الصم والبكم ألم صامت في حرب السودان

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alnour
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alnour

عضو جديد
الصم والبكم "ألم صامت" في حرب السودان

يعانون توقف مراكز التأهيل المسؤولة عن تقديم الخدمات الطبية والتعليمية
إشراقة علي عبدالله صحفية سودانية​

لأكثر من عام تتفاقم المعاناة الإنسانية بسبب الصراع المحتدم بين
الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، إذ لا تبدو بوادر تشير إلى إنهاء الأزمة، على رغم التحذيرات الدولية من أن الشرائح المجتمعية الضعيفة هي من تدفع الفاتورة الكبرى.

حالة من القلق تراود ذوي الحاجات الخاصة التي تشمل الحركية والسمعية والبصرية والذهنية، وبخاصة
الصم والبكم وهم يعانون الألم الصامت بانفصالهم عن الواقع الناتج من توقف مراكز التأهيل التي تقدم كل الخدمات الطبية والتعليمية، إلى جانب الدعم المعنوي لإزالة العقبات الاجتماعية والنفسية، لا سيما أنهم يعيشون أوضاعاً مأسوية في مناطق النزوح وسط نقص حاد لأبسط المقومات التي تعينهم على استمرار حياتهم.

شريحة سودانية واسعة تتعرض للتنمر حين تعجز في توصيل ما تريد من خلال لغة الإشارة التي لا يجيدها كثير من الناس، بخاصة وسط الأطفال، فضلاً عن الأخطار التي تلاحقهم بسبب عدم مقدرتهم على سماع دوي الرصاص والقذائف المدفعية التي حصدت أرواحهم، وافتقادهم مصادر أرزاقهم.

ويعاني الغالب منهم الفقر بتضييق فرص التوظيف في القطاعين الحكومي والخاص، على رغم أنهم فئات متعلمة، مما جعل حقوقهم الإنسانية التي نصت عليها المواثيق الدولية والمحلية مهضومة.

منذ بدء الصراع في العاصمة الخرطوم منتصف أبريل (نيسان) 2023، خرجت كل المؤسسات المتخصصة لرعاية المصابين بالإعاقات الخاصة عن الخدمة، إذ يبلغ عدد ذوي الحاجات الخاصة 4.1 مليون شخص، يمثلون 4.6 في المئة من مجموع السودانيين، وفقاً لآخر تعداد سكاني أجري في البلاد عام 2008، إذ تؤكد دراسات حديثة أن المعوقين سمعياً يمثلون أكثر من 35 في المئة من جملة ذوي الإعاقات الأخرى، أي نحو 470 ألفاً، بحسب اتحاد الصم السوداني.

في الأثناء أطلقت أربعة مراكز في ثلاث ولايات نداءات استغاثة، إذ تشهد تدفقاً للنازحين من أصحاب الإعاقات، بمن فيهم شريحة الصم والبكم الفارين من أهوال حرب الخرطوم، التي تعاني في الأساس إمكانات ضعيفة في تسيير العمل، إلى جانب عدم توافر أجهزة الكشف وقياس السمع والكادر الطبي والمعلمين المتخصصين في لغة الإشارة، فضلاً عن أن الحرب قضت على آمالهم في التعافي والتعلم وساقتهم نحو مصير مجهول.

عزلة اجتماعية
تقول المواطنة سمية عبدالرحمن والدة محمد الذي يعاني الإعاقة السمعية، إن "أشهر حملي كانت مصحوبة ببعض الظروف الصحية، لا سيما أن الطبيب الذي كان متابعاً لحالتي أخبرني من خلال جهاز الموجات الصوتية أن مولودي قد تصاحبه بعض التشوهات، ربما في البصر أو السمع، نتاج ارتفاع الحمى التي كانت ملازمة لي في فترة الحمل، حينها انتابتني مخاوف من إنجاب طفل معوق في بلد يعاني اقتصاداً منهاراً".

وأضافت "بعد مرور عام من الإنجاب تأكدت من خلال مداعباتي أنه لا يستجيب، حينها أيقنت أن الإعاقة التي أشار إليها الطبيب سمعية، ومن هنا بدأت المعاناة ورحلة العلاج، وعند بلوغ السن القانونية للالتحاق بالمدرسة كان من الصعب دمجه في وضع طبيعي، لذلك توجهنا صوب مراكز التأهيل المنتشرة بالعاصمة الخرطوم، تحديداً المركز الدولي للسمع المتطور، الذي يقدم كل الخدمات طبية وتعليمية، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، مع الأمل في الشفاء".

وتابعت "لقد حملت الحرب التي اندلعت في الخرطوم مآسي فاقمت معاناة فاقدي السمع والنطق بسبب النزوح وافتقاد المتابعة، وللأسف لا تزال تداعياتها مستمرة في معسكرات الإيواء، مما أدى إلى العيش في عزلة اجتماعية لصعوبة التواصل مع الآخرين، الذين يمكن وصفهم بأنهم غير متصالحين مع هذه الفئات الضعيفة، إلى جانب التنمر من أنداده في عدم مقدرتهم فهم لغة الإشارة التي يجهلها كثر".

وأشارت المواطنة السودانية إلى أن "ابنها كان من المفترض أن تجرى له عملية زراعة القوقعة، فضلاً عن أن المستشفيات المتخصصة خرجت من الخدمة بسبب وقوعها وسط الخرطوم، لذلك قررنا السفر إلى مصر من طريق التهريب، الذي أدى إلى تفاقم الأزمة بسقوط سماعة الأذن نتيجة لسرعة المركبة واكتظاظها بالركاب، لا سيما أن كلفتها باهظة الثمن، إذ يبلغ سعرها 600 ألف جنيه سوداني (ما يقارب 400 دولار أميركي)، وهي مبالغ طائلة تفوق قدراتنا، في ظل توقف كل مظاهر الحياة الطبيعية".
الصم والبكم "ألم صامت" في حرب السودان | اندبندنت عربية (independentarabia.com)
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى