العنف العاطفي لا يقل قسوة عن ‏العنف البدني تجاه الطفل



العنف العاطفي لا يقل قسوة عن ‏العنف البدني تجاه ال طفل طفل يبكي
نيويورك / التماسك الأسري من أهم العوامل المكونة لشخصية ال طفل، والذي يؤثر بشكل مباشر عليه، ‏والأسرة هي المحيط المباشر الذي يعيش فيه ال طفل، والذي يتأثر نموه النفسي والاجتماعي ‏حسب استقرار هذا العامل، ولذلك من الضروري اتباع معاملة سليمة معهم من قبل الأسرة، ‏خصوصا وأن الأطفال هم أساس المستقبل.
غير أن ال طفل قد يواجه اضطرابات عديدة تعيقه ‏من النمو السليم وتهدّد مستقبله خصوصا ظاهرة العنف الأسري التي تعد من المشاكل الراهنة ‏في حياتنا المعاصرة ويصور بعض الدارسين "العنف الأسري" أو "العنف المنزلي" بوصفه ‏ظاهرة اجتماعية مهمة قد تحدث في محيط الأسرة، مع أنه عادة ما يصور المنزل الأسري ‏‏"كملاذ آمن" يتلاءم مع ضغوط الحياة المعاصرة، ولكن لابد في المقابل من النظر إليه أيضا ‏على أنه قد يكون موقعا للعنف الموجه ضد الأطفال "‏child abuse‏" أو ما قد يعبر عنه في ‏بعض الأحيان بإساءة معاملة الأطفال "‏child maltreatment‏".‏
ويشير الطبيب النفسي الأمريكي بايرون إيجلاند بعد إجرائه عدة دراسات عن تربية الأطفال ‏ونمو ال طفل في المراحل الأولى من عمره، إلى أن الآثار الناتجة عن تعرض ال طفل للعنف ‏العاطفي لا تقل قسوة وتدميرا عن العنف البدني، ف هذا النوع من الأطفال يعاني قصورا في ‏تطور قدراته العقلية والنفسية مع تقدمه في العمر أكثر من الأطفال الذين ي تعرضون للعنف ‏البدني.
ويقول بعض أطباء علم النفس: "إن ال طفل الذي ي تعرض للعنف البدني يتجنب ولي أمره خوفا ‏من أن ي تعرض للضرب، وكذلك ال طفل الذي ي تعرض للعنف العاطفي يفعل الأمر نفسه تفاديا ‏لشعور الإحباط الناتج عن الرفض والتجاهل والحرمان.
إن غياب الأبوين عاطفيا يدمر نفسية ‏ ال طفل، حيث إن ال طفل حينئذ لا يحصل على أي من المكافآت أو وسائل الدعم والتشجيع عن ‏حبه للاستطلاع وتقدمه في النمو وتفوقه، فلنتخيل رد فعل أبوين يعاملان طفلهما بشكل طبيعي ‏حين يخطو أولى خطواته.
ستجد هذا اليوم مخلدا في ذاكرتهما ويصبح سببا لهما كي يتفاخرا ‏به أمام الناس. أما في بيت يسوده الغياب العاطفي، يتجاهل الأبوان مثل هذه الأشياء. فحتى إذا ‏لاحظ أحد الأبوين أو كلاهما إنجازا جديدا حققه ال طفل، يكون ذلك ممزوجا بمشاعر نفاد ‏الصبر، على الرغم من أن ال طفل الذي يتعلم المشي لأول مرة لا يحتاج منهما سوى بعض ‏الانتباه والاهتمام.‏
ويمثل الإيذاء النفسي أكثر أنواع الإيذاء تفشيا بنسبة 33.6 ‏بالمئة يليه الإيذاء البدني بنسبة 25.3 بالمئة وغالبا ما يكون مصحوبا بإيذاء نفسي، يليه ‏الإهمال بنسبة 23.9 بالمئة.
واحتل الحرمان من المكافأة المادية أو المعنوية المرتبة الأولى ‏من أنواع الإيذاء النفسي بنسبة 36 بالمئة تليها نسبة الأطفال الذين ي تعرضون للتهديد بالضرب ‏‏32 بالمئة ثم السب بألفاظ قبيحة والتهكم بنسبة 21 بالمئة ثم ترك ال طفل في المنزل وحيدا مع ‏من يخاف منه "خاصة الخادمات". ‏
و أكثر صور الإيذاء البدني تفشيا هي الضرب المبرح للأطفال بنسبة 21 بالمئة، يليها تعرض ‏ ال طفل للصفع بنسبة 20 بالمئة ثم القذف بالأشياء التي في متناول اليد بنسبة 19 بالمئة ثم ‏الضرب بالأشياء الخطيرة بنسبة 18 بالمئة ثم تدخين السجائر والشيشة في حضور الأطفال ‏ بنسبة 17 بالمئة. ‏
هذه النتائج التي تشير إلى قسوة الوضع الذي ي تعرض إليه الأطفال في العالم لا يتماشى ‏ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق ال طفل من ذلك ما أقرته اتفاقية حقوق ال طفل رقم 260 لسنة ‏‏1990 في مادتها السادسة عشرة من أنه "لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير ‏قانوني لل طفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني ‏بشرفه أو سمعته.
و لل طفل حق في أن يحميه القانون من مثل هذا ال تعرض أو المساس به". ‏وما فتئت منظمة الأمم المتحدة تقرّ بأن ال طفل، كي تترعرع شخصيته ترعرعا كاملا ‏ومتناسقا، ينبغي أن ينشأ في بيئة عائلية في جو من السعادة والمحبة والتفاهم.‏
وترى أنه ينبغي إعداد ال طفل إعدادا كاملا ليحيا حياة فردية في المجتمع وتربيته بروح المثل ‏العليا المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة، وخصوصا بروح السلم والكرامة والتسامح والحرية ‏والمساواة والإخاء.‏




المصدر: نسيجها


اضغط هنا للمزيد...
 
رد: العنف العاطفي لا يقل قسوة عن ‏العنف البدني تجاه الطفل

نعم العنف سبب رئيسي لجعل الأبناء يدخلون
تحت دائرة الأجرام - المخدرات والأنحراف السلوكي
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى