السُّنة النبوية فرقت بين المعتقدات الباطلة والمنهج الصحيح




أكد الشيخ محمد بن حسن المريخي أن خير ما تربت عليه الأنفس والمجتمعات والبلدان المنهج الإسلامي القويم الذي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند ربه سبحانه وتعالى المنهج الذي أحاط بكل شيء وعرف كل شيء وحكم على كل شيء فاستنارت الأرض بنور ربها وتبين الرشد من الغيّ.

والمنهج عباد الله هو الطريق المتبع في هذه الحياة الذي يتبعه العبد في حياته سواء أكان اعتقادا أو تفكيرا أو تصورا، وبناء عليه تتشكل شخصية المرء ويتصرف وفق منهجه هذا، فيقول ويفعل ويبني ويهدم ويقيّم ويقدم ويؤخر.

وأكد المريخي أن الناس في هذا مذاهب شتى، الناس في المذاهب بين شرقي وغربي ومجاهر وميسر وكاتم ومبين والماشي والراكب والمستعجل والمتباطئ، حتى باتت الحاجة ماسة ملحة لأن يعرف المصيب من المخطئ والفائز من الخاسر، والمهتدي من الضال، والسويّ من المنحرف والمعتدل من المكبوب على وجهه.

والجواب لا يؤخذ ولا يقبل من الناس انفسهم لأن كل واحد سيزكي نفسه ومعتقده، ولذلك يجيب عن هذه الاسئلة أو يفصل بين العباد الله جل جلاله رب العالمين وخالقهم ومدبر شؤونهم.

يقول الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم «هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون»، لقد اخبر سبحانه وأعلم الناس ان رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وحده مرسل منه سبحانه بالهدى والدين الحق، ومعنى هذا ان غيره من البشر ما عندهم الا الضلال والدين الباطل، لأن الهدى كله عند محمد رسول الله والدين الحق هو دينه فليس عند غيره الا الباطل، ولأن الحق واحد لا يتعدد ولا يتجزأ «فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال..»، فما دام الحق في منهج محمد رسول الله واتباعه فالذي عند غيره الباطل وبذلك تحسم القضية، ويتميز الحق من الباطل والرشد من الغي والصلاح من الفساد.

والله تعالى خير الشاهدين حيث قال «لكن الله يشهد بما انزل اليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا».

فلا منهج إلا منهج الاسلام فهو الهادي لصاحبه، الرافع لمتبعه بل استفهم الله تعالى منكرا على من أعرض عن سبيله ومنهجه وشبهه في إعراضه كالمنكب على وجهه يمشي لا يرى الا تحت قدميه وتفاجئه المفاجآت وتباغته المباغتات من المعترضات الطريق فلا يملك وقتها الا التردي والاصطدام.

يقول الله تعالى «أفمن يمشي مكبا على وجهه اهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم»، وهو محشور الى جهنم على وجهه ايضا لضلال منهجه واعوجاج مسلكه «الذين يحشرون على وجوهم الى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا».

وقال المريخي إن الاسلام هو دين الله الذي ارسل به رسوله هو المنهج الحق الذي نهجه الصحابة فقال الله عنهم «والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اشبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم» فازوا بإتباع المنهج الإسلامي، باتباع الحق والصراط المستقيم.

هذا هو منهج الحق الذي حري بأهل الأرض ان يتبعوه إن كانوا يرومون فلاحا ونجاحاً، وليس منهج الفرق والاحزاب والجماعات والفلسفات والمعتقدات والخرافات منهج النفوس الأمارة بالسوء.

لقد أوصى الله تعالى بانتهاج منهجه والسير على صراطه المستقيم فقال(وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).

وخط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً مستقيما وخط عن يمينه وشماله خطوطا فقال عن الخط المستقيم: هذا صراط الله المستقيم، وقال عن بقية الخطوط وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه ثم تلا الآية (وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل.. الآية).

في دنيا المسلمين مسلمون موجودون حادت بهم الأهواء وزلت بهم الاقدام وانحرفت بهم السبل اتخذوا مناهج غير منهج رسول الله واتبعوا السبل التي حذر منها نبي الله صلى الله عليه وسلم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، اعتنقوا المناهج المشرقة والمغربة التي تأخذ أهلها ذات اليمين وذات الشمال، والتي تلقي بمن اتبعها في مهاوي الردى، وهاوية العقائد الفاسدة وضياع العمر، سلبت منهم زهرة الشباب، اذهبت عنهم نضرة النشاط للعمل للآخرة، حتى أسلمتهم إلى أرذل العمر، حيث الموت والاقبال على الله، والقبر والسؤال والحسرات والندامة ولات حين مندم. ولكن الحرج والأسف وثقل الأوزار، أوزار الشعارات الحزبية وألوية المعتقدات الشركية والكفرية، وبيارق الانحراف والصد عن صراط الله وسبيله.

«وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم».

وذكر المريخي ان العجب كله من مسلم موحد عنده عقل وإيمان يرضى بأن يكون مع الخوالف يرضى ويجاهر انه اشتراكي أو ليبرالي او شيوعي أو من هذه المهلكات المؤديات بأصحابها إلى النار. رضوا بهذه واعتنقوها بل وعملوا على صد الناس عنه (ألم تر إلى الذين يزعمون انهم آمنوا بما انزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا).

واكد المريخي ان العجب كله والغرابة كلها أن يعرف العبد ربه ثم ينكره أو يعرف الحق ثم يهجره «كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا ان الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين».

نعوذ بالله من الضلال والتحول والانتكاس هداهم الله فضلا، وبصرهم فعموا، وبين لهم الصراط المستقيم فانحرفوا، ومنّ عليهم بالعلم والإيمان والمعرفة فأبوا إلا الجهل والتردي في وادي هذه المهلكات، نذروا انفسهم لها وبذلوا أموالهم وجهودهم وسخروا ما يملكون في سبيل خدمة هذه السبل، وأفنوا اعمارهم يركضون وراء سرابها وينافحون عنها حتى انحنت ظهورهم وشابت رؤوسهم وقل سمعهم وضعفت أبصارهم وازداد تواجد الشيب وانتشاره في مفارق رؤوسهم منذرا - بدنو الأجل واقتراب الرحيل وهم لا يشعرون.

«والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب» وأكبر بلوى هؤلاء انهم اكثر الناس عداوة لمنهج الاسلام واشد عليه من اعدائه الأصليين، بل لقد استراح عدو المسلمين لما وجد مثل هؤلاء يقومون بالمهمة التي يريدها «فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين».

إن البلية كلها ان يضل المرء عن صراط ربه، ويعرض عن مصيره ويسير الى حتفه بارادته ومشيئته كأنهم لا يعقلون كيف يتبنى مسلم يرجو الله غدا، كيف يتبنى معاداة دينه ومحاربة منهجه وما ارسل به رسوله صلى الله عليه وسلم.. كيف يأمن مكر الله، أنى له السلامة والنجاة ولم يسلك سبيلها ومسلكها «إنا جعلنا على قلوبهم أكنة ان يفقهوه وفي آذانهم وقرا وان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا اذاً ابدا»، هل يحسب هؤلاء ان مناهجهم قوارب نجاة وطوقها يوم القيامة إن كانوا يظنون ذلك فإنهم واهمون وان كانوا يعلمون انها لا تنفع يومئذ ولا وزن لها فهذه والله بلية أخرى، فأين عقولهم وفهومهم كيف يسير المرء الى حتفه بارادته، كيف يمكن ان تسمي هذا عاقلا وقد اختار الانتحار بارادته ورغبته «ام تحسب ان اكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا».

إن من الناس من يلعب بعمره وحياته وهو مهمل لجانب الآخرة ولقاء الله عز وجل ولقد امر الله تعالى بالاستعداد للقائه بدينه القويم وعقيدته الاسلامية الصافية النقية التي منبعها الكتب والسنة النبوية وذلك بالعمل الصالح الخالص الموافق لهدي رسوله. فقال الله تعالى «واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون».

روي أنها آخر آية نزلت من القرآن يعظ الله فيها عباده ويذكرهم بزوال الدنيا وفنائها ومجيء الآخرة والرجوع الى الله ومحاسبته سبحانه لعباده فأعدوا له عدة.

فيا عبادالله اثبتوا على دين الله الحنيف واحذروا هذه السبل واحمدوا الله واشكروه على ما أولاكم به من النعم والتي على رأسها بعد الايمان البراءة من هذه الاحزاب والمناهج المحاربة لدين الله تعالى، المهلكة لاصحابها وهم لا يشعرون.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم «أفمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب».

بارك الله لي ولكم.


جريدة الوطن​
 
رد: السُّنة النبوية فرقت بين المعتقدات الباطلة والمنهج الصحيح

رد: السُّنة النبوية فرقت بين المعتقدات الباطلة والمنهج الصحيح

جزيت خيرا رابعه
 

اعضاء يشاهدون الموضوع (المجموع: 0, الاعضاء: 0, زوار: 0)

من قرأ الموضوع (مجموع الاعضاء: 1)

اعضاء قاموا بالرد في الموضوع (مجموع الاعضاء: 2)

عودة
أعلى