الشائعات وخطرها على المجتمع

ابوحمد

عضو جديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى: «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا»






يرى الشيخ محمد بن حسن ، عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ان هناك اناس يعملون على بثّ الشائعات في المنتديات، مشيراً إلى ضرورة التثبت في ما تحويه هذه المواقع من شائعات تهدف إلى نشر الفتنة بين المسلمين.


وقال إن الله سبحانه وتعالى حذّر عباده من إطلاق الألسن بغير علم ومعرفة بما يقوله الإنسان



والناس يستقبلون الشائعة وهم على صنفين، صنف يقوّم صاحب الشائعة حتى يعرف حقيقة أمره، فإذا تبين له أنه فاسق، التزم تعاليم الإسلام في وجوب التثبت من خبر الفاسق، حيث يقول تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

فيقوّم هذا الصنف من الناس تلك الاخبار والشائعات على ضوء هذا التوجيه الإسلامي العظيم، فإذا ثبت أن ما قيل حق وصحيح، فإنه ينظر في عواقب شائعته ونشرها





لئلا تحدث فتنة في شائعة الخبر، فقد تحدث بنشره اضرار أشد من معرفة مصدر هذا الخبر وغرض ناشره..



أما الصنف الثاني فهم الذين لا يتثبتون من الأخبار سواء كانت عن طريق الإذاعات أو التلفاز أو الإنترنت، فإنه بمجرد سماعه لتلك الشائعات يصبحبوقاً مسخراً ينشر تلك الأخبار ولا يبالي أهي صدق أم كذب، حق أم باطل، ألها مردود إيجابي أم سلبي.



لذلك نقرأ في كتاب الله عز وجل تحذير هؤلاء اللامبالين بالشائعة وتوجيههم إلى ما يجب أن ينظر فيه من قبله



فيقول تعالى: «أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً»



فإذا كان هذا الأمر في تدبّر القرآن الكريم وأصله ومصدره حق، لكن استنباطات الناس منه قد تختلف، فكيف لا ينظر إلى كلام الناس، وفي الوقت نفسه فإن كلمة الحق لا غبار عليها ولا تحتمل أي نوع من أنواع التكذيب أو الشك، أما ما كان مصدره الناس فيمكن أن يكون فيه اختلاف كثير وخطر عظيم والله سبحانه وتعالى أوجب علينا نحن أمة الإسلام أن نرد أمر الأخطار إلى ولي الأمر وإلى من يقدرون على تحليل الألفاظ ومناقشتها مناقشة موضوعية



إذ يقول سبحانه: «ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم»




وقد حذّر القرآن الكريم من التلاعب بأخبار الشائعات




حيث قال سبحانه: «ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتّبعتم الشيطان إلا قليلا»



ومعلوم أن الشيطان يشمل شيطان الجن والانس، وإذا اتضح لنا هذا، فإن هناك شيئاً مهماً يجب علينا نحن المسلمين أن نضعه أمام بصائرنا وأبصارنا، وهو أن غالب من ينشرون في الإنترنت لا يخلون من أوصاف توجب ردّ كلماتهم ورفضها، فمنهم من هو فاجر ومنهم غافل لا يعرف شيئاً عما يجري في الساحة، فتراه مثلاً يتلقف الخبر أو الكلام ثم يبثه بين الناس، وهذا شيء لا شك أنه من أخطر ما يضر المجتمع



فالحذر الحذر من نشر الشائعات بين الناس ايا كانت ويجب على المسلم الحق ان يتقي الله فيما يقول وينقل ويعلم يقينا ان الله سبحانه مطلع على جميع افعاله واقواله وانه محاسب على ذلك




موقع الإسلام سؤال وجواب



قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) . وفي قراءة أخرى ( فتثبتوا )




وقد حذر الشارع أشد التحذير من نقل الشخص لكل ما يسمعه فعن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم في المقدمة 6 صحيح الجامع 4482 .



وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ) السلسلة الصحيحة 2025.



"قَالَ النَّوَوِيّ : فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ , وَالْكَذِب الإِخْبَار عَنْ الشَّيْء بِخِلَافِ مَا هُوَ وَلا يُشْتَرَط فِيهِ التَّعَمُّد " .



وعن المغيرة بن شعبة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ) رواه البخاري 2231.



قال الحافظ ابن حجر :



(قَوْله : ( وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ) . . . قَالَ الْمُحِبّ الطَّبَرِيُّ : . . . وفي معني الحديث ثلاثة أوجه :



أولها : الإِشَارَة إِلَى كَرَاهَة كَثْرَة الْكَلام لأَنَّهَا تُؤَوِّل إِلَى الْخَطَأ . . .



ثَانِيهَا : إِرَادَة حِكَايَة أَقَاوِيل النَّاس وَالْبَحْث عَنْهَا لِيُخْبِر عَنْهَا فَيَقُول : قَالَ فُلان كَذَا وَقِيلَ كَذَا , وَالنَّهْي عَنْهُ إِمَّا لِلزَّجْرِ عَنْ الاسْتِكْثَار مِنْهُ , وَإِمَّا لِشَيْءٍ مَخْصُوص مِنْهُ وَهُوَ مَا يَكْرَههُ الْمَحْكِيّ عَنْهُ .



ثَالِثهَا : أَنَّ ذَلِكَ فِي حِكَايَة الاخْتِلاف فِي أُمُور الدِّين كَقَوْلِهِ : قَالَ فُلان كَذَا وَقَالَ فُلان كَذَا , وَمَحَلّ كَرَاهَة ذَلِكَ أَنْ يُكْثِر مِنْ ذَلِكَ بِحَيْثُ لا يُؤْمَن مَعَ الإِكْثَار مِنْ الزَّلَل , وَهُوَ مَخْصُوص بِمَنْ يَنْقُل ذَلِكَ مِنْ غَيْر تَثَبُّت , وَلَكِنْ يُقَلِّد مَنْ سَمِعَهُ وَلا يَحْتَاط لَهُ . قُلْت : وَيُؤَيِّد ذَلِكَ الْحَدِيث الصَّحِيح (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) أَخْرَجَهُ مُسْلِم ) اهـ بتصرف يسير .



وعن أبي قلابة قال : قال أبو مسعود لأبي عبد الله أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا ؟



قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بئس مطية الرجل زعموا " السلسلة الصحيحة 866 .



قال العظيم آبادي : " ( بِئْسَ مَطِيَّة الرَّجُل ) : الْمَطِيَّة بِمَعْنَى الْمَرْكُوب (زَعَمُوا) : الزَّعْم قَرِيب مِنْ الظَّنّ أَيْ أَسْوَأ عَادَة لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَّخِذ لَفْظ زَعَمُوا مَرْكَبًا إِلَى مَقَاصِده فَيُخْبِر عَنْ أَمْر تَقْلِيدًا مِنْ غَيْر تَثَبُّت فَيُخْطِئ وَيُجَرَّب عَلَيْهِ الْكَذِب قَالَهُ الْمَنَاوِيُّ .



ولذلك حرص سلفنا الصالح على التثبت والحذر من الإشاعات :



قال عمر رضي الله عنه : ( إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف ).



ولقد سطَّر التاريخ خطر الإِشاعة إذا دبت في الأمة وإليك أمثلة من ذلك :



1- لما هاجر الصحابة من مكة إلى الحبشة وكانوا في أمان ، أُشيع أن كفار قريش في مكة أسلموا فخرج بعض الصحابة من الحبشة وتكبدوا عناء الطريق حتى وصلوا إلى مكة ووجدوا الخبر غير صحيح ولاقوا من صناديد قريش التعذيب . وكل ذلك بسبب الإِشاعة .



2- في غزوة أحد لما قتل مصعب بن عمير أُشيع أنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل : قُتل رسول الله فانكفأ جيش الإِسلام بسبب الإِشاعة ، فبعضهم هرب إلى المدينة وبعضهم ترك القتال .



3- إشاعة حادثة الإِفك التي اتهمت فيها عائشة البريئة الطاهرة بالفاحشة وما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه من البلاء، وكل ذلك بسبب الإِشاعة .



إذاً ما هو المنهج الشرعي في التعامل مع الأخبار ؟



هناك ملامح في التعامل مع الأخبار نسوقها باختصار :



1) التأني والتروي :



يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (التأني من الله و العجلة من الشيطان) السلسلة الصحيحة 1795.



قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل



2) التثبت في الأخبار :



قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين َ) وفي قراءة (فتثبتوا)



سبب نزول الآية :



أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات، وأنه لما أتاهم الخبر فرحوا ، وخرجوا ليتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله : إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة .



فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك غضباً شديداً، فبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد ، فقالوا : يا رسول الله : إنا حُدثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق ، وإنا خشينا أن يكون إنما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله !



وأن رسول الله استعتبهم ، وهمّ بهم ، فأنزل الله عز وجل عذرهم في الكتاب : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين } الحجرات/6 .



أنظر السلسلة الصحيحة (3085) .



معنى التثبت : تفريغ الوسع والجهد لمعرفة حقيقة الحال ليعرف أيثبت هذا الأمر أم لا .



والتبين : التأكد من حقيقة الخبر وظروفه وملاباساته .



يقول الحسن البصري : "المؤمن وقاف حتى يتبين" .



وختاماً : نوصي الجميع بالتثبت وعدم التسرع في نقل الأخبار حتى يتأكد من صحتها ، حتى لو كان الخبر ساراً ، لأنه إذا تبين خطأ الناقل فستسقط عدالته عند الناس ...



ويكون عرضة للاستخفاف ممن له هوى في نفسه ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ...



وللاستزادة : استمع لمحاضرة بعنوان ( وقفات مع الأخبار والإشاعات )
منقول
 
رد: الشائعات وخطرها على المجتمع


وعليكم السلام ورحمة الله وبركــاته


جزاك الله ووالديك الجنة إن شـــاء الله اخي ابوحمد

بــارك الله فيك ونفع ...ع هذا التنبيه القيم..

كل الشكر والتقدير لك ؛؛
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى