المعوقون والقدرة على صناعة النجاح


المعوقون والقدرة على صناعة النجاح



قد يولد الإنسان سليماً مُعافى من كل الأمراض أو العاهات المزمنة ولكنه قد يُصاب في حياته بعاهة أو نقص أو مرض مزمن، وقد يولد الإنسان وهو مصاب بأمراض مزمنة أو عاهات معينة تفقده الحياة الطبيعية للإنسان السليم.
ولتجاوز ما يعانيه المعاق من مشاكل ومصاعب، بل ومن أجل تحقيق نجاحات باهرة في حياته... عليه اتباع الخطوات التالية:
1ـ الرضا بالقضاء والقدر:
على المعاق أن يرضى بقضاء الله وقدره، لأن الله تعالى لا يقضي إلا بالحق، قال تعالى: "وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ "(غافر/20)، وقال تعالى أيضاً: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"(القمر/49) ولا يفعل إلا ما فيه مصلحة وحكمة للإنسان، فعن رسول الله (ص) قال: (عجباً للمؤمن لا يقضي الله عليه قضاء إلا كان خيراً له سره أو ساءه، إن ابتلاه كان كفارة لذنبه، وإن أعطاه وأكرمه كان قد حباه ).
فعلى المؤمن المعاق أو المصاب بأمراض مزمنة أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يحتسب ما أصابه عند الله تعالى، فهذا يجعله مستقر النفس، مطمئن البال. أما إذا كان متبرماً ومتذمراً مما هو فيه من عاهات أو أمراض مزمنة فهذا يدفعه نحو الانحدار والتأزم ثم الانهيار النفسي، ومضاعفة الآلام والأمراض.
ويحدثنا القرآن الكريم عن قصة نبي الله أيوب، وكيف أنه كلما ابتلاه الله أكثر كلما ازداد شكراً لله تعالى، وكان راضياً بالقضاء والقدر، قال تعالى: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ" (الأنبياء/ 83-84) وفي حديث عن الإمام الصادق,, أن رجلاً سأله عن بلية أيوب لأي علة كانت ؟ فأجابه بما ملخصه: إن هذا الابتلاء لم يكن لكفران نعمة، بل على العكس من ذلك، فإنه كان لشكر نعمة حسده عليها إبليس، فقال لربه: يا رب إن أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا، ولو حرمته دنياه ما أدى إليك شكرك، فسلطني على دنياه حتى يتبين الأمر، فسلطه الله عليه ليكون هذا الحادث سنداً لكل سالكي طريق الحق، فانحدر إبليس وأهلك أموال أيوب وأولاده الواحد تلو الآخر، ولكن لم تزد هذه الحوادث أيوب إلا ثباتاً على الإيمان وخضوعاً لقضاء الله وقدره.فسأل الشيطان الله سبحانه أن يسلطه على زرعه وغنمه فسلطه، فأحرق كل زرعه، وأهلك كل غنمه، فلم يزدد أيوب إلا حمداً وشكراً، وأخيراً طلب الشيطان من الله أن يسلطه على بدن أيوب ليكون سبب مرضه، وهكذا كان بحيث لم يكن قادراً على الحركة من شدة المرض والجراحات، لكن من دون أن يترك أدنى خلل في عقله وإدراكه.(1)
والخلاصة، فقد كانت النعم تسلب من أيوب الواحدة تلو الأخرى، ولكن شكره كان يزداد في موازاتها، حتى جاء جمع من الرهبان لرؤيته وعيادته، فقالوا: قل لنا أي ذنب عظيم قد اقترفت حتى ابتليت بمثل هذا الابتلاء ؟ وهنا بدأت شماتة هذا وذاك، وكان هذا الأمر شديداً على أيوب، فقال مجيباً: وعزة ربي إني ما أكلت لقمة من طعام إلا ومعي يتيم أو مسكين يأكل على مائدتي، وما عرض لي أمران كلاهما فيه طاعة لله إلا أخذت بأشدهما عليَّ.
عند ذاك كان أيوب قد اجتاز جميع الامتحانات صابراً شاكراً متجملاً: وهو يناجي ربه بلسان مهذب ودعا أن يكشف عنه ضره بتعبير صادق ليس فيه أدنى شكوى، وفي هذه الأثناء فتحت أبواب الرحمة الإلهية، ورفع البلاء بسرعة، وانهمرت عليه النعم الإلهية أكثر من ذي قبل.
أجل... إن رجال الحق لا تتغير أفكارهم وأعمالهم بتغير النعم، فهم يتوجهون إلى الله في حريتهم وسجنهم وسلامتهم ومرضهم وقوتهم وضعفهم، وبكلمة واحدة في كل الأحوال، ولا تغيرهم حوادث الحياة، فإن أرواحهم كالمحيط العظيم لا يؤثر في هدوئه تلاطم الرياح العاتية.
2ـ تنمية المواهب والمهارات..
كل إنسان لديه مواهب ومهارات وقدرات يمكنه أن ينميها، وعلى الإنسان في البداية أن يكتشف مواهبه ومهاراته، والمعوق هو الآخر يمتلك مواهب وإمكانات لو استطاع أن يوظفها في صقل شخصيته وتنمية مواهبه، وتفجير قدراته، فإنه بذلك يصنع النجاح لنفسه، ويتجاوز ما أَلَمَّ به من أمراض وعاهات مزمنة. وعلى الآباء والأمهات اكتشاف ما لدى أولادهم المعوقين من مواهب ومهارات، والعمل على تأهيلهم علمياً وعملياً كي يمكنهم تجاوز ما قد تتركه العاهات والأمراض المزمنة من أثر سلبي على شخصياتهم، وكم من معاق أو مريض استطاع أن يحقق نجاحات باهرة قد يعجز الإنسان السليم عن مجاراته في ذلك؟
3ـ القدرة على التميز والإبداع:
كثيرون هم الذين أصيبوا بعاهة أو أكثر، وكثير من هؤلاء استطاعوا أن يحققوا نجاحات باهرة، وإنجازات عظيمة، وعلى كل الأصعدة، وفي جميع المجالات، وذلك لأن العاهات التي أصيبوا بها، فجرت في عقولهم ثورة التفكر والإبداع والابتكار، والاختراع. كما قَوَّت في أنفسهم إرادة التحدي، فواجهوا الحياة بإرادة الإنسان التي لا تتحطم، وهكذا حققوا ما أرادوا.
والأمثلة على ذلك كثيرة، وإليك عينة من هؤلاء النوابغ الذين صنعوا نجاحات باهرة، رغم العاهات التي أصيبوا بها، ومن هؤلاء:
* أبو العلاء المعري: فقد بصره في الرابعة من عمره، ومع ذلك استطاع أن يحرز مرتبة عالية في الفلسفة والأدب حتى عُدَّ من كبار الشعراء.
* الجاحط: لقب بالجاحظ لأنه كان مشوه الخلق، جاحظ العينين ـ أي بارزتان ـ وكان يقال له (الحدقي) أيضاً لأنه كان ناتئ الحدقتين. لكن سوء منظره، و دمامة شكله لم يقعد به عن التقدم العلمي والأدبي، فكتب ما يزيد على الثلاثمائة وستين مؤلفاً في شتى ألوان المعرفة.
* أديسون: فقد كان مصاباً بالصمم في إحدى إذنيه منذ مقتبل حياته، لكن ذلك لم يمنعه من أن يكون من أهم المخترعين في العالم، ويعود الفضل اليه في اختراع المصباح الكهربائي.
* روبرت أولمان: كان مكفوف البصر، ولكنه رغم ذلك برز في ميادين الرياضة والقانون، وزاول لعبة المصارعة، رغم عماه.
فالإعاقة والأمراض يجب أن لا تكون عائقاً للإنسان عن التقدم والتميز؛ بل أن ذلك قد يدفع بالمعاق للشعور بالتحدي، وامتلاك إرادة النجاح، وهو ما قد يمكنه من صنع نجاحات عظيمة، وبذلك يكون إنساناً متميزاً ومبدعاً وعظيماً.
4ـ إحترام المجتمع وتشجيعه..
للتشجيع أثر فعال في زيادة الإنتاج والعطاء لأي إنسان، والمعوق أكثر حاجة للتشجيع لدفعه نحو العطاء والعمل والفاعلية.
أما الاستهانة بالمعاق، والنظر إليه وكأنه عالة على المجتمع، فهذا يخلق لديه شعوراً بالنقص والدونية، ويقضي على القدرات والمواهب التي منحها الله إياه. ولذلك على المجتمع والأهل والأقارب النظر إلى المعاق كإنسان محترم، وتشجيعه على القيام بالعطاء والإنتاج بحسب ظروفه وإمكاناته، وقد يستطيع المعوق أن ينتج ويعطي أفضل من السليم إذا ما وجد التشجيع الكافي، والتحفيز نحو العطاء. وينقل لنا التاريخ قصة تشجيع الصادق,, لأحد أصحابه الذي أصيب بمرض في وجهه، فقد ظهرت بقع بيضاء في وجه يونس بن عمار أحد أصحاب الإمام، وقد آلمه ذلك، إلا أنه كان يضيق ذرعاً بالكلمات المسمومة الصادرة من الناس تجاهه، فقد كانوا يقولون له: لو كنت أهلاً لفضل الله وكان الدين الحق بحاجة إليك لما ابتليت بهذا الداء. فتألم يونس من ابتلائه بالمرض، وكذلك من تحقير الناس وإهانتهم إياه تألماً شديداً. فجاء إلى الصادق وقال: إن هذا الذي ظهر بوجهي يزعم الناس أن الله لم يبتل به عبداً له فيه حاجة، قال: فقال لي: (لقد كان مؤمن آل فرعون مكنّع الأصابع فكان يمدّ يديه ويقول: يا قوم اتبعوا المرسلين).
في هذا الحديث نجد الصادق يرد على الكلام الركيك والرخيص بجملة قصيرة، ويفهم يونس بن عمار ضمناً أنه يتمكن ـ كمؤمن آل فرعون ـ أن يخدم شريعة الله، وأن يكون داعية خير وصلاح بين الناس على ما هو عليه من النقص... وطبيعي أن يخفف هذا الكلام من ألم الشعور بالحقارة فيه من جهة، ويبعث فيه رجاء خدمة دين الله من جهة أخرى (2) .فالتشجيع يدفع الإنسان نحو المزيد من العطاء والإنتاج والفاعلية، في حين أن التثبيط يُحدث عكس ذلك، فعلى المجتمع والأهل أن يشجعوا المعوقين على العمل، ويحفزوهم نحو استثمار ما لديهم من مواهب وقدرات ومهارات، بحيث يمكنهم من خلالها صنع نجاح.
 
رد: المعوقون والقدرة على صناعة النجاح

كل الشكرررررررررررابعه
كل مايحتاجه المعاق هو التشجيع والدعم من خلال اعطائه الفرصة لإثبات قدراته
موضوع يستحق التثبيت
 
رد: المعوقون والقدرة على صناعة النجاح

عزيزتي زهرة الياسمين التشجيع مهم جدا طبعاً ولا ننكر اهميته ولكن ما أراه أنا أن الدرجة الاهم هو الثقة بالنفس وايماننا بقدراتنا الذاتية يقولون في البرمجة اللغوية العصبية اذا كنت تعتقد أنك تستطيع فأنت على حق وإن كنت تعتقد أنك لا تستطيع فأنت على حق أيضاً
تحياتي القلبية مع خالص حبي لشخصك الكريم
 
رد: المعوقون والقدرة على صناعة النجاح

انا اتفق معك اختي رابعة تماما ولكن قد اكون واثقة من قدراتي تمام الثقة إلاان المجتمع من حولي لم يمنحني الفرصه لإثبات قدراتي
وبالتالي لابد من ان يثق المعاق بمالديه من قدرات وفي الوقت نفسه يجب على المجتمع منحه الفرصه لإثبات وجوده وهذا الكلام من واقع تجربتي الشخصيه
تقبلي صادق مودتي
 
رد: المعوقون والقدرة على صناعة النجاح

انا معك عزيزتي طالما أنه من واقع تجربتك الشخصية وعلينا أن لا نيأس فالكثيرون عانوا من النظرة السلبية من المجتمع إلى أن استطاعوا اثبات أنفسهم بجدارة ولنأخذ منك مثالاً واقعياً فلولا ثقتك بنفسك وبقدراتك ما كان لك هذا الوقع والدور الفعال في الشبكة على الأقل فكل من في المنتدى على ما أعتقد وأنا أولهم ينظر إليك بغاية الامتنان مع الفخر بك والاعتزاز أننا من أسرة واحدة وهي شبكتنا
تحياتي القلبية لك صديقتي متنمنية لك دوام التفوق والنجاح
 
رد: المعوقون والقدرة على صناعة النجاح

انا معك عزيزتي زهرة الياسمين طالما أنه من واقع تجربتك الشخصية وعلينا أن لا نيأس فالكثيرون عانوا من النظرة السلبية من المجتمع إلى أن استطاعوا اثبات أنفسهم بجدارة ولنأخذ منك مثالاً واقعياً فلولا ثقتك بنفسك وبقدراتك ما كان لك هذا الوقع والدور الفعال في الشبكة على الأقل فكل من في المنتدى على ما أعتقد وأنا أولهم ينظر إليك بغاية الامتنان مع الفخر بك والاعتزاز أننا من أسرة واحدة وهي شبكتنا
تحياتي القلبية لك صديقتي متنمنية لك دوام التفوق والنجاح
 
رد: المعوقون والقدرة على صناعة النجاح

[glow1=ffffff]
[align=center]
أستاذة رابعة

الواقع يفرض نفسه
نحن في مجتمع
يعتبر البقاء للأصلح
والصلاح في نظرهم
هم الأسوياء القادرين
على المشي بأرجلهم
إنه مجتمع الجهل والرجعية
يقيسون العطاء بالصحة التامة
وما عرفوا القدرات الكامنه لكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة
كثير من المعوقين استجابوا لإيحاءات المجتمع
وقعدوا سجناء البيوت والجدران
قلة منهم من شق طريقه في الحياة
والبقية ستشق طريقها
ولكن لا بد وأن الاصرار والعزيمة
والتسلح بسلاح العلم والمعرفة
فالجهل إعاقة
والاحباط إعاقة
وكسر حاجز الإعاقة لا يأتي الا من المعاق نفسه

سأورد هذه القصة الجميلة
كان لإمرأة مؤمنة صابرة محتسبة أبن معاق
كانت إعاقته غريب
كان عبارة عن كتلة من اللحم
ولما كبر وب>ا يستوعب
جأءته صاحبة القلب الحنون
وقالت :
يا بني أتريد أن يربطك الأطفال بالحبال ويجروك كما يجروا الكلاب
أم تريد أن تخضع لك الرؤساء والوزراء والعلماء
فقال يا أمي بل أريد
أن تخضع لي الجبابرة
فقالت قولتها المشهورة
يا بني تسلح بسلاح العلم
فكان كما أرادت بإصرار وعزيمة ابنها
وكان السعيد من يجد موطن قدم عند ذاك المعاق لينهل من علمه

وفقني الله وإياكم لطاعته ومرضاته
[/align]
[/glow1]
 
رد: المعوقون والقدرة على صناعة النجاح

قصة في غاية الروعة أخي كليفر وتعليقك على الموضوع شرفني وزاد من الموضوع أهمية لك مني كل التقدير والمحبة وانا معك كلياً أننا في مجتمع له رواسب عميقة من نظرة سلبية تجاه المعوق ونحن هذا ما نسعى لتغييره من خلال اعلامنا ومن خلال انجازات المعوقين ودمجهم في المجتمع ومن خلال ثقة المعوق بقدراته وامكاناته فكتلة اللحم في قصتك الروعة أصبحت كيانا يتلمس الجبابرة رضاه كيف تم ذلك ؟؟؟ هل هو فقط بتشجيع الأم الصابرة المقتنعة باعاقة ولدها؟؟؟؟ أم أيضاً بجهود هذا الابن وتحصيله للعلوم ودأبه المتواصل للوصول إلى مبتغاه ؟؟؟؟
تحياتي القلبية
 
رد: المعوقون والقدرة على صناعة النجاح

لك كل الشكررررررررررابعه
من وجهة نظري الشخصيه انه ليتمكن المعاق من صنع النجاح عليه ان لايلقي بالا لنظرات الاخرين وان يمضي قدما ومن ناحية اخرى اكرر ماذكرته سابقا على المجتمع من حوله ولاسيما الاسره تشجيعه والاخذ بيده خاصة في مرحلة الطفوله والمراهقة
 

اعضاء يشاهدون الموضوع (المجموع: 0, الاعضاء: 0, زوار: 0)

من قرأ الموضوع (مجموع الاعضاء: 1)

اعضاء قاموا بالرد في الموضوع (مجموع الاعضاء: 3)

عودة
أعلى