الثقافة الجنسية للمعاقين..مطلب حياة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
الثقافـة الجنسيـة للمعاقيـن.. مطلـب حيـاة
حمدي عبد العزيز
Satellite
ورشة عمل "كن حرا"بعيدا عن الجدل البيزنطي بين الرافضين والمؤيدين لتدريس الثقافة الجنسية للأطفال والمراهقين تكتسب (التربية الجنسية) للمعاقين أهمية قصوى؛ نظرا لأنهم يعدون من أكثر الفئات عرضة للاعتداء والاستغلال الجنسي؛ مما يخلق لديهم مشكلات نفسية لا يمكن علاجها بسهولة، فضلا عن وجود نظرة اجتماعية سلبية تجاه احتياجاتهم الجنسية، حيث يصر البعض على التهديد والتهويل واستخدام العقاب إزاء أي مظهر جنسي جديد. وفي مملكة البحرين لا يبدو أن هذه القضية من الأولويات الملحة، حيث ينصب الجهد الرسمي والمدني في الوقت الراهن حول توفير فرص عمل وسكن مناسب للمعاقين في سياق إستراتيجية الدمج الاجتماعي التي تقوم بها اللجنة العليا للإعاقة.
ورغم ذلك ترى الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة أن برامج الثقافة الجنسية لم تعد ترفا، وإنما هي (مطلب حياة) للمعاقين، حيث إنها تؤدي دورا كبيرا في وقايتهم من الاعتداءات ودمجهم بالمجتمع، ولعل هذا ما يفسر أن برامج تلك الجمعيات لم تعد تقتصر على توعية الأطفال وأولياء أمورهم بمرحلة النمو الجنسي والجسمي وطرق الوقاية من الأمراض الجنسية.
كما تنظم أيضا دورات تدريبية حول السلوكيات المقبولة دينيا واجتماعيا، وأساليب مواجهة التحرش والاعتداءات الجنسية، إضافة إلى دورات تأهيل المقبلين على الزواج، كما يفكر بعضها جديا في إعداد مدربين من المعاقين أنفسهم ليدربوا نظراءهم ويوعوا المجتمع بقضايا الثقافة الجنسية.
كن حرا
قالت رنا الصيرفي (مديرة مركز "كن حرا" التابع لوزارة التنمية الاجتماعية): إن المركز تأسس انطلاقا من شعار "الوقاية خير من العلاج"، حيث يعمل على تمكين الأطفال والمراهقين من ذوي الإعاقة من مهارات أساسية تساهم في حمايتهم من التعرض للاعتداء بمختلف أشكاله، وخصوصا الاعتداء الجسدي والاعتداء العاطفي والاعتداء الجنسي.
وأضافت أن الدورات التي ينظمها المركز لا تتطرق إلى الجنس بشكل مباشر، وإنما تزيد من ثقة الطفل في نفسه ليكون أكثر قدرة على مواجهة المواقف المختلفة التي قد يتعرض لها، حيث إننا لا نتحدث عن قوة المعتدي، وقدرته على إيذاء الطفل، لأن هذا يجعل الطفل خائفا ومنهزما منذ البداية، ونركز بدلا من ذلك على قوة الطفل وقدرته على التصرف بذكاء.
وأشارت رنا الصيرفي إلى أن "كن حرا" قد أطلق مؤخرا برنامجا خاصا للأطفال والمراهقين من ذوي الإعاقة بعد مشروع تجريبي استمر لأكثر من 4 سنوات بعنوان: "أنا طفل قوي، وذكي، وآمن.. رغم إعاقتي"، يركز على فئات أربع من المعاقين، وهم: المكفوفون، والصم والبكم، وذوو الإعاقة الحركية، وذوو الإعاقة الذهنية البسيطة، ويشمل البرنامج مهارات الحماية لكل فئة من هذه الفئات، بحيث تناسب احتياجاته وقدراته.
تأهيل المكفوفين

Satellite
عبد الواحد الخياط
أكد عبد الواحد الخياط (رئيس المعهد السعودي البحريني للمكفوفين) أن المعهد اهتم بقضية الثقافة الجنسية منذ تأسيسه عام 1974، نظرا لأنه كان يضم طلبة وطالبات من جميع الجنسيات وعلى أعتاب فترة المراهقة، وهو ما كان يتطلب منا دائما أن نفتح أعيننا ونزيد من جرعات التوعية الإسلامية لكي ننجح في مساعدة الطلاب على تجاوز الكثير من المشكلات. وأشار إلى أن المعهد استفاد من دورات مركز "كن حرا" في توعية الطلاب والطالبات وأولياء الأمور بمفهوم التحرش الجنسي وأنواعه وطرق مواجهته، كما زاد من تواصله مع أولياء الأمور بالنشرات والكتيبات التعريفية ومن خلال المرشدات الاجتماعيات بهدف توعيتهم بطرق الوقاية من التحرش الجنسي، والتعامل الأمثل مع أبنائهم في مرحلة المراهقة والبلوغ. وقال إن هناك كثيرا من الزيجات الناجحة بين خريجي المعهد، نظرا لأن المكفوفين يملكون ثقافة جنسية ممتازة ناتجة عن الاطلاع وتصفح مواقع الإنترنت داخل المعهد، والتعاون مع جمعية الصداقة للمكفوفين في تنظيم العديد من الدورات وورش العمل التثقيفية المتعلقة بتأهيل المقبلين على الزواج.
مراهقات متلازمة داون
تذكر دعاء سليمان موسى (أخصائية التربية الخاصة في مركز العناية بمتلازمة داون بالجمعية البحرينية لمتلازمة داون) أن التثقيف الجنسي لمن لديهم متلازمة داون (نوع من الإعاقة الذهنية بدرجاتها المرتفعة والمتوسطة والبسيطة) يشمل أولياء الأمور والأبناء معا؛ نظرا للحاجة إلى توعية الأسرة بالنمو الجسمي والجنسي لأبنائهم من ناحية، وتدريب هؤلاء الأبناء على حماية أنفسهم وعدم التجاوز في أى سلوكيات سلبية تجاه الآخرين من ناحية أخرى.
وقالت إن مركز العناية بمتلازمة داون ينظم باستمرار دورات للوالدين للتعامل مع النمو الجسمي والجنسي وتدريب المراهقين عموما والمراهقات على وجه التحديد حول السلوكيات الدينية والاجتماعية المقبولة، مشيرة إلى أن المظاهر الجنسية عند الإناث ممن لديهن متلازمة داون تظهر في وقتها الطبيعي بين عمر 11 سنة و13 سنة، كما تبدأ العادة الشهرية عند البنات في نفس الوقت أو متأخرة قليلا عن البنات الأخريات.
وأكدت أن الغالبية منهن تتعلم العناية بالنفس أثناء الدورة الشهرية، ويستطعن فهم أن ذلك جزء من عملية التحول من طفلة إلى فتاة ناضجة، ولكن ذلك الأمر لا يتم بنجاح إلا بتعاون الأمهات من أجل تعليم الابنة استعمال الفوطة الصحية، والتعامل مع بعض الآلام الناتجة عن الحيض دون فزع من رؤية لون الدم.
وأضافت أن الدورات التي ينظمها المركز للأمهات تتناول نقاطا مثل: الاستعداد لمرحلة المراهقة لدى بناتهن بإعطائهن معلومات عن الدورة الشهرية قبل بدايتها، والتحدث مع المراهقة عن الانفعالات والأحاسيس المتوقعة بالقول إنه مع بدء حدوث الدورة ربما تشعرين بالحزن أو تكونين بحالة مزاجية سيئة، وإن تغيرات سوف تحدث في الجسم، وهذا يعتبر طبيعيا، كما أنك سوف تشعرين بتحسن بمجرد بدء تدفق الدم.
كما تجيب هذه الدورات عن عدد من الأسئلة الشائعة لدى أولياء الأمور، ومنها: هل ستكون دورات ابنتي مماثلة لأي فتاة أخرى طبيعية؟ وهل ستتعرض ابنتي لأي ألم أو توتر قبل الحيض؟ وكيف يمكن لابنتي التأقلم؟
إنسان منتج وفاعل
سعيا منها إلى تعزيز ثقة المعاقين بأنفسهم ومساندتهم لإكمال مشوار حياتهم بنجاح، والتأكيد على قدرتهم على العمل والزواج، واكتشاف طاقاتهم الإبداعية، وتوعية وتأهيل عائلة المعاق بكيفية التعامل معه نفسيا وتربويا، أطلقت جمعية الكلمة الطيبة مشروعا بعنوان: "المعاق إنسان فاعل ومبدع" يتضمن أنشطة وفعاليات تستمر على مدار العام الجاري 2009، ومن بينها برنامج متكامل للتثقيف الجنسي للمعاقين سوف تنظمه الجمعية عقب شهر رمضان المبارك.
وحول البرنامج الجديد قال عبد العزيز راشد السندي (نائب رئيس الجمعية ورئيس اللجنة الإعلامية) إنه سيشمل محاضرات وورش عمل ودورات تدريبية حول أهمية نظافة الأعضاء التناسلية، والتدريب العملي على ذلك بمجسمات لها، كما يشمل لقاءات توعية حول طرق التعامل مع الاعتداءات والتحرشات الجنسية، وتثقيف المقبلين على الزواج من المعاقين والمعاقات.
يتضمن المشروع أيضا –كما يذكر السندي- دورة تدريبية لأولياء الأمور تحت عنوان: "متطلبات التعامل مع مرحلة المراهقة والثقافة الجنسية لذوي الإعاقة الذهنية" بالتعاون مع قسم صحة المراهقين بوزارة الصحة، ومخيما تواصليا يهدف لإتاحة الفرصة للأطفال المعاقين للتعارف واكتساب المهارات الاجتماعية فيما بينهم، وتعويدهم الاعتماد على النفس بما يكسبهم نوعا من الاستقلالية والثقة بالنفس، فضلا عن أنه يتيح أيضا الفرصة لمرافقي الأطفال من العاملين في مجال التربية الخاصة وأفراد أسرهم للتعارف معهم وتبادل الخبرات والمعلومات والترويح عنهم.
المعاق مدربا!
بدوره أكد حسين الحليبي -رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين– أن الجمعية تسعى إلى أن يكون للمكفوفين دور في توعية المجتمع بالثقافة الجنسية التي تتناسب مع خصوصية المجتمع البحريني وعدم الاقتصار على أن يكون متلقيا ومتدربا.
وأشار إلى أنه شارك قبل نحو ثلاث سنوات في برنامج للتوعية الجنسية بتونس بدعوة من الاتحاد الوطني التونسي للمكفوفين بالتعاون مع الجمعية التونسية للصحة الإنجابية، حيث حضره بصفته كفيفا وعضوا بالجمعية البحرينية للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، مضيفا أن هذا البرنامج يهدف إلى تثقيف المكفوفين وتشكيل فرق مدربين منهم لتدريب المعاقين وغيرهم على الثقافة الجنسية، وتدرس (الصداقة) نقل التجربة إلى البحرين حتى يكون للمعاقين دور فعال في توعية زملائهم ومجتمعهم.

مراسل شبكة إسلام أون لاين.نت في البحرين.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى