القلب الأبيض والقلب الأسود

بنت مكة

عضو مشارك

ما أروع الإنسان صاحب القلب الأبيض .. الذي لا يكره .... ولا يحقد.... ولا يحمل غلاً
ما أجمل الإنسان صاحب الابتسامة الدائمة .... التي تشرق فتزرع الحب في القلوب ...

إن الإنسان صاحب القلب الأبيض ... إنسان متسامح ... وطيب ... وصاحب نوايا سوية تخدمه ليكون
موفقاً للخير...

إن الكراهية والحقد لا يورثان صاحباهما إلا الهم والغم والنكد ... حتى يحترق الإنسان فلا يطرح إلا
المزيد من الكراهية .....(فالنار نأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ) !!
نعم يظل ذاك القلب الأبيض هو الأكثر تميزاً بين الجميع .... هو ذاك القلب الذي لا يحمل سوى حباً للجميع
دون استثناء ....الذي يبقى عالقاً في ذاكرتنا للأبد...وأينما حل فهو محل ترحيب حب و احترام لأنه
باختصار يحمل ذاك النقاء والصفاء داخل قلبه ....

عكس ذاك الأسود المليء بالحقد والكره ... القلب الذي يكره كل شيء حتى نفسه .... فهو يحقد
ليكره ويكره ليحقد...ويحترق كالحطب الذي تأكله النار وينتهي كالرماد فلا يسعنا سوى أن ننفثه
ليتطاير مودعاً عالمنا للأبد ...دون ذكرى تبقى عالقةً في الأذهان .... لأنه باختصار لا يستحق البقاء

مع أصحاب القلوب البيضاء ..

هل قلوبنا بيضاء ام سوداء؟

نسيان الإساءة ... هل هو دليل على سواد القلب ؟؟

يقولون إن الذي يعجز عن نسيان الإساءة ( قلبه أسود ) وأقول إن عدم النسيان هذا لا يشير دائماً إلى سواد القلب

فبعض الأشخاص يستطيعون رد الإساءة بمثلها في وقتها
وهؤلاء يأخذون حقهم بأيديهم قولاً أو فعلاً

وبعضهم يختزنها في أعماقه لفترة .... يتحين الفرص لكي يرد الإساءة بمثلها
فإذا ما تهيأت له الفرص المناسبة رد الإساءة بمثلها وربما بأكبر منها

والبعض الثالث يتغاضى عن الإساءة و يتناساها متعمداً ، يلقي كل شيء وراء ظهره وينظر إلى الأمام دائماً ،
واثقاً من أن ( التطنيش ) نعمة من الله عز وجل
تريح القلب والأعصاب والنفس عموماً...

أما النوع الأخير فهو كذالك النوع الذي تجرحه الإساءة ، تؤلم مشاعره ، وتكسر قلبه لكنه لا يرد وقتها ولا يرد بعدها ، كما أنه لا يستطيع تجاهل آثارها المطبوعة في قلبه
أبد الدهر فالألم يحفر خطوطه في أعماق نفسه ، والإساءة ظل على مدى السنين
والأيام ماثلة أمام عينه ، مستيقظة في عقله وقلبه ، ولكنه لا يقوى على الدعاء
على من أساء أليه ، ولا يشمت به في أثناء تعرضه لأي بلاء ، كما أنه يترفع
عن إلحاق الضرر به لو تهيأت له الفرصة ومع ذلك فهو ينسى ...

لا يستطيع أن يجرد نفسه من مشاعر الأسى والألم والغضب في مواجهة من أساء إليه
يشعر بأنه لا ينتصر لنفسه التي تعرضت للإساءة ظلماً
لذا فهو يعجز عن بذل مشاعر الود أوالحب لمن أساء إليه ....
هذه الحالة لا تعبر عن قلب أسود البتة .. بل أعتقد أن صاحبها على حق ..
ومن الخطأ أن نلون قلبه بالسواد رغماً عنه ، فالشعور بالظلم يولد الشعور بالقهر والقهر قد يدفع الإنسان

إلى القيام بأي عمل غير محمود ، فإذا تمكن الإنسان ...
أي إنسان من مقاومة القيام بذلك العمل غير المحمود فلا اقل من أن يظل شعورة بالظلم
يملأ نفسه رغماً عنه ، فهل نلومه عن ردة فعله التي تعجز فقط عن النسيان لا أكثر
..!!

بالرغم من كل ذلك .. يظل هناك موقف قد تجاوز بعظمته كل المواقف في مواجهة الإساءات ، وهو موقف
التعامل مع الله عز وجل في كل الأمور وجعلها خالصه لوجهه الكريم
مما يعني تلمس الأجر الذي خصصه لمن عفا أو أصلح ، حيث نستطيع بتخيل حجم ذلك الأجر وأبعاده ، أن

ننسى كل الإساءات وأن نسقطها من نفوسنا عامدين متعمدين ،
طمعاً في ثواب أكبر وعفو لا ينقطع بإذن الله
ولنتذكر فمن عفا وأصلح فأجره على الله
الآن وبعد إن قرأتم هذه المقالة للدكتورة ابتسام حلواني

ترى من أي الأنواع أنت ؟

وهل منا من يقدر على نسيان الإساءة ؟

دعوه للنقاش

تحياتي


 
رد: القلب الأبيض والقلب الأسود

يستحيل ان نمحو الإساءات من ذاكرتنا ولكن نحاول ونحتسب الآجر عند الله سبحانه
طمعاً في ثواب أكبر وعفو لا ينقطع بإذن الله
ولنتذكر فمن عفا وأصلح فأجره على الله


اختي ام خالد بارك الله فيك علي هذا الموضوع الرائع
لاعدمنا مواضيعك المميزة
تقبلي احترامي وتقديري





 
رد: القلب الأبيض والقلب الأسود

ليس من السهولة نسيان الإساءة
وخاصة لمن تسبب لنا بألم نفسي
وأكيد هذا لايدل على سواد في القلب
او اننا لانستطيع ان نعفو ولكن نغض الطرف مااستطعنا
نسال الله ان يجعل قلوبنا بيضاء عامرة بذكره
بارك الله فيكِ بنت مكة
 
رد: القلب الأبيض والقلب الأسود

يستحيل ان نمحو الإساءات من ذاكرتنا ولكن نحاول ونحتسب الآجر عند الله سبحانه

طمعاً في ثواب أكبر وعفو لا ينقطع بإذن الله
ولنتذكر فمن عفا وأصلح فأجره على الله

اختي ام خالد بارك الله فيك علي هذا الموضوع الرائع
لاعدمنا مواضيعك المميزة
تقبلي احترامي وتقديري



[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]
مرورك نور متصفحي
[/grade]​
 
رد: القلب الأبيض والقلب الأسود

ليس من السهولة نسيان الإساءة
وخاصة لمن تسبب لنا بألم نفسي
وأكيد هذا لايدل على سواد في القلب
او اننا لانستطيع ان نعفو ولكن نغض الطرف مااستطعنا
نسال الله ان يجعل قلوبنا بيضاء عامرة بذكره
بارك الله فيكِ بنت مكة
كل الشكر والتقدير على مرورك الطيب
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى