المعاق.. الاهتمام الرسمي والشعور الاجتماعي

alnour

عضو جديد
مجتمعنا_متكافل

تقول الأرقام إن الأرباح المجمعة للبنوك السعودية في الربع الأول لعام 2016 تتجاوز الـ11مليارا و700 مليون. اللهم لا حسد، وهو ما يمثل زيادة مقدارها 5% عن العام السابق لهذه الإحصائية، أي الربع الأول لعام 2015! لاحظوا أننا نتحدث عن ربع واحد فقط، وهذا يعني أننا لن نتطرق للثلاثة أرباع المتبقية من العام. وأيضا نقول وللمرة الثانية اللهم لا حسد، لكن السؤال الكبير المرير يطرح نفسه: بكم ساهمت هذه البنوك في تنمية المجتمع من باب مسؤوليتها الاجتماعية؟ بل ومن الجهة التي يحق لها أن توجه سؤالا واضحا للبنوك وتشير إليها بالسبابة بين عينيها؟ أين خططكم الموثقة للقيام بواجبكم من باب المسؤولية المجتمعية للشركات الــ(CSR)؟ وكم الميزانية المرصودة لذلك؟ وكم عدد المستفيدين الحقيقيين من الشريحة المستهدفة؟

طبعا للأسف لا جواب، فمؤسسة النقد منذ سنوات تغفل عن جانب مهم في تقييم أداء البنوك في بند الخدمة المجتمعية، ولا سيما أننا الشعب الوحيد ـ ربما في العالم ـ الذي لا يتقاضى فوائد مقابل إيداعه الأموال في خزائن بنوكنا الموقرة البدينة المتخمة. ما دعاني لكتابة هذه السطور الصدمة الكبيرة التي شعرت بها حين تم إطلاق هاشتاق #مجتمعنا_متكافل، وهالني هذا الحال المرير لكثير من الأفراد الصامتين طويلا، ربما تعففا، لكنهم انفجروا في لحظة ضعف تحت وطأة الحاجة، فانهالت الأمنيات والرغبات التي تحمل متطلبات بسيطة لحد الصدمة، لكنها للمحتاج هم كبير، كمستلزمات المدرسة للأطفال أو حتى ملابس وقرطاسية!

والجميل في الموضوع أن أفرادا عاديين وأطباء شبابا ساهموا في تحقيق بعض الأمنيات، كعلاج الأسنان، أو توفير بعض الأجهزة الكهربائية! وفي خضم هذا التفاعل الرهيب في الهاشتاق التزمت كبريات الشركات والبنوك الصمت، وانضمت معها الجمعيات الخيرية، ما عدا جمعية المودة للتنمية التي تكفلت بتوفير أجهزة كهربائية لـ 10 أسر محتاجة بعد إرسال باحثين وباحثات للتأكد من الحالة. سأصدمكم أكثر حين أقول لكم إن بعض الأسر احتياجها لا يتجاوز 200 و300 ريال! وهذا يعني أن هناك خللا، بل خلل كبير جدا، وتقصيرا من الوزارة المعنية وكل الجهات ذات العلاقة، وهو ما يستوجب إقرار تنظيم عاجل يفعل دور المسؤولية الاجتماعية للبنوك وشركات الاتصالات، بل وجميع الشركات المساهمة المدرجة في السوق السعودي للتداول، فتنمية المجتمع اليوم لم تعد خيارا، بل واجب لقطاع استمتع كثيرا بحصد الأرباح، وهو ما يستحق أن يقال له كفاية دلع! عموما نكتفي بهذا القدر قبل أن يصرخ ممثلو البنوك في وجهي (كفاية بربرة)! ولنا عودة لإكمال «البربرة» لاحقا.. وكل عام وأنتم بخير.

http://makkahnewspaper.com/article/286639/الرأي/
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى