السيرة النبوية متجدد

ابو فواز

عضو مشارك
بسم الله..

السيرة النبوية :
( الحلقه الاولى )

١- تزوج عبدالله بن عبدالمطلب بآمنة بنت وهب .
حملت آمنة من عبدالله .
تُوفي عبدالله وآمنة حامل بشهرين بمولودها .

٢- خلَّف عبدالله ميراثاً لولده الذي لم يُولد ٥ من الإبل ، وقطعة غنم ، وجارية حبشية إسمها بركة ، وهي أم أيمن .

٣- في يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول من عام الفيل ولدت آمنة بنت وهب مولودها العظيم مُتهلِّلاً بأبي هو وأمي .

٤- في يوم سابعه ﷺ ختنه جده عبدالمطلب ، وسمَّاه محمد ﷺ.

٥- أرضعت آمنة ولدها محمد ﷺ ٣ أيام وكانت قليلة الحليب ، ثم أرضعته ثُويبة مولاة أبي لهب حليب ابنها مسروح .

٦- كانت ثُويبة أرضعت قبل رسول الله ﷺ حمزة بن عبدالمطلب وأبي سلمة بن عبدالأسد .

٧- أرضعت حليمة السعدية رسول الله ﷺ مع أولادها :
عبدالله
الشيماء
أنيسة .

٨- لرسول الله ٧ إخوة من الرضاعة :
حمزة
أبوسلمة
أبوسفيان
مسروح
عبدالله
الشيماء
أنيسة .
ولم يكن له إخوة لا من أبيه ولا أمه .

٩- وقع حادث شق الصدر لرسول الله ﷺ وهو عند حليمة السعدية .
شق جبريل صدره وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم وأخرج العلقة السوداء .

١٠- ثم ختم جبريل ظهر رسول الله بخاتم النبوة ، فليس للشيطان عليه سبيل ، وأصبح معصوماً ﷺ بأقواله وأفعاله .

١١- خاتم النبوة هو عبارة عن لحمة زائدة في ظهر رسول الله ﷺ بإزاء قلبه ، حجمها حجم بيضة.

١٢- رجع رسول الله ﷺ إلى أمه آمنة بعد أن أكمل سنتين عند حليمة السعدية .
وتُوفيت آمنة وعمر رسول الله ٦ سنوات.

١٣- كفل عبدالمطلب رسول الله ﷺ بعد وفاة أمه آمنة .
وتُوفي عبدالمطلب لما بلغ رسول الله ٨ سنوات .

١٤- كفل رسول الله عمه أبوطالب بعد وفاة جده عبدالمطلب .
ورعى رسول الله ﷺ الغنم.
وشهد رسول الله حرب الفجار.

١٥- شهد رسول الله ﷺ حلف الفُضُول.
و خرج رسول الله في تجارة خديجة مع غلامها ميسرة .
وتزوج رسول الله ﷺ خديجة.

١٦- كان عمر رسول الله ﷺ ٢٥ وعمر خديجة ٤٠ .
ورُزق رسول الله من خديجة:
-القاسم
-زينب
-رُقية
-أم كلثوم
-فاطمة
-عبدالله.

١٧- شهد رسول الله بناء الكعبة على يد قريش وعمره ٣٥ .
واتفقت قريش على جعل رسول الله ﷺ يضع الحجر الأسود في مكانه .

١٨- حفظ الله رسول ﷺ من أدران الجاهلية : فلم يسجد لصنم ، ولا شرب خمراً ، ولا أتى فاحشة .

١٩- كان رسول الله ﷺ معروفاً بالصدق والأمانة ، وصولاً للرحم ، وبكل خلق كريم.

٢٠- لما بلغ رسول الله ٤٠ سنة بدأت تلوح عليه آثار النبوة:
-الرؤيا الصالحة في النوم
-الخلوة
-تسليم الحجر والشجر
-رؤيته نور الملائكة .

٢١- لما بلغ رسول الله ٤٠ سنة نزل عليه الوحي بسورة إقرأ وهو في غار حراء ، وهي أول مانزل من القرآن .

٢٢- فتر الوحي بعد نزول اقرأ أياماً . ونزل الوحي بعد ذلك بسورة المدثر ، وهي أول مانزل من القرآن بعد فتور الوحي .

غدا بإذن الله الحلقة الثانية🍀
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية

الحلقة الثانية . .

٢٣- تنقسم الدعوة في حياته ﷺ إلى :
١- مكية
٢- مدنية .
والمكية تنقسم إلى :
١- سرية
٢-جهرية.

٢٤- بدأ رسول الله يدعو إلى الله سراً ، فأسلم أهل بيته زوجته خديجة وبناته ، وعلي وزيد بن حارثة .

٢٥- ثم خرج رسول الله يدعو سراً من يثق به من خارج بيته فأسلم أبوبكر الصديق .
وبدأ الناس يتسامعون بدعوة النبي ﷺ .

٢٦- سارع الفقراء والمساكين في الدخول في الإسلام . ومرت ٣ سنوات على الدعوة السرية فأسلم عدد لا بأس به من الأوائل.

٢٧- بعد ذلك نزل أمره تعالى لرسوله ﷺ بالصدع بالدعوة .
قال تعالى : " فاصدع بما تُؤمر وأعرض عن المشركين ".

٢٨- صعد رسول الله ﷺ جبل الصفا ، وصدع للناس بدعوته ، وأخبرهم أنه رسول الله ﷺ للعالمين .

٢٩- أول ردة فعل لقريش من دعوة رسول الله ﷺ أن أرسلوا وفداً لعمه أبي طالب ليمنع رسول اللهﷺ عن دعوته .

٣٠- لم تُجد محاولة قريش في وساطة أبي طالب ليمنع ابن أخيه رسول الله ﷺ ، فأرسلوا الوليد بن المغيرة ليعرض على رسول الله أموراً.

٣١- حاور الوليد بن المغيرة رسول الله ﷺ ، فقرأ عليه رسول الله ﷺ القرآن فتأثر تأثراً كبيراً .

٣٢- رجع الوليد إلى قريش ، ونصحهم بإتباع رسول الله ﷺ ، أو تركه يدعو في العرب ، فرفضوا رأيه ، فوصف الوليد رسول الله ﷺ بالساحر !

٣٣- نزل في الوليد بن المغيرة آيات من سورة المدثر تبشره بالنار ، قال تعالى :" ذرني ومن خلقت وحيدا ...

٣٤- أسلم عبدالله بن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنه في هذه الفترة ، ثم صار مؤذن الإسلام مع بلال رضي الله عنه .

٣٥- أساليب قريش في محاربة الدعوة :
١- إثارة الشبهات حول القرآن.
٢- معارضة القرآن .
٣- مساومات .

٣٦- لم تُفلح قريش في مناقشتها مع رسول الله ﷺ ففكرت بأسلوب آخر وهو تعذيب من أسلم ، فكانت فتنة شديدة على الصحابة رضي الله عنهم.

٣٧- حمى الله رسوله ﷺ بعمه أبي طالب .
أشد من عُذب من الصحابة على الإطلاق هما بلال وخباب بن الأرت رضي الله عنهما .

٣٨- قام أبوبكر الصديق رضي الله عنه بعمل جليل وهو شراء العبيد من الصحابة واعتاقهم، منهم بلال وعامر بن فُهيرة .

٣٩- بدأت قريش بعمل جديد وهو الإستهزاء بالنبي ﷺ .
ومن المستهزئين الأسود بن عبديغوث والأسود بن المطلب وغيرهم .

٤٠- استمرت قريش في إيذائها لمن آمن ، واشتدت الفتنة على الصحابة ، فأذن لهم رسول الله ﷺ بالهجرة إلى الحبشة .

٤١- خرجت مجموعة مباركة من الصحابة ١١ رجلا و ٤ نسوة متوجهين إلى الحبشة في أول هجرة في الإسلام .

٤٢- من بين من خرج في هذه الهجرة الأولى إلى الحبشة عثمان بن عفان وزوجته رُقية بنت رسول الله ﷺ، وكان أميرهم عثمان بن مظعون .

٤٣- حديث : " إنهما - أي عثمان ورُقية بنت رسول الله ﷺ أول من هاجر بعد لوط وإبراهيم" .
رواه الحاكم، وهو ضعيف .

٤٤- نزلت سورة النجم ، وقرأها رسول الله ﷺ بصوت عال عند الكعبة ، ولما وصل إلى السجدة سجد ، وسجد معه المشركون من عظمة الآيات .

٤٥- وصل خبر سجود كفار قريش لمهاجري الحبشة مشوهاً، وهو أن أهل مكة أسلموا فرجع عدد منهم إلى مكة .

٤٦- أسلم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وبعده أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقَوِيَ أمر الإسلام بهما .

٤٧- لم يثبت شي في كيفية إسلام عمر بن الخطاب . وقصته الشهيرة عندما ضرب أخته ...إلخ أخرجها ابن إسحاق بدون إسناد .

٤٨- بدأت قريش تستخدم أسلوب آخر وجديد مع النبي ﷺ ، وهو الإغراء بالمال والنساء والملك ، لكي يكف عن دعوته .

٤٩- أرسلت قريش عتبة بن ربيعة ليُفاوض رسول الله ﷺ على هذه الإغراءات فرفض رسول الله ﷺ ذلك جملة وتفصيلاً .

٥٠- تعنتت قريش بعد ذلك وطلبت من رسول الله ﷺ المعجزات:
رُؤية الملائكة ،
وجري الأنهار ...إلخ .

٥١- عادت قريش مرة أخرى بالتنكيل والإضطهاد لمن آمن خاصة الفقراء .
فأذن رسول الله ﷺ لأصحابه بالهجرة الثانية إلى الحبشة .

وغدا باذن الله نلتقي في
الحلقة الثالثة
 
رد: السيرة النبوية متجدد

جزاك الله خيراعلى الطرح الأكثر من رائع
بارك الله فيك استمر
واعذرني على اني تداخلت في سردك لهذه السيره العطره
موفق اخوي ابوفواز
 
رد: السيرة النبوية متجدد

اللهم صل على محمد وآل محمد

جزيت خير الجزاء
 
رد: السيرة النبوية متجدد

اختنا الرضى
اخونا ضوء القمر
شاكر لمروركم وجزاكم الله خير
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية :
( الحلقة الثالثة )

٥٢- بلغ عدد مهاجري الحبشة الثانية ٨٢ رجلاً و ١٨ امرأة .
وكان أميرهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه .

٥٣- كانت الهجرة الثانية إلى الحبشة أشق من سابقتها ، ولقي المسلمون من قريش تعنيفاً شديداً ونالوهم بالأذى .

٥٤- في طريق الهجرة إلى الحبشة الثانية نهشت خالد بن حزام رضي الله عنه حيَّة فمات في الطريق .

٥٥- لما رأت قريش أن أمر الإسلام في إنتشار رهيب إجتمعت على قرار جائر وظالم ، وهو كتابة صحيفة بمقاطعة بني هاشم وبني المطلب .

٥٦- معنى المقاطعة لا يشتري منهم أحد ، ولا يبيعهم أحد ، ولا يُجالسون ، ولا يُخالطون ، ولا يُتزوج منهم ، ولا يُزوجهم أحد .

٥٧- تجمع بني عبدالمطلب وبني هاشم في شعب ، فسُمي بشعب أبي طالب ، وظلت هذه المقاطعة ٣ سنوات .

٥٨- اشتد الأمر على مَن كان في شعب أبي طالب ، الجوع والعطش ، حتى كانوا لا يجدون ما يأكلون، وكان الناس يسمعون بكاء أطفالهم الجوعى طوال الليل!!

٥٩- في فترة المقاطعة وُلِد حَبْر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنها في الشعب.

٦٠- استطاع نفر من قريش ممن كانوا مُتعاطفين مع مَن في الشعب أن يدخلوا الكعبة ويُمزقوا هذه الصحيفة الجائرة .

٦١- تُوفي أبو طالب عم النبي ﷺ بعد مقاطعة قريش .
وعرض عليه رسول الله ﷺ كلمة التوحيد وهو في نزعه الأخير ولم يُقدر الله له ذلك .

٦٢- مات أبو طالب على الكفر ، وحَزُن رسول الله ﷺ على عمِّه ، وقال :" لأستغفرنَّ لك مالم أُنه عن ذلك" .

٦٣- نزل قوله تعالى في سورة التوبة ينهى نبيَّه والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا من أقرب الناس .

٦٤- قال تعالى : " ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أُولي قُربى من بعد ماتبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ".
ونحن كذلك لا يجوز لنا الدعاء لكافر أو كافرة بالرحمة.

٦٥- أبوطالب هو الكافر الوحيد الذي يشفع له فيخفف عنه العذاب.. قال رسول الله ﷺ : "أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو مُنتعل بنعلين يغلي منهما دماغه " رواه مسلم .

٦٦- تُوفيت خديجة بنت خُويلد رضي الله عنها بعد أبي طالب ، ودُفنت في الحجون في مقابر مكة ولم تكن صلاة الجنازة شُرعت آن ذاك .

٦٧- قال جبريل لرسول الله ﷺ: "بشِّر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " متفق عليه

٦٨- قال جبريل لرسول الله ﷺ: "هذه خديجة قد أتتك ، فإذا هي أتتك فأقرئها السلام من رَبِّها ومِنِّي " متفق عليه

٦٩- حزن رسول الله ﷺ على وفاة عمِّه أبي طالب ، وزوجته خديجة، فقد كان عمه الحصن الخارجي، وزوجته الحصن الداخلي.. وها قد تحطما!

٧٠- عقد رسول الله ﷺ على عائشة رضي الله عنها بعد وفاة خديجة رضي الله عنها ، وكانت أول زوجة عقد عليها بعد خديجة.

٧١- عقد رسول الله ﷺ على سَودة بنت زَمعة رضي الله عنها، وهي أول امرأة دخل بها رسول اللهﷺ بعد خديجة .

٧٢- انفردت سودة رضي الله عنها بالنبي ﷺ ثلاث سنوات، وكانت عابدة صالحة، ومن أشد الناس تمسكاً بأمر النبي ﷺ.

٧٣- اشتدت قريش بالأذى على النبي ﷺ بعد وفاة أبي طالب ، فتجرأ عليه السفهاء ، وما كان في حياة أبي طالب يتجرأ عليه أحد .

٧٤- قال رسول ﷺ :" ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب ". رواه البيهقي في دلائل النبوة بإسناد صحيح

٧٥- أُلقي على رسول الله ﷺ سلا الجزور - وهي المشيمة وأوساخ الولادة - ووطئ عقبة بن أبي معيط قبَّحه الله على عنق النبي ﷺ وهو ساجد !!

٧٦- حاول أبو جهل لعنه الله بزعمه أن يطأ عُنُق النبي ﷺ إذا سجد ، فحمى الله نبيِّه ﷺ .

٧٧- قال رسول الله ﷺ :" لقد أُوذيت في الله وما يُؤذى أحد ، وأُخفتُ في الله وما يُخاف أحد " رواه ابن ماجه
بأبي هو وأمي ﷺ .

٧٨- استأذن أبو بكر الصديق رسول الله ﷺ بالهجرة إلى الحبشة بسبب شدة البلاء في مكة ، فأذن له النبي ﷺ .

٧٩- خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه متوجهاً للحبشة ، فلما وصل إلى منطقة "بِرك الغِماد" لقية رجل يُقال له "ابن الدُّغُنَّة".

٨٠- ابن الدُّغُنَّة سيد قبيلة القارة، فأجار أبابكر الصديق ، وقال له : ارجع فاعبد ربك في مكة. فلم تُنكر قريش .

٨١- ضاقت قريش ذرعاً بجوار ابن الدُّغُنَّة لأبي بكر الصديق ، لأن أبا بكر الصديق أخذ يجهر بالقرآن .

٨٢- قال ابن الدُّغُنَّة لأبي بكر الصديق : أن لا يجهر بالقرآن. فرفض أبو بكر ، ورد جوار ابن الدُّغُنَّة ، وبقي أبوبكر بمكة.

٨٣- اشتد الأمر على النبي ﷺ بمكة ، فخرج إلى الطائف ماشياً على قدميه ، يدعوهم إلى الإسلام .

٨٤- كان استقبال أهل الطائف للنبي ﷺ الضرب بالحجارة ، خاصة على أقدامه الشريفتين حتى نزل الدم منهما !! ﷺ بأبي هو وأمي.

٨٥- بعد 10 أيام خرج رسول الله ﷺ من الطائف مهموماً على وجهه ، فلم يستفق إلا وهو في قرن المنازل، أكثر من 40 كيلو!

٨٦- نزل جبريل عليه السلام ومعه مَلَك الجبال على رسول الله ﷺ يُخيره بهلاك مكة ، أو يصبر ، فاختار الصبر !

٨٧- رجع رسول الله ﷺ إلى مكة ، ودخلها بجوار المطعم بن عَدِي .

وغدا بإذن الله الحلقة الرابعة🍀
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية :
( الحلقه الرابعة )

٨٨- جاءت حادثة الإسراء والمعراج تثبيتاً وتكريماً لرسول الله ﷺ في أعقاب سنين طويلة من الدعوة .

٨٩- ذكر الله تعالى قصة الإسراء في سورة الإسراء ، وذكر سبحانه قصة المعراج في سورة النجم .

٩٠- تعتبر رحلة الإسراء والمعراج من أعظم معجزات النبي ﷺ التي أكرم الله بها نبيَّه ﷺ .

٩١- قِصّتها تمَّت في أقل مِن ليلة. خرج رسول الله بعد صلاة العشاء ورجع قبل الفجر .
فعلاً معجزة لا يستطيع أحد أن يتخيَّلها .

٩٢- بدأت هذه الرحلة عندما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله ليخرج به من بيته في مكة إلى الكعبة .

٩٣- عند الكعبة شق جبريل عليه السلام صدر رسول الله ﷺ وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم وملأه إيماناً وحكمة ثم رده وخاط صدره الشريف!

٩٤- ثم ركب رسول الله البُراق - وهي دابة - معه جبريل عليه السلام، وماهي إلا لحظات حتى وصل رسول الله مع جبريل إلى المسجد الأقصى .

٩٥- فلما دخل رسول الله ﷺ المسجد الأقصى مع جبريل عليه السلام وجد أمراً عظيماً .
أحيا الله له جميع الأنبياء والمرسلين!

٩٦- عدد الأنبياء ١٢٤ ألف نبي . أما عدد المرسلين ٣١٥ .
جاء ذلك في حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه .

٩٧- فلما دخل رسول الله ﷺ مع جبريل المسجد الأقصى أُقيمت الصلاة ، فقدَّم جبريل رسول الله ﷺ ليكون إماماً في الصلاة بأئمة الخلق .

٩٨- أي مكانة ومنزلة لرسول الله ﷺ أن يكون إماماً بأئمة الخلق عليهم الصلاة والسلام!

٩٩- فلما فرغ رسول الله ﷺ من صلاته بالأنبياء والمرسلين جيئ بالمعراج، وهو سُلَّم لكن لا يعلم شكله وقدره إلا الله سبحانه.

١٠٠- ركب رسول الله ﷺ مع جبريل المعراج فإذا هي لحظات فوصل إلى السماء الدنيا، ففُتح لهما ورأى رسول الله ﷺ من أحوالها الشي العجيب.

١٠١- رأى رسول الله ﷺ في السماء الدنيا أبو البشر آدم ﷺ.
ورأى حال أكلة أموال اليتامى ظلماً والعياذ بالله !

١٠٢- ورأى رسول الله ﷺ في السماء الدنيا حال المغتابين، وحال الزُناة، وحال أكلة الربا، نعوذ بالله من أعمال الفجور.

١٠٣- ثم صعد رسول الله ﷺ مع جبريل إلى السماء الثانية فرأى فيها ابني الخالة يحيى بن زكريا ، وعيسى بن مريم صلى الله عليهما وسلم.

١٠٤- ثم صعد رسول الله ﷺ مع جبريل إلى السماء الثالثة فرأى فيها يوسف ﷺ .
قال رسول الله ﷺ عنه : "أعطي شطر الحُسن ".

١٠٥- ثم صعد رسول الله ﷺ مع جبريل عليه السلام إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس ﷺ .

١٠٦- ثم صعد رسول الله ﷺ مع جبريل عليه السلام إلى السماء الخامسة فرأى هارون ﷺ.

١٠٧- ثم صعد رسول الله ﷺ مع جبريل عليه السلام إلى السماء السادسة فرأى فيها موسى ﷺ .

١٠٨- ثم صعد رسول الله ﷺ مع جبريل عليه السلام إلى السماء السابعة فرأى فيها أبو الأنبياء إبراهيم ﷺ .

١٠٩- قال إبراهيم ﷺ لرسول الله ﷺ : " أقْرِئ أُمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التُربة عذبة الماء

١١٠- وأن غراسها: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر" .

١١١- بعد ما فرغ رسول الله ﷺ من لقائه بأبيه إبراهيم ﷺ. دخل مع جبريل عليه السلام الجنة ورأى فيها مشاهد كثيرة!

١١٢- رأى رسول الله في الجنة:
١- قصرا لعمر بن الخطاب .
٢- ورأى جارية لزيد بن حارثة .فأخبرهما بذلك .
٣- ورأى نهر الكوثر .

١١٣- ورأي رسول الله النار يحطم بعضها بعضاً نعوذ بالله منها وأجارنا منها .
ورأى مالكا خازن النار عليه السلام .

١١٤- ثم ذهب جبريل عليه السلام برسول الله ﷺ إلى أطراف السماء السابعة!
ثم توقف جبريل عليه السلام ، وقال لرسول الله ﷺ: "يامحمد تقدَّم ، فوالله لو تقدمت خطوة واحدة لاحترقت " !
فتقدم رسول الله ﷺ ، ووصل إلى موضع لم يصل إليه لا بشر ولا مَلَك !!

١١٦- وصل رسول الله ﷺ إلى موضع سمع فيه صريف الملائكة التي تكتب أقضية الله سبحانه تكرمت لنبي هذه الأُمة ﷺ .

١١٧- هناك في هذا المكان الطاهر العظيم كلَّم الله سبحانه وتعالى نبيه ﷺ وفرض عليه وعلى أُمته الصلوات الخمس .

١١٨- مَنح الله هذه الأُمة:
- فرض الصلوات الخمس.
- غُفر لكل مسلم الكبائر، أي: يعني لا يُخلَّد في النار.
- أعطيت خواتيم سورة البقرة .

نلتقي بإذن الله
في الحلقة الخامسة.
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية:

الحلقه الخامسة..

١١٩- بعد مافرغ رسول الله ﷺ من كلام الله له رجع إلى جبريل عليه السلام ، ثم رجع إلى المسجد الأقصى وركب البراق وعاد إلى مكة .
وكانت الرحلة تثبيتا للنبيﷺ بعد ما لاقاه من قريش بعد وفاة عمه، وما واجهه من أهل الطائف.

١٢٠- كل هذه الرحلة العظيمة وتفاصيلها حدث في أقل من ليلة، إنها معجزة عظيمة، ولذلك خلَّد الله ذكرها في كتابه الكريم .

١٢١- نزل جبريل عليه السلام على رسول الله ﷺ بعد الإسراء والمعراج بيوم ليُبيِّن له أوقات الصلوات الخمس .

١٢٢- فُرضت الصلوات الخمس في الإسراء والمعراج ركعتين لكل صلاة إلا المغرب كانت ٣ ركعات .

١٢٣- كانت القبلة إلى بيت المقدس ، وكان رسول الله ﷺ إذا صلى جعل الكعبة بين يديه فيُصيب القبلتين .

١٢٤- طلبت قريش من النبي ﷺ معجزة ملموسة ، فقال لهم رسول الله ﷺ : " أرأيتم إن شققت لكم القمر نصفين تؤمنون ". قالوا : نعم .

١٢٥- فدعا رسول الله ﷺ ربه جلَّت قدرته أن يشق له القمر نصفين ، فشق الله سبحانه القمر نصفين وقريش ينظرون .

١٢٦- فلما رأت قريش هذه المعجزة الباهرة ، قالوا : والله إنك ساحر . فكذبت قريش هذه المعجزة العظيمة والتي لا ينكرها إلا جاحد .

١٢٧- فأنزل الله : {اقتربت الساعة وانشق القمر، وإن يرو آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر، وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر}.

١٢٨- عند ذلك بدأ رسول الله ﷺ يُفكر في الدعوة في قبائل العرب في موسم الحج ، لعل قبيلة تؤمن به وتنصره .

١٢٩- كان أبو لهب وأبو جهل قبَّحهما الله يتناوبان المشي خلف النبي ﷺ وتكذيبه، وهو يدعو في قبائل العرب .

١٣٠- اختلف موقف قبائل العرب تُجاه دعوته ﷺ ، منهم من تبرأ منه ، ومنهم من طمع بالخلافة بعده ، ومنهم من سكت .

١٣١- في العام ١١ للبعثه في الحج التقى رسول الله ﷺ بستة نفر من الخزرج أراد بهم الله خيرا . جلس إليهم ﷺ ودعاهم إلى الإسلام .

١٣٢- أسلم هؤلاء النفر بالنبي ﷺ ، وهم:
أسعد بن زرارة (أول من دفن بالبقيع)
وعوف بن الحارث
ورافع بن مالك
وقُطبة بن عامر
وعُقبة بن عامر
وجابر بن عبدالله.

١٣٣- رجع هؤلاء النفر إلى المدينة وذكروا لقومهم رسول الله ﷺ ، ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم .

١٣٤- لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر للنبي ﷺ .
وفي العام ١٢ للبعثة في الحج قدم ١٢ رجل من الأنصار للحج .

١٣٥- التقى وفد الأنصار المكون من ١٢ رجل بالنبي ﷺ وبايعوه بيعة العقبة الأولى.

١٣٦- كانت البيعة على:
- السمع والطاعة لرسول الله ﷺ في المنشط والمكره والعسر واليسر.
- والنصرة لرسول الله ﷺ إذا قدم إليهم المدينة .

١٣٧- أما وصف بيعة العقبة الأولى ببيعة النساء فإنه وَهْمٌ من بعض الرواة ، ولم يكن للنساء ذكر في هذه البيعة ولا في بنودها .

١٣٨- لما أراد وفد الأنصار الرجوع إلى المدينة بعث معهم رسول الله ﷺ مصعب بن عُمير رضي الله عنه ليُفقِّه الأنصار في الدين .

١٣٩- أسلم على يَد مُصعب رضي الله عنه سيد بني عبدالأشهل (سعد بن مُعاذ) ، و(أُسيد بن حُضير) رضي الله عنهما .

١٤٠-أقام مصعب في دار أسعد بن زُرارة يدعو إلى الإسلام حتى لم تَبق دار من دور الأنصار إلا ودخلها الإسلام .

١٤١- في العام ١٣ للبعثة خرج ٧٣ رجل وامرأتان من الأنصار لملاقاة النبي ﷺ في موسم الحج لإبرام أعظم اتفاق في تاريخ الإسلام !!

١٤٢- جرت إتصالات سرية بين النبي ﷺ وبين ٧٣ رجل من الأنصار على أن يجتمعوا في أواسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة .

١٤٣- في الليلة الموعودة اجتمع النبي ﷺ مع ٧٣ رجلا والمرأتين من الأنصار لإبرام البيعة الكُبرى التي عُرفت ببيعة العقبة الثانية .

١٤٤- كانت بنود البيعة:
- السمع والطاعة للنبي ﷺ في العسر واليسر.
- وحمايته ونصرته ﷺ إذا قدم عليهم المدينة .

١٤٥- فقالوا للنبي ﷺ: وما لنا إن نحن وَفَّينا بالبيعة ؟
قال ﷺ: لكم الجنة.
فوافقوا بالإجماع .

١٤٦- أول من بايع النبي ﷺ هو (البراء بن معرور) رضي الله عنه ، ثم تتابع الناس وهم رُؤوس الأنصار .

١٤٧- من أوهام ابن إسحاق في السيرة أن رسول الله ﷺ بايع الأنصار في هذه البيعة على الجهاد ، وهذا من أوهامه على جلالة قدره .

١٤٨- تابع ابن هشام ابن إسحاق على ذلك ، وهذا من أوهامهما رحمهما الله ، فإن الجهاد لم يفرض إلا في السنة الأولى للهجرة.

١٤٩- هكذا تمت هذه البيعة العظيمة (بيعة العقبة الثانية) ، والتي كانت سبباً في الهجرة إلى المدينة لبناء الدولة الإسلامية .

١٥٠- قال كعب بن مالك : "لقد شهدت مع النبي ﷺ ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام ، وما أُحب أن لي بها مَشهد بدر".

١٥١- لما رجع الأنصار إلى المدينة بعد بيعة العقبة الثانية طابت نفس رسول الله ﷺ ، وقد جعل الله له مَنعة وقوماً وهم (الأنصار) .

١٥٢- أمر رسول الله ﷺ أصحابه بوجوب الهجرة إلى المدينة ، واللحوق بإخوانهم من الأنصار .

١٥٣- قال رسول الله ﷺ: "أُمرتُ بقرية تأكل القُرى، يقولون يثرب وهي المدينة ، تَنفِي الناس كما يَنفي الكيرُ خبث الحديد ".

١٥٤- خرج الصحابة رضي الله عنهم أرسالاً - أي جماعات - مُتخفِّين ، مُشاة ورُكباناً .
وأقام هو ﷺ ينتظر الإذن له من الله بالهجرة .

١٥٥- قال البراء بن عازب : أول من قدم علينا من أصحاب النبي ﷺ مُصعب بن عُمير وابن أم مكتوم ، ثم جاء عَمَّار ، وبلال ، وسعد .

١٥٦- لم تكن هجرة الصحابة سهلة هَيِّنة ، بل كانت صعبة بحيث كانت قريش تضع كل العراقيل للحيلولة عن هجرة الصحابة .

١٥٧- وهاجر أبوسلمة بن عبدالأسد ، وعامر بن ربيعة ومعه زوجته ليلى بنت أبي حثمة. وهاجر بني جحش .

١٥٨- وهاجر عمر بن الخطاب ليلاً مُتخفيا مع عَيَّاش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص، أخرج ذلك ابن اسحاق في السيرة بإسناد صحيح.

١٥٩- وأما قصة هجرة عمر بن الخطاب علانية، وقوله : من أراد أن تثكله أمه أو يُيَتَّم ولده ...إلخ . فهي رواية ضعيفة لم تثبت .

نلتقي غدا - بإذن الله - في الحلقة السادسة.
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية:

الحلقة السادسة ..

١٦٠- لم يمض شهران على بيعة العقبة الثانية حتى لم يبق بمكة أحد من المسلمين إلا رسول الله ﷺ وأبو بكر وأهله أو عاجز عن الهجرة .

١٦١- تأكد رسول الله ﷺ بأنه لم يبق أحد من أصحابه إلا وهاجر إلى المدينة إلا رجل محبوس أو مريض أو ضعيف عن الخروج .

١٦٢- كان أبو بكر الصديق كثيراً ما يستأذن رسول الله ﷺ بالهجرة ، فقال له رسول الله ﷺ : "لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً ".

١٦٣- جاء الإذن من الله لرسوله ﷺ بالهجرة إلى المدينة ، وأن يكون صاحبه في هذه الهجرة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

١٦٤- أخبر النبي ﷺ أبا بكر الصديق بالهجرة ، وأنه سيكون رفيقه فيها ، فَجهَّز أبوبكر الصديق ناقتين له ولرسول الله ﷺ.

١٦٥- اجتمع كفار قريش في دار الندوة ، واتفقوا على أمر جائر وهو قتل النبي ﷺ، ثم أعلنوا في ذلك جائزة 100 ناقة لمن يأتي به.

١٦٦- حمى الله سبحانه نبيه ﷺ من مؤامرة قريش وأخبره بهذه المؤامرة، فخرج رسول الله ﷺ مع أبي بكر الصديق وتَوجَّها إلى غار ثور.

١٦٧- كَمَنَ - يعني اختبأ - رسول الله ﷺ وأبو بكر في الغار ٣ أيام ، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهم بالطعام كل يوم، وأخوها عبدالله يأتي بالأخبار .

١٦٨- بحث الكفار عن رسول الله ﷺ في كل مكان فلم يجدوه ، وتوجهت مجموعة منهم إلى غار ثور ، ووقفوا على باب الغار .

١٦٩- لو نظر أحدهم إلى داخل الغار لرأى رسول الله ﷺ وصاحبه أبا بكر لكن الله صرف قلوبهم ولم يتكلف أحد منهم أن ينظر داخل الكهف .

١٧٠- رواية نسج العنكبوت والحمامة أخرجها الإمام أحمد في مسنده بإسناد ضعيف.
ثم رجع هؤلاء الكفار، وحمى الله رسوله ﷺ منهم.

١٧١- خرج رسول الله ﷺ وصاحبه أبو بكر الصديق من الغار بعد أن مكثا فيه ٣ أيام، وانطلقا متوجهين إلى المدينة.

١٧٢- وخرج معهما (عامر بن فُهيرة) مولى أبي بكر الصديق يخدمهما في الطريق وكان دليلهم إلى المدينة (عبدالله بن أُريقط) وكان مشركاً.

١٧٣- فكان رسول الله ﷺ، وأبو بكر الصديق ، وعامر بن فهيرة ، والدليل عبدالله بن أريقط. وفي طريقهم إلى المدينة حدثت أحداث.

١٧٤- من الأحداث :
- قصة سراقة بن مالك،
- إسلام الراعي،
- قصة أم معبد الخزاعية،
- لقاء الرسول ﷺ بالزبير وطلحة وهما قادمان من الشام.

١٧٥- من الأحداث التي حدثت في هجرته ﷺ لكنها لم تثبت بإسناد صحيح: قول رسول الله ﷺ لسراقة: "كيف بِك إذا لبست سِواري كسرى"،
لكن أهل السير يذكرونها، ولا يدققون في أخبار السيرة كدقتهم في الأحاديث الأخرى.

١٧٦- وصل رسول الله ﷺ ومن معه بحفظ الله ورعايته إلى منطقة قباء في يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١٤ من بعثته، وهي السنة ١هـ.

١٧٧- فلما وصل رسول الله ﷺ ومن معه إلى قباء وجد الأنصار في استقباله ، وجلس رسول الله ﷺ في قباء ١٤ ليلة وخلالها بنى مسجد قباء.

١٧٨- ولما كان يوم الجمعة ركب رسول الله ﷺ على راحلته وخلفه أبوبكر متوجهين إلى المدينة.

١٧٩- أدركت رسول ﷺ صلاة الجمعة في ديار بني سالم بن عوف، فصلّاها في الوادي (وادي رانُوناء)، وهي أول جمعة يُصليها في الإسلام.

١٨٠- ثم ركب رسول الله ﷺ ناقته من ديار بني سالم بن عوف، وأرخى لها الزمام، حتى دخل المدينة في جو مشحون بالفرح والسرور.

١٨١- وكان يوماً تاريخياً مشهوداً، فقد كانت البيوت والسِّكَكُ تَرَتُّج بأصوات التحميد والتكبير.

١٨٢- قال أنس رضي الله عنه: "ما رأيت يوماً قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله ﷺ وأبو بكر الصديق المدينة".

١٨٣- قال البراء: "ما رأيت أهل المدينة فرجوا بشيئ فرحهم برسول الله ﷺ حين قدم المدينة ، حتى جعل الإماء يقلن : قدم رسول الله".

١٨٤- قال البراء رضي الله عنه: "فصعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون : يا محمد يارسول الله".

١٨٥- قال أنس رضي الله عنه: "لما كان اليوم الذي دخل رسول الله ﷺ فيه المدينة أضاء منها كل شيئ".

١٨٦- قال أنس رضي الله عنه : "خرجت جوار يضربن بالدف وهُنَّ يَقُلْن :
"نحن جوارٍ من بني النَجَّار، يا حَبَّذا محمد من جار".

١٨٧- الأبيات الشهيرة :
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع .. أخرجها البيهقي بإسناد ضعيف، وأوردها الغزالي في الإحياء، وأعلّه الحافظ العراقي بقوله إسناده معضل ، وضَعَّفه الحافظ ابن حجر في الفتح ، وابن القيم في زاد المعاد،
لكن أهل السير يذكرونها ولابأس في ذلك.

١٨٨- قال القسطلاني: "وأشرقت المدينة بحُلُوله فيها ﷺ ، وسَرَى السُّرُورُ إلى القُلُوبِ".

١٨٩- بركت ناقة النبي ﷺ في موضع المسجد النبوي. وهذا المكان باختيار من الله ، لأنه عليه بُني المسجد النبوي .

١٩٠- ونزل رسول الله ﷺ على أبي أيوب الأنصاري ، حتى بُنِيت له حجراته ﷺ . فحاز أبو أيوب أعظم الشرف بنزول النبي ﷺ عليه .

١٩١- كانت المدينة المنورة معروفة بالوباء ، فأصاب أصحاب رسول الله ﷺ منها بلاء ومرض، وصرف الله ذلك عن رسوله ﷺ .

١٩٢- فلما رأى رسول الله ﷺ ما أصاب أصحابه من البلاء والمرض دعا الله عز وجل أن يرفع الوباء عن المدينة المنورة .

١٩٣- قال رسول الله ﷺ: "اللهم حَبِّب إلينا المدينة كَحُبِّنا مكة أو أشدَّ ، وصَحِّحْها ، وبارك لنا في صَاعِها ومُدِّها ".

١٩٤- بَنى النبي ﷺ مجتمعه المدني على ثلاثة قواعد هي:
١- بناء مسجده النبوي.
٢- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
٣- كتابة الصحيفة .

١٩٥- في شوال من السنة ١هـ بَنى - أي دخل - رسول الله ﷺ بعائشة رضي الله عنها ، فكانت أحب نسائه إليه ﷺ رضي الله عنها .

١٩٦- غَيَّر رسول الله ﷺ إسم يثرب إلى: طابة ، المدينة ، طيبة.
قال رسول الله ﷺ :" إن الله سَمى المدينة طابة ". رواه مسلم

١٩٧- قال رسول الله ﷺ :
"أُمرتُ بقرية تأكل القُرىٰ ، يقولون يثرب ، وهي المدينة" متفق عليه .

١٩٨- قال جابر بن سمرة رضي الله عنه: "كانوا يُسمون المدينة يَثرب ، فسماها رسول الله ﷺ طيبة".

١٩٩- شُرع الأذان في السنة الأولى للهجرة. وكل الروايات التي تقول إن الأذان شُرع في مكة قبل الهجرة، أو في الإسراء لا تثبت .

٢٠٠- أسلم عبدالله بن سلام اليهودي رضي الله عنه في السنة الأولى للهجرة ، وكان من عُلمائهم ، وكان إسلامه حُجَّة على اليهود .

٢٠١- لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء ، وكانت لرجُل من بني غِفار عين يقال لها : رُومة .

٢٠٢- وكان يبيع منها القِربة بِمُدّ، فقال رسول الله ﷺ: "من يشتري بئر رُومة بخير له منها في الجنة".

٢٠٣- فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه بماله الخاص ، وسبَّلها للمسلمين .


نلتقي بإذن الله غدا في الحلقة السابعة ..
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية :

الحلقة السابعة :

٢٠٤- لما فُرضت الصلاة الخمس في الإسراء والمعراج كانت كل صلاة ركعتين إلا المغرب فكانت ٣ ركعات.

٢٠٥- فجاء الوحي بعد الهجرة بزيادة ركعتين لصلاة الظهر والعصر والعشاء ، فصارت ٤ ركعات لكل منها، وثبت الأمر على ذلك.

٢٠٦- أراد بنو سَلِمة أن يتركوا ديارهم - وكانت في أطراف المدينة بعيدة عن المسجد النبوي - ويقتربوا من المسجد النبوي .

٢٠٧- فخشي رسول الله ﷺ أن تَعْرَى المدينة ، فنهاهم ، وقال :
"يابني سَلِمة ديَارَكُم تُكْتَبْ آثارُكُم" فثبتوا في منازلهم .

٢٠٨- لما استقر رسول الله ﷺ في المدينة جاءه الوحي بتشريع الجهاد ، فأنزل الله:
{أُذِن للذين يُقَاتَلُون بأنهم ظلموا...}

٢٠٩ - الغزوة هي كُل بَعْث خرج فيه رسول الله ﷺ بنفسه الشريفة سواء قاتل فيها أو لم يُقاتل.

٢١٠- غزى رسول الله ﷺ ٢١ غزوة ، أولها غزوة الأبواء وتسمى وَدَّان، وآخر غزوة غزاها هي غزوة تبوك.

٢١١- أول سرية بعثها رسول الله ﷺ كانت بقيادة حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه لاعتراض قافلة لقريش.

٢١٢- ثم بعث رسول الله ﷺ ابن عمه عُبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب في سرية ، والهدف قافلة لقريش ، وصار بينهما رمي بالنبال.

٢١٣- ثم بعث رسول الله ﷺ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في سرية ليعترض قافلة لقريش ، ففرت القافلة.

٢١٤- أول من توفي بالمدينة من المسلمين بعد الهجرة ، هو :
كُلثوم بن الهِدْم رضي الله عنه وكان شيخا كبيرا.

٢١٥- في صفر على رأس ١٢ شهرا من الهجرة ، خرج رسول الله ﷺ في أول غزوة له ، هي غزوة الأبواء وتُسمى ودّان لاعتراض قافلة لقريش.

٢١٦- ثم خرج رسول الله ﷺ في ربيع الأول على رأس ١٣ شهرا من هجرته، في غزوته الثانية وهو غزوة بَوا ، لاعتراض قافلة لقريش.

٢١٧- ثم خرج رسول الله ﷺ في الغزوة الثالثة وهي غزوة العشُيرة، وكانت في جُمادى الآخرة على رأس ١٦ شهر من هجرته ﷺ.

٢١٨- لم يقم رسول ﷺ بعد العُشيرة إلا ليالي، ثم خرج في غزوة سَفَوَان، وتُسمى أيضاً غزوة بدر الأولى.

٢١٩- بعث رسول الله ﷺ عبدالله بن جحش رضي الله عنه في سرية إلى منطقة نَخْلَة ، والهدف اعتراض قافلة لقريش ، فأدركوها.

٢٢٠- فقُتل عمرو بن الحضرمي وهو أول كافر يقتل في الإسلام، وأُسر عثمان بن عبدالله ، والحكم بن كيسان وغنموا كل ما في القافلة.

٢٢١- فكان في سرية نَخْلَة بقيادة عبدالله بن جحش رضي الله عنه أول قَتيل ، وأول أسرىٰ ، وأول غنائم في الإسلام.

٢٢٢- في النصف من رجب من السنة ٢ للهجرة جاء الوحي إلى النبي ﷺ بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة.

٢٢٣- في شعبان من السنة ٢ هـ جاء الوحي إلى النبي ﷺ بفرض صيام رمضان فصام رسول الله ﷺ ٩ رمضانات لأنه توفي بداية سنة ١١ للهجرة.

٢٢٤- وفي شعبان من السنة ٢ للهجرة جاء الوحي إلى النبي ﷺ بفرض زكاة الفطر ، وفُرضت قبل فرض زكاة الأموال.

٢٢٥- وفي رمضان من السنة ٢ للهجرة وقعت غزوة
(بدر الكُبرى)
وهي يوم الفُرقان التي فَرَّق الله بها بين الحق والباطل .

٢٢٦- غزوة بدر الكُبرى خَلَّد الله ذكرها في سورتي آل عمران والأنفال، وخَصَّها الله بخصائص لم تكن لسواها، ومن شهدها من الصحابة هم أفضل الصحابة .

٢٢٧- غزوة بدر الكبرى نصر الله فيها نَبيَّه ﷺ نصراً مؤزراً ، وقَرَّ عَينه ، وقَوِيت شوكة المسلمين.

٢٢٨- تُوفيت رُقية بنت النبي ﷺ بعد غزوة بدر الكُبرى مباشرة ، وكان زوجها عثمان بن عفان ، ورُزق منها ابنه عبدالله ومات صغيرا.

٢٢٩- دخل على المسلمين أول عيد فِطر في الإسلام ، وذلك في ١ شوال من السنة ٢ للهجرة.

٢٣٠- في السنة ٢ للهجرة تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بفاطمة بنت النبي ﷺ رضي الله عنها.

٢٣١- رُزق علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة رضي الله عنها بالحسن والحسين ومُحسِّن وأم كلثوم وزينب رضي الله عنهم.

٢٣٢- في شوال من السنة ٢ هـ، وقعت غزوة بني قينقاع ، حاصرهم رسول الله ﷺ ، فاستسلموا ، فأجلاهم رسول الله ﷺ من المدينة.

٢٣٣- في ذي الحجة سنة ٢هـ وقعت غزوة السَّويق ، أغار أبوسفيان على المدينة فقتل رجلا من الأنصار، فخرج له رسول الله ﷺ في ٢٠٠ رجلا.

٢٣٤- في ١٠ من ذي الحجة سنة ٢ هـ حضر عيد الأضْحَى، وكان أول أضْحَى رآه المسلمون، فضَحَّى رسول الله ﷺ بكبشين أملحين أقرنين.

٢٣٥- في ذي الحجة سنة ٢ هـ تُوفي عثمان بن مظعون وصلَّى عليه رسول الله ﷺ ، ودفن بالبقيع، وهو أول مَن دُفن بها من المهاجرين.

٢٣٦- في محرم سنة ٣ هـ وقعت غزوة بَني سُليم وتسمى قَرْقَرْة الكُدْر ، خرج رسول الله ﷺ في ٢٠٠ ، لما بلغه جمعًا لبني سُليم.

٢٣٧- في محرم سنة ٣ هـ وقعت غزوة ذي أَمْر وتسمى غزوة غطفان ، خرج رسول الله ﷺ في ٤٥٠ ، لما بلغه جمعاً لغطفان.

٢٣٨- في جمادى الآخرة سنة ٣هـ، بعث رسول الله ﷺ سرية بقيادة زيد بن حارثة رضي الله عنه ، والهدف اعتراض قافلة لقريش فغنموها.

٢٣٩- في ربيع الأول سنة ٣ هـ تزوج عثمان بن عفان أم كُلثوم بنت النبي ﷺ، بعدما تُوفيت أختها رُقيَّة ، ولم يرزق منها الولد.

٢٤٠- في شعبان سنة ٣ هـ تزوج رسول الله ﷺ حَفصة بنت عمر بن الخطاب ، وكانت زوجة لخُنَيْس بن حُذَافة رضي الله عنه ، الذي توفي.

٢٤١- في رمضان تزوج النبي ﷺ زينب بنت خُزيمة الهلالية ، ولم تلبث عند النبي ﷺ إلا شهرين أو ٣ حتى تُوفيت رضي الله عنها.

اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وإلى حلقة جديدة غدا بإذن الله.
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . السيرة النبوية . .

الحلقة الثامنة:

٢٤٢- في النصف من شوال سنه ٣ هـ وقعت غزوة أُحُد الشهيرة . وتعتبر من أصعب الغزوات التي خاضها رسول الله ﷺ وصحابته الكرام رضي الله عنهم.

٢٤٣- في غزوة أُحُد كُسِرت أسنان النبي ﷺ الأمامية، ودخل المغفر في رأسه الشريف، وسالت دماؤه ! واشتد الأمر عليه، فحفظه الله بنزول الملائكة.
بأبي هو وأمي.

٢٤٤- غزوة أُحُد كانت اختباراً عظيماً للصحابة رضي الله عنهم في دفاعهم عن نَبيِّهم ﷺ ، فنجحوا فيه نجاحاً باهراً رضي الله عنهم.

٢٤٥- غزوة أُحُد سقط فيها ٧٠ شهيداً مِن الصحابة الكرام على رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله وأخوه من الرضاعة، ومصعب سفير الإسلام.

٢٤٦- غزوة أُحُد ظهر فيها الحُب الحقيقي من الصحابة رضي الله عنهم لنبيِّهم ﷺ، فبذلوا أرواحهم في سبيل حياته ﷺ.

٢٤٧- غزوة أُحُد كانت اختباراً حقيقياً ظهر فيها المؤمن الصادق وهم الصحابة، والمنافق الكاذب وهم المنافقين على رأسهم ابن سلول.

٢٤٨- في غزوة أحد أخذ أبودجانة سيف رسول الله ﷺ فوفَّى به، ونزلت الملائكة إلى ساحة أرض المعركة، وغسَّلت الملائكة حنظلة بن أبي عامر.

٢٤٩- غزوة أُحُد كانت مقدمة وتهيئه لموت رسول الله ﷺ، فثبَّت الله أصحابه عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهم.

٢٥٠- غزوة أُحد فيها من الدروس والعبر العظيمة، وقد أبدع ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد وهو يستنبط الدروس والعبر منها.

٢٥١- في محرم سنة ٤ هـ بعث رسول الله ﷺ أبا سلمة ومعه ٥٠ رجلا ، ليعترض طُليحة بن خُويلد الذي جمع جمعاً لغزو المدينة.

٢٥٢- لما رجع أبوسلمة من هذه السرية انتقض جُرحه الذي أُصيب به يوم غزوة أُحُد ، فمات رضي الله عنه.

٢٥٣- قال رسول الله ﷺ:
"اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين".

٢٥٤- في محرم سنة ٤ هـ بعث رسول الله ﷺ عبدالله بن أُنيس لقَتْل خالد بن سُفيان الهُذلي الذي جمع جموعاً عظيمة لغزو المدينة.

٢٥٥- استطاع عبدالله بن أُنيس أن يَقْتُل خالد بن سُفيان الهُذلي بمفرده! وبموته تفرقت الجُموع التي جَمعها لغزو المدينة.

٢٥٦- فلما رجع عبدالله بن أُنيس إلى المدينة فرح به رسول الله ﷺ فرحاً عظيماً ، وقال له: "أفلح الوجه".

٢٥٧- ثم إن رسول الله ﷺ أعطى عبدالله بن أنيس عصاه ، وقال له: "آية - أي علامة - بيني وبينك يوم القيامة".
فلما مات دُفنت معه!

٢٥٨- في صفر سنة ٤ هـ ، وقعت سرية الرجيع والتي راح ضحيتها ١٠ من الصحابة غدر بهم بنو لحيان، فكانت مأساتها شديدة على النبي ﷺ.

٢٥٩- وفي صفر سنة ٤هـ وقعت فاجعة بئر مَعونة أو سرية القُرَّاء راح ضحيتها ٧٠ رجلا من الأنصار، غدرت بهم قبائل رِعْل وذكوان وعُصية.

٢٦٠- فاجعة بئر معونة من أعظم المصائب على المسلمين ، ولذلك قنت رسول الله ﷺ شهراً كاملاً يدعو على القبائل التي غدرت بأصحابه.

٢٦١- في ربيع الأول سنة ٤ هـ وقعت غزوة بني النَّضير ، وهي الغزوة الثانية مع اليهود ، وسببها أنهم أرادوا قتل النبي ﷺ!

٢٦٢- فخرج لهم رسول الله ﷺ وحاصرهم في ديارهم ، فقذف الله الرعب في قلوبهم ، وصالحوا النبي ﷺ على الجَلاَء.

٢٦٣- معنى الجَلَاء إخراجهم من أرضهم. واشترط عليهم الرسول ﷺ أن يحملوا ما استطاعوا من متاعهم إلا السلاح.

٢٦٤- نزلت سورة الحشر كاملة في غزوة بني النضير تحكي تفاصيل هذه الغزوة ، ولن تستطيع فهم الآيات إلا إذا درست غزوة بني النضير.

٢٦٥- في شعبان سنة ٤ هـ وقعت غزوة بدر الآخرة ، وتُسمى بدر الصُغرى؛ لعدم وقوع قتال فيها.

٢٦٦- وتُسمى غزوة بدر الموعد لأن أبا سفيان واعد النبي ﷺ بعد غزوة أُحُد على اللقاء والقتال في العام المقبل في بدر.

٢٦٧- خرج رسول الله ﷺ ومعه ١٥٠٠ رجل ، وخرج أبوسفيان بألفي رجل ، وكان خائفاً وكارهاً للخروج.

٢٦٨- وصل رسول الله ﷺ إلى بدر ينتظر أبا سفيان، فلما بلغ أبو سفيان عُسْفَان خاف وقذف الله الرُّعب في قلبه ، فرجع وتفرق من معه.

٢٦٩- في شوال من السنة ٤ هـ تزوج رسول الله ﷺ أم سلمة، واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة، وذلك بعد أن انقضت عدتها من زوجها.

٢٧٠- وكانت أم سلمة رضي الله عنها موصوفة بالعقل البالغ ، والرأي الصائب، وهي آخر من تُوفي من أزواج النبي ﷺ سنة ٦١ هـ.

٢٧١- تزوج رسول الله ﷺ زينب بنت جحش في السنة ٤ هـ، وكانت زوجة زيد بن حارثة ويدعى في الجاهلية "ابن محمد" ﷺ بالتبني، فطلقها ثم تزوجها رسول الله ﷺ.

٢٧٢- وكان المراد من زواج النبي ﷺ بزينب بنت جحش رضي الله عنها إبطال عادة التبني والقضاء على هذه العادة الجاهلية من جذورها.

٢٧٣- مكثت زينب رضي الله عنها عند زيد بن حارثة رضي الله عنه قرابة سنة ثم طلقها، فلما انقضت عدتها تزوجها رسول الله ﷺ.

٢٧٤- الذي زوج رسول الله ﷺ بزينب هو الله سبحانه، فدخل عليها رسول الله بدون إذن. قال تعالى: {فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها}.

٢٧٥- فكانت زينب بنت جحش تفتخر على أزواج النبي ﷺ وتقول:
"زَوَّجكُن أهاليكن، وزوجني الله تعالى ممن فوق سبع سماوات".

٢٧٦- وأولم النبي ﷺ حين دخل بزينب بنت جحش. قال أنس: أَوْلَمَ رسول الله ﷺ حين بَنَى بزينب ابنة جحش فأشبع الناس خُبْزاً ولحماً.

٢٧٧- ونزل الحجاب في قصة زواج النبي ﷺ ، والمقصود بالحجاب هُنا لأمهات المؤمنين أنه لا يُكلمهن رجلٌ غريب إلا من وراء ستر .

٢٧٨- كانت زينب بنت جحش من أفضل النساء ديناً وورعاً وجوداً ومعروفاً. قالت عائشة: لَم أَرَ امرأة قط خيراً في الدين من زينب.

٢٧٩- قال رسول الله ﷺ لنسائه: "أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا" والمقصود بطول اليد الصدقة، فكانت زينب أطولهن يدا في الصدقة .

٢٨٠- تُوفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة ٢٠ هـ في خلافة عمر رضي الله عنه ، وهي أول نساء النبي ﷺ وفاة بعده، ودفنت بالبقيع.

٢٨١- في شعبان من السنة ٥ هـ وقعت غزوة بني المصطلق ، وتُسمى المريسيع وسببها: أن الحارث بن أبي ضرار جمع جموعاً للغزو.

٢٨٢- فخرج لهم رسول الله ﷺ في ٧٠٠ رجل من أصحابه ، فأغار عليهم وقتل مقاتليهم وسَبى ذراريهم.

٢٨٣- من بين السبايا جُويرية بنت الحارث ابنة سيد بني المصطلق، فعرض عليها رسول الله ﷺ الإسلام ويتزوجها ، فأسلمت وتزوجها ﷺ.

٢٨٤- وبزواج رسول الله ﷺ من جُويرية أطلق الناس كل سبايا بني المصطلق ، لأنهم صاروا أصهار رسول الله ﷺ!

٢٨٥- قالت عائشة رضي الله عنها:
"ما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها من جُويرية".
انظر الإنصاف والشهادة بالحق حتى لضرتها!

٢٨٦- كانت أمنا جُويرية رضي الله عنها من الذاكرات الله كثيرا ، وتُوفيت سنة ٥٦ هـ ، وعمرها ٦٥ سنة.

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ونلتقي غدا - بإذن الله - في الحلقة التاسعة.
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة التاسعة:

٢٨٧- خرج مع النبي ﷺ عدد كبير من المنافقين على رأسهم عبدالله بن أبي بن سلول قبحه الله ، وكان هدفهم إثارة الفتنة بين المسلمين.

٢٨٨- حدث حدثان عظيمان في غزوة بني المصطلق :
- إثارة الفتنة بين المهاجرين والأنصار.
- الطعن بالطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك.

٢٨٩- حاول ابن سلول ومن لَفَّ لَفَّه من المنافقين الطعن بعرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وكانت فتنة عظيمة.

٢٩٠- بَرَّأ الله سبحانه وتعالى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سماوات فأنزل آيات في سورة النور تُتلى إلى يوم القيامة.

٢٩١- قال النووي: براءة عائشة من الإفك قطعيّة بنص القرآن العزيز ، فلو تشكَّك فيها إنسان صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين.

٢٩٢- قصة الإفك فيها من الدروس العظيمة التى لا بُد أن يقف عليها المسلم ، استنبط منها الحافظ ابن حجر أكثر من ٧٠ فائدة .

٢٩٣- في شوال من السنة ٥ هـ وقعت غزوة الخندق ، وتُسمى أيضا غزوة الأحزاب ، وسببها تحريض اليهود للعرب على غزو المدينة.

٢٩٤- تجمع ١٠ آلاف من الأحزاب يُحزبهم ويُحرضهم اليهود على غزو المدينة ، وكان قائد الأحزاب أبوسفيان صخر بن حرب.

٢٩٥- أشار سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق ، فأخذ رسول الله ﷺ برأيه ، وكانت غزوة الخندق أول مشاهد سلمان رضي الله عنه.

٢٩٦- عدد جيش النبي ﷺ ٣ آلاف ، وجعل رسول الله ﷺ على كل ١٠ من أصحابه رئيساً ، وأعطاهم مسافة ٤٠ ذراعا يحفرونها.

٢٩٧- تم إنجاز حفر الخندق قبل وصول الأحزاب، فلما وصل الأحزاب إلى المدينة إذا بهم يتفاجأون بخندق قد حال بينهم وبين دخول المدينة!

٢٩٨- ظهرت في غزوة الخندق معجزات للنبي ﷺ منها:
- تكثير الطعام القليل.
- تكسير الصخرة الضخمة بثلاث ضربات.
- البشارة بفتح فارس والروم.

٢٩٩- نقض يهود بني قريظة العهد مع رسول الله ﷺ ، واشتد الأمر على المسلمين ، وعَظُم البلاء عليهم ، وبلغت القلوب الحناجر، وظن البعض بالله الظنونا.

٣٠٠- دعا رسول الله ﷺ ربه وألح على الله أن يجعل لهم فرجا، فاستجاب له ربه سبحانه وبعث على الأحزاب الريح فشتت أمرهم وأنزل الملائكة فألقت الرعب في قلوبهم.

٣٠١- رجع الأحزاب إلى ديارهم خائبين، ورجع الأمن والأمان إلى مدينة النبي ﷺ بعد أن فرّق الله أمر الأحزاب بالريح والرُّعب.

٣٠٢- رجع رسول الله ﷺ إلى بيتِهِ بعد غزوة الخندق أو الأحزاب، فجاءه جبريل عليه السلام يأمره بقتال يهود بني قريظة.

٣٠٣- لبس رسول الله ﷺ سلاحه وخرج وقال لأصحابه:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُصَلِّينَّ العصر إلا في بَني قريظة".

٣٠٤- انطلق رسول الله ﷺ إلى بَني قريظة وحاصرهم ، فاشتد عليهم الحصار ، وألقى الله الرُّعب في قلوبهم ، فاستسلموا جميعاً، مع أن أعدادهم كانت كبيرة وكان عندهم السلاح والحصون القوية!

٣٠٥- أمر رسول الله ﷺ أن يُوثق الرجال، وكانوا ٤٠٠ مقاتل، وجعل رسول الله ﷺ الحُكْم فيهم لسعد بن معاذ رضي الله عنه.

٣٠٦- جِيئ بسعد بن معاذ محمولاً على حِمار، وكان قد أُصيب في غزوة الخندق، فقال له رسول الله ﷺ:
"جعلْتُ حُكْم بني قُريظة بِيدك".

٣٠٧- فقال سعد رضي الله عنه :
"أحكمُ فيهم أن تُقتل مُقاتلتهم ، وتُسبى ذراريهم ، وتُقسم أموالهم".
الله أكبر ..

٣٠٨- فقال رسول الله ﷺ: "لقد حكمْتَ فيهم بحُكْم الله من فوق سبع سماوات".
ثم أخذ رسول الله ﷺ بتنفيذ الحُكم فيهم.

٣٠٩- بعد ما نُفِّذَ حُكم سعد بن معاذ في يهود بني قريظة ، وأقرَّ الله عَينه ، وشَفى صدره منهم ، انفجر جُرحه فمات رضي الله عنه.

٣١٠- فلما مات سعد بن معاذ رضي الله عنه ، قال رسول الله ﷺ:
"اهْتَزَّ عَرشُ الرحمن لموت سعد بن معاذ" متفق عليه

٣١١- لما فُرِغ من تكفين سعد بن معاذ رضي الله عنه حمله الناس لقبره ، وحملته معهم الملائكة!!

٣١٢- قال رسول الله ﷺ:
"لقد هبط يوم مات سعد بن معاذ سبعون ألف ملَكٍ إلى الأرض لم يَهبطوا قبل ذلك".
رواه البزار بإسناد جيد

٣١٣- حَزِن المسلمون لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه حُزْناً شديداً ، حتى بَكى أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

٣١٤- قالت عائشة: "ما كان أحدٌ أشَدَّ فَقْداً على المسلمين بعد رسول الله وصاحبيه - أي أبوبكر وعمر - من سعد بن معاذ".

صلى الله وسلم على نبينا
ورضي أزواجه وأصحابه

ونلتقي غدا - بإذن الله - في الحلقة العاشرة.
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة العاشرة:

٣١٥- خلَّد الله سبحانه وتعالى غزوة الخندق في كتابه الكريم فأنزل آيات كثيرة من سورة الأحزاب ، من بداية الآية ٩.

٣١٦- قبل الخندق أرسل رسول اللهﷺ أباسلمة فغزى بني أسد، أغار عليهم على ماء "قطن" -الجبال المعروفة غرب القصيم- فهربوا.
وبعد الخندق أخذ رسول الله ﷺ يُوجه حملات تأديبية إلى القبائل التي شاركت في غزوة الخندق.

٣١٧- في ربيع الأول سنة ٦ هـ خرج رسول الله ﷺ في غزوة بني لِحيان ، فَشنَّ عليهم هجوما فتفرقوا مِن كل مكان.

٣١٨- في ربيع الأول سنة ٦ هـ بعث رسول الله ﷺ سرية بقيادة عُكاشة بن مِحصن لبني أسد ففروا منه وتفرقوا.

٣١٩- بعث رسول الله ﷺ سرية بقيادة محمد بن مسلمة لبني ثعلبة من غطفان ، وذلك في ربيع الآخر سنة ٦ هـ ، وحدث بينهم قتال.

٣٢٠- بعث رسول الله ﷺ سرية بقيادة أبي عبيدة بن الجراح وذلك في ربيع الآخر سنة ٦ هـ إلى ذي القَصَّة ، فأغار عليهم وَغنِم منهم.

٣٢١- بعث رسول الله ﷺ زيد بن حارثة في سرية إلى بني سُليم ، وغَنِم منهم ، ورجع سالما بمن معه ، وذلك في ربيع الآخر سنة ٦.

٣٢٢- في جمادى الأولى سنة ٦ هـ بعث رسول اللهﷺ سرية بقيادة زيد بن حارثة ، والهدف اعتراض قافلة لقريش ، فأدركوها ...

٣٢٣- وأخذوا كل مافيها ، وأسروا كل من فيها ، ومن بين الأسرى (أبوالعاص بن الربيع) زوج زينب بنت النبي ﷺ ، وكان مازال مشركا.

٣٢٤- أجارت زينب بنت النبي ﷺ زوجها أبا العاص بن الربيع الذي مازال مشركاً، وهو ابن خالتها، فأطلق رسول اللهﷺ كل الأسرى وردوا عليه ماله.

٣٢٥- رجع أبو العاص بن الربيع إلى مكة وأرجع لأهل مكة أموالهم التي كانت في القافلة ، ثم أسلم ، وهاجر إلى المدينة.

٣٢٦- في ذي القعدة سنة ٦ هـ أخبر رسول الله ﷺ أنه يُريد العمرة وأنه رَأى رُؤيا في منامه أنه دخل مكة هو وأصحابه آمنين مُحلقين رؤوسهم ومقصرين.

٣٢٧- ففرح الصحابة رضي الله عنهم بذلك ، وتهيأوا للخروج معه ، واستنفر رسول الله ﷺ الأعراب من البوادي ممن أسلم ليخرجوا معه.

٣٢٨- فأبطأ عليه الأعراب ، واعتذروا بأعذار واهية كشفها الله في القرآن في سورة الفتح آية ١١ وما بعدها.

٣٢٩- خرج رسول الله ﷺ من المدينة مُتوجها إلى مكة ، ومعه ١٤٠٠ رجل من أصحابه ، ومعه زوجته أم سلمة هند بنت أبي أمية.

٣٣٠- ولم يخرج رسول الله ﷺ سلاحا إلا سلاح المسافر وهي السيوف في القُرُب - وهي الأغماد - ، وساق معه الهدي ٧٠ ناقة.

٣٣١- وصل رسول الله ﷺ إلى مِيقات ذي الحُليفة ، وهو مِيقات أهل المدينة ، ولبس إحرامه ولَبَّى بالعُمْرَة ، وتوجه إلى مكة.

٣٣٢- وصل إلى قريش خبر قدوم رسول الله ﷺ إلى مكة لأداء العُمْرَة ، فقالوا: "والله مايدخلها علينا" !!

٣٣٣- وجَهَّزوا كتيبة بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه - وكان مازال مشركاً - لصَدِّ المسلمين عن دخول مكة.

٣٣٤- وصل رسول الله ﷺ إلى منطقة عُسْفان ، وإذا بكتيبة خالد بن الوليد أمامه ، وحانت صلاة العصر.

٣٣٥- فنزل الوحي بتشريع صلاة الخوف ، فأول صلاة خوف صُليت في الإسلام كانت في غزوة الحُديبية.

٣٣٦- ثم إن رسول الله ﷺ تَفادى الاصطدام مع خيل الكفار ، فقال لأصحابه: "مَنْ يَخرج بِنا على طريق غير طريقهم".

٣٣٧- فقال رجل من الصحابة : أنا يارسول الله. فسلك بهم طريقا وعِراً حتى استطاع أن يَلتف خلف كتيبة المشركين.

٣٣٨- وصل المسلمون إلى ثَنِيَّة المرار ، وهناك بركت ناقة النبي ﷺ ، فلم تتحرك ، حاولوا فيها ولكن دون جَدوى.

٣٣٩- ثم زَجَر رسول الله ﷺ ناقته فوثبت ، وسار حتى نزل أقصى الحُديبية ، فلما اطمأن بالحُديبية جاءه بُديل بن وَرْقَاء في نفر.

٣٤٠- وقال للنبي ﷺ : إن قريشا قد خرجت لقتالك وصدك عن البيت. فقال رسول الله ﷺ:
"إنَّا لم نجيء لقتال ولكنَّا جئنا معتمرين".

٣٤١- بعثت قريش عددًا من رسلها للنبي ﷺ ، وهدفها من ذلك التأكد من سبب مجيء النبي ﷺ لمكة ، هل للقتال أم العمرة.

٣٤٢- فأرسلت قريش :
١- مِكْرَزُ بن حَفْص.
٢- الحِلْسُ بن عَلْقَمة.
٣- عُرْوَة ُبن مَسعود الثَّقَفي.
واحدا ثم آخر.

٣٤٣- رجع رُسُلُ قريش بالخبر أن المسلمين جاؤوا لأداء العمرة ولم يجيؤوا للقتال ، والدليل على ذلك أنهم مُحرمين وساقوا الهَدْيَ.

٣٤٤- فلما رأى رسول الله ﷺ ذلك أرسل عثمان بن عفان إلى أبي سفيان سَيِّد مكة يُخبره أنهم لم يأتوا للقتال وإنما للعمرة.

٣٤٥- فلما وصل عثمان إلى أبي سفيان رَحَّب به ، وقال له: امكث عندنا حتى نَرى رأينا ، فوصل خبر للنبي ﷺ أن عثمان قد قُتِل.

٣٤٦- فلما رأى رسول الله ﷺ ذلك أمر أصحابه بالبيعة ، وكان رسول الله ﷺ جالسا تحت شجرة ، وعُرفت هذه البيعة ب "بيعة الرضوان".

٣٤٧- سُميت بذلك لأن الله سبحانه رضي عنهم ، فقال سبحانه: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يُبايعونك تحت الشجرة}.

٣٤٨- عدد من شَهد بيعة الرضوان على أرجح الروايات ١٤٠٠ رجل من خيرة أصحاب رسول الله ﷺ من المهاجرين والأنصار.

٣٤٩- بعضهم بايع رسول الله ﷺ على الموت ، وبعضهم بايعه على عدم الفرار من المعارك ، وهي أعظم بيعة وقعت في الإسلام.

٣٥٠- يَكفي في فضل بيعة الرضوان أن الله رضي عن أصحابها.

٣٥١- جاء في فضل من شهد بيعة الرضوان أحاديث ، منها: قال رسول الله ﷺ: "ليدخُلنَّ الجنة من بايع تحت الشجرة"
رواه الترمذي

٣٥٢- قال رسول الله ﷺ: "لا يدخل النار أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة"
رواه الإمام أحمد في مسنده

٣٥٣- قال رسول الله ﷺ: "لا يدخل النار إن شاء الله مِن أصحاب الشجرة أحدُ الذين بايعوا تحتها" رواه مسلم

٣٥٤- قال رجل لرسول الله ﷺ: يارسول الله ليدخُلنَّ حاطبٌ النار. فقال: كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدراً والحديبية. رواه مسلم

٣٥٥- قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال لنا رسول الله ﷺ يوم الحديبية: "أنتم خير أهل الأرض" متفق عليه

٣٥٦- ثم بايع رسول الله ﷺ نفسه نيابة عن عثمان رضي الله عنه ، فضرب بيده اليُمنى على اليُسرى وقال: "هذه لعثمان"!

٣٥٧- وبهذا نال عثمان رضي الله عنه شَرف هذه البيعة العظيمة، قال أنس: فكانت يَد رسول الله لعثمان خيراً من أيدينا لأنفسنا.

٣٥٨- لما علمت قريش ببيعة أصحاب النبي ﷺ خافوا ، ورغبوا بالصلح ، فأرسلوا سُهيل بن عمرو يفاوض رسول الله ﷺ.

٣٥٩- تم الاتفاق على التالي: يَرجع المسلمون هذا العام فلا يَدخلون مكة ، ويَدخلونها العام القادم ، فَيُقيموا فيها ٣ أيام.

٣٦٠- من أحب من القبائل أن يَدخل في حِلْف وعهد محمد ﷺ فله ذلك ، ومن أحب أن يَدخل في حِلْف وعقد قريش فله ذلك.

٣٦١- من أتى محمداً ﷺ مسلما يُرد إلى قريش ، ومن أتى قريشا مُرتدا عن الإسلام لا يُرد إلى محمد ﷺ!!
وهذا أشد بند على المسلمين.

٣٦٢- وضع الحرب بين الطرفين - المسلمين وقريش - ١٠ سنين ، يأمن فيهن الناس ، ويكف بعضهم عن بعض. (وهذ فتح: حيث صار المسلم يلتقي بالكافر فيتحاورون)

٣٦٣ - بعدما تم الصلح ، واتفق الطرفان عليه ، أمر رسول الله ﷺ أصحابه بالتحلل من إحرامهم بنحر هَديهم وحَلْقِ رؤوسهم.

٣٦٤ - من شدة غضب الصحابة لعدم دخولهم مكة لأداء العمرة لم يَقُم منهم أحد ، ولم يَتحلل منهم أحد، فتأخروا عسى أن تنزل آيات تغير الأمر.

٣٦٥- فخشي رسول الله ﷺ على أصحابه فدخل إلى أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وأخبرها خبر الصحابة ، وكيف أنهم لم يأتمروا أمره.

٣٦٦- فقالت له رضي الله عنها: يارسول الله أخرج عليهم ثم ادعُ حالقك ، فليحلق لك ، فخرج رسول الله ﷺ عليهم.

٣٦٧- فحلق رأسه الشريف خِراش بن أُمية رضي الله عنه ، فلما رأى الصحابة ذلك عرفوا أن الأمر انتهى ، فتحللوا رضي الله عنهم.
فنعم المستشارة، ونعم الشور!

٣٦٨- ثم نحر رسول الله ﷺ هديه ، ونحر الصحابة رضي الله عنهم ، فهذه عمرة الحديبية الشهيرة ، والتي تم فيها الصلح مع قريش.

٣٦٩- ثم رجع رسول الله ﷺ ومن معه من جيشه البالغ ١٤٠٠ مقاتل من أصحابه إلى المدينة ، فنزلت عليه سورة الفتح وهو في الطريق.

٣٧٠- ففرح بها النبي ﷺ فرحاً عظيماً ، وقال: "لقد أُنزلت علي آية هي أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً" رواه مسلم

٣٧١- قال الله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما}.

٣٧٢- قال الإمام الطحاوي : أجمع الناس أن الفتح المذكور في الآية {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} هو صُلح الحُديبية.

اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين.

نلتقي غداً بإذن الله- في الحلقة الحادية عشر
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة 11 :

٣٧٣- لماذا صُلح الحُديبية هو الفتح العظيم للإسلام ؟
من بعثته ﷺ إلى الحُديبية سنة ٦ هـ ١٩ سنة كان عدد جيش النبي ﷺ ١٤٠٠ مجاهد.

٣٧٤- ومن الحُديبية سنة ٦ هـ إلى فتح مكة ٨ هـ سنتان صار عدد جيش النبي ﷺ في فتح مكة ١٠ آلاف !
فجهد ١٩ سنة من الدعوة أثمر ١٤٠٠.

٣٧٥- وجهد سنتين من صُلح الحُديبية إلى فتح مكة أثمر ١٠ آلاف مجاهد، فما الذي تغير؟

٣٧٦- الذي تغير أن صُلح الحُديبية أوقف تشويه قريش للإسلام ، فانطلق الدُّعاة في كل مكان يدعون بدون مضايقات من قريش.

٣٧٧- التشوية والتضييق الذي كانت تمارسه قريش قبل صلح الحُديبية لتشويه صورة الإسلام جعل الناس تخاف وتهاب من الدخول في الإسلام.
وهو ديدن الأعداء في كل زمان.

٣٧٨- وبعد صُلح الحُديبية انطلق الدعاة آمنين يُبينون للناس عظمة هذا الدين ، ويُسره ورحمته ، فدخل الناس في دين الله أفواجاً.

٣٧٩- صلح الحُديبية حَيَّد قريش فتفرغ رسول الله ﷺ لعدوه اللدود يهود خيبر الذين كانوا السبب الرئيس في تجميع الأحزاب يوم الخندق.

٣٨٠- فقضى رسول الله ﷺ على يهود خيبر ، ولولا صُلح الحُديبية لساعدت قريش يهود خيبر بالمال والسلاح.

٣٨١- لما استقر الأمر بالرسول ﷺ بعد صُلح الحُديبية ، وجد ﷺ أن الفُرصة مُواتية للدعوة خارج نطاق الجزيرة العربية.

٣٨٢- فأرسل ﷺ إلى مُلوك العرب والعَجَم ، وكتب إليهم كُتُباً يدعوهم فيها إلى الإسلام.

٣٨٣- قال أنس رضي الله عنه:
كَتَب رسول الله ﷺ إلى كسرى وإلى قَيصر وإلى النجاشي ، وإلى كل جَبَّار يدعوهم إلى الله.
رواه مسلم

٣٨٤- بعث رسول الله ﷺ عمرو بن أُمية الضَّمْري بكتاب إلى النجاشي ، فأسلم رضي الله عنه وأقرَّ بنُبُوة النبي ﷺ.

٣٨٥- وبعث رسول الله ﷺ دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه بكتاب إلى قيصر ملك الروم يدعوه إلى الإسلام ، فخاف واهتزَّ ولم يُسلم.

٣٨٦- وبعث رسول الله ﷺ عبدالله بن حُذافة رضي الله عنه بكتاب إلى كسرى ملك الفرس يدعوه إلى الإسلام ، فغضب ومزَّق كتاب النبي ﷺ فدعى عليه أن يمزق الله ملكه.

٣٨٧- وبعث رسول الله ﷺ حاطب بن أبي بَلْتَعة رضي الله عنه بكتاب إلى المقوقس ملك القبط في مصر يدعوه فيها إلى الإسلام ، ولم يُسلم.

٣٨٨- وبعث رسول الله ﷺ سَلِيط بن عمرو العامري رضي الله عنه بكتاب إلى هَوْذَةَ بن علي ملك اليمامة ، فلم يُسلم.

٣٨٩- هذه هي الكتب الخمسة التي بعث بها رسول الله ﷺ رسله إلى الملوك خارج الجزيرة العربية ، وبعث كُتُباً غيرها في العام ٨ هـ.

٣٩٠- أرسل النبي ﷺ هذه الكُتُب الخمسة في مُحرم من السنة السابعة للهجرة ، فكان أثرها عظيماً في نُفُوس من أرسلت إليهم من الملوك.

٣٩١- قبل غزوة خيبر بثلاثة أيام وقعت غزوة ذي قَرَد ، وتسمى غزوة الغابة ، وكان بطل هذه الغزوة هو سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.

٣٩٢- سبب هذه الغزوة أن عبدالرحمن بن عُيينة بن حصن هجم على أطراف المدينة ، وأخذ ٢٠ ناقة للنبي ﷺ ، وقتل أحد المسلمين وهرب.

٣٩٣- لحقهم سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ركضاً على قدميه!! ومعه نَبْله وقوسه يرميهم حتى استطاع أن يسترجع نوق النبي ﷺ.

٣٩٤- وصل الخبر إلى النبي ﷺ ، فصرخ في المدينة "الفزع الفزع"، فترامت الخيول إليه ﷺ، فانطلق ﷺ في أثر العدو.

٣٩٥- خرج رسول الله ﷺ في ٥٠٠ رجل من أصحابه ، وإذا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قد استرجع كل نوق النبي ﷺ لوحده!!

٣٩٦- ولحق أبو قَتَادة الحارث بن رِبعي رضي الله عنه فارس النبي ﷺ بعبدالرحمن بن عُيينة بن حصن فأدركه فقتله.

٣٩٧- عند ذلك قال رسول الله ﷺ:
"خَيرُ فُرْسانِنا اليوم أبوقتادة ، وخَيرُ رَجَّالَتِنا سلمة" رواه مسلم

٣٩٨- وفي غزوة ذي قَرَد - وتُسمى غزوة الغابة - صلى رسول الله ﷺ بأصحابه صلاة الخوف. روى ذلك الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح

٣٩٩- ثم جلس رسول الله ﷺ مع أصحابه بذي قرد يُمازحهم ويُضاحكهم وقد نحر بلال رضي الله عنه ناقة ، فهو يشوي من كبدها وسنامها.

٤٠٠- ثم رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة منصوراً وقد استرجع نُوقه بأبي هو وأمي.
وأصحابه يُطِيفُون به عليه الصلاة والسلام.

٤٠١- في محرم من السنة ٧ هـ وقعت غزوة خيبر الشهيرة ، وخيبر لا يسكنها إلا اليهود ، وخيبر هي موطن المؤامرات ضد المسلمين.

٤٠٢- يهود خيبر هم الذين جمعوا الأحزاب لغزو المدينة وألَّبُوهم على المسلمين في غزوة الأحزاب ، فكانت خيبر هي موطن إثارة الفتن.

٤٠٣- وعد الله سبحانه نَبيَّه ﷺ بفتح خيبر في كتابه الكريم ، فقال تعالى في سورة الفتح :
{وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها}.

٤٠٤- وكانت خيبر غنيمة خاصة لأهل الحُديبية رضي الله عنهم ، فأمر رسول الله ﷺ أن لا يخرج معه إلا من شهد الحُديبية، وكانوا ١٤٠٠ أسد.

٤٠٥- خرج رسول الله ﷺ بجيشه إلى خيبر ، فلما وصل إليها رآه يهودها ، فخافوا وأغلقوا حصونهم ، وصرخوا :
محمد وجيشه.

٤٠٦- فلما رأى رسول الله ﷺ خوفهم صرخ:
"الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين".

٤٠٧- بدأ حصار خيبر ، واشتد حصارها ، وبدأت بطولات الصحابة رضي الله عنهم تظهر ، وبدأت حملات الصحابة تدكهم دكاً.

٤٠٨- ظهرت بطولات عظيمة للزبير بن العوام ، وعلي بن أبي طالب ، وأبو دجانة ، وسلمة بن الأكوع ، وغيرهم من صحابة النبي ﷺ.

٤٠٩- قَتَل علي بن أبي طالب مَرْحب اليهودي بطل اليهود ، وقَتَل الزبير ياسر أخو مَرْحب ، وفُتحت أكثر من نصف خيبر.

٤١٠- فلما أيقن يهود خيبر بالهلاك استسلموا وأرادوا مفاوضة النبي ﷺ على ماتبقى من خيبر ، فوافق النبي ﷺ على ذلك.

٤١١- تم الاتفاق على:
- حقن دماء من في حصون يهود خيبر.
- ترك الذرية لهم.
- يخرج يهود خيبر من أرضهم
يحملون كل ما أرادوا إلا السلاح.

٤١٢- فلما أراد يهود خيبر الخروج من أرضهم سألوا النبي ﷺ أن يُقرَّهم في خيبر أُجراء يعملون مزارعين ولهم نصف ثمارها في السنة.

٤١٣- فوافق النبي ﷺ على ذلك لأنه لم يكن للنبي ﷺ ولا لأصحابه غِلمان يقومون عليها وكانت أرض خيبر شَاسعة واسعة وكلها نخيل.

٤١٤- واغتنى المسلمون بفتح خيبر، قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:
"ماشَبِعْنَا حتى فتحنا خيبر" رواه البخاري

٤١٥- وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها:
"لما فُتحت خيبر قُلنا: الآن نشبع من التمر". وذلك لكثرة نخيلها.

٤١٦- قَدِمَ على النبي ﷺ وهو في خيبر مهاجروا الحبشة وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ففرح بهم النبي ﷺ.

٤١٧- وقال ﷺ :
"ما أدري بأيِّهما أنَا أُسَرُّ بفتح خيبر أم بِقُدُوم جعفر" رواه الحاكم

٤١٨- وقدم على النبي ﷺ وهو في خيبر الأشعريون، وكانوا ٥٣ فيهم "عبدالله بن قيس" أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

٤١٩- وقبل قدوم الأشعريين بيوم ، قال رسول الله ﷺ:
"يَقدم عليكم غداً أقوام هم أرقُّ قُلُوباً للإسلام مِنكم"!
فقدم الأشعريون .

٤٢٠- وقدم على النبي ﷺ وهو في خيبر قبيلة دَوْس على رأسهم الطفيل بن عمرو الدوسي ، وراوية الإسلام "عبدالرحمن" أبو هريرة رضي الله عنهما.

٤٢١- وقعت صفية بنت حيي بن أخطب في السبي وذلك قبل نزول خيبر على الاستسلام والصلح فعرض عليها رسول الله ﷺ الإسلام فأسلمت.

٤٢٢- فلما أسلمت أعتقها رسول الله ﷺ وتزوجها وجعل عتاقها مهرها، وأصبحت من أمهات المؤمنين رضي الله عنها.

٤٢٣- فلما انتهى رسول الله ﷺ من أمر خيبر جاءته زينب بنت الحارث اليهودية بشاة مشوية مسمومة!

٤٢٤- فقال رسول الله ﷺ لأصحابه وقد أكلوا منها: "ارفعوا أيديكم إنها مسمومة".
فمات من السم بشر بن البراء بن معرور.

٤٢٥- وقال رسول الله ﷺ لزينب بنت الحارث:
"ما كان الله ليُسلِطك عليَّ".
ثم قتلها بقتلها لبشر بن البراء رضي الله عنهما.

٤٢٦- ظل يهود خيبر فيها يعملون بزراعتها ولهم نصف ثمارها إلى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قتلوا أحد المسلمين.

٤٢٧- فطلب عمر رضي الله عنه منهم القاتل فرفضوا فأخرجهم عمر رضي الله عنه من الجزيرة إلى الشام وطَهَّر جزيرة العرب منهم.

٤٢٨- رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة منصوراً ، فلما ظهر له جبل أحد قال:
"هذا جبل يُحبُّنا ونُحبُّه" متفق عليه

اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

نلتقي غداً بإذن الله- في الحلقة الثانية عشر
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة 12:

٤٢٩- وقعت غزوة ذات الرقاع بعد غزوة خيبر ، وسُميت بذلك لأنهم لَفُّوا على أرجلهم الخِرَق لأنهم لم يكن عندهم أحذية.
٤٣٠- وسبب هذه الغزوة هو ما بلغ رسول الله ﷺ من أن جموعاً من غطفان أرادوا غزو المدينة ، فخرج إليهم رسول الله ﷺ في ٤٠٠ من أصحابه.

٤٣١- فلما سمعت غطفان بخروج الرسول ﷺ إليهم هربوا من كل مكان، ووصل رسول الله ﷺ إلى مكان تجمعهم وإذا ليس به أحد.

٤٣٢- صلى رسول الله ﷺ في غزوة ذات الرقاع صلاة الخوف ، ثم رجع إلى المدينة سالما مظفرا.

٤٣٣- في ذي القعدة سنة ٧ هـ خرج رسول الله ﷺ للعمرة ، كما وقع في بُنود صُلح الحُديبية ، وقد مضى عام كامل على ذلك الصُلح.

٤٣٤- سُميت هذه العمرة عمرة "القَضَاء" أو "القَضيَّة" ، لأن رسول الله ﷺ قاضى قريشاً في صُلح الحُديبية على أداء العمرة في العام القادم.

٤٣٥- خرج رسول الله ﷺ ومعه مِن أصحابه مَن شهد الحُديبية ١٤٠٠ إلا من مات منهم رضي الله عنهم أجمعين.

٤٣٦- ساق رسول الله ﷺ ٦٠ ناقة ، وحمل معه السلاح خوفاً من غدر قريش ، وتوجه إلى مِيقات ذي الحُلَيفة وهو مِيقات أهل المدينة.

٤٣٧- أحرم رسول الله ﷺ ومن معه بالعُمرة ، ثم انطلق إلى مكة وهو يُلبي ، ومعه أصحابه يُلبُّون.

٤٣٨- وصل رسول الله ﷺ إلى مكة ، ودخل المسجد الحرام من باب بَني شَيبة بعد فراق دام ٧ سنوات !! فكان ﷺ فَرحاً بهذه العُمرة.

٤٣٩- استلم رسول الله ﷺ الرُّكن بِمِحجنه واضطبع بثوبه ثم طاف بالبيت ٧ أشواط ، فلما فرغ من طوافه صلى خلف مقام إبراهيم ركعتين.

٤٤٠- ثم ذهب رسول الله ﷺ ومعه أصحابه إلى المسعى ، فسعى بين الصفا والمروة على راحلته ، ثم دعا رسول الله ﷺ بهَديِهِ فنحره.

٤٤١- ثم حلق رسول الله ﷺ رأسه الشريف ، حلقه مَعْمَر بن عبدالله العَدَوِي رضي الله عنه ، وكذلك فعل أصحابه رضي الله عنهم.

٤٤٢- مكث رسول الله ﷺ وأصحابه في مكة ٣ أيام كما في بنود صُلح الحُديبية ، ولم يدخل النبي ﷺ الكعبة لوجود الأصنام والصور فيها.

٤٤٣- خرج رسول الله ﷺ وأصحابه من مكة بعد أن أقاموا فيها ٣ أيام ، فلما وصلوا إلى منطقة سَرِف أقاموا بها.

٤٤٤- تزوج رسول الله ﷺ أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث في منطقة سَرِفَ ، وهي آخر من تزوجها رسول الله ﷺ ، وتُوفيت سنة ٥١ هـ.

٤٤٥- في أوائل السنة ٨ هـ تُوفيت زينب بنت النبي ﷺ ، وهي أكبر بناته ﷺ ، ودُفنت بالبقيع رضي الله عنها.

٤٤٦- في صفر من السنة ٨ هـ قدم على النبي ﷺ وهو في المدينة:
خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة مسلمين، رضي الله عنهم.

٤٤٧- ففرح بهم النبي ﷺ فرحاً عظيماً ، وقال:
"رَمَتْكُمْ مكة بأفْلاذِ أكْبَادِهَا".

٤٤٨- في جمادى الأولى سنة ٨ هـ وقعت غزوة مُؤتة العظيمة ، بين المسلمين والغساسنة ، وسُميت غزوة مع أن النبي ﷺ لم يشهدها بنفسه.

٤٤٩- كشف الله لنَبيِّه ﷺ أحداث الغزوة وهو في المدينة. وكان سببها قَتْل رسول رسول الله ﷺ الحارث بن عُمير رضي الله عنه.

٤٥٠- وكان رسول الله ﷺ بعثه بكتاب إلى ملك بُصرى في الشام ، فعرض له شُرحبيل بن عمرو الغَسَّاني فقتله لمَا عَلِمَ أنه مسلم.

٤٥١- وكان قَتْل السُّفراء والرُّسُل من أشنع الجرائم ، فقد جرت العَادَةُ والعُرْف بعدم قتلهم أو التَّعرُّض لهم.

٤٥٢- فأمر رسول الله ﷺ الناس بالتجهز لقتال الغساسنة ، فتجمع لرسول الله ﷺ ٣٠٠٠ مقاتل ، وهو أكبر جيش إسلامي منذ بعثته ﷺ.

٤٥٣- أمَّرَ رسول الله ﷺ على هذا الجيش مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

٤٥٤- فإن قُتل جعفر فعبدالله بن رواحة رضي الله عنه، وعَقَد رسول الله ﷺ لواءا أبيضا ، ودفعه إلى زيد بن حارثة رضي الله عنه.

٤٥٥- وفي هذه الغزوة يشارك خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وهي أول معركة يشارك فيها منذ إسلامه رضي الله عنه.

٤٥٦- وصل جيش المسلمين البالغ ٣٠٠٠ إلى منطقة مَعَان ، فبلغه خبر عدد جيش الغساسة ٢٠٠ ألف !! بمساعدة الروم.

٤٥٧- ولم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم الذي فوجئوا به، ومع ذلك لم يَهابهم كثرة عَدُوِّهم، فقد كانوا يبحثون عن الشهادة.

٤٥٨- قَسَمَ زيد رضي الله عنه جيشه إلى:
- الميمنة جعل عليها قُطْبة بن قتادة.
- والميسرة جعل عليها عَبَايَة بن مالك الأنصاري.

٤٥٩- تحرك جيش المسلمين إلى منطقة مُؤْتة والتقى الجيشان.. تخيلوا ٣٠٠٠ مقاتل يُواجهون ٢٠٠ ألف مقاتل!!

٤٦٠- وبدأ القتال المرِير، وحمي الوطيس ... وكانت معركة عظيمة ظهرت فيها بطولات عجيبة للصحابة رضي الله عنهم حَيَّرت الأعداء.

٤٦١- أخذ الراية زيد بن حارثة ، وجعل يُقاتل الكفار بضَرَاوة بالغة وبسالة نادرة ، والمسلمون معه، حتى قُتل رضي الله عنه.

٤٦٢- فلما قُتل زيد رضي الله عنه أخذ الراية جعفر بن أبي طالب ، وأخذ يُقاتل قتالاً عظيماً ليس له مثيل حتى قطعت يداه وقُتل رضي الله عنه.

٤٦٣- فلما قُتل جعفر رضي الله عنه أخذ الراية عبدالله بن رواحة ، وتقدم بها وهو على فرسه يُقاتل الكفار حتى قُتل رضي الله عنه.

٤٦٤- كشف الله أحداث المعركة لنَبيِّه ﷺ وهو في المدينة ، فلما قُتل قادة مُؤتة قال رسول الله ﷺ:
"ما يَسرُّهم أنهم عندنا".

٤٦٥- قال ذلك رسول الله ﷺ للنعيم الذي هُم فيه بعد استشهادهم رضي الله عنهم أجمعين.

٤٦٦- فلما قُتل عبدالله بن رواحة سقطت الراية ، ولم يُكلف رسول الله ﷺ أحداً بحملها بعده فتقدم ثابت بن أقْرَم وحمل الراية.

٤٦٧- فاجتمع المسلمون حوله ، ومن بينهم خالد بن الوليد رضي الله عنه ، فدفع ثابت الراية لخالد فحملها.

٤٦٨- فلما أخذ خالد رضي الله عنه الراية قال رسول الله ﷺ لأصحابه وهو في المدينة:
"أخذ الراية سيف من سيوف الله".

٤٦٩- استطاع خالد رضي الله عنه أن يُرتب جيشه ، ويَثبت أمام هذا الطُوفان من العدو ، ويبدأ الهجوم على الكفار.

٤٧٠- ثم إنه رضي الله عنه استطاع أن ينقذ جيش المسلمين الصغير ويخطط تخطيطا بارعا، تمكن به من الإنسحاب دون خسائر والرجوع إلى المدينة.

٤٧١- حديث:
"ليسُوا بالفُرَّار ولكنهم الكُرَّار إن شاء الله".
قاله رسول الله ﷺ لجيش مؤته لما انسحب من المعركة.

٤٧٢- والناس يقولون: يافُرار.
فذكر الحديث، أخرجه ابن إسحاق في السيرة بإسناد ضعيف قال الحافظ ابن كثير وهذا مرسل.

٤٧٣- وكان رسول الله ﷺ يتفقد آل جعفر بعد استشهاد جعفر في مؤتة ، فقال لأهله:
"اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يُشغلهم"‏.

٤٧٤- في جمادى الآخرة سنة ٨ هـ قال رسول الله ﷺ لعمرو بن العاص:
"إني أريد أن أبعثك على جيش ، فَيُسلِّمك الله ويُغْنِمُك".

٤٧٥- فقال عمرو رضي الله عنه: يارسول الله إني لم أسلم رَغْبَة في المال ، وإنما أسلمت رَغْبَة في الجهاد ، والكَينُونة معك.‏

٤٧٦- فقال رسول الله ﷺ:
"يا عمرو نِعْم المال الصالح للرجل الصالح".
ثم بعثه رسول الله ﷺ في سرية ذات السلاسل ومعه ٣٠٠ مقاتل.

٤٧٧- خرج عمرو بمن معه ، والهدف جمع لقبيلة قُضَاعة تَنادوا لغزو المدينة ، فباغتهم عمرو رضي الله عنه وكَبَّدهم خسائر فادحة .

٤٧٨- ورجع إلى المدينة مُنتصراً ، ولم يُقتل أو يُجرح أحد من المسلمين في سرية ذات السلاسل! ففرح بهم النبي الله ﷺ فرحاً عظيماً.‏

٤٧٩- في شعبان سنة ٨ هـ بعث رسول الله ﷺ أبا قتادة الحارث بن رِبْعي في سرية ، والهدف حَشد لقبيلة غطفان يُريدون غزو المدينة.‏

٤٨٠- فاستطاع أبو قتادة رضي الله عنه ومن معه أن يُباغتوا حَشد قبيلة غطفان ويَقتل منهم ويَسبي، وفَرَّ الباقون.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


نلتقي غداً بإذن الله- في الحلقة الثالثة عشر
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة 13:

٤٨١- في ١٠ رمضان من السنة ٨ هـ وقع أعظم فتح في الإسلام فتح مكة ، وكان يوماً مشهوداً ، أعز الله به دينه ورسوله ﷺ.

٤٨٢- وكان سبب هذا الفتح العظيم هو غدر بَني بكر وقريش بخزاعة التي دخلت في حلف النبي ﷺ يوم الحُديبية ، فقتلوا منهم ٢٠ رجلا.

٤٨٣- فخرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على النبي ﷺ المدينة ، فوقف عليه وهو في المسجد ، وأخبره خبر قصة الغدر كاملة.

٤٨٤- فقال رسول الله ﷺ:
"نُصِرْت يا عمرو بن سالم" !
ثم خرج من مكة وَفْد من خُزاعة وأخبروا رسول الله ﷺ بالخبر.

٤٨٥- خافت قريش من هذا الغدر ، وأرسلت أبا سفيان ليُجدد الصُلح مع رسول الله ﷺ ، فلم يخرج منه بشيء ، ورجع أبوسفيان خائباً.

٤٨٦- تهيأ رسول الله ﷺ للفتح العظيم ، وسأل ربه أن يُعْمي عن قريش خبره ، فقال:
"اللهم خُذ العيون والأخبار عن قريش".

٤٨٧- وأمر رسول الله ﷺ أصحابه بالخروج ، وأرسل إلى كل القبائل المسلمة أن يَتجهزوا للخروج معه.

٤٨٨- تجمع للنبي ﷺ ١٠ آلاف ، وهو أكبر جيش يتجمع للمسلمين منذ بعثته ﷺ ، وكان خروجه ﷺ من المدينة يوم ١٠ رمضان سنة ٨ هـ.

٤٨٩- في طريقه ﷺ إلى مكة لقيه ابن عمه أبوسفيان بن الحارث ، وابن عمته عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة مسلمين.

٤٩٠- واصل النبي ﷺ طريقه إلى مكة وهو صائم ، والناس معه صيام ، وقد صَبَّ رسول الله ﷺ الماء على رأسه ووجهه من شدة العطش.

٤٩١- فلما بلغ رسول الله ﷺ الكَديدَ وهو ماء بين عُسْفَان وقُديد ، قال لأصحابه:
"إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم".

٤٩٢- فأفطر رسول الله ﷺ ، وأفطر الناس ، فكانت رُخْصَة ، ثم دعا رسول الله ﷺ بإناء ، فشرب نهاراً ليراه الناس.

٤٩٣- ولما بلغ رسول الله ﷺ الجُحْفَة لقيه عمه العباس بن عبدالمطلب مُهاجرا بأهله وعياله إلى المدينة ، ففرح به النبي ﷺ.

٤٩٤- وما كان العباس رضي الله عنه يعلم بقدوم جيش المسلمين ، وهو آخر من هاجر إلى المدينة ، لأن بعده فُتحت مكة وانقطعت الهجرة.

٤٩٥- قال رسول الله ﷺ:
"لا هجرة بعد الفتح" أي: فتح مكة.
والمقصود بالهجرة في الحديث الهجرة الخاصة من مكة إلى المدينة.

٤٩٦- حديث: "ياعم اطمئن فإنك خاتم المهاجرين في الهجرة كما أنا خاتم النَّبيِّين في النُّبوة".
رواه أحمد بإسناد ضعيف جداً.

٤٩٧- أكمل رسول الله ﷺ طريقه إلى مكة ، فلما وصل إلى منطقة الظهران عشاءً ، أمر أصحابه بإيقاد النيران ، فأوقدوها.

٤٩٨- وكان الله سبحانه قد أخذ العُيُون عن قريش ، فانقطعت أخبار النبي ﷺ عنهم تماماً ، ولا يَدرون ما سيفعل النبي ﷺ بغدرهم.

٤٩٩- فخرج أبو سفيان ، وحكيم بن حِزام ، وبُديل بن وَرقاء رضي الله عنهم - وكلهم أسلم بعد الفتح - يبحثون عن الأخبار.

٥٠٠- فخرجوا من مكة ، حتى أتوا مَر الظهران ، وإذا بهم يرون نيران كثيرة - ١٠ آلاف مقاتل - ففزعوا منها فزعاً شديداً.

٥٠١- في هذه الفترة كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه يبحث عن أحد يُخبر قريش بأمر النبي ﷺ ، حتى تَستسلم قريش ولا تُقاتل.

٥٠٢- فرأى العباس أبا سفيان سيد مكة ومعه حكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء ، فأقنع العباس أبا سفيان بالاستسلام وأن لا تُقاتل قريش.

٥٠٣- فلما رأى أبوسفيان حجم جيش النبي ﷺ ١٠ آلاف مُقاتل ، عَلِمَ أنه لا طاقة له بقتال النبي ﷺ ، ووافق على الاستسلام.

٥٠٤- فذهب العباس بأبي سفيان إلى النبي ﷺ ليُسلِّم له مكة ، فلما دخل أبوسفيان على النبي ﷺ، دعاه النبي ﷺ إلى الإسلام فأسلم.

٥٠٥- ثم قال النبي ﷺ:
"مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومَن دخل المسجد فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن".

٥٠٦- ثم انطلق أبوسفيان واجتمع بأهل مكة ، وأخبرهم خبر النبي ﷺ ، وأنه لا طاقة لأحد به ، وأنه لا نَجاة لأحد يَخرج مِن بيته.

٥٠٧- هنا أمر النبي ﷺ بالتحرك لدخول مكة ، وقال لأصحابه:
"لا تُقاتلوا إلا من قاتلكم ، ونَهاهم عن قَتْل النساء والصبيان".

٥٠٨- ثم دخل النبي ﷺ مكة من أعلاها من كَدَاء في كتيبته الخضراء !! وذلك يوم الجمعة ١٩ رمضان من السنة ٨ هـ ، وكان يوماً مشهوداً !

٥٠٩- وكان رسول الله ﷺ على ناقته القَصْواء لما دخل مكة ، وكان ﷺ مطأطئا رأسه من شدة التواضع لربه سبحانه الذي أكرمه بهذا الفتح.

٥١٠- وكان رسول الله ﷺ يَقرأ سورة الفتح وهو على ناقته ، يرفع بها صوته ﷺ ، وأهل مكة من بيوتهم ينظرون إلى هذا المشهد المهيب!

٥١١- ثم ضُربت للنبي ﷺ في منطقة الخَيْف خيمة كما أمر ونزل بها ﷺ ، فجاءته أم هانئ تستأذن عليه فقال ﷺ: "مرحباً يا أم هانئ".

٥١٢- فقالت أم هانئ للنبي ﷺ: يارسول الله أجرت فلانا وفلانا - قريبين لها - فقال رسول الله ﷺ:
"قد أجرنا مَن أجرتِ يا أم هانئ"!

٥١٣- ثم قام رسول الله ﷺ حتى أتى المسجد الحرام ، والمهاجرون والأنصار بين يديه ، وخلفه ، وحوله ، يُهلِّلون ، ويُكبِّرون.

٥١٤- فأقبل رسول الله ﷺ إلى الحجر الأسود فاستلمه بِمِحجن كان في يده ، ثم طاف بالبيت سبعاً على راحلته ، وحول البيت ٣٦٠ صنم!

٥١٥- فجعل رسول الله ﷺ كلما دَنا من صنم يَطْعنها بِمِحجنه ، ويتلو:
{وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}.

٥١٦- {قُل جاء الحق وما يُبدئ الباطلُ وما يُعيد}. فما يُشير رسول الله ﷺ بِمِحجنه على صنم في وجهه إلا وقع لِقفاه.

٥١٧- فإذا وقع الصنم قام الصحابة رضي الله عنهم بتكسيره ، حتى كُسِّرت كل الأصنام التي كانت حول الكعبة.

٥١٨- ثم نادى رسول الله ﷺ حاجب الكعبة عثمان بن طلحة رضي الله عنه وهو الذي عنده مفتاح الكعبة .

٥١٩- فأمره رسول الله ﷺ أن يفتح له الكعبة ، فلما فتحها ، أمر رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب أن يزيل الصور التي فيها فأزالها.

٥٢٠- ثم دخل النبي ﷺ الكعبة وأدخل معه بلال بن رباح وأسامة بن زيد رضي الله عنهما ، وأغلق عليهم الباب فمكث ﷺ فيها طويلاً.

٥٢١- جعل رسول الله ﷺ عموداً عن يساره ، وعمودين عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ٦ أعمدة وصلى فيه ركعتين.

٥٢٢- ثم خرج رسول الله ﷺ من الكعبة ، وقد تَجمَّع أهل مكة له ، فخطب فيهم خطبة عظيمة ، حَمِدَ فيها ربه ، وأثنى عليه.

٥٢٣- ثم قال ﷺ: "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟"
قالوا:خيراً ، أخ كريم ، وابن أخ كريم.

٥٢٤- فقال ﷺ: "أقول لكم كما قال يوسف لإخوته:
{لا تثريب عليكم اليوم} اذهبوا فأنتم الطُلقاء".

٥٢٥- ثم جلس رسول الله ﷺ في المسجد وفي يده مفتاح الكعبة ، فقال له علي بن أبي طالب:
يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية.

٥٢٦- فقال ﷺ: "أين عثمان بن طلحة؟" فدُعي له ، فقال ﷺ:
"خُذوها يابَني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم".

٥٢٧- فلما استقر الأمر برسول الله ﷺ جاءه أهل مكة يُبايعونه ، فجاء أبوبكر الصديق بوالده أبي قُحافة ، فأسلم بين يديه ﷺ.

٥٢٨- ثم بايع رسول الله ﷺ نساء قريش وأفتى رسول الله ﷺ بتحريم بيع:
١- الخمر.
٢- الميتة.
٣- الخنزير.
٤- الأصنام.

٥٢٩- كان لفتح مكة أثرٌ عظيم في نفوس العرب ، وذلك أنهم كانوا ينتظرون نتيجة الصراع بين المسلمين وقريش.

٥٣٠- فلما انتصر رسول الله ﷺ على قريش ، وفُتحت مكة دخل الناس في دين الله أفواجا.

اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نلتقي غداً بإذن الله- في الحلقة الرابعة عشر
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة 14:


531- أقام النبي ﷺ في مكة بعد فتحها 19 يوما..
وفي يوم السبت 6 شوال من السنة 8 هـ خرج ﷺ إلى حُنين، وهو وادٍ قريب من الطائف.

532- كان سبب توجّهه ﷺ إلى حُنين ما بلغه عن هوازن -أهل الطائف- أنهم يجمعون الجموع الكثيرة لقتاله ﷺ وهو في مكة، فتوجه إليهم قبل أن يأتوها.

533- إجتمع لهوازن 20 ألف مقاتل ، وخرجوا بنسائهم وأطفالهم وأموالهم من الإبل والغنم ، وكان قائدهم مالك بن عوف.

534- خرج النبي ﷺ من مكة ومعه 12 ألف مقاتل ، 10 آلاف الذين جاؤوا معه من المدينة لفتح مكة ، وألفان من أهل مكة وهم الطُلقاء.

535- استعمل النبي ﷺ على مكة يحكمها بعد خروجه منها: عَتَّاب بن أسيد رضي الله عنه ، وهو أول أمير على مكة في الإسلام.

536- في طريق النبي ﷺ إلى حُنين مر على شجرة عظيمة يُقال لها "ذات أنواط" كان العرب يتمسحون بها ويتبركون بها ويعبدونها.

537- فقال الطُلقاء من أهل مكة - وكان في بداية إسلامهم ضعف- : يا رسول الله اجعل لنا "ذات أنواط" كما لهم "ذات أنواط".

538- فغضب رسول الله ﷺ وقال:
"الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى {اجعل لنا إلـٰهاً كما لهم آلهة} !!

539- وصل النبي ﷺ إلى وادي حُنين ، وفي السَّحر عبأ جيشه ، وعقد الألوية والرايات ، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة.

540- استعمل النبي ﷺ على الفُرسان خالد بن الوليد رضي الله عنه وبشَّر أصحابه بالفتح والنصر إن صبروا وثبتوا.

541- كان بعض المسلمين من الطُلقاء قد أُعجب بكثرتهم، وقالوا: والله لا نُغلب اليوم من قِلة.
فكان اتكالهم على عددهم!

542- بدأ المسلمون بالنزول إلى وادي حنين - وكان مُنحدراً شديداً - وكانوا لا يدرون بوجود كَمين لهوازن في أسفل الوادي.

543- فلما نزلوا الوادي ، ما فاجأهم إلا كتائب هوازن قد شَدَّت عليهم شَدَّة رجل واحد ، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد حتى سقط.

544- وانكشفت خيل بني سُليم مُولية ، وتبعهم أهل مكة - وهم الطُلقاء - وبدأ فِرار المسلمين من كل مكان.

545- قال البراء بن عازب : فلقوا - أي المسلمون - قوماً رُماة لا يَكاد يَسقط لهم سَهْم فرَشَقُوهم رشقاً ، ما يَكادون يُخطئونا.

546- انحاز النبي ﷺ ذات اليمين ، وثبت معه نفرٌ قليل من المهاجرين والأنصار ، وأهل بيته ، فيهم: أبو بكر ، وعُمر ، وعلي رضي الله عنهم.

547- عندها ثبت القائد الفذ رسول الله ﷺ ثباتا عظيما، حيق أخذ ﷺ يُنادي الذين فرَّوا من المسلمين:
"إليَّ عِباد الله ، هَلُمُّوا إليَّ ، أنا رسول الله ، أنا محمد".

548- ولم يلتفت منهم أحد إليه، فقد نفرت بهم دوابهم !
عندها أخذ رسول الله ﷺ يركض بغلته قِبَل المشركين ، ويقول: "أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب".

549- وكان العباس آخذ بلِجَام بغلته ﷺ ، وابن عمه أبوسفيان بن الحارث آخذ بِرِكَابِها يَكُفَّانها عن الإسراع نحو العدو، ورسول الله ﷺ يحثها ويحركها نحوهم!
شجاعة نادرة،
وموقف له ما بعده.

550- ثم نَزَل رسول الله ﷺ عن بغلته ، فاستنصر ربه ودعاه قائلاً:
"اللهم نَزِّل نصرك ، اللهم إنْ تشأ لا تُعبد بعد اليوم".

551- وأخذ رسول الله ﷺ يُقاتل ، والصحابة الذين ثبتوا يُقاتلون معه ، ويَتَّقون به ﷺ لشجاعته وعظيم ثباته ﷺ في مثل هذه المواقف.

552- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
كُنَّا إذا احمر البأس ، ولقي القومُ القومَ ، اتَّقينا برسول الله ﷺ!!

553- ثم قال رسول الله ﷺ لعمه العباس ، وكان رجلا صَيِّتا:
"ياعباس ناد أصحاب السَّمُرَة".
وهي الشجرة التي بايعوه عندها بيعة الرضوان.

554- فنادى العباس الصحابة الذين بايعوا رسول الله ﷺ بيعة الرضوان - تحت الشجرة - فلما سمع المسلمون صوته أقبلوا.

555- وهم يقولون: لبيك لبيك. حتى إن الرجل ليُثني بعيره ، فلا يقدر على ذلك ، فيقتَحِم عنه ويُخلي سبيله ، ويَقصد العباس.

556- قال العباس رضي الله عنه: والله لكأنَّ عطفتهم حين سمعوا صوتي عَطْفة البقر على أولادها ، وفاء ببيعة الرضوان.

557- وتجالد الناس مُجالدة شديدة ، وأشرف النبي ﷺ من على بغلته ، ثم قال:
"الآن حَمى الوَطيس".

558- ثم أخذ النبي ﷺ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ، وقال :
"شاهت الوجوه". فلم يبق منهم أحد إلا وامتلأت عيناه وفمه بالتراب.

559- ثم قال رسول الله ﷺ :
"انهزموا ورب الكعبة ، انهزموا ورب الكعبة".
ثم أيَّد الله رسوله ﷺ والمؤمنين بنزول الملائكة.

560- قال الله تعالى : {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حُنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغن عنكم شيئا ...}.

561- لم تُقاتل الملائكة في غزوة حُنين ، وإنما نزلت لتخويف الكفار ، وإلقاء الرُّعب في قلوبهم.

562- لم تُقاتل الملائكة في غزوة قط إلا في غزوة بدر الكُبرى ، وهذا من خصائصها ، كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.

563- لما نزلت الملائكة هرب الكفار من كل مكان، وسأل الرسول ﷺ عن خالد بن الوليد، فوجده جريحا مستندا على راحلته لا يستطيع الحركة.

564- فأتاه النبي ﷺ ، وأخذ يَنفث على جراحه ويَمسحها بيده الشريفة ، حتى شُفي خالد من جراحه ، فهذه من معجزاته ﷺ!

565- انطلق المسلمون يتبعون الكفار يَقتلون فيهم ويَأسرون ، حتى ترك الكفار أرض المعركة ، وتركوا نساءهم وذراريهم وأنعامهم!

566- وقعت كل غنائم الكفار بيد المسلمين ، وكانت غنائم عظيمة:
24 ألف من الإبل!
40 ألف شاة!
4 آلاف أوقية من الفضة!

567- إضافة للنساء والأطفال. فأمر النبي ﷺ أن تُجمع هذه الغنائم في منطقة الجِعرانة فجُمعت ، وجعل عليها حراسة.

568- ولم يَقسّم النبي ﷺ الغنائم ، وأمر ﷺ بمتابعة الكفار الذين توجهوا إلى الطائف وتحصنوا بها.

569- غزوة الطائف هي في الحقيقة امتداد لغزوة حُنين ، وذلك أن مُعظم فُلُول هوازن فروا من حُنين وتحصنوا بالطائف.

570- وصل النبي ﷺ إلى الطائف وحاصرها ، واشتد الحصار ، لكن ليس هناك أي مؤشرات لفتح الطائف لقوة حصونها.

571- ثم إن رسول الله ﷺ رأى رؤيا في منامه أنه لم يُؤذن له بفتح الطائف ، ثم أخبر الناس برؤياه ﷺ.

572- ثم نادى مناد رسول الله ﷺ بالرحيل ، وترك الطائف ، فقال المسلمون: ادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: "اللهم اهد ثقيفا وائت بهم".

573- غادر رسول الله ﷺ الطائف متوجها إلى الجعرانة ، وفي الطريق لقيه سُراقة بن مالك رضي الله عنه وأعلن إسلامه بين يديه ﷺ.

574- وصل النبي ﷺ إلى الجعرانة ، وبدأ بتوزيع غنائم حُنين ، فأعطى سادة العرب: كأبي سُفيان ، وعُيينة بن حِصن 100 من الإبل.

575- أعطى رسول الله ﷺ سادة العرب هذا العطاء الكبير، ليؤلف به قلوبهم ، كي يتمكن الإسلام من قلوبهم فما زال في إسلامهم ضعف.

576- أعطى النبي ﷺ كل الناس إلا الأنصار رضي الله عنهم لم يُعطهم شيئا من الغنائم، فآثر النبي ﷺ في العطاء سادات العرب على الأنصار.

577- فبدأ الأنصار يشكون لبعضهم البعض، وذهب سيد الأنصار سعد بن عُبادة إلى النبي ﷺ وقال له: يارسول الله إن الأنصار وجدوا عليك.
(صراحة ونقاء)

578- فقال رسول الله ﷺ لسعد: "اجمع لي الأنصار".
فذهب سعد وجمع الأنصار ، ثم أخبر النبي ﷺ بذلك ، فجاءهم النبي ﷺ.

579- فقال لهم ﷺ: "يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم؟ أوجدتم في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا ، تألفت بها قوماً ليسلموا...

580- ووكلتكم إلى إسلامكم ، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون برسول الله!!".
فبكى الأنصار بكاء شديداً، ورضوا.

581- بَيَّن النبي ﷺ لأصحابه الحكمة في إعطاء سادات العرب الأموال العظيمة ، وحرمان بعض الصحابة، وهو خوفه من ارتدادهم.

582- قال ﷺ: "إني أُعطي قوماً أخاف ظَلَعَهم وجزعهم ، وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى".
فكانت شهادة لهم.

583- بعدما فرغ النبي ﷺ من توزيع غنائم غزوة حُنين بالجِعرانة ، أهَلَّ بالعُمرة ليلاً ، وهذه العُمرة تُسمى عُمرة الجِعرانة.

584- ثم رجع النبي ﷺ إلى المدينة منصوراً مؤيداً من الله سبحانه وتعالى ، فقدمها في ذي القعدة من السنة 8 للهجرة.

585- في ذي القعدة من السنة 8 هـ وُلِدَ إبراهيم بن النبي ﷺ في منطقة العالية حيث أنزل النبي ﷺ أمه مَارية القبطية.

586- وكانت مارية القبطية أَمَة عند النبي ﷺ أهداها له المقوقس عظيم القبط ، فكان النبي ﷺ يَطؤها بملك اليمين ، ولم تكن زوجة.

587- روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس قال قال النبي ﷺ:
"وُلِد لي الليلة غُلام فسميته باسم أبي إبراهيم".

اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نلتقي غداً بإذن الله- في الحلقة الخامسة عشر
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة 15:

588- وتنافست نساء الأنصار في إبراهيم أيَّتُهُن ترضعه ، لأن أمه مارية القبطية كانت قليلة الحليب، فدفعه النبي ﷺ إلى أم سَيفال.

589- قال أنس : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من النبي ﷺ ، كان يدخل على ابنه إبراهيم ، فيأخذه ويُقبِّله.

590- دخل العام 9 هـ ، والذي يُسميه أهل السِّير والمغازي (عام الوفود)، فأقام النبي ﷺ طيلة العام 9 هـ بالمدينة يستقبل الوفود، حتى ترك الحج لأجل ذلك.

591- بلغ عدد الوفود - وهي رؤوس القبائل - التي قدمت المدينة لتعلن إسلامها أكثر من 60 وفدا ، فكان العام 9 هـ حافلا.

592- فمن الوفود التي قدمت المدينة سنة 9 هـ :
1- وفد باهلة.
2- وفد بني تميم.
3- وفد بني أسد.
4- وفد بَجِيلَة وأَحْمَس. وغيرها.

593- في رجب من السنة 9 هـ تُوفي النجاشي أصْحَمَة - ملك الحبشة - رضي الله عنه بالحبشة ، وصلى عليه النبي ﷺ صلاة الغائب.

594- قال جابر بن عبدالله قال رسول الله ﷺ:
"مات اليوم رَجُلٌ صالح ، فَقُوموا فَصلُّوا على أخيكم أصْحَمَة"
متفق عليه

595- وقال أبوهريرة : أن رسول الله ﷺ نَعَى لهم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، وقال : "استغفروا لأخيكم".

596- وقال جابر بن عبدالله : "أن نَبي الله ﷺ صَلَّى على النجاشي ، فصَفَّنا وراءه ، فكنتُ في الصَّفِّ الثاني أو الثالث".

597- في رجب من السنة ٩ هـ وقعت آخر غزوة من غزوات النبي ﷺ وهي غزوة تبوك ، وتبوك تبعد عن المدينة ٧٠٠ كيلو تقريبا.

598- وكانت هذه الغزوة مع أعظم دولة في العالم في ذلك الوقت ، وهي الروم ، وأمر النبي ﷺ أصحابه بالتَّهيُّؤ لغزو الروم.

599- وجاء وقت غزوة تبوك في ظروف قاسية - الحر شديد، والمسافة بعيدة جدا - ولذلك تُسمى أيضاً غزوة العُسْرَة.

600- ولم يكن الخروج لغزوة تبوك على التَّخيير ، وإنما كان على الوجوب ، يجب على كل مسلم الخروج ، إلا لمن له عذر كمرض ونحوه.

601- ثم حَثَّ النبي ﷺ الصحابة على الإنفاق لتجهيز جيش العُسْرة ، فتسابق الصحابة رضي الله عنهم إلى التنافس في الإنفاق.

602- فجاء أبوبكر الصديق بكُلِّ ماله ، فأنفقه على جيش العُسْرة ، وجاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله ، وأنفقه على جيش العُسْرة.

603- لكن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنفق نفقة عظيمة على جيش العُسْرة ، ماسُمِعَ بمثلها.

604- فلما رأى النبي ﷺ هذه النفقة العظيمة من عثمان سُرّ سروراً عظيماً ، وقال:
"ما ضَرَّ عثمان ما عَمِلَ بعد اليوم".

605- وجاء عبدالرحمن بن عوف بثمانية آلاف درهم ، وتتابع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في الإنفاق لتجهيز جيش العُسْرة.

606- فلما رأى المنافقون هذا الإنفاق من الصحابة رضي الله عنهم أخذوا يستهزئون بهم ، فإذا أنفق الغني قالوا: مُرائي.

607- وإذا أنفق صاحب المال القليل ، ولو بصاع قال المنافقون: إن الله غني عن صاع هذا.
هكذا كان موقف المنافقين المتخاذل وهكذا هم في زماننا اليوم.

608- فأنزل الله في المنافقين:
{الذين يَلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم، سخر الله منهم...}.

609- تَخلَّف عدد من الصحابة الصادقين عن غزوة تبوك بغير عذر ، وكانوا نَفَرَ صدق ، لا يُتَّهمون في إسلامهم.

610- مِن الذين تَخلَّفوا بغير عذر :
١- كعب بن مالك.
٢- هلال بن أمية.
٣- مُرارة بن الربيع.
٤- أبو لُبابة بن عبدالمنذر.
وغيرهم.

611- خرج النبي ﷺ بجيشه العظيم ٣٠ ألف مقاتل ، وهو أعظم جيش يجتمع للمسلمين مُنذ بعثته ﷺ،
وسبحان الله: قبل 7 سنوات كانوا في بدر 300 !!

612- وخَلَّف النبي ﷺ علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أهله وأمره بالإقامة فيهم فقال علي:
أتُخلِّفني في الصبيان والنساء.

613- فقال له النبي ﷺ :
"أمَا تَرضى أن تَكون مِني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي".

614- مضى النبي ﷺ بجيشه الكبير ، وعسكر في ثنية الوداع، وهناك عقد ﷺ الألوية والرايات ، وكان في جيشه ﷺ عدد كبير من المنافقين!

615- مَرَّ النبي ﷺ وهو في طريقه إلى تبوك ب(الحِجْر) ديار ثمود - وهم قوم صالح عليه السلام - فاستعجل النبي ﷺ راحلته.

616- ونزل النبي ﷺ قريباً من ديار ثمود ، ولم يَدخلها ، فاستقى الناس من بئر كان بالحِجْر ، واعْتَجنوا به عجينهم.

617- فلما عَلِمَ النبي ﷺ بهم ، قال:
"لا تدخلوا على هؤلاء القوم الذين عُذِّبُوا ، فإني أخاف أن يُصيبكم مثل ما أصابهم".

618- ثم أمرهم ﷺ أن لا يَشربوا من بئرها ولا يَستقوا ، فقالوا : عَجنَّا منها واستقينا ، فأمرهم ﷺ أن يُلقوا ذلك العجين والماء!
فماذا يقول زواره والمتفسحون فيه بعد هذا ؟!!

619- ثم إن النبي ﷺ خطب في أصحابه خطبة عظيمة حذرهم فيها من الدخول على أماكن عُذِّب فيها الكفار خَشية أن يُصيبهم ما أصابهم.
قال ابن عثيمين: ما أصابهم: العذاب، أو قسوة القلب.!

620- أكمل النبي ﷺ طريقه إلى تبوك وكان ﷺ يَجمع بين الصلوات ، فكان يَجمع الظهر والعصر جميعاً ، والمغرب والعشاء جميعاً.

621- أكمل النبي ﷺ طريقه إلى تبوك ، وقد أصاب الناس العطش ، واشتدت حاجتهم إلى الماء فشكا الناس ذلك للنبي ﷺ.

622- فدعا النبي ﷺ ربه أن يُنزل عليهم المطر ، فتجمع السحاب ، ونزل عليهم المطر ، فشربوا ، وملؤوا ما معهم!

623- في الطريق إلى تبوك نزل الجيش في الليل، وقُبيل صلاة الفجر ذهب النبي ﷺ لقضاء حاجته ومعه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

624- تأخر النبي ﷺ على الصحابة رضي الله عنهم في صلاة الفجر فقدَّم الصحابة عبدالرحمن بن عوف ليُصلي بهم إماما في صلاة الفجر.

625- فلما بلغ عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه الركعة الثانية جاء النبي ﷺ فأدرك ركعة وأتم ركعة ﷺ .

626- فلما سَلَّم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وإذا بالنبي ﷺ يُتم الركعة التي فاتته!!
فوقع ذلك في قلوب الصحابة رضي الله عنهم.

627- فلما سلَّم النبي ﷺ قال لهم:
"أحسنتم" أو "أصبتم".
فأقرَّهم النبي ﷺ على عدم انتظاره في سبيل إقامة الصلاة على وقتها!!

628- وأما حديث: "ما قُبض نَبي حتى يُصلي خلف رجل صالح من أمته".
فقد رواه الإمام أحمد ، وابن سعد في طبقاته، وهو حديث ضعيف.

629- أكمل ﷺ طريقه إلى تبوك وقال لأصحابه:
"إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك ، فمن جاءها فلا يمس من مائها حتى آتي".

630- فلما وصل المسلمون إلى تبوك، وجدوا عينها قليلة الماء، وإذا رجلان من المنافقين أخذوا ماءها، وكان النبي ﷺ نهاهم عن ذلك.

631- فلما رأى النبي ﷺ أن رَجُلين سبقاه إلى عين تبوك وأخذا من مائها لَعنهُما!
ثم غَسل رسول الله ﷺ وجهه ويديه من ماء تبوك.

632- ثم قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه:
"يُوشك يا معاذ إنْ طالت بك حياة ، أنْ تَرى ما ها هنا قد مُلئ جناناً".

633- ثم ضُرِبت للنبي ﷺ قُبَّة - أي خيمة - وأقام النبي ﷺ في تبوك 20 يوما ، ولم يَلق كيداً ، ولم يُواجه عدواً.

634- ثم أخذ النبي ﷺ يُرسل السرايا إلى القبائل على أطراف الشام، وأرسل رسالة إلى قيصر عظيم الروم.

635- صالح النبي ﷺ أهل أَيْلَة، ويهود جَرْبَاءَ وأَذْرُح، وبعث خالد بن الوليد ومعه 420 مقاتل إلى أُكَيْدر دُومة الجَنْدَل.

636- فصالح أُكَيْدَر دُومة الجَنْدل النبي ﷺ على الجزية ، وأهدى أُكيدر النبي ﷺ بغلة ، وجُبَّة من سُندس مَنسُوج فيها الذهب.

637- فعجب الصحابة من جمال الجُبَّة ، فقال النبي ﷺ:
"أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين".

638- ثم بعث النبي ﷺ دحية الكلبي برسالة إلى قيصر عظيم الروم يدعوه فيها إلى 3 خصال:
" إما الإسلام، أو الجزية، أو القتال".

639- فجمع قيصر بطارقته وقرأ عليهم رسالة النبي ﷺ، فقالوا: والله ما ندخل في دينه ولا ندفع له الجزية، ولا نقاتله.

640- ثم أرسل قيصر رسالة إلى النبي ﷺ بهذا الأمر ، فاكتفى النبي ﷺ بذلك وسمعت العرب أن الروم خافت من قتال النبي ﷺ.

641- رجع النبي ﷺ إلى المدينة ، بعد أن أقام في تبوك 20 يوما ، ولم يلق كيداً من أي عدو.

642- فلما وصل النبي ﷺ إلى وادي القرى قال لأصحابه:
" إنِّي مُتعجِّلٌ إلى المدينة فمن أراد منكم أن يَتعجَّل معي فليتعجل".

643- فلما وصل النبي ﷺ بذي أوان نزل عليه الوحي ، وأخبره ببناء المنافقين مسجد الضرار ، فأمر النبي ﷺ بحرقه بالنار وهدمه.

644- ثم قال النبي ﷺ لأصحابه:
"إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم فيه ، حبسهم العُذر"!

اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر.

نلتقي غداً بإذن الله- في الحلقة السادسة عشر
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 4)

عودة
أعلى