الشيخ العوده يؤكد على مفهوم العمل التطوعي

العودة يحذر من غياب ثقافة الإتقان والتركيز على جانب العبادات فقط
bbbb884sd.jpg

سلمان العودة يتحدث خلال المحاضرة
الدمام: الوطن
انتقد المفكر الإسلامي الدكتور سلمان العودة تغييب ثقافة الإتقان والإحسان في بعض المؤسسات العامة والخاصة، وتركيزها فقط على جانب العبادات. وقال الدكتور العودة في محاضرة نظمتها جمعية الفوزان للخدمات الاجتماعية بالخبر إن الإحسان ليس مفهوماً دينياً محضاً بل يتخطى ذلك ليكون في صلب العمل والإتقان وأداء حقوق البشر وكل ما يخدم البشرية.
وشدد الدكتور العودة على أهمية مراعاة الطبقة المتوسطة وما دونها في كل البرامج والفعاليات التنموية.
وقدم العودة نموذجاً فذاً في التفاعل مع العمل الاجتماعي الحر وهو الدكتور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل، ذلك الرجل الذي ظل يدرّس نظريات غربية موغلة في التعقيد لطلابه في الجامعة، قبل أن يكتشف أن نظرياته تلك لن ولم تنفع تلك المجتمعات التي أهلكها الجوع وأضناها العطش، ليبادر بعدها إلى تطبيق تجربة رائدة قادت إلى تنمية حقيقية لكافة الشرائح المعدمة. وقد أدت هذه السياسة في توسيع دائرة العمل إلى استرداد الشرائح المعدمة لعافيتها عن طريق مكائن الخياطة.
أكد المفكر الإسلامي الدكتور سلمان العودة على ضرورة التوسع في مفهوم العمل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية و عدم حصرها في شكل واحد ينطوي تحت باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مطالبا الجامعات وأجهزة القضاء والتعليم بتوسيع دائرة العمل التطوعي والاجتماعي وألا تبقى بمعزل عن هذا الدور الكبير.
واقترح العودة في محاضرة نظمتها جمعية الفوزان للخدمات الاجتماعية بالخبر أمس، أن تطرح جوائز للجامعات التي تقدم أبرز دور وخدمة مجتمعية تؤدي إلى تحقيق الإشباع من هذا المفهوم، وأن تكون هناك جهات تتولى عملية التنسيق لهذه الأعمال بين الجهات الراغبة في العمل التطوعي والاجتماعي.
وطالب بألا يكون مقرر مادة التربية الوطنية مقرراً جامداً بل لابد للطالب من المشاركة التطبيقية بحيث لا يتخرج من المدرسة إلا وقد أنهى عدد ساعات معينة في خدمة المجتمع بدلا من إشغال طلابنا في النظريات، كما طالب مؤسسات القضاء في المملكة بأن تستبدل العقوبات بأحكام يكون فيها خدمة للمجتمع وتكليف الموقوفين بها للشعور بالمسؤولية تجاهه.
وانتقد العودة خلال المحاضرة بعض المؤسسات الخاصة والعامة والتي تسببت في غياب ثقافة الإتقان والإحسان وتركيزها فقط على جانب العبادات دون النظر لها كجزء ومبدأ سلوكي، مشيرا إلى أن الإحسان ليس مفهوما دينيا محضا، بل يتخطى ويتجاوز هذا المفهوم إلى أن يصل ليكون في العمل وإتقانه وأداء حقوق البشر وكل ما يخدم النفس البشرية.
وأضاف العودة العديد من المحاور المرتكزة على مبدأ علمي استقرأ به الواقع المعاش اليوم في جانب العمل الاجتماعي والخدمة التنموية المستدامة للبشرية جمعاء دون النظر بمعيار واحد وإنما بنظرة شمولية تخدم الأغنياء والفقراء.
وقال إن من وسائل طمس وردم الهوة بين هاتين الفئتين تحريك هذا المفهوم نحو تأكيد شموليته، مبينا أن من خدمة المجتمع وزيادة تنميته مراعاة الطبقة المتوسطة ومادون المتوسطة في الكثير من البرامج والفعاليات خاصة التنموية منها، ضاربا لذلك مثالا حيا لأحد رواد العمل الاجتماعي الحر وهو محمد يونس الحائز على جائزة نوبل الذي نفذ تجربة أدت إلى مشاركة مجتمعية حققت التنمية لكافة الشرائح المعدمة لتنهض بواجبها وذلك عن طريق ماكينة الخياطة. وربط هذا السلوك والإجراء العملي الاجتماعي بالبعد الإلهي الذي أوجد حكمة نفيسة وغالية، وذلك من خلال التفاوت في المجتمعات من أغنياء وفقراء مما جعلهم هذا الأمر يحتاجون لبعضهم البعض، مشترطا في ذلك أن تكون معرفتهم لثلاثة أمور حتى يتحقق التلاقي وهي: الموهبة وتعني ما يجيده الناس من عمل، وثانيها الاهتمامات وتعني ما الذي يحبون عمله ويتفننون به من الأشياء، وثالثها القيم وهي تعني ما يؤمنون به وينفعون به الناس والذي ينطلق منه الإحسان والإتقان ليأخذ طريقه في المجتمعات.
وقد انتقد العودة الكثير من البرامج التي يعملها الناس اليوم والتي تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا، ومن ذلك على سبيل المثال التسهيلات البنكية من القروض فهي تنفع شريحة من الناس وبالمقابل تضر بالكثير منهم خاصة الفقراء والذين ليس لهم حظ من ذلك أصلا، كذلك الدورات التدريبية التي تساعد على تطوير الشباب وتأهيلهم لسوق العمل قد يكون بها جانب ربحي للأغنياء وفقر للضعفاء، وقال إنه إذا أردنا تنظيم هذه الفعاليات والبرامج لابد أن نزيل الحزازيات والإشكاليات و أن نقرّب بها الهوّة بين هذه الطبقات والشرائح من الناس".
وشرح العودة مصطلح التنمية المستدامة والتي تمعن في نظرة شمولية نحو كافة الأصعدة المجتمعية والتي تنظر إلى حاجة البيئة والناس والمجتمع فهي تتعلق بصنف واحد كالثروات بل تذهب إلى أبعد من ذلك فهي تتعلق بالدرجة الأولى بالإنسان وجميع جوانبه المختلفة والذي يقود إلى تنمية هذه الأجيال التي طبيعيا ستنمي الأجيال القادمة.
0 : عدد التعليقات​
التعليقات​
لا يوجد تعليقاتارسل تعليق * نرجو الاختصار في حدود 50 كلمة مع تحري الموضوعية.
الاسم البريد الالكتروني التعليق
main_botom_left.gif
main_botom_bg.gif
main_botom_right.gif
أوباما والعلاقات السلبية الموروثة بالشرق الأوسط
Authors.gif
سأكتب، وأواصل علي سعد الموسى نحن الشفافية جمال أحمد خاشقجي ما حاجتكم إلى هذا يا رؤساء العالم؟ عبدالرحيم محمد الميرابي مطاعم بريدة غير! عبدالرحمن الشلاش لحماية مَن تجمد مؤسسة النقد حسابات معن الصانع..؟! عبدالله ناصر الفوزان في معنى يهودية "إسرائيل" يوسف مكي قبل يوم "مجيد" آخر لبيروت: تأبيد "وزارة الدفاع" للسيد قينان عبدالله الغامدي كي لا يطغى جيل الـ"أنا" على جيل الـ"نحن" ميسون الدخيل شذور الذهب وأسرار بلاغة العرب أميرة كشغري أقليات إيران والانتخابات كاميليا انتخابي - فارد الإنسان كأداة! عبدالله المطيري رحلة البحث عن الحقيقة في قضية ضرب الزوجة المبذرة مرام عبدالرحمن مكاوي التورق (1-2) عبدالله بن سليمان المنيع النصر: ربيع جديد، أم ياسر آخر..؟ عبدالله الشيخي تحركات النصر محمد الدعفيس إذا طاح الجمل..كثرت سكاكينه! محمود مشارقة مسرح الحي مازن العليوي من سلبنا مسؤوليتنا؟ محمد السحيمي أنا الموقع أدناه:
زهرة الحريـّة!
محمد الرطيان افتحوا السينما كلاكيتيات.."فنحن" لسنا حليمة مظفر برامج الفتاوى وتكريس السحر والشعوذة! أمل زاهد معن الصانع... حتى لا تكثر السكاكين! تركي الدخيل اعترف بالمشكلة! صالح محمد الشيحي محمد عبده بين ثريا قابل والشيخ عايض ورغبة الاعتزال عبدالله القبيع المزيد >> حالة الطقس2945
4.png
مكة المكرمة2840
2.png
المدينة المنورة2643
1.png
الرياض2645
1.png
الدمام2537
2.png
جدة1831
2.png
أبهاالمزيد>> اختيارات القراء للأخبار خلال اليوم أكثر خبر قراءة القادسية ينال حال إتمام الصفقة 25 مليون ريال على دفعتين أكثر خبر إثارة للتعليقاتدعا إلى إنشاء شركة "تاكسي نسائي" أكثر خبر طباعةبنك "أوال" الإسلامي يتفاوض بشأن ديون مجموعة سعد أكثر خبر حفظابنك "أوال" الإسلامي يتفاوض بشأن ديون مجموعة سعد اختيارات القراء خلال أسبوع /شهر اختيارات القراء للمقالات خلال اليوم أكثر مقال قراءة معن الصانع... حتى لا تكثر السكاكين! أكثر مقال إثارة للتعليقاتسأكتب، وأواصل أكثر مقال طباعةمعن الصانع... حتى لا تكثر السكاكين! أكثر مقال حفظاأنا الموقع أدناه:
زهرة الحريـّة!
اختيارات القراء خلال أسبوع / شهر
views_01.gif
views_04.gif
مواقيت الصلاة
views_07.gif
functions_top_left.jpg
functions_top_bg.jpg
functions_top_right.jpg
functions_first_img.jpg
اجعلها صفحتك الأولى
functions_arow.jpg
functions_ad_img.jpg
أضف إلى المفضلة
functions_arow.jpg
functions_botom_left.jpg
functions_botom_bg.jpg
functions_botom_right.jpg
الارشيفالتاريخ
ew_calendar.gif
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى