأطفال المعوقين بصريا.

- 4أن عدم وجود المتخصصين في مجال التربية الخاصة قد أدى إلى قصور في فهم إمكانيات وقدرات الشخص المعوق بصريا على استيعاب فنون المعرفة المختلفة.

وعلى الرغم من أن معاهد النور بالمملكة قد قامت ولا تزال تقوم بالدور الأساسي في تربية وتعليم الأطفال المكفوفين بل ويجب أن تظل تمارس أنشطتها المختلفة، ألا أن استمرارها كخيار تعليمي منافس في مجال الإعاقة البصرية يتطلب أحداث بعض التغيرات الجوهرية في طبيعة الدور الذي تقوم به.
(BRYANT, 1978, DEITZ AND GATES, 1985, HARELEY AND ENGLISH, 1989, HATLEN, 1980, MC INTIRE, 1985, MILLER, 1985, SILVERSTEIN, 1985, SPUNGIN, 1982, THURMAN, 1978).

بحيث يصبح التركيز في هذه المعاهد على توفير الخدمات للأطفال المعوقين بصريا الذين يوجد لديهم إعاقات أخرى إضافية، كما تصبح مراكز مصادر تقوم بتزويد برامج الأطفال المعوقين بصريا في المدارس العادية بالخبرات، والوسائل والمواد والأدوات التعليمية اللازمة، ذلك أن المدارس العادية تظل هي البيئة الطبيعية لتربية وتعليم الأطفال المعوقين بصريا، فالأسباب التي أدت إلى حرمان أولئك الأطفال من تلك المدارس، وربما كانت مقبولة قبل حوالي ربع قرن من الآن لم تعد مقبولة اليوم، فقطاع التعليم بالمملكة يشهد نهضة جبارة تتوفر معها جميع مقومات التعليم الأساسية من مستلزمات مكانية، وبشرية، وتجهيزية، وبرامجية، الأمر الذي سيمكن المدارس العادية __بأذن ال ل ه__ من أن تقوم بدورها الطبيعي في تربية وتعليم الأطفال المعوقين بصريا عندما تعود مرة أخرى لاستقبالهم في صفوف طلابها المبصرين .

مما يذكر في هذا السياق انا عمر بن عبد العزيز قد حث على إحصاء عدد المعوقين في الدولة الإسلامية ، ووضع الإمام ولا نبالغ إذا قلنا أن الخليفة عمر بن عبد العزيز قد حث على إحصاء عدد المعوقين في الدولة الإسلامية ، ووضع الإمام أبو حنيفة تشريعاً يقضي بأن بيت مال المسلمين مسئول عن النفقة على المعوقين ، أما الخليفة الوليد بن عبد الملك فقد بنى أول مستشفى للمجذومين عام 88 هـ وأعطى كل مقعد خادماً وكل أعمى قائداً ولما ولى الوليد إسحاق بن قبيصة الخزاعي ديوان الزمنى بدمشق قال : لأدعن الزّمِن أحب إلى أهله من الصحيح ، وكان يؤتى بالزمِن حتى يوضع في يده الصدقة ، والأمويون عامة أنشئوا مستشفيات للمجانين والبلهاء فأنشأ الخليفة المأمون مآوٍ للعميان والنساء العاجزات في بغداد والمدن الكبيرة ،وقام السلطان قلاوون ببناء بيمارستان لرعاية المعوقين ، بل وكتب كثير من علماء المسلمين عن المعاقين مما يدل على اهتمامهم بهم مثل : الرازي الذي صنف ( درجات فقدان السمع ) وشرح ابن سينا أسباب حدوث الصمم .

بل إن من العلماء المسلمين من كان يعاني من إعاقة ومع هذا لم يؤثر ذلك عليهم بل أصبحوا أعلاماً ينصرون هذا الدين بالقول والفعل فمنهم :
1- أبان بن عثمان ، كان لديه ضعف في السمع ومع هذا كان عالماً
2- محمد بن سيرين ، كان ذو صعوبة سمع شديدة ومع هذا كان راوياً للحديث الرؤى
3- دعبل الخزاعي
4- القاضي عبده السليماني
5- عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
6- حاتم الأصم
7- سليمان بن مهران الأعمش
8- أبو العباس الأصم

وفي هذا الزمان نجد أمثلة كثيرة ومنهم : سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه ا لله مع أنه كان فاقداً للبصر إلا أنه كان إماماً زاهداً ورعاً ناصراً للدين .

أعطى الإسلام لهؤلاء المعاقين حقوقهم فحرص على دمج المعاق في مجتمعه ، فقد ولى الرسول صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة عندما خرج لإحدى غزواته ، كما يتجه الإسلام إلى المجتمع والمحيط الذي يعيش فيه المعاق فيعلمهم ويربيهم على السلوك الذي يجب عليهم أن يسلكوه في معاملتهم لإخوانهم وأهليهم من ذوي العاهات فهو يعلن بصريح العبارة أن ما حل بإخوانهم من بلاء لا ينقص قدرهم ولا ينال من قيمتهم في المجتمع فهم جميعاً سواء لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى فقد يكون صاحب العاهة أفضل وأكرم عند الله من ألف صحيح معافى فقال تعالى :{ إن أكرمكم عند الله أتقاكم } فالميزان الحقيقي هو التقوى وليس المال أو الجاه أو الصحة أو الصورة الخارجية أو غير ذلك لأنه لا يمكن أن تتحقق الغاية السامية من هذه الحياة إلا إذا تحقق ميزان التقوى ،

وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القيمة في أكثر من حديث ففي حجة الوداع التي حوت جوامع الكلم وأخطر قواعد الإسلام قال صلى الله عليه وسلم : [ أيها الناس ، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، خيركم عند الله أتقاكم ]ولكي ينزع من النفوس بقايا القيم الأرضية قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ] .

ومن حقوقهم عدم السخرية منهم قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ..الآية ] فالمجتمع الذي يزدري الأصحاء فيه أهل البلاء يكون مصدر شقاء وألم لهؤلاء قد يفوق ألم المصيبة وربما فاقها فعلاً ، فكم من ذوي البلاء من حمل عاهته ورضي بواقعه إلا

أنه لا يمكن أن ينسى نظرة احتقار من أحد الناس ، بل إننا جميعاً قد ننسى كل متاعب الحياة ومصاعبها ولا ننسى بسمة سخرية أو كلمة استخفاف تلقيناها من الآخرين ، ألم يقل أبو الطيب :
جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان


وليعلم هؤلاء الأصحاء أن ما يرفلون به من صحة ومن ضروب النعم والخير ليس إلا من فضل الله وجوده وكرمه ، قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله }، وأن الذي وهبهم هذه النعم لقادر على سلبها منهم ، وقادر أيضاً على إعطائها لمن كانت أعين أهل النعمة تزدريهم، فقد قال تعالى : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير }


كما أن لأهل البلاء مكانة في المجتمع بمساهمتهم في خيره وإسعاده فقد رأى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن له فضلاً على من دونه ، فقال صلى الله عليه وسلم : [ هل تنصرون ، وترزقون إلا بضعفائكم ]رواه البخاري ، وعند النسائي :[ إنما نصر الله هذه الأمة بضعفتهم بدعواتهم وصلا تهم وإخلاصهم ] قال ابن بطال : ( تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصاً في الدعاء وأكثر خشوعاً في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا )، وقال الحافظ المهلب : ( أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حض سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره وترك احتقار المسلم في كل حاله )، وقد نهى الإسلام عن الغيبة وذكر المسلم أخيه بما يكره ، فبذلك يكون المجتمع ميدان رحب أنشأه الإسلام للحياة السعيدة الكريمة فيكون مجتمع لا يستخف بهؤلاء الضعفاء والمعاقين ولا يزدريهم .


وفي مقابل ذلك يتوجه الإسلام إلى خير علاج وأصلحه لنفس المعاق ليجتث منه القلق والشعور بالنقص ويحل مكانه الرضى والثقة والسعادة حيث يرشده إلى أن ما يعانيه من شدة العاهة لا ينقص من كرامته كما لا يحط من قيمته في الحياة ، لأن العاهة الحقيقية هي تللك التي تصيب الدين والخلق للمسلم وبمعادلة بسيطة يقارن الإنسان بين فقد البصر مثلاً وفقد الشرف ويقارن بين بتر اليد أو الرجل وبتر الكرامة والأخلاق و تشوه الدين والضمير، إن تلك المقارنة لتحمل على الحمد والرضى بسلامة ذي العاهة الجسدية من الإصابة بعاهة النفس على النحو الذي ذكر في قوله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }.

ومع هذا فإن الإسلام لم يهمل العاهة والإعاقة ولم ينكر وجودها ولم يتجاهل أثرها على صاحبها لذلك وجه الإنسان إلى الصبر على ما يواجهه من نكبات وكوارث تحل في جسمه أو ماله أو أهله ، وليرجع كل منا إلى نفسه فإنه لا شك يجد في سيرته أو في سيرة من يعرف شدائد صنعت نعماً ومصائب صنعت رجالاً قال تعالى : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور}فالآية الأولى تعلن حقيقة أزلية وهي أن كل ما يجري في هذا الكون وما يتعرض له الإنسان في حياته إنما هو بقضاء الله وقدره وقيمة هذه الحياة أنها تسكب في النفس البشرية السكون والطمأنينة عند إستقبال الحوادث والمتاعب بيقينها أن كل ذلك كان بقضاء وقدر، وتأتي الآية الثانية لتوجه النفس البشرية إلى ما يجب أن تكون عليه عند المصيبة وعند النعمة فلا يأس في الأولى ولا افتخار في الثانية ، وقد قررت السنة هذا المعنى فقال صلى الله عليه وسلم : [ عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. وأحاديث أخرى تحث على إذا ابتليت .

وهذ يبين لنا عظمت هذا الدين الذي لم ينسي شيء الا ووضحه للناس جميعا حيث بين لكل انسان ماله وماعليه
حيث لانجد في الكون دينا مثل هذا الدين العظيم الذي يساوي بين الجميع وبعده ياتي الدور على كل انسان ليطبق هذي التعليمات ولا ينظر لهذي الفئة بنظره اجحاف بل يجيب علينا ان نعاملهم كما نعامل الاسوياء مننا لانهم جزاء وشريحة واسعه من المجتمع حيث لا يخلو اي مجتمع منهم وقد ذكرنا في خضم هذا البحث واصحاب اجلاء من اصحاب الرسول وعلماء كبار منذ ذاك الزمن الى هذا الزمان .



http://www.aljobran.net/vb/showthrea...newpost&t=3679
 
رد: المكفوفين في الاسلام تاريخهم وكيف تعامل المسلمون معهم (نماذج تاري

رد: المكفوفين في الاسلام تاريخهم وكيف تعامل المسلمون معهم (نماذج تاري

شكرا رابعه انت دوما مميزه
 
رد: المكفوفين في الاسلام تاريخهم وكيف تعامل المسلمون معهم (نماذج تاري

رد: المكفوفين في الاسلام تاريخهم وكيف تعامل المسلمون معهم (نماذج تاري

بارك الله فيك زهرة الياسمين
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى