المعاق في وقت الفراغ

الحنان كله

عضو لامع
المعاق في وقت الفراغ





يعد الشعور بقيمة الوقت مطلباً إنسانياً لما يترتب عليه من استثمار حقيقي للدقائق التي تمضي من عمر الإنسان فيما ينفع ويفيد، ولعل الأمر المتشابه عند بني البشر هو الوقت المتاح لهم في هذه الحياة قل أو قصر، ولكن الشيء المختلف هو كيفية قضائه واستثماره•
يقضي الإنسان جزءاً من وقته في العمل أو الدراسة أو النوم أو ممارسة ببعض الأعمال الحياتية اليومية، إلا أنه يبقى هناك وقت متبق لا يتمكن من تصريفه وتوجيهه فيما هو سليم ونافع حيث يختلف طول هذا الوقت وكيفية قضائه باختلاف جنس الإنسان والمرحلة العمرية التي يمر بها، والمجتمع الذي يعيش فيه من حيث توافر المرافق التي تشجع على استثمار وقت الفراغ وطبيعة الميول والاهتمامات الخاصة بالفرد•
وحتى لو اختلفت الأنشطة التي يمارسها الإنسان العادي عن المعاق كوسيلة لقضاء وقت فراغه فهذا لا يمنع من الاتفاق على أن هذا الوقت هو جزء قيم بالنسبة للاثنين، فالمعاق الذي وجد الدعم التربوي والاجتماعي من المحيطين أفراداً ومؤسسات لابد أنه بحاجة إلى كل ساعة من حياته ليقضيها فيما هو جميل ونافع وكل ما يسهم في تطوير مهاراته التربوية والاجتماعية والصحية المختلفة، لكي لا يكون عنصر الزمن بالنسبة له مجرد آلة تتحكم فيه وتفرض عليه قوانينها إلى أن تمر الأيام ويجد نفسه عالة على الآخرين لا عنصراً فاعلاً ومشاركاً في مجتمعه•
إن كيفية قضاء المعاق لأوقات فراغه تتطور بتطور النظرة المجتمعية نحوه فقد مر عليه وقت كان يجد نفسه فيه معزولاً بين الجدران الأربعة ولا يجد من يشاركه ومن يؤنس وحدته وفي ظل ذهاب الأب إلى عمله وعودته متعبا وانهماك الأم بالأعمال المنزلية، ومغادرة إخوته إلى مدارسهم وحتى عند عودتهم فلا يجدون متسعا من الوقت سوى لواجباتهم المدرسية أو أنشطتهم الترفيهية الخاصة مع أصحابهم والتي لا تلتفت إلى أخيهم الأحوج إلى من يشركه قضاء وقته ويوجهه لنشاط نافع ومثمر فينعكس ذلك سلباً على حياته النفسية والانفعالية ويؤثر على مدى دمجه في المجتمع وثقته بالآخرين ويكرس من عزلته•
إلا أنه وبتطور المفاهيم الاجتماعية والثقافية نحو المعاقين واتساع دائرة الدمج الاجتماعي والتربوي وخروجه من عزلته وإشراكه في مجالات التربية والتعليم والعمل كل ذلك فتح المجال أمام أنشطة جديدة تدخل إلى حياته لسد وقت فراغه وتعدد خيارات قضاء هذا الوقت الذي يشاركه فيه أقرانه وإخوته والمحيطون به•
إن خروج المعاق من بيته إلى مدرسته زاد من إحساسه بثقته ورفع مستوى مفهوم الذات لديه، إذ أصبح لديه حقيبته وكتبه وأقلامه التي يرسم بها أحلامه وذلك قلل من شعوره بالنقص عندما ينظر إلى إخوته المتوجهين إلى مدارسهم وإن الأسرة المتفهمة هي التي تتيح له القدر الأكبر من المشاركة في الأنشطة الترفيهية كالنوادي والبرامج الثقافية والرياضية والتربوية الأخرى، وترافقه يداً بيد في زياراتها الاجتماعية والرحلات والتسوق، وحتى في البيت عند مشاهدة التلفاز وإعداد الطعام والثقة به حسب قدراته في الأعمال والعناية بالحديقة، وغيرها من أنشطة مفيدة تستثمر وقت فراغه وتنمي اهتماماته وتصقل شخصيته•


منقول
 
رد: المعاق في وقت الفراغ

[align=center]
سلمت يمينك حنوووووووونه
[/align]
 
رد: المعاق في وقت الفراغ

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
جزاكي الله خير...
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
 
رد: المعاق في وقت الفراغ

يعطيك العافيه على هذا الطرح الرائع
 
رد: المعاق في وقت الفراغ

[align=center]
الله يعطيييك العافيه يالحنان
[/align]
 
رد: المعاق في وقت الفراغ

بارك الله فيك
 
رد: المعاق في وقت الفراغ

[align=center]
موعود

بدر


شاكره مروركم المميز
[/align]
 

اعضاء يشاهدون الموضوع (المجموع: 0, الاعضاء: 0, زوار: 0)

من قرأ الموضوع (مجموع الاعضاء: 1)

عودة
أعلى