الطفل الخاص والمدرسة.. معلومات مفيدة

الطفل الخاص والمدرسة.. معلومات مفيدة

هل يمكن أن يتعلم طفلي الخاص؟ هل يستطيع استيعاب المناهج الدراسية؟ كيف أذاكر له؟ كيف أجعله يندمج مع زملائه؟ ما المدرسة المناسبة له؟... أسئلة كثيرة تشغل أذهان الأسر التي تضم بين أفرادها طفلا خاصا، حاولنا الإجابة عليها من خلال مجموعة من المتخصصين، لتكون مرشدهم وهم في بداية العام الدراسي...

تنمية الذكاء

* ما البرامج التعليمية التي تساعد على تنمية ذكاء الطفل الخاص؟
- يجيب الدكتور" شعبان جاب الله" أستاذ مساعد علم النفس بكلية الآداب– جامعة القاهرة بأن الدراسات الحديثة أثبتت أن الذكاء ينمو من خلال برامج تنمية القدرات العقلية وتنبيهات البيئة المحيطة، موضحا أن الإعاقة العقلية معناها انخفاض مستوى الذكاء عن المتوسط، وهذا الانخفاض له درجات متباينة تنقسم إلى إعاقة خفيفة، ومتوسطة، وشديدة، ومطبقة أو تامة.
وبناء على هذا الاختلاف تختلف إمكانية التعليم بالنسبة لفئة الإعاقة العقلية؛ فأصحاب الإعاقة الخفيفة يمكن تعليمهم المهارات الثلاث الأساسية القراءة والكتابة والحساب، أما الفئة المتوسطة فلديها القابلية للتدريب والاعتماد على النفس والتدريب على مهارات اجتماعية من خلالها يستطيعون التكيف مع المجتمع، كذلك هناك برامج لتنشيط ذكاء الإعاقة الشديدة، أما الإعاقة المطبقة أو التامة فلا أمل في تدريبه ويحتاج إلى رعاية مستمرة.

مراحل التطور

*وهل يمكن أن يتدرج في مراحل التعليم؟

- يؤكد الدكتور "عمر بن الخطاب خليل" مدير مركز معوقات الطفولة- القاهرة أن هناك عدة مستويات للإعاقة: إعاقة عقلية، اضطراب، ومرض عقلي؛ فالمخ يعمل من خلال ثلاث قدرات: انتباه، وإدراك، وذاكرة.
فالانتباه هو مفتاح التشغيل المنبه في حالة حدوث اضطراب، حيث لو عالجنا هذا الاضطراب مبكرا يصبح طبيعيا؛ فالاضطراب مرض وليس تخلفا عقليا، أما التخلف فهو اضطراب مباشر في الذاكرة. فإذا كان تخلفا عقليا معتدلا فيمكن أن يصل الطفل إلى معلومات المرحلة الابتدائية ويمكن ألا يشعر أحد أنه معاق ذهنيا، وإذا كان التخلف متوسطا فيمكن أن يصل إلى الصف الثاني الابتدائي، وإذا كان التخلف حادا ويصاحب الإعاقة الذهنية إعاقة جسدية فهناك العديد من المعاهد التي لديها القدرة على التدريب على الاعتماد على النفس وعلى مهارات اجتماعية من خلالها يمكن مساعدة الطفل على التكيف مع المجتمع إلى جانب تعليمه مهنة.

*ما السن المناسبة لالتحاق الطفل الخاص بالمدرسة؟

- ترى "رباب عبد المنعم حلمي" مدرسة مساعدة بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس أنه من الأفضل قبول التلاميذ المعاقين بالمدرسة من 4 أو 5 سنوات لإعدادهم وتهيئتهم اجتماعيا ونفسيا وتربويا.

*وهل يتم إلحاقه بمدرسة عادية أم خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة؟

- يؤكد الدكتور" شعبان جاب الله" أنه إذا كان الطفل المتأخر عقليا يعاني من درجة إعاقة خفيفة ولا يظهر فرق كبير بينه وبين الأطفال الأسوياء متوسطي الذكاء فإنه يمكن إلحاقه بالمدرسة العادية، أما إذا كانت هناك فروق شديدة في مستوى الذكاء فإن هذا الوضع يؤدي إلى بعض المشكلات التعليمية، فلا يستطيع الطفل المعاق أن يحصل المعلومات والمهارات بنفس المستوى، كما يمكن أن تنشأ لديه بعض المشكلات الانفعالية والقلق، إلى جانب المشكلات السلوكية المرتبطة بالتأخر كالعدوان والحركة الزائدة؛ فهو يحتاج إلى مزيد من الرعاية.
وينصح في هذه الحالة بأن يتم إلحاقه بمدارس التربية الفكرية على أساس أن عنصر التجانس مهم في عملية التدريب والتعليم، أو يمكن إلحاقه بفصل خاص لذوي الاحتياجات الخاصة بالمدرسة العادية أو بمدارس خاصة بهذه الفئة، ويراعى أن يكون عدد التلاميذ في الفصول قليلا لا يتعدى 10 أطفال.
البيئة المدرسية

* ما المعايير لاختيار المدرسة للطفل الخاص؟

- تقول الدكتورة "رباب عبد المنعم حلمي" المدرسة بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس بأن كلفة التعليم والنفقات التي يبذلها الأهل على تعليم أبنائهم لها مردود واضح في البيئة المدرسية، والتي تتمثل في شكل العناية بالتجهيزات والمناخ العام للمدرسة، فكلما زادت النفقات والتكلفة على التعليم تحسنت البيئة المدرسية وأصبحت صالحة لتعليم المعاقين ذهنيا القابلين للتعليم والعكس صحيح، أي كلما قلت كلفة التعليم ونقص الإنفاق عليه انعكس هذا سلبا على البيئة المدرسية وأثر على أسلوب العمل المدرسي اليومي داخل المدرسة فتصبح البيئة المدرسية غير مرغوب فيها وغير مشجعة على تقبل التلاميذ للتعلم والتهيئة للعمل المهني.
وتضيف: كذلك خصائص المدرس ومهاراته لها أثر على النظام المدرسي باعتباره من مؤشرات البيئة المدرسية؛ فتحسين كفاية وإنتاجية المؤسسة التعليمية يقترن في كثير من الأحيان بارتفاع تكاليفها؛ ذلك أن حسن اختيار المدرس الكفء يرفع من الكفاية الداخلية والإنتاجية معا؛ وعند تقدير أجر مدرس ذوي الاحتياجات الخاصة يؤخذ في الاعتبار أن طبيعة هؤلاء التلاميذ تجعل مهمته أصعب؛ لأن التلميذ يحتاج إلى أكثر من التدريس حيث الجهد في تعديل السلوك، فليس من المنطق أن يكون أجره مثل أجر مدرس التلميذ العادي. وتلعب أيضا طرق التدريس والمواد الدراسية دورا كبيرا في رفع الكفاية داخل المدرسة.

*وهل استمراره في التعليم أفضل أم تعليمه مهنة؟

- يجيب الدكتور" شعبان جاب الله" أن هذا الأمر يحكمه الاهتمامات الشخصية والميول؛ فالإنسان الطبيعي السوي متوسط الذكاء يختار مهنة أو حرفة بعيدا عن التعليم، نفس الشيء بالنسبة للمتأخر عقليا؛ فالميول توجه الذكاء إلى الاتجاه الملائم له، ولكن المهم عند إلحاقه بالتعليم المدرسي توفير الحد الأدنى من الذكاء الذي يمكنه من استمرار العملية التعليمية، وهذا الحد هو المستوى المتوسط من الذكاء.

الاحتواء وسيلة للتعلم

*وما دور الأسرة في رعاية الطفل الخاص خلال مراحل تعليمه؟

ترى د. "سلوى أبو السعود" أستاذة مساعدة بكلية طب عين شمس أنه إذا كان الطفل الخاص قابلا للتعليم فيجب أن تدرك الأسرة أولا أنها تعلمه كيف يأتي بأحسن ما عنده، فلا تضع في اعتبارها أن تصل به إلى مرحلة أو مستوى تعليمي معين وإنما تقف به عند المستوى الذي يستطيع أن يصل إليه؛ فليس المطلوب من الأسرة أن يتجاوز طفلها المعاق قدراته وإمكانياته.
فإذا تأكدت الأسرة أن طفلها الخاص قابل للتعلم فيجب أن يجرى له اختبار ذكاء لتحديد قدراته وأن تعامله بالأسلوب المناسب لهذه القدرات؛ فالطفل الخاص يختلف عن الطفل العادي في قدراته والأساليب المناسبة لتعليمه، فهناك الطفل بطيء التعلم الذي نسير معه ببطء يتناسب مع قدراته، ويجب ألا نتعجل تدرجه في المراحل التعليمية فقد يحصل مواد العام الدراسي الواحد في عامين أو أكثر.
كذلك على الأسرة متابعة المنهج المدرسي معه حتى تساعده على الاستيعاب بوسائل مختلفة غير الترديد بالنطق والتلقين النظري، وذلك عن طريق الوسائل البصرية كالصورة، وتوضح له المنهج بأكثر من صورة أو بالتجسيم فيشكل بيديه مما يثبت المعلومة في ذهنه، وتستطيع الأسرة الاستعانة ببرامج تعليم ذوي الاحتياجات المسجلة على شرائط فيديو أو C.D، وهي موجودة في السوق. كما تحتاج الأسرة إلى التذرع بالصبر؛ لأن الطفل الخاص يحتاج إلى التكرار والاستمرار في هذا التكرار على فترات متباعدة خلال أيام أو أسابيع أو أشهر.
وإذا كان التعليم العادي لا يتناسب مع الطفل الخاص فيجب التحول بالطفل إلى وسيلة تعليمية مناسبة لإعاقته، كما نرى بالنسبة للصم والبكم فلهم وسائل خاصة، وكذلك الإعاقات الحركية، والكمبيوتر يعتبر وسيلة تعليمية فعالة لهم؛ فقد رأيت طفلة مصابة بالشلل الدماغي تدرجت في تعلم اللغة الإنجليزية حتى حصلت على الدكتوراة.
وبصفة عامة فإن أهم دور تقوم به الأسرة تجاه طفلها الخاص هو فهمه وتحديد قدراته وميوله الحقيقية لتساعده على التفوق في نقطة معينة.


المصدر
http://www.islamonline.net/arabic/adam/2003/10/article02.shtml
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى