التأخير في علاج الكسور نتيجة نقص الأسِرة قد يؤدي إلى بترها وتسممها

التأخير في علاج الكسور نتيجة نقص الأسِرة قد يؤدي إلى بترها وتسممها

[frame="11 10"]في ظل حدوث 8000 وفاة.. حزام الأمان يقلل من شدة إصابات الحوادث ب 70%

التأخير في علاج الكسور نتيجة نقص الأسِرة قد يؤدي إلى بترها وتسممها

د.ياسر بن محمد البحيري
تعتبر دول الخليج من أكثر الدول ابتلاء بحوادث الطرق ومشاكلها وقد أظهرت الاحصاءات الرسمية من إدارة المرور أن هناك أكثر من ثمانية آلاف وفاة نتيجة حوادث المرور في المملكة العربية السعودية في العام الماضي وهو رقم مخيف وكبير وخصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن معظم هذه الوفيات هي في فئة الشباب وصغار السن الذين هم العمود الفقري والقوة العاملة والمنتجة في المجتمع وإذا ما أخذنا في الاعتبار الحوادث التي تسبب كسوراً واصابات وإعاقة دائمة أو وقتية فإن عدد الضحايا يصل إلى عشرات الآلاف كل عام. هذه الحوادث تشكل إهداراً كبيراً للموارد وبخاصة عندما نعلم أن تكلفة علاج ضحايا الحوادث المرورية كبيرة جداً ، وقد تصل إلى عشرات الآلاف من الريالات للمريض الواحد. أما إذا أخذنا في الحسبان التكلفة غير المباشرة لهذه الحوادث والتي تشتمل على فقدان أيام العمل وفقدان القدرة على الإنتاج وحالات العجز المؤقت وللعجز المستديم فإن التكلفة ترتفع لتصل إلى مليارات الريالات سنوياً ومن الناحية الطبية البحتة فإن التأخر في معاينة وعلاج حالات كسور العظام الناتجة عن الحوادث المرورية مثل كسور عظام الفخذ أو الساق أو الأطراف العلوية أو كسور العمود الفقري قد تكون لها عواقب وخيمة. هذا التأخر نراه يحدث بشكل كبير نتيجة العوامل التالية:

١ - التأخر في نقل المريض المصاب إلى المستشفى.
٢ - عدم وجود الامكانيات البشرية أو الطبية في المستشفى الذي تم نقل المريض المصاب له.
٣ - اكتظاظ غرف الطوارئ في المستشفيات الكبيرة وبالتالي التأخر في معاينة المريض.
٤ - عدم توفر الأسرة الكافية لإدخال هؤلاء المرضى إلى المستشفى.
٥ - إمكانية حدوث نقص في توفر الوقت الكافي في غرف العمليات.


بعض الكسور قد تستلزم تداخلاً جراحياً عاجلاً


وهذه المشاكل التي ذكرناها لا شك أنها توجد في كل مجتمع وبلد يبتلى بزيادة الحوادث المرورية وهي في النهاية قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات نتيجة التأخر في علاج هذه الكسور مثل:
١ - احتمال حدوث التهابات جرثومية في حالات الكسور المضاعفة مما يؤدي إلى صعوبة في التئام الكسر وفي علاجه ويؤدي إلى الحاجة إلى أخذ المضادات الحيوية وإلى إجراء عمليات جراحية متعددة بدلاً من عملية تثبيت واحدة.
٢ - التأخر في استعادة المريض للحركة مما قد يؤدي إلى حدوث الجلطات الهضمية كالامساك وكذلك في الجهاز البولي مثل الالتهابات المتكررة وصعوبة في التبول وكذلك قد يؤدي عدم الحركة إلى ضعف العضلات وضمورها وإلى تيبس المفاصل وإلى حدوث هشاشة العظام في الطرف المكسور.
٣ - التأخر في علاج الكسور يؤدي إلى صعوبة إعادة العظام إلى وضعها الطبيعي وبالتالي فإنه قد يؤثر على وظائف العضو المصاب في المستقبل.

٤ - بعض الكسور مثل كسور عظام الحوض قد تستلزم تداخلاً جراحياً عاجلاً لايقاف النزيف الداخلي المصاحب لها والذي قد يشكل استمراره خطورة على حياة المريض.
٥ - تأخر في علاج هذه الكسور يؤدي إلى تأخير عملية التأهيل والعلاج الطبيعي وبالتالي يؤدي إلى تأخير الشفاء بشكل عام.
٦ - في بعض الحالات التي تصاحبها إصابة للوردة والشرايين أو للأعصاب الطرفية فإن التأخر في العلاج قد يتسبب في موت الطرف المصاب، وبالتالي إلى ضرورة بتره لا سمح الله.
٧ - بالإضافة لما سبق فإن التأخر في علاج هذه الحالات يشكل عبئاً إَضافياً على المريض وعائلته والمحيطين به.


لابد من التعود على استخدام حزام الأمان


من أجل هذه الأسباب فإن الجمعيات الطبية والمؤتمرات الطبية المتخصصة في علاج هذه الإًصابات توصي بضرورة التدخل الجراحي السريع في الحالات التي تستدعي ذلك ، وكذلك بأخذ الاحتياطات اللازمة للحد من حدوث مثل هذه الإصابات وذلك عن طريق التقيد بالأنظمة المرورية مثل استخدام حزام الأمان والتقيد بالسرعة المحددة وبالتزام المسار الواحد في الطريق وبعدم السماح للقصر والأطفال بقيادة السيارات وبضرورة تدريب فرق الإسعاف على تقديم الإسعافات الأولية اللازمة للمصابين.
ونحن هنا بحاجة إلى انتفاضة مرورية شاملة لتحسين الأمان المروري على الطرقات ولمحاولة الحد من العبث والاستهتار من قبل بعض السائقين لكي نستطيع في وقف هذا النزيف البشري والهد في الأرواح والممتلكات لأعز فئة في المجتمع وانني أرجو من كل قارئ وقارئة لهذا المقال بأن يتذكروا أن استخدام حزام الأمان يقلل من شدة الإصابات بحوالي سبعين في المائة وأن استخدامه لا يتطلب جهداً إضافياً.
وقد أدى فرض استخدام الأمان في معظم المقاطعات الكندية منذ بداية التسعينيات إلى إنقاذ العديد من الأرواح وإلى التقليل من الإصابات والكسور بشكل كبير وإلى توفير ملايين الدولارات سنوياً ، ولذلك فإن الوقاية خير من العلاج حتى في هذه الحالات، حمانا الله وإياكم من شر الطرق.[/frame]
دمتم بحفظ الرحمن
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى