النمو الحركي للطفل

الفرحان

التميز الثاني
النمو الحركي
السلوك: يبدأ النشاط أثناء الحمل، ويزداد قوة مع اضطراب نمو الجنين . وبعد الولادة تظهر حركات الوليد بوضوح، وتتسم بعدم التحكم وعدم التحديد، حيث يكون نشاطه عشوائيًا، ويرجع السبب في ذلك إلي عدم اكتمال النضج الفسيولوجي للجهاز العصبي، وينقسم نشاطه إلي قسمين:
أ- النشاط الكتلي: ويشمل الحركات العامة للجسم كله، فعندما تقع استثارة علي أي جزء من أجزاء الجسم؛ يستجيب الوليد بحركة الجسم كله، وإذا كان المثير شديدًا؛ استجاب بالصراخ . وبسبب هذا النشاط الكتلي يبذل الوليد ثلاثة أمثال ما يبذله الشخص الراشد من طاقة، ولذلك يُجهد الوليد ويتعب بسرعة.
ب- النشاط النوعي: ويشمل أجزاء محددة من الجسم، ومن هذه الأنشطة الأفعال المنعكسة . وهناك فروق فردية بين الأطفال حديثي الولادة، فالبعض يكون نشطًا، والبعض الآخر يكون هادئًا، ومنهم من يكون وسطًا.
الأفعال المنعكسة: الأفعال المنعكسة هي التي لا يمكن التحكم فيها، وهي تهدف إلي المحافظة علي حياة الوليد . ومن الأفعال المنعكسة ؛ الحركة غير الإرادية للعين، والشرقة لطرد الطعام من القصبة الهوائية، وانعكاسات الألم التي تجعله ينسحب بعيدًا عن مصدره، وانعكاسات الثني في الأطراف والركبة، والعطس .. وغيرها . إلي جانب الأفعال المنعكسة تظهر استجابات عامة تستخدم مجموعة من العضلات أكبر مما يستخدم في الأفعال المنعكسة، مثل: تثبيت البصر علي الضوء، والحركة التلقائية للعين، وإفراز الدموع، واستجابات المص والبلع، وحركة اللسان والشفتين، ومص الأصابع والحركات الإيقاعية للفم، وتقطيب الحاجبين، وإدارة الرأس، والجذع، وحركات الرفس .. وهي جميعها غير تآزرية (أي غير متوافقة) وغير هادفة .
ويجب علي الأم أن تعمل علي عدم تعرض الوليد للمثيرات القوية، مثل الضوء أو الصوت القوي، حتى لا تكون سببًا في فزعه. وكذلك المثيرات المفاجئة مثل تغيير وضع الوليد فجأة، أو تقييد حركاته التلقائية، أو وضعه في فراش مبلل، أو وضع شيء بارد جدًا علي جسمه.
حواس الوليـد:
السمع: يكون السمع عند الوليد في أدني درجاته إذا ما قارناه بالحواس الأخري، فمعظم الأطفال يكونون في حالة صمم كلي تقريبًا عند الميلاد، ولعدة أيام بسبب انسداد الأذن الوسطي بالسائل الأميني، ولذلك فإنه لا يسمع حتى الأصوات العالية القريبة من أذنه، وتظهر علامات الاستجابة للصوت بدءًا من اليوم السابع بعد الولادة . وهناك أصوات ذات معني كبير جدًا للوليد، منها صوت نبضات قلب الأم الذي وُجد أن لها تأثيرًا مهدئًا علي الطفل، إذ تقلل من توتره، كما أن الأصوات المنتظمة الهادئة تسبب له ارتياحًا.
البصر: شبكية العين التي تحتوي علي خلايا الحس البصري لا يكتمل نموها عند الميلاد . وهذا يعني أن الوليد يوجد لديه عند الميلاد عمي ألوان جزئي أو كلي . ويستطيع الطفل حديث الولادة أن يستجيب بعدم الارتياح للضوء خلال الأسبوع الأول من ولادته. ومع ذلك يستطيع الوليد أن يركز بصره علي مصدر الضوء، وقد يغلق عينه أمام الضوء الشديد، ولايستطيع أن يركز علي المرئيات المتحركة بعينيه معًا، فالتآزر العضلي بين العينين لا يكون قد اكتمل بعد الميلاد.
الشم: إحساس الشم يكون كاملا عند الولادة، وفي الأيام الأولي يتمكن الوليد من التمييز بين رائحة ثدي أمه ورائحة ثدي أية سيدة أخري.
حساسية الجلد: يمكن للوليد الإحساس باللمس، والضغط، والألم، والحرارة والبرودة، ويكون هذا الإحساس موجودًا عند - أو بعد - ولادته بقليل، إذ إن هذه الأحاسيس بدأت عملها قبل الميلاد بفترة . ويلاحظ أن نشاط الوليد يزداد في الجو البارد، ويقل في الجو الحار.
الإحساس بالجوع والعطش: إيقاع الجوع عند الوليد يكون غير منتظم، ليس بالنسبة للزمن فقط، ولكن أيضًا للكمية . ويحتاج الوليد إلي عدة أسابيع حتى ينتظم إيقاع الجوع، ومواعيد وجبات الرضاعة، ويعتبر الإحساس بالجوع أحد أسباب بكاء الطفل، حيث تستطيع الأم أن تتعرف من صوت البكاء علي حاجة الطفل إلي الغذاء.
التذوق: حاسة التذوق تكون علي درجة عالية من النمو عند الميلاد مباشرة . وتستوي حاسة الشم مع هذه الحاسة؛ ولذلك يستطيع الوليد أن يتعرف علي أمه عن طريق هاتين الحاستين.
وعلي الأم ألا تقلق وليدها بالتغيير المفاجئ في وضعه أو بتعريضه للضوء المبهر الشديد، وعليها أن ترضعه في فترات متقاربة، ولا تلتزم بمواعيد معينة للرضاعة، لأن إيقاع الجوع وكميات الحليب التي يرضعها تكون أيضًا متفاوتة، وعليها أن تغير ملابسه في فترات متقاربة، وأن تحميه من بلل الفراش، ومن الضغط، وتقلب درجات الحرارة، وكذلك عليها أن تعمل علي مساعدته علي النوم والاسترخاء، ويمكنها أن تشدو لوليدها؛ حتى يغمض عينيه وينام.
ويمكن للأم -كذلك- أن تتحدث للطفل، وتغني له، وتناغيه خلال العناية به وأثناء فترات الرضاعة.
النمو اللغوي عند الوليد:
صيحة الميلاد: تعتبر صيحة الميلاد البداية الحقيقية لعملية التنفس، وتنتج عن اندفاع الهواء بقوة عبر الحنجرة في طريقه إلي الرئتين، فتهتز الأحبال الصوتية للمرة الأولي، ولهذه الصرخة وظيفة فسيولوجية تتمثل في توسيع الرئتين بحيث تسمحان بالتنفس، وتزويد الدم بكمية الأوكسجين.
الصراخ: بعد الميلاد بقليل تتنوع صرخات الوليد في الشدة والحدة والاستمرار، وتصبح لها معان مرتبطة بالأحوال الفسيولوجية للوليد، مثل: الجوع، والألم، وعدم الراحة، والتعب. ويصاحب صراخ الوليد حركات جسمية مختلفة، وكلما زاد الصراخ حدة، زادت معه الحركات الجسمية، وهذه الحركات تعني أن الوليد يريد جذب الانتباه إليه، أي أنها نوع من الاتصال غير اللفظي. ويصرخ الطفل نحو ساعتين في اليوم، ولكل صرخة مدلولها، فالصرخة المتقطعة تدل علي الضيق، والصرخة الحادة تدل علي الألم، والصرخة الطويلة تدل علي الغيظ والغضب.
ويكثر صراخ الوليد مع التبلل والقيء والانفعال، ويقل كلما كانت صحته جيدة.
الأصوات العشوائية: يصدر الوليد أصواتًا عشوائية مبهمة، غير منتظمة، وتكون متكررة، وبدون سبب، أي أن هذه الأصوات العشوائية هي التي تتعدل فيما بعد، وتتشكل، وتعتبر المادة الخام للحروف والكلمات. وأحيانًا يُصدر الوليد أصواتًا انفجارية تشبه التنفس العميق دون أن يكون لها معني، وإنما تحدث بالصدفة، ثم تقوي هذه الأصوات، وتتحول إلي ما يسمي المناغاة في المرحلة التالية، وهي تعتبر أساس الكلام.
وعلي الأم أن تسهم في النمو اللغوي لوليدها من خلال مناغاته والتحدث معه، فالوليد وإن كان لا يفهم معني الكلمات إلاَّ أنَّها تسهل له عملية النطق بعد ذلك.
النمو الانفعالي عند الوليد:
البكاء: يعتبر البكاء أمرًا عاديا في هذه المرحلة، حيث يبكي الطفل ويصرخ؛ استجابة لبعض المثيرات، مثل الحركة المفاجئة أو تغيير الوضع المفاجئ للطفل، أو تعريضه للمثيرات الباردة جدًا، أو الضغط الشديد علي الجسم أو بسبب بلل الفراش.
الحالة الانفعالية: لا يمكن أن نتوقع أن تكون الحالة الانفعالية للوليد عند الميلاد محددة تحديدًا جيدًا في شكل انفعالات معينة، ولهذا نجد الباحثين يصنفون انفعالات الوليد إلي نوعين:استجابات سارة موجبة، واستجابات غير سارة سالبة . ومن الخصائص المميزة للتكوين الانفعالي عند الوليد عدم وجود تدرج في الاستجابات يشير إلي درجات مختلفة من الحدة، فمهما تغير المثير تكون الاستجابة بنفس الدرجة.
المظاهر الجسمية المرتبطة بالانفعال عند الوليد: يتأثر الجهاز العصبي للوليد بالانفعال، ويصحب ذلك زيادة ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، واحتقان الوجه، وسرعة التنفس، وانقباض عضلات المعدة، وازدياد التوتر العضلي، وإفراز هرمون الأدرينالين.
ويجب علي الأم أن تحيط طفلها بالدفء العاطفي والمحبة، وتوفر له الاستقرار النفسي، ولا تقلق بسبب بكاء الطفل فهو شيء طبيعي، بل ثبت أن البكاء والصراخ يساعدانه علي تنمية الأحبال الصوتية وتوسيع الرئتين، فيحصل الطفل علي كمية كبيرة من الأوكسجين الضروري للجهاز العصبي، ولكن هذا لا يعني أن تهمل الأم في سرعة الاستجابة لبكاء الطفل.
النمو الاجتماعي عند الوليد:
التنشئة الاجتماعية للوليد: تعتبر الأم أهم الأشخاص في عملية التنشئة الاجتماعية للوليد، وبمقدار نجاح الأم في القيام بهذه المهمة، يكون نجاح الطفل اجتماعيًا بعد ذلك.
والطفل في البداية يكون أنانيًا متمركزًا حول ذاته، وهو لا يكاد يدرك الفرق بين وجوده الحالي خارج الرحم، وبين وجوده السابق في الرحم. ولا يبدأ البعد الاجتماعي في الظهور إلا بعد تقدم الطفل في العمر، ونمو إحساسه بوجود الآخرين.
ويجب علي الأم أن تحرص علي أن يكون الترابط بينها وبين وليدها قائمًا علي أساس متين من الحب المتبادل والتفاعل السليم.
النمو الفسيولوجي عند الوليد:
ضربات القلب: تكون ضربات القلب عند الوليد أسرع منها عند الكبار، ثم تتناقص مع النمو (عند الميلاد تصل ضربات القلب إلي حوالي 160 ضربة في الدقيقة، في حين تصل عند الرشد إلي حوالي 72 ضربة في الدقيقة ) .
التنفس: التنفس عند الوليد يكون أسرع منه عند الكبار، ثم يتناقص وينتظم مع النمو . وعدد مرات التنفس عند الوليد من 30 - 40 حركة تنفس في الدقيقة، وهذا هو المعدل الطبيعي له، أما إذا زادت ووصلت إلي 60 مرة في الدقيقة فيجب اللجوء إلي الطبيب في أسرع وقت .
ضغط الدم: يكون ضغط الدم أضعف منه عند الكبار، ثم يزداد مع النمو .
الرضاعة: يحتاج الوليد إلي الرضاعة علي فترات متقاربة وغير منتظمة، نظرًا للكمية القليلة التي يرضعها، وعدم قدرته علي الحصول علي الكمية التي يحتاجها فعلا بسبب عدم انتظام إيقاع الرضاعة، ويحتاج الوليد إلي الرضاعة كل ثلات ساعات تقريبًا.
التبرز والتبول: يحتاج الوليد إلي التبرز من أربع إلي خمس مرات في اليوم، ويتبول من 16- 18 مرة في اليوم .
النوم: يقضي الوليد معظم وقته في النوم؛ حيث ينام حوالي 80 % من الوقت. ويقل تدريجيا حتى يصل إلي 49% في نهاية السنة الأولي. ولا يوقظه إلا بعض المثيرات الداخلية، مثل عدم الراحة أو الألم أو الجوع، ولا يؤثر فيه من المثيرات الخارجية إلا الضوضاء الشديدة جدًا والتغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.
وعلي الأم أن تعمل علي إشباع الحاجات البيولوجية الأساسية للوليد، وأن تهتم بعملية الرضاعة الطبيعية بقدر الإمكان، وأن تعمل علي راحته أثناء نومه، وتقوم علي نظافته وتغيير ملابسه المبللة.
الرضاعة
بعد خروج الطفل من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلي التغذية الجسمية والنفسية ليعوض ما اعتاده وهو في بطن أمه، لذلك يكون من الطبيعي أن تبدأ الأم بعد الوضع مباشرة ممارسة عملية التغذية لطفلها عن طريق إرضاعه.
ولبن الأم هو أمثل غذاء للطفل، فهو معد إعدادًا ربانيّا، حيث إنه ليس غذاءً جسديَّا فحسب، وإنما غذاء نفسي أيضًا، يتمثل في الشفقة عليه والرفق به، لذلك حث الإسلام علي إرضاع الطفل حولين كاملين؛ حتى يكون بمأمن من الأمراض الجسمية والتوتر النفسي الذي يتعرض له الطفل الذي يتغذي بجرعات من الحليب الصناعي . يقول سبحانه وتعالي: {والدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلي المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} [لبقرة: 233] .
وعملية الرضاعة تفجر في الأم منابع العطف والحنان الذي ينعكس علي الرضيع بالسعادة والأمان، فعندما يمص الرضيع حلمة ثدي الأم يتولد في كيانها انعكاسات عصبية تنتج عنها في النهاية إفرازات هرمونية تعمل علي توتر الثديين وامتلائهما باللبن الذي ينبض عبر الحلمتين. ويتأثر الطفل بحالة أمه النفسية أثناء عملية الرضاعة، ومن هنا وجب عليها أن تكون في حالة نفسية هادئة بعيدة عن التوتر والقلق، فكلما كان اتجاه الأم نحو عملية الرضاعة اتجاهًا إيجابيًا مليئًا بالدفء والهدوء؛ انعكس ذلك علي حالة وليدها، والشعور بالأمن والدفء والحنان من خلال ثدي أمه يزيد من عاطفته نحوها في المستقبل، بحيث يكون أكثر عطفًا وحنانًا عليها. ومن فوائد الرضاعة الطبيعية للأم نفسها؛ أنها تساعد علي عودة قناة الولادة (الرحم والمهبل) تدريجيًا إلي الحجم الطبيعي قبل الحمل، وتقلل كذلك من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي. والرضاعة من الثدي حق للطفل أقره الله عز وجل، إذ إن هذا اللبن رزق الوليد، وحرمانه منه دون سبب شرعي أو عذر قهري ظلم وإجحاف تأثم به الأم. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين ينعمون بالرضاعة الطبيعية تقل بينهم نسبة الإصابة بأمراض الإسهال، وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض المعدية وأمراض الحساسية؛ وأمراض سوء التغذية.
ولبن الأم يخلو من الجراثيم المرضية ولا يتعرض لها؛ لأنه ينساب من الثدي إلي داخل الفم مباشرة دون أن يتعرض للمحيط الخارجي، مما يعطي الطفل المناعة ضد الكثير من الأمراض، كما أنه يمده بالمواد الغذائية اللازمة بالنسب المطلوبة.
والأطفال الذين يتغذون علي لبن الأم يكونون أكثر ذكاءً من الأطفال الذين يتغذون علي الرضاعة الصناعية.
والطفل الذي يرضع من ثدي أمه يتمتع بصحة نفسية وجسدية أفضل من غيره.
متي يرضع الطفل؟
يمكن للأم إرضاع طفلها بعد مضي ثلاث ساعات من الولادة تقريبًا، فبعد الوضع تفرز من ثديها سائلا يميل إلي الصفرة اسمه (اللباء)، وهو الغذاء الوحيد للطفل، ويجب تناوله، ولا يفرَز اللبن الحقيقي قبل اليوم الثالث أو الرابع.
وبداية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة تساعد علي زيادة إدرار اللبن، وإذا كانت حالة الأم لا تسمح لها بالجلوس، فيمكنها القيام بعملية الرضاعة وهي في وضعها المريح.
وتستطيع الأم إدرار كمية كبيرة كافية من اللبن إذا كان الطفل في الوضع المناسب للرضاعة، أما إذا كان الوضع غير مناسب للطفل أثناء عملية الرضاعة، فإنه يكون سببًا لكثير من المشاكل.
ومن العلامات التي تطمئن الأم إلي أنَّ وضع الطفل مناسب للرضاعة الطبيعية:
- أن يلتفت الطفل بكل جسمه ناحية الأم.
- أن يستطيع الطفل القيام بمصات طويلة وعميقة من ثدي الأم.
- أن يكون الطفل سعيدًا ومستريحًا وغير عصبي.
طريقة الرضاعة الطبيعية:
هناك عدة أوضاع لإرضاع الطفل، وكلها تتطلب أن تكون الأم ووليدها في حالة مريحة؛ حتى تتم الرضاعة بنجاح.
يمكن للأم أن تقوم بعملية الرضاعة وهي جالسة علي كرسي مريح، بحيث يكون وضع الطفل فوق بطنها؛ ليصبح كل جسمه مواجهًا وملاصقًا لجسمها، ويصبح رأسه فوق كوعها ليكون مواجها للصدر الذي سيرضع منه، وبذلك تكون الحلمة في فمه مباشرة، وعليها أن تجعل ذراعها التي تحمل الطفل تحت ظهره، أمَّا الذراع الأخرى فتسند بها ثدييها.
وتجعل الحلمة تلمس شفتي طفلها بخفة ورقة، فتكون استجابته فورية وتلقائية بأن يفتح فمه، وتقربه من جسمها أكثر وأكثر لتسهيل عملية المص عليه، فيتمكن من الضغط بلسانه وفكيه علي مخازن اللبن في المنطقة المحيطة بالحلمة . وعليها أن تلاحظ أنَّ أنف الطفل سيكون قريبًا، أو ملامسًا للثدي، فإذا كانت فتحات الأنف مسدودة نتيجة لضغط الثدي عليها، فيجب أن ترفع ثديها قليلاًَ بأصابعها مع تجنب الضغط بإصبع الإبهام علي الثدي؛ لأن ذلك يسبب طرد الحلمة من فم الطفل .
مدة الرضاعة:
لا يمكن تحديد زمن الرضعة بالضبط، لأنها تختلف حسب قوة امتصاص الطفل، فالطفل القوي إذا ما رضع ثديا يحتوي علي كمية وافرة من اللبن تكفيه خمس دقائق، أمَّا إذا كان ضعيفًا هزيلا، أو كانت كمية اللبن غير كافية؛ فإنه يستمر في الرضاعة عشرين دقيقة أو أكثر، يترك خلالها الثدي ليستريح .. وبصفة عامة فإن متوسط الرضعة (15 دقيقة) تقسم علي الثديين .
زيادة إدرار لبن الأم:
من الأمور المفيدة في زيادة كمية اللبن وإدراره إذا كان غير كافٍ:
1- أن تشرب المرضع الكثير من الماء والسوائل، وأن تأكل التمر، وهو ما أوحى الله به إلى السيدة مريم كما جاء في قوله عز وجل: {فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحت سريًا. وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليكم رطبًا جنيًا. فكلي واشربي وقري عينًا} [مريم: 24-26].
2- قوة امتصاص الطفل للثديين، فيجب أن يرضع الطفل من الثديين كل مرة .
3- علي الأم أن تنام جيدًا، وتأكل جيدًا، وتقوم برياضة يومية كالمشي .
4- الإكثار من شرب اللبن بمقدار نصف لتر يوميَّا، وتدليك الثديين وضغطهما نحو الحلمة، وقد يفيد وضع كمادات ساخنة وباردة بالتناوب علي الثديين بعد التدليك .
الرضاعة الصناعية:
هناك بعض الحالات التي يتعذر فيها قيام الأم بإرضاع طفلها، مثل غيابها، أو إصابتها بأحد الأمراض التي تقلل من إفراز اللبن، وفي مثل هذه الحالات لابد من استخدام الرضاعة الصناعية لتغذية الطفل، وذلك علي الرغم من وجود أضرار كثيرة لاستخدام هذه الطريقة مثل:
- حرمان الطفل من حقه الطبيعي في الحصول علي أفضل غذاء (لبن الأم)، وهو الذي يحتوي علي كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، وكذلك الأجسام المضادة التي تحميه من مختلف الأمراض.
- يزداد استعداد الأطفال الذين تم إرضاعهم صناعيَّا للإصابة بالسمنة في المستقبل.
- تكون لدي الأطفال استعدادات للإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي.
- يحتاج اللبن الصناعي إلي تحضير، واعتناء شديد بالتعقيم أثناء إعداد الرضعة.
- في حالة اللجوء إلي الرضاعة الصناعية لتغذية الطفل ؛ يجب علي الأم معرفة كيفية تحضير الرضعات بالطريقة السليمة . وهناك الكثير من النصائح التي يجب أن تقدم للأم في هذا المجال منها:
(1) يجب ألا يكون ثقب حلمة الزجاجة واسعًا؛ حتى لا يُسبِّب للطفل الشَّرْقة،، كما لا يصح أن يكون ضيقًا فيصعب نزول اللبن مما يجهد الطفل، ويسبب حدوث التقلصات بالبطن .
(2) يجب أن تغسل الأم يديها بالماء والصابون، وتحرص علي تقليم أظافرها جيدًا مرتين في الأسبوع علي الأقل.
- يجب غَلْي الماء لمدة خمس دقائق قبل استعماله .
- يجب تعقيم زجاجات الرضاعة وغسلها بالماء الساخن بعد الرضعة مباشرة .
- يجب علي الأم أن تُعوض طفلها عن قدر الحنان الذي حُرِم منه نتيجة الرضاعة الصناعية، فعند إعطاء الزجاجة التي بها الرضعة، تضُّمه إلي صدرها حتى يشعر بالأمان، ويأخذ نصيبه من دفء الأم وحنانها.

 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى